Translate

الجمعة، 12 أغسطس 2022

ج4.كتاب المواعظ ل عبد الرحمن اليحيا التركي

 

ج4.كتاب المواعظ ل عبد الرحمن اليحيا التركي

جدول المحتويات الجزء الرابع

م

الموضوع

رقم الصفحة

1

الحكمة  اعظم عطاء الهي

4

2

حجاب الذكر

8

3

الحج تدريب اخلاقي

10

4

حسن العهد من الايمان

13

5

اربعه اعمال اجرها على الله

16

6

الهجرة الى الله والهجرة المضاده

19

7

الهداية واسباب الثبات عليها

25

8

افضل ايام الدنيا العشر

32

9

الحجاب الشرعي يحفظ للمراة عزتها الطحان

37

10

يا ليت شعري انا من انا

43

11

حجاب الذكر

45

12

المحبة والمودة شرح حديث لاتحاسدوا

47

13

خصماء الله القسم الثاني

53

14

خصماء الله القسم الاول

59

15

قيمة الزمن

63

16

شرح حديث ما ذئبان جائعان

66

17

السكينة في الحج

70

18

الحج ليس نزهه

73

19

عاشوراء ودروس من قصة موسى سته

74

20

افضل ايام الدنيا العشر نوه الله عليها في القران

79

21

اعظم نعمه والثبات عليها

84

22

عبادة الحج وشرئطه

91

23

كيف عرفت ربك

95

24

ازرة المؤمن

100

25

شرح حديث  معاذ الى اهل اليمن

106

26

شرح خديث ابي جري الجهيمي ادعوا الى الله

111

27

 

 

28

 

 

29

 

 

كتاب المواعظ الجزء الرابع

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى اللهم لك الحمد اكملة واتمه واجمله وباتم ما تحمد عليه النعمة ونسال وان تبارك لي فيها وان يكون الشكر لك كذلك

وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

اللهم لا تعذب لسانا كل ما يروي عنك،ولا تخيب رجاء منوطا بك ولا قلبا يشتاق إليك ولا عينا تنظر في ملكوتك ولا أذنا تستمع إلى كلامك اللهم  اجعلنا ممن تعلم وعمل ودعا الى ما عمل به وعلمه وثبتنا على الحق في جميع احوالنا.

هذه المواعظ أيها الأخوة هي سلسلة يومية القيتها في صلاة الظهر كل يوم  لعامةالناس  لعام  ألف وأربعمائة وثلاثة وثلاثون 1433 للهجرة  الجزء الرابع ونحن لانعلم الناس من جهل فقط بل نذكرهم اذا غفلوا ونذكرهم اذا نسوا فيحصل فائدتان التذكير و زيادة الايمان

تم بحمد الله.

أخي الحبيب المبارك– رعاك الله

لا نقصد من نشر هذه المادة القراءة فقط أو حفظها في جهاز الحاسب. بل نأمل منك تفاعلا أكثر من خلال:- إبلاغنا عن الخطأ الإملائي أو الهجائي كي يتم التعديل.- نشر هذه المادة في مواقع أخرى على الشبكة.- مراجعتها ومن ثم طباعتها وتغليفها بطريقة جذابة كهدية للأحباب والأصحاب. في حال إمكان ذلك بنا لتبني طباعتها ككتاب يكون صدقة جارية لك.أخي الحبيب لا تحرمنا من دعوة صالحة في ظهر الغيب. من خلال اقتراحاتك وتوجيهاتك لأخيك يمكن أن تساهم في هذا العمل الجليل.

اللهم اجعل هذا العمل خالصا لوجهك الكريم موجبا لرضوانك العظيم. للتواصل مع اخوكم/     abonemr99@gmail.comكتبه  عبدالرحمن التركي

 

 

الحكمة اعظم عطاء الهي

حديثي اليوم معكم عن الحكمة فهي اعظم نعمة يلهمها الله الانسان فيعيش حياة هادئه وهانئة ومستقره فالحكمة تسعد بزوجة من الدرجة الخامسة  وبغير الحكمة تشقى بزوجة من الدرجة الاولى بالحكمة تسعد بالقليل من المال وبغير الحكمة تشقى بالكثير من المال بالحكمة تحل المشكلة بكلمة واحده وبغير الحكمة تتسبب في مشكلة بكلمة واحده  بالحكمة تجعل عدوك صديقا لك وبغير الحكمة تجعل صديقك عدوا لك بالحكمة تكسب قلوب الناس وبغير الحكمة تخسر الناس

يقول الله تعالى ( يُؤْتِي الحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ } والحكمة اعظم عطاء يعطيه الله عبادة فالحكمة هي وضع الشيء في موضعه والعلم هو ادراك الشيء على ما هو عليه ادراكا جازما وقيل العلم َ: بأنهُ علاقةٌ ثابتة بينَ شيئين مقطوعُ بصحتها, يؤكدّها الواقع عليها دليل والجهل عرف بانه ما خالف الواقع واضرب لكم مثال حملت كاس ماء فقلت ما هذا الذي احمله فقيل هذا ابريق فقلت لا هذا كاس ماء وقال اخر هذا فنجان قهوة فقال لا هذا كاس ماء فالعلم فهم الشيء على واقعه بحجمة الحقيقي

اذا تصورنا هذا فالعلم وحده لاينفع مالم يصاحبه عمل اذن العلم ادراك الشي على واقعه  والحكمة سلوك  ومعناها ان تكون موفق ومسدد تقول اللهم وفقني في كل قول وعمل واعصمني من كل خلل وزلل كما قال العلماء ما نزل من السماء شيء اعظم من التوفيق ( وما توفيقي الا بالله ) فالحكمة تاتي من الله والسبب ان الانسان اذا استقام على امر الله وفقه الله وسدده فاذا نظر نظر بنور الله واذا نطق نطق بتوفيق الله  فاكبر ثمرة للايمان ان تتمتع بالحكمة

فكلما كنت مع الله  تمتعت بالحكمة  فتقول الكلمة المناسبه في الوقت المناسب وبالحجم المناسب مع الشخص المناسب

ومن هنا اذكر بعض المواقف تدل على الحكمة وتدل ايضا على الحماقه

نبينا محمد صلى الله عليه وسلم  سيد الحكماء عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ لَمَّا أَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَعْطَى مِنْ تِلْكَ الْعَطَايَا فِي قُرَيْشٍ وَقَبَائِلِ الْعَرَبِ وَلَمْ يَكُنْ فِي الْأَنْصَارِ مِنْهَا شَيْءٌ وَجَدَ هَذَا الْحَيُّ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى كَثُرَتْ فِيهِمُ الْقَالَةُ حَتَّى قَالَ قَائِلُهُمْ لَقِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْمَهُ فَدَخَلَ عَلَيْهِ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ هَذَا الْحَيَّ قَدْ وَجَدُوا عَلَيْكَ فِي أَنْفُسِهِمْ لِمَا صَنَعْتَ فِي هَذَا الْفَيْءِ الَّذِي أَصَبْتَ قَسَمْتَ فِي قَوْمِكَ وَأَعْطَيْتَ عَطَايَا عِظَامًا فِي قَبَائِلِ الْعَرَبِ وَلَمْ يَكُنْ فِي هَذَا الْحَيِّ مِنَ الْأَنْصَارِ شَيْءٌ قَالَ فَأَيْنَ أَنْتَ مِنْ ذَلِكَ يَا سَعْدُ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَنَا إِلَّا امْرُؤٌ مِنْ قَوْمِي وَمَا أَنَا قَالَ فَاجْمَعْ لِي قَوْمَكَ فِي هَذِهِ الْحَظِيرَةِ قَالَ فَخَرَجَ سَعْدٌ فَجَمَعَ النَّاسَ فِي تِلْكَ الْحَظِيرَةِ قَالَ فَجَاءَ رِجَالٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ فَتَرَكَهُمْ فَدَخَلُوا وَجَاءَ آخَرُونَ فَرَدَّهُمْ فَلَمَّا اجْتَمَعُوا أَتَاهُ سَعْدٌ فَقَالَ قَدِ اجْتَمَعَ لَكَ هَذَا الْحَيُّ مِنَ الْأَنْصَارِ قَالَ فَأَتَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِالَّذِي هُوَ لَهُ أَهْلٌ ثُمَّ قَالَ يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ مَا قَالَةٌ بَلَغَتْنِي عَنْكُمْ وَجِدَةٌ وَجَدْتُمُوهَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَلَمْ آتِكُمْ ضُلَّالًا فَهَدَاكُمُ اللَّهُ وَعَالَةً فَأَغْنَاكُمُ اللَّهُ وَأَعْدَاءً فَأَلَّفَ اللَّهُ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ قَالُوا بَلِ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمَنُّ وَأَفْضَلُ قَالَ أَلَا تُجِيبُونَنِي يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ قَالُوا وَبِمَاذَا نُجِيبُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ الْمَنُّ وَالْفَضْلُ قَالَ أَمَا وَاللَّهِ لَوْ شِئْتُمْ لَقُلْتُمْ فَلَصَدَقْتُمْ وَصُدِّقْتُمْ أَتَيْتَنَا مُكَذَّبًا فَصَدَّقْنَاكَ وَمَخْذُولًا فَنَصَرْنَاكَ وَطَرِيدًا فَآوَيْنَاكَ وَعَائِلًا فَأَغْنَيْنَاكَ أَوَجَدْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ فِي لُعَاعَةٍ مِنَ الدُّنْيَا تَأَلَّفْتُ بِهَا قَوْمًا لِيُسْلِمُوا وَوَكَلْتُكُمْ إِلَى إِسْلَامِكُمْ أَفَلَا تَرْضَوْنَ يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالشَّاةِ وَالْبَعِيرِ وَتَرْجِعُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رِحَالِكُمْ فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الْأَنْصَارِ وَلَوْ سَلَكَ النَّاسُ شِعْبًا وَسَلَكَتِ الْأَنْصَارُ شِعْبًا لَسَلَكْتُ شِعْبَ الْأَنْصَارِ اللَّهُمَّ ارْحَمِ الْأَنْصَارَ وَأَبْنَاءَ الْأَنْصَارِ وَأَبْنَاءَ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ قَالَ فَبَكَى الْقَوْمُ حَتَّى أَخْضَلُوا لِحَاهُمْ وَقَالُوا رَضِينَا بِرَسُولِ اللَّهِ قِسْمًا وَحَظًّا ثُمَّ انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَفَرَّقْنَا

فبحكمته صلى الله عليه وسلم احتوى الموقف وعالج ما وقع في نفوسهم بهذه الكلمات

وفي المقابل تاجر اقمشه اختلف مع احد عماله فطرده فذهب واشتكاه عند الجمارك بان عنده بضاعه غير نظاميه  كلفته الشكوى 600 الف ومن شدة غضبه اخرج المسدس وقلت المبلغ حكم عليه بالسجن ثلاثين سنة  ودمر حياته واسرته واختفى من المجتمع وفقد حريته ولو كان حكيما ما قتل ولمن صبر وغفر ان ذلك من عزم الامور

وايضا يقول احد المشائخ حضرت مؤتمر فيه طبيبات واطباء وكانوا جالسين امامي فسئلت عن حكم مصافحة النساء لو قلت الاجابة الشرعية وقعوا في حرج شديد فقلت ملكة بريطانيا في القانون عندهم لايصافح الملكة الا سبعه وعندنا في الشريعه لايصافح المراة الا سبعه رجال وهم محارمها

وكلما كنت بعيدا عن الله ارتكبت الحماقة تلوا الحماقة ولا تحسبن الحماقة خاصة بالاغبياء بل حماقات الاذكياء لاتوصف ( واضله الله على علم  ) فيكون تدمير الرجل بتدبيرة  لايوفق لايسدد كما قال الله  ( يخربون بيوتهم بايديهم )  الله قد يعطي الكافر والفاجر ذكاء ولكن عقله يرديه يفكر ويفكر ويفكر ثم يرتكب حماقه يدمر بها نفسه ويفسد كل ما اصلحه في لحظة غضب

ولذلك مستحيل الف  مرة ان يكون الكافر حكيم  فقد يدعي الكفار الرحمة والحكمة والعدل وان عندهم حقوق الانسان وحقوق الحيوان في قيم كثيرة ومثاليات عالية ولكن الله يضعهم في ظروف صعبه فتذهب  اخلاقهم وينقلبون الى وحوش كاسره  فعندهم بعض القيم ولكن اذا هددت مصالحهم لايرحمون ولذلك اذا وضعت مبادي الكفار وقيمهم في الميزان فليس عندهم أي قيم  ولا أي مبادي على وجه الحقيقه

الخلق الايمان خلق اصيل لايتاثر بردود الافعال ولا بتحقيق مصلحه ولا بتعطيلها ولا يتاثر باقبال الدنيا ولا بادبارها لان اغلب الناس يبني خلقه على ردود الافعال  يصل من وصله ويقطع من قطعه ويزور من زاره ويعزي من عزاه فليس هذا سلوك ايماني انما سلوك مصلحي ففي البخاري ( ليس الواصل بالمكافي ولكن الواصل الذي اذا قطعت رحمه وصلها )  الخلق الايماني ادي الامانة الى من ائتمنك ولا تخن من خانك ) الاخلاق ليست قاصرة على التاثير على الاخرين انما تكمن في ضبط النفس عند الرغبه والرهبه والشهوة والغضب

ومن ثم  اخلاق الكفار تبنى على المصالح فهم اصحاب قيم  واخلاق اذا مصلحتهم تقتضي ذلك واذا تضررت مصالحهم فهم وحوشا كاسره لاترحم

ومن السذاجة قول بعضهم ذهبت الغرب فوجدت اسلام بلا مسلمين اولا الغرب كلهم عبيد للمال ان اعطوا رضوا وان لم يعطوا اذا هم يسخطون وشياطين ووحوش كاسره انانيون

واذا عرف هذا كله

قالوا فرق بين ان تكون حكيما بتوجيه الله وبين ان تكون حكيما تبتغي مصلحة ماديه

ولذلك قالوا اكبر عطاء الهي ان تكون حكيما فالحكمة توفيق وسداد والتوفيق يحتاج الى استقامة على امر الله فتعيش حياة هانئة وهادئة ومستقرة

وفي المقابل قالوا اعظم عقاب الهي الحماقة وهي اعيت من يداويها فحينما يكون العبد احمق واخرق وعنده رعونة تجعله يرتكب حماقات يدفع ثمنها العمر كله فبغير الحكمة لاتوفق ولا تسدد ترتكب حماقه تلو الحماقه فهما كان المرء ذكيا ومهما كان عاقلا اذا انقطع عن الله فهو يرتكب حماقه تلو الحماقه ومصيبة تلو المصيبة و معصية تلو المعصيه وحياته كلها جحيم لايطاق وحياته غير مستقره

كتبه عبدالرحمن اليحيا التركي في 10/11/1433هـ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

حجاب الذكر

حديثي معكم اليوم عن حجاب الذكر من النار وانه سبب للوقاية من النار ومن المعاصي فعن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "خُذُوا جُنَّتَكُمْ" قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَمِنْ عَدُوٍّ حَضَرَ؟ فَقَالَ: "خُذُوا جُنَّتَكُمْ مِنَ النَّارِ، قُولُوا: سُبْحَانَ اللهِ وَالحَمْدُ للهِ وَلا إِلَهَ إِلا الله وَالله أَكْبَرُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللهِ فَإِنَّهُنَّ يَأْتِينَ يَوْمَ القِيَامَةَ مُسْتَقْدِمَاتٍ وَمُسْتَأْخِرَاتٍ وَمُنجيَاتٍ وَهُنَّ البَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ". أخرجه النسائي فى الكبرى (6/212

قال : خذوا جنتكم ( من النار ) أي وقايتكم من نار جهنم ومنه قيل للترس جنة ومجنة لأن صاحبه يتستر به قالوا : يا رسول اللّه كيف نفعل قال : ( قولوا سبحان اللّه والحمد للّه ولا إله إلا اللّه واللّه أكبر ) فإنهن يعني ثواب هذه الكلمات ( يأتين يوم القيامة مقدمات ) لقائلهن ( ومعقبات ومجنبات وهن الباقيات الصالحات ) المشار إليهن في القرآن سميت معقبات لأنها عادت مرة بعد أخرى وكل من عمل عملاً ثم عاد إليه فقد عقب وقيل المعقب من كل شيء ما خلف لعقب ما قبله كذا في مسند الفروس وفيض القدير للمناوي

اما قوله مجنبات وفي رواية منجيات فعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ , أَنَّهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ عَمَلًا قَطُّ أَنْجَى لَهُ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ " مسند الإمام أحمد رقم  21508

وهن الباقيات الصالحات :

قال الشنقيطي – رحمة الله تعالى عليه في اضواء البيان - :وأقوال العلماء في الباقيات الصالحات كلها راجعة إلى شيءٍ واحدٍ وهو الأعمال التي ترضي الله سواء قلنا إنها " الصلوات الخمس " كما هو مروي عن جماعة من السلف منهم : ابن عباس وسعيد بن جبير وأبو ميسرة وعمر بن شرحبيل ، أو أنها : " سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله  العلي العظيم " ، وعلى هذا القول جمهور العلماء ، وجاءت دالة عليه أحاديث مرفوعة عن أبي سعيد الخدري وأبي الدرداء وأبي هريرة والنعمان بن بشير وعائشة – رضي الله عنهم

من ثم يقول مقيده عفا الله عنه

الذكر شانه عظيم ومنزلته عاليه ولا تحلو الدنيا والاخرة الا بذكر الله حتى انه في الاخرة ترفع جميع التكاليف ما عدا الذكر دعواهم فيها سبحانك اللهم

ويلهمون التسبيح في الجنة كما يلهم احدنا النفس فنحن  نتنفس تنفسا لا اراديا

وفي الذكر من الخير والبركه ما يخطر للعبد على بال ففي الحديث ( الا انبئكم بخير اعمالكم وازكاها عند مليككم .......الى ان قال  الذكر )

واعظم الذكر العهد الذي بيننا وبين الله  كلمة التوحيد

الذكر فيه سر عجيب في صلاح العبد وتقواه وثباته على طاعة الله

الذكر فيه سر عجيب في الفتح والتوفيق والتيسير  وكان نبينا يذكر الله في كل احيانه سبق الفردون فقيل وما المفردون فقال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات

اسعد الناس في الدنيا والاخرة من الهمه الله ذكره وشكره وحسن عبادته

والله ما قست قلوبنا ولا ضاقت صدورنا ولا تسلطت علينا الشياطين فاذتنا في ديننا ووابداننا الا لما غفلنا عن الذكر ولا وقعنا في المعاصي الا حينما غفلنا عن ذكر الله نسوا الله فانساهم انفسهم

اه من حالي وقالي ليتني في الذاكرينا  ايها الناس استجيبوا ان دعيتم للنجاة

كتبه عبدالرحمن اليحيا التركي في 12/11/1433

 

 

 

 

 

 

 

 

الحج تدريب اخلاقي في ظروف صعبه

جعل الله الحج يؤدي في مكان معين وفي زمان معين وباعمال معينة  بخلاف بقية اركان الاسلام فبامكان كل واحد منا ان يصلي في اي مكان ويصوم ويدفع الزكاة وينطق بالتوحيد باي مكان الذي هو واجب الوقت فلا يجوز ان ينفك عنه لحظه  الا الحج جعلة الله في بيته الحرام

وشاءت حكمة الله ان يكون الحج في بلاد حارة جدا ولا نبات فيها كما قال ابراهيم بواد غير ذي زرع فاراد الله ان يعطل كل اسباب الراحة الجسمية كلها من منظر جميل الى هواء عليل اضافة الى التقيد بمحظورات الاحرام  والتخلي عن كل اسباب الرفاهية فمنعه من التعطر ومن الحلاقة ومنعه من النكاح  تصور لو كان الحج في بلاد جميلة ونسمات عليه لصار الحج سياحه وليس عبادة

الحج شعيرة عظيمة يخرج الحاج عن اهلة ووطنه ويخرج عن الفه وعن الرفاهية والغرض  من هذا كله لانه  ابلغ في التعبد لله وتعظيما لهذه الشعيرة واشغال العبد بما هو اهم وهو التفرغ لذكر الله وحتى ينال الاجر العظيم  والمختصر المفيد كما قال الله ( ليشهدوا منافع لهم )  فالله عطل كل اسباب الراحة الجسمية حتى يخلص القصد له فلا يدفع الحاج للحج سوى التقرب الى الله فليس فيها منظر جميل ولا هواء عليل بل هناك حر شديد لايطاق وزحام وظروف صعبة جدا   ولو تاملت اعمال الحج  ومناسكه واركانه واعماله كلها تمرين على طاعة الله  والانقياد له فيتقلب الحاج بين مكة ومنى وعرفات ومزدلفه يقيم ويرحل ويمكث وينتقل ويخيم ويقلع  هو طوع الاشارة ورهن الامر فليس له ايراده ولا حكم  فالحاج بين نزول وارتحال ومكث وانتقال ووصل وهجر وحل وعقد ومع هذا كله لا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج  ومما يحسن ذكره في بيان ان اعمال الحج كلها تمرين على طاعة الله  والتقيد باوامره امراة تسال احد العلماء قالت هناك من يعقد عقد قران صوري بين رجل وامراة من اجل الحج وهو لايحل لها فقال عقد الزواج  اخطر عقد في الاسلام واقدس عقد فكيف تطيع الله من حيث تعصاه  وهل هذه المراة تعبد الله على مزاجها ام وفق منهج الله الم تسمع هذه المراة هذا  الحديث ( لايحل لامراة تؤمن بالله واليوم الاخر ان تسافر مسير يوم وليلة الا مع ذي محرم )

انا اعجب كل العجب ممن يريد ان يعبد الله بغير ما شرع الله ينبغي ان نعبد الله وفق شرع الله واذا تبين هذا كله

1- الحج تدريب اخلاقي في ظروف صعبه لكي يبرهن الله لنا اننا تستطيع فعل هذا في ظروف ايسر من هذه الظروف لاشك ان الحج يجتمع فيه ضيق المكان وكثرة الحجاج وتعطل حركة السير فيضطر الحاج الى المشي في الزحام والحر وتباعد الاماكن وقد يكون الرفقة غير مهيئة للمشي او الامتعة كثيره ومطلوب من الحاج ضبط اخلاقة فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج تصوروا لو عاد هذا العدد الكبير بعد ان تلقوا هذا التدريب في هذه الظروف الصعبة كم ستنزل عليهم من الرحمات والمغفرات

2- اهمية التسامح في الحج والعفو لانها سوف تتداخل المصالح ويتنافس الحجاج والاهم من هذا رد المظالم فورا انا رايت الحجاج وهم يزدحمون على الركوب في الباصات وحينما ركبوا وقف احد الحجاج وطلب منهم اجرة الركوب واخذ منهم عن كل نفر خمسين ريالا ثم اختلفوا واتفقوا على عشرة ريال فنزل من الباب الخلفي وهرب بالمبلغ الذي جمعه حوالي اربعمائة ريال وكان هذا الامر في طواف الوداع ينبغي ان ننفض عنال اثقال الذنبوب نحن في زمان الكثير ياكل ولا يشبع ومنهم من يكسب ولا يجمع ومنهم من يجمع ولا يبارك له فيه والكثير لايبالي بالحلال المهم ان يكسب من حلال او من حرام فينبغي ردا المظالم فورا وننفض عنا اثقال الذنوب لكي نتطهر لسنا ملائكة ولكن العيب كل العيب الاصرار على المعاصي

3- حينما يشعر الحاج ان الله سيغفر له ما مضى ويبدا صفحة جديدة كيوم ولدته امه فقد يحج الحاج حجة واحدة كفيلة بمفغرة ما مضى كله فيشتاق للمغفرة ولك ان تتصور حالات الحجاج بعد الانتهاء من الحج منهم من حجه مبرورا ومنهم من حجة مغفورا له ومنهم من حجه مردودا اما الحج المبرور فعلامته ان يرجع زاهدا في الدنيا راغبا في الاخرة فيكون عنده انابة الى دار الخلود واما المغفور له فيرجع من حجة بحال غير الحال التي ذهب بها فيرجع محافظا على الصلاة وترك الدخان وتاب الى الله واما المردود فيرجع ولا يتغير من حاله شيء يذهب تاركا للصلاة ويرجع وهو تاركا للصلاة

4- التلبية معناها جميل وهي شعار الحج ومعناها جئتك يالله طالبا لمرضاتك وفضلك جئتك من اجلك وحدك وليس من اجل الدنيا ثم انك لاتلبي الا لمن تحب وتعظم

5- ديننا عنوانه التوحد فنحن نحج في مكان واحد وزمان واحد وفي مكان ضيق حتى نتوحد ونبتعد عن الفرقة والاختلاف فيتجلى فيه الوحدة الاسلامية لقاء سنوي متجدد خالد الى يوم القيامة فتتجرد جميع الشعوب عن جميع ملابسها وازيائها التي تتميز بها ويلبس الجميع لباس الاحرام حاسرين عن رؤوسهم متجردين عن لباس الدنيا فيستوي الجميع قادة الامة وعامتها لافرق بين ابيض واسود ولا عربي ولا عجمي فتتجلى الوحدة الاسلامية في اللباس وفي الهتاف وشعارهم واحد لبيك اللهم لبيك وكلهم في هذه المشاعر تشغلهم اشغال واحدة وما دام الحج فريضة خالدة وباقية الى يوم القيامة فالمسلمون لاتبتلعهم القوميات ولا العنصريات ولا الوطنيات ولا اللغات كما ابتلعت امما كثيرة ولذلك اسلم بعض الكفار وبالاخص ممن يرون عندهم التفرقة يقول احد الدعاة انا عشت في امريكا عام 1970 م في تلك الفترة كانت حركة المسلمين السود، حركة ألايجا محمد الذي ادعى النبوة، وادعى شيئا أخطر من النبوة، ادعى أن الكون له إلهين: إله أبيض وإله أسود، الإله الأبيض هو إله الشر، والإله الأسود هو إله الخير، أي جنون هذا! وسمى جماعته “المسلمون السود”، وكان من أتباعه رجل عظيم، خطيب مفوه، عاقل، صاحب قدرات فذة اسمه مالكولم إكس، وكان هو الشخص الرئيسي الذي استخدمه ألايجا – المدعي للنبوة – في تجميع الناس حوله، وكانت قدرة مالكولم إكس على تجميع الناس والخطابة والتأثير فيهم أضعاف قدرة ألايجا محمد،) وشاء الله ان هذا المتحدث المفوه يحج فترك هذه الجماعة المنحرفة وانضم إلى أمة الإسلام الحقيقية بسبب الحج فيقول عن نفسه: فرأيت الأبيض مع الأسود مع الأصفر مع الأحمر لا فرق بين أحد منهم، رأيت الكل يتجه نحو إله واحد، الكون ليس له إلهين، إله واحد، لا إله إلا هو سبحانه وعرف الانحراف الذي ادعاه ايجا محمد وهلك الايجا وورثة الخطيب وقاد المسلمين وابعدهم عن الانحراف والشرك بسبب الحج

 

 

 

 

 

 

 

 

 

حسن العهد ايمان

حديثي معكم اليوم عن حسن العهد عقد البخاري في صحيحه في كتاب الأدب باباً فقال:باب حسن العهد من الإيمان و اخرج الامام الحاكم والبيهقي عن عائشة قالت قال رسول الله (ان حسن العهد من الايمان )

العهد له معان كثيرة ومعناه في هذا الحديث حسن العشرة وحفظ الود يقول الامام الشافعي الحر يحفظ وداد لحظة وتعليم لفظه

بعض الناس تقدم له خدمات تلو الخدمات وتحسن اليه الاحسان تلو الاحسان فيكون حاله كما قال الناظم

علمته الرماية فلما اشتد ساعده رماني وكم علمته نظم القوافي فلما قال قافية هجاني

وهذا طبع الليم مثل الثعبان الذي تربيه في حجرك فاذا  كبر لدغك وهذا من اللئم والمؤمن يحفظ الجميل طوال العمر

ومن ثم سبب هذا الحديث كما اخرجه الحاكم والبيهقي عن عائشة قالت : " جاءت عجوز إلى النبي - صلى الله عليه وسلم –وهو عندي فقال لها من انت فقالت جثامه المزنية فقال بل انت حسانه المزنيه  فقال : كيف أنتم ، كيف حالكم ، كيف كنتم بعدنا ؟ قالت : بخير بأبي أنت وأمي يا رسول الله . فلما خرجت قلت : يا رسول الله تقبل على هذه العجوز هذا الإقبال ؟ فقال : يا عائشة إنها كانت تأتينا زمان خديجة ، وإن حسن العهد من الإيمان "

حسن العهد وحفظ الود يكون بين الزوجين والاب وابناءه  والجار وجاره والصديق وصديقه  والطالب ومعلمه

فحسن العهد وهو حسن العشرة وحفظ المعروف وحفظ المودة

روى البيهقي في الدلائل وابن إسحاق عن أبي قتادة أنه قال:(وفَد وفدُ النجاشي على النبي صلى الله عليه وسلم، فقام النبي صلى الله عليه وسلم يخدمهم بنفسه، فقال له أصحابه: يا رسول الله نكفيك ذلك، فقال عليه الصلاة والسلام: إنهم كانوا لأصحابنا مكرمين وأنا أحب أن أكافئهم)

لاشك انك اذا قمت بخدمة انسان له فضل عليك هذا شيء رائع لو زرت انسان في بلد وقام باكرامك ينبغي لك اذا زارك في بلدك ان يراك في المطار  وتحمل عنه متاعه  انا كنت بالثانوية قادمت من المنطقة الشرقيه بالسعودية الى الرياض عام 1405ومعي بعض الاخوةواستقبلنا بالمطار ثلاثة اخوة فكل واحدا منهم ابتدر واحدا منا يحمل متاعه وانا متاكد انهم لايعلمون هذا الحديث لكن فطرهم سليمه وخلقهم الرفيع حملهم على ذلك  والله لقد شاهدت بعض الابناء في المطار ابوه يحمل المتاع وهو يتفرج عليه من سوء التربيه

ورد عن عمر بن أخطل الأنصاري رضي الله عنه قال:(استسقى رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ أي طلب ماءً ليشرب منه ـ فأتيته بقدحٍ فيه ماء كانت فيه شعرةٌ فأخذتها ـ أي أزلتها من القدح، ما هذا المعروف ؟ قدم له كأس ماء فوجد فيه شعرة، أزاحها من القدح ـ فقال عليه الصلاة والسلام مقابلاً لصنعه الجميل: اللهم جَمِّله))

قال الرواي: فرأيت عُمَراً وهو ابن تسعين سنة وليس في لحيته شعرةٌ بيضاء، سحب شعرةً من كأس ماءٍ قدَّمها للنبي، فقال:

((اللهم جَمِّله))

وعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال:(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بين الصفا والمروة، فسقطت على لحيته ريشة، فابتدر أبو أيوب فأخذها، فقال عليه الصلاة والسلام: نزع الله عنك ما تكره)

هناك اعمال بسيطه تنال بها اجور عظيمه  مثل خيط تراه على لحية اخيك فتنحيه او غبار على كتفه فتمحيه فتكسب ود اخيك

لذلك ورد البر لايبلى والاثم لاينسى والديان لايموت اعمل ماشئت كما تدين تدان

في سنن أبي داود ‏(‏من أسدى إليكم معروفًا فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئوه فادعوا له، حتى تعلموا أنكم قد كافأتموه‏)‏

ومن صفات رسول الله صلى الله عليه وسلك انه كان يسال الناس عما في الناس يعني يسال عن احوالهم يقول احد المشائخ غاب عن درسي اخ كريم مدة شهرين فلما قابلته سالت عن احواله  فقالت كنت مريضا فقلت والله لو علمت لزرتك فقال والله ما زارني احد فتالمت لذاك اشد الالم

ومن اروع ما في الايمان العدل حتى بين الابناء يقول احد العلماء والله كم اتصلت علي امراة تشتكي اباها تقول خص كل واحد من ابناءه ببيت او دكان ولم يخصها بشيء فهي متالمه من ابيها

ومن ثم قال نبينا حسن العهد من الايمان ) اللهم ارزقنا ادابا واخلاقا ترضيك عنا

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اربعه اعمال اجرها على الله

حديثي معكم اليوم عن اربعة اعمال  اجرها على الله وابهم ثوابها لعظم اجرها عند الله

الخصلة الاولى  الصيام

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل " كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به ) رواه البخلري ومسلم وعند ابويعلى من حديث وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ : الْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ ، إِلا الصَّوْمَ فَهُوَ لِي ، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ ، يَتْرُكُ الطَّعَامَ ، وَالشَّهْوَةَ ، وَيَتْرُكُ الشَّرَابَ لِشَهْوَتِهِ مِنْ أَجْلِي ، هُوَ لِي ، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ " .

قال سفيان بن عيينة : إن ثواب الصيام لا يأخذه الغرماء في المظالم ، بل يدّخره الله عنده للصائم حتى يدخله به الجنة .

ومن ثم يفرح الصائم بصيامة عند لقاء ربه لانه يوفي الصابرون اجرهم بغير حساب  ورمضان هو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنه

الخصلة الثانية الصبر

يقول الله انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب

الصبر ضياء

لأنه محمود العواقب فمن صبر ظفر والنصر مع الصبر

شبه الصبر بأنه كالشمس ( والشمس ضياء والقمر نور ا) لأنه الصبر حبس النفس على ما تكره فيكون فيه  نوع من الحرارة كالشمس  فيها ضياء مع حرارة وضيق

كيف ورد الصبر في القران

فصبر على ما يقولون

فاصبر لحكم ربك

ولربك فاصبر

فاصبر أن وعد الله حق

والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم

إنما يفى الصابرون اجرهم بغير حساب

وبشر الصابرين

يقول علي منزلة الصبر من الإيمان كمنزلة الروح من الجسد ألا انه لا ايمان لمن لا صبر له وورد الصبر في القران في أكثر من ثمانين موضعا اثنى الله على اهله واحبهم وذكر معيته لهم وحسن العاقبة والجزاء ولا كانت هذه الخصلة في عبد إلا حاز على الخير

الشاهد ان الصابرون يوفون اجرهم بغير حساب

الخصلة الثالثة العفو

( والعافين عن الناس ) لكن بشرط ان يكون عفوا في محله ويصلح صاحبه وتستوثق انه لايعود لان اللئيم اذا اكرمته تمرد وهذا يجرؤ عليك الفساق ولذلك  قال الله ( فمن عفا واصلح ) فاذا كان مصلح فاعفوا عنه وان كان مفسد فلا

وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى     وفارق ولكن بالتي هي احسن

قال  الحسن بن علي رضي الله عنه : لو ان رجلا سبني في اذني اليمنى واعتذر الي في اذني اليسرى لقبلت عذره. اخرج الامام االلحاكم ان  سول الله صلى الله عليه وسلم قال لعقبة: " ألا أخبرك بافضل أخلاق أهل الدنيا والآخرة: تصل من قطعك وتعطي من حرمك. وتعفو عمن ظلمك )

( قال موسى: يارب! أي عبادك أعز عليك؟ قال الذي إذا قدر عفى )قال سفيان بن عيينة : إن ثواب الصيام لا يأخذه الغرماء في المظالم ، بل يدّخره الله عنده للصائم حتى يدخله به الجنة .
ومن ثم يفرح الصائم بصيامة عند لقاء ربه لانه يوفي الصابرون اجرهم بغير حساب ورمضان هو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنه  قال سفيان بن عيينة : إن ثواب الصيام لا يأخذه الغرماء في المظالم ، بل يدّخره الله عنده للصائم حتى يدخله به الجنة .
ومن ثم يفرح الصائم بصيامة عند لقاء ربه لانه يوفي الصابرون اجرهم بغير حساب ورمضان هو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنه  قال سفيان بن عيينة : إن ثواب الصيام لا يأخذه الغرماء في المظالم ، بل يدّخره الله عنده للصائم حتى يدخله به الجنة .
ومن ثم يفرح الصائم بصيامة عند لقاء ربه لانه يوفي الصابرون اجرهم بغير حساب ورمضان هو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنه  قال سفيان بن عيينة : إن ثواب الصيام لا يأخذه الغرماء في المظالم ، بل يدّخره الله عنده للصائم حتى يدخله به الجنة .
ومن ثم يفرح الصائم بصيامة عند لقاء ربه لانه يوفي الصابرون اجرهم بغير حساب ورمضان هو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنه

وورد في الاثر انه ينادي المنادي يوم القيامة الا ليقم من اجره على الله فلا يقوم الا من عفا عن ذنب

يقوم ابن القيم فانتظر الكرامة من الله يوم ينادى المنادى من كان أجره على الله فليقم فيقوم كل من عفا عن أخيه فى الدنيا

الإمام أحمد يدعو ويقول" اللهم إنى قد جعلت كل من آذانى فى حل إلا صاحب بدعة" فيدهش بعض طلبته لذلك، فيقول أحمد : وما ينفعك أن يعذب أخوك بسببك

الخصلى الرابعه  من هاجر فمات

وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا [النساء : 100] نزلت في رجل كبير في السن كان يسكن في مكة, بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة , وقد وضع الله وجوب الهجرة على الرجال والنساء والصبيان, وأوجبها على كل قادر, فهذا رجل معذور لكبر سنه لكنه لم يتحمل وهو

حبيب بن ضمرة الليثي فقال لبنيه ، وكان شيخا كبيرا : احملوني فإني لست من المستضعفين ، وإني لا أهتدي إلى الطريق . فحمله بنوه على سرير متوجها إلى المدينة ، فلما بلغ " التنعيم " أشرف على الموت ، فصفق يمينه على شماله وقال : اللهم هذه لك ، وهذه لرسولك ، أبايعك على ما بايعتك يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . ومات حميدا . فبلغ خبره أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا : لو وافى المدينة لكان أتم أجرا . فأنزل الله تعالى هذه الآية

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الهجرة لله والهجرة المضادة لها

حديثي معكم اليوم عن الهجرة لله والهجرة المضادة لها وسبب الحديث عن هذا الموضوع لان هناك اناس جعلوا  الغاية في الحياة وسيلة وجعلوا الوسيلة في الحياة غاية فالغاية في الحياة عبادة الله  وجعلوا الوسيلة وهي الدنيا مطية الاخرة غاية ومن ثم قالوا طلب العلم ليس مطلوبا لحد ذاته انما العلم وسيلة الى غاية  فالغرض من العلم العمل به  فمن حفظ القران واقام حروفه وضيع حدوده كان القران حجة عليه لا له ولو كان هناك انسان امي لايقرا  القران  واقام حدوده لكان القران حجة له لا عليه

ولذلك من اعظم الاشياء التي لفتت النظر في العالم الاسلامي  ان هناك اناس مسلمون يعيشون بلا رساله  همة بطنه وفرجه فقط طالما انا في امن وامان ويتجشا من التخمة فمالنا وللناس فلا يعرف حقا ولا باطلا ولا يهتم بامر الاسلام ولا المسلمين  وفي المقابل هناك مسلمون جدد همة هداية الناس يصلي الليل يحافظ على الصلاة في المساجد ويدعوا الى الله ويحمل رسالة الله الى عباد الله

فعرفوا سر وجودهم وغاية وجودهم فعرفوا ربهم  واخلصوا له واطاعوه واقبلوا عليه

وحينما نتحدث عن الهجرة الى بلاد الكفر  والاقامة الدائمة فيها لا اتحدث عن سفر طاريء او بعثة قصيرة انما حديثنا عن الهجرة لمن راقت له الحياة هنالك ونسي دينه ومستقبل اولاده

بقي ما معنى الهجرة

الهجرة الى الله هي الانتقال من دار الكفر الى دار الاسلام  هي حركة  هي انتقال من مكان الى مكان لكن الله قيدها فقال ( ومن يهاجر فسبيل الله ) فاخرج الهجرة المضادة لها

اما الحكمة الشرعية من الهجرة

لما علمنا ان غاية وجودنا في الحياة عبادة الله  وكان الانسان بارض  لايستطيع ان يعبدالله فيه وحالوا بينه وبين عبادة الله ولم يستطع اظهار دينه وجب عليه مغادرة ذلك المكان يقول الله ( الم تكن ارض الله واسعه فتهاجروا فيها )

فاذا هاجرت من اجل دينك اما صونا له او انقاذا لاهلك واولادك من الفتنة فهناك بلاد لاتستطيع ان تربي اولادك على منهج الله  فالهجرة فرارا بالدين اما بسبب الاغراء او بسبب القمع  واجبة عند القدرة

لكن بقي ما معنى اظهار الدين  ليس معناه ان يترك الانسان يصلى فاليهود والنصارى والكفار قد لا ينهون من صلى ببلدانهم ولا يكرهون الناس على معبوداتهم انما المقصود باظهار الدين

البراءة من الكفر واهله وما هم عليه من الباطل  ولذلك قالوا لتحقيق لااله الا الله خمسة امور الاولى معرفة انه لااله الا الله ثانيا ان يعتقد معناها  فقد يعلم الشيء ولا يعتقده ثالثا الاقرار باللسان قل امنت بالله ثم استقم

رابعا العمل بمقتضى العلم ثم استقم

خامسا البراءة من كل ما يعبد من دون الله  فلو رضي الشرك او لم ينكره ويرى انه لاشيء فيه ولا حرج فقد اشرك مع انه يقول لااله الا الله لانه لم يحقق التوحيد بالبراءة من كل ما يعبد من دون الله ( فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى )

ومن ثم نحن نقرا ايات  ( سمعنا فتا  يذكرهم يقال له ابراهيم ) وسمعنا ايضا ( انني براء مما تعبدون )

هذا ابراهيم صدع بالحق مع انه كان وحدة  وما ضر الناس الا ضعف يقينهم  بالله ومن قرا قصص الصحابة وصدعهم بالحق بمكه واعلان البراءة من الكفار والهتهم

ولذلك ياتي زمان لاتفرق بين من يعبد الله ومن يعبد الشيطان واتباعه

كان بعض العلماء اقل كلمة تمس التوحيد تجده ينتفض ويصيح في وجه من قالها اعوذ بالله منك ابرا الى الله ما هذا الذي تقول من قوة ايمانه وكلما قوي توحيد العبد قويت براءته من كل ما يعبد من دون الله وتجده لايتحمل أي شيء فيه كفر او شرك مع الله فالقلب مثل الوعاء اذا دخلت فيه محبة الله واخلاص العبادة له لايمكن ان يجتمع فيه شيء يضاد هذا الاصل  وكلما سمع او جد شيئا يمس التوحيد وجدته تمعر وجهه لله ومن ثم البراءة من الكفر واهله شيء عظيم في الاسلام يرفع الله بها قدر  العبد

فكلما قوي التوحيد صدع العبد بالحق فعادى اعداء الله ووالى اولياء الله

فالهجرة لها مقصودان

1-                الفرار بالدين من الفتنة  2- التحيز لاهل الاسلام

فضل الهجرة

ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الارض مراغما كثيرا وسعه ) من احسن ما ورد في تفسيرها ان من يهاجر في سبيل الله ان الله يوفقه ويعطية من الخير والبركة ما يغيظ بها عداءه  يقول احد الاتراك هاجرت ايام اتاترك لما اراد اقتلاع الاسلام من تركيا بالكلية  الى الشام ففتح الله علي حتى بلغ عدد البيوت التي املكها ثلاثين بيتا

ومَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا [النساء : 100] نزلت في رجل كبير في السن كان يسكن في مكة, بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة , وقد وضع الله وجوب الهجرة على الرجال والنساء والصبيان, وأوجبها على كل قادر, فهذا رجل معذور لكبر سنه لكنه لم يتحمل وهو

حبيب بن ضمرة الليثي فقال لبنيه ، وكان شيخا كبيرا : احملوني فإني لست من المستضعفين ، وإني لا أهتدي إلى الطريق . فحمله بنوه على سرير متوجها إلى المدينة ، فلما بلغ " التنعيم " أشرف على الموت ، فصفق يمينه على شماله وقال : اللهم هذه لك ، وهذه لرسولك ، أبايعك على ما بايعتك يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . ومات حميدا . فبلغ خبره أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا : لو وافى المدينة لكان أتم أجرا . فأنزل الله تعالى هذه الآية

ابهم الله ثواب من خرج اليه مهاجرا ثم يدركه الموت انه وقع اجره على الله وابهم الثواب لعظم اجرها عند الله

فالاجر على قدر المشقه ففي الحديث « إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاءِ ، وَإِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاهُمْ ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا ، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ » رواه الترمذي

الهجرة ليست سهله

فاذا هاجرت من اجل  دينك وغادرت بلدك الذي كنت فيه فكانما اقتعلت من جذورك  الهجرة ليست سهله  الهجرة اقتلاع من الجذور تترك بيتك وبلدك وقومك وعملك دراستك  وتتخلى عن كل شيء من دنياك  لتحافظ على اعز شيء تملك في الحياة دينك ودين اهلك وابناءك ربما يكون الحديث عن هجرته صلى الله عليه وسلم ممتعا ولكن الحديث عن الهجرة شيء وان تباشر الهجرة وتعاني منها شيء اخر   تقرا قصة ابراهيم حينما امره الله بذبح ابنه  وتقرا هذا التضحيه شيء وتباشر الامر شيء اخر   ولكنك اذا هاجرت فرارا بدينك  او حفاظا على دينك اهلك ربحت الدين والدين اغلى واعز ما يملك الانسان في هذه الحياة

و من هاجر في سبيل الله فاثر طاعة الله على مصالحة  واثر الجنة على الدنيا ان العاقبة له  نعم هناك صعوبات في بداية أي عمل ثم يفتح الله عليه مع الصبر ففي الحديث عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , قَالَ : " دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، الْمَسْجِدَ مُتَوَكِّئًا , وَهُوَ يَقُولُ : أَيُّكُمْ يَسُرُّهُ أَنْ يَقِيَهُ اللَّهُ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ ؟ ثُمَّ قَالَ : أَلا إِنَّ عَمَلَ الْجَنَّةِ حَزَنٌ بِرَبْوَةٍ ثَلاثًا , أَلا إِنَّ عَمَلَ النَّارِ , أَوْ قَالَ : الدُّنْيَا ، سَهْلٌ بِشَهْوَةٍ ثَلاثًا , وَالسَّعِيدُ مَنْ وُقِيَ الْفِتَنَ , وَمَنِ ابْتُلِيَ فَصَبَرَ ، فَيَا لَهَا ثُمَّ يَا لَهَا " . رواه البيهقي في الشعب

المسلم في دار الكفر له اربع حالات

1- لايستطيع اظهار دينة  ويمكنه الهجرة فهذا ياثم

2- لايستطيع اظهار دينة ولا يمكنه الهجرة فهذا مستضعف وعليه الاستعداد للهجرة

3- ان يستطيع اظهار دينه ولايمكنه الهجرة  يجب عليه الاستعداد للهجرة

4- ان يستطيع اظهار دينه ويمكنه الهجرة ان اراد  يمكث بينهم للدعوة

الهجرة في سبيل الشيطان او الهجرة المضادة

تهاجر من بلد تقام فيه شعار الله الى بلد فرغت منه كل القيم الاخلاقيه او لايوجد فيها أي اتجاه ديني او تكافح أي اتجاه ديني

الهجرة في سبيل الشيطان حينما تكون الهجرة تضييعا للدين والعرض من اجل كسب شهادة او منصب او متاع من الدنيا  فيهاجر من اجل الدنيا او من اجل التفلت على حساب الدين والعرض يقول الشيخ سفر الحوالى وإذا تاب المسلمون المقيمون في بلاد الغرب من المعاصي - وأعظمها نسيان الولاء والبراء والذوبان في مجتمع الكفر والفسق - رفع الله عنهم البلاء العنصري كما أن كل من سافر أو أقام لغير حاجة عارضة، أو ضرورة قاهرة، عاصٍ حتى يتوب بأن يعود ويفارق دار الكفر، إلا من كان قصده الدعوة ومراده الهجرة.

العلم وسيلة الى غاية فلا قيمة للعلم بلا عمل  حفظ القران وسيلة الى تدبره والعمل به فاذا حفظه وترك العمل به كان حجة عليه

اقسام من يقيم في بلاد الغرب

1- ان يقيم عندهم رغبة فيرضى ما هم عليه من الدين ويمدحه او يرضيهم بعيب المسلمين  فهذا ممن اتخذ الكفار اولياء من دون المؤمنين

2- ان يقيم عندهم من اجل المال او ولد ولا يظهر دينه مع قدرته على الهجرة يدخل في ( الذين تتوفاهم الملائكة وهم ظالمي انفسهم )

3-                  ان يكون مظهرا لدينة فيتبرا منهم وما هم عليه ويصرح لهم بالبراءة وانهم ليسوا على حق لاتجب الهجرة  والمقصود باظهار الدين ليس  اقامة الصلاة فقط بل لابد اعلان البراءة  ما هم عليه من الباطل

قضية التعايش السلمي

فكرة التعايش السلمي كل واحد ينصرف الى مصالحه الدنيوية  ويلهث وراء شهواته النفسيه ومالنا وللناس ان عبدوا حجر او شجر او بقر مالنا ولهم ما دمنا نحن واياهم في امن وامان  وكل واحد منا في نعمة  ونتجشا من التخمه مالنا ولهم سبق وان ذكرت في دواعي الهجرة ان من شروط تحقيق لااله الا الله حمسة امور والخامس منها خامسا البراءة من كل ما يعبد من دون الله  فلو رضي الشرك او لم ينكره ويرى انه لاشيء فيه ولا حرج فقد اشرك مع انه يقول لااله الا الله لانه لم يحقق التوحيد بالبراءة من كل ما يعبد من دون الله ( فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى )

ومن ثم نحن نقرا ايات  ( سمعنا فتا  يذكرهم يقال له ابراهيم ) وسمعنا ايضا ( انني براء مما تعبدون )

هذا ابراهيم صدع بالحق مع انه كان وحدة  وما ضر الناس الا ضعف يقينهم  بالله ومن قرا قصص الصحابة وصدعهم بالحق بمكه واعلان البراءة من الكفار والهتهم

ولذلك ياتي زمان لاتفرق بين من يعبد الله ومن يعبد الشيطان واتباعه

كان بعض العلماء اقل كلمة تمس التوحيد تجده ينتفض ويصيح في وجه من قالها اعوذ بالله منك ابرا الى اللله ما هذا الذي تقول من قوة ايمانه وكلما قوي توحيد العبد قويت براءته من كل ما يعبد من دون اللله وتجده لايتحمل أي شيء فيه كفر او شرك مع الله فالقلب مثل الوعاء اذا دخلت فيه محبة الله واخلاص العبادة له لايمكن ان يجتمع فيه شيء يضاد هذا الاصل  وكلما سمع او جد شيئا يمس التوحيد وجدته تمعر وجهه لله ومن ثم البراءة من الكفر واهله شيء عظيم في الاسلام يرفع الله بها قدر  العبد

فكلما قوي التوحيد صدع العبد بالحق فعادى اعداء الله ووالى اولياء الله

 

متى يكون التعايش السلمي  في حالتين اذا امن الكفار او كفر الموحدون   والسؤال من الذي تنازل عن دينه واستحى ان يظهره فكرة التعايش السلمي ان نسير وراء الكفار  ونكون اذناب لهم  وننفذ لهم بلا تردد حتى فكرة نزع السلاح من بقعه معينة لماذا لاينزع من العالم كله

ولذلك البغض في الله ان تكره الكفر واهله فرابطه الدين قبل المواطنه  نوح لما كلمة ابنه رد الله عليه ( انه ليس من اهلك ) ابراهيم تبرا من ابيه لما تبين له انه عدوا لله ومن لم يحاربنا من الكفار نقابله بالحسنى ونعاملة بالعدل لكن لانحبة بقلوبنا وهو يكفر بالرحمن

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اعظم نعمة والثبات عليها

اعظم نعمة انعم الله بها على الانسان نعمة الاسلام والايمان فهذه النعمة تحقق للانساد سعادة الدنيا والاخرة ولكن من سيثبت عليها حتى الممات فالقلوب تتقلب والايمان يزيد وينقص  والانسان ما دام في هذه الحياة فهو معرض للفتن والشيطان يجري من ابن ادم مجرى الدم  والاعمال بالخواتيم يقول المقداد بان الاسود والله لا اقول في عبد خيرا او شرا  حتى انظر بما يختم الله له لشيء سمعته من رسول الله سمعته يقول ( لقلب ان ادم اشد تقلبا من القدر اذا استجمع غليانا ) رواه احمد والحاكم  وفي روايه ( لقلب ابن ادم اسرع تقلبا من القدر اذا استجمع غليانا ) (إنما القلب من تقلبه، إنما مثل القلب كمثل ريشة معلقة في أصل شجرة يقلبها الريح ظهراً لبطن) رواه أحمد هو في صحيح الجامع  وفي رواية (مثل القلب كمثل ريشة بأرض فلاة الريح ظهراً لبطن) . أخرجه ابن أبي عاصم في كتاب وإسناده صحيح

ومن ثم اذا اظلمت القلوب وعشعش الشيطان فيها خرجت هيبة الله منها ونحن في فتن عظيمة ومحن عظيما نسال الله العظيم ان يسلمنا منها ومن اهلها  ولذلك  دَخَلَ أَبُو مَسْعُودٍ عَلَى حُذَيْفَةَ وَهُوَ مَرِيضٌ ، فَأَسْنَدَهُ إِلَيْهِ ، فَقَالَ ابْوا مسعود  مَسْعُودٍ : أَوْصِنَا , فَقَالَ حُذَيْفَةُ ألم يأتك اليقين قال بلى وعزة ربي قال فاعلم أن الضلالة حق الضلالة أن تعرف ما كنت تنكره وأن تنكر ما كنت تعرفه وإياك والتلون فإن دين الله واحد  وفي رواية فان امر الله واحد ) رواه البيهقي في السنن الكبرى اذا لا تعدُّد في الحق، الحق واحد.ويفسر معنى تعرف ما كنت تنكر  قال حذيفة رضي الله عنه في باب الفتن فيما رواه الحاكم 4/468 بسند صحيح إذا أحببت أن تعرف أصابتك الفتنة أم لا فانظر إلى ما كنت تراه حراما أصبحت تراه حلالاً وإلى ما كنت تراه حلالاً أصبحت تراه حراما فقد أصابتك الفتنه ) واذا اشتدت الفتن تنقلب الموازين فيرى الحق باطلا والباطل حقا ويرى الصادق كاذبا والكاذب صادقا والخائن امينا والامين خائنا

واذا تصورنا هذا كله فنحن اليوم اصبحنا في فتن ومحن عظيمه اعظمها الانكباب على الدنيا والاعراض عن الاخرة والافتخار بالمعاصي  والمسلم في زمان الفتن يحتاج الى وصايا عظيمه ببعض وسائل الثبات على الحق والايمان

1- اعظم وصية يوصى بها العبد في زمان الفتن الثبات على الحق اخرج الامام مسلم عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك

ولم يخلو عصر من العصور الا وهناك رجال ونساء على الحق ثابتين رغم كثرة المخالفين  امراة في الغرب بسبب تمسكها بحجابها وقد حال مجموعة من الكفار من اعضاء هيئة التدريس في الجامعه  ثنيها عن حجابها فابت فلما راؤوا ثباتها  اسلم سبعة منهم

2- كلما احسست من نفسك ضعفا او نقصا اطلب النصيحه ممن هو اهلا لها  فهذا ديدن الصحابة ياتي الرجل منهم وعليه مخاييل الغضب فيقول  اوصني يا رسول الله قال لاتغضب  والاخر يقول نافق حنظلة فقال ساعاة وساعة  والاخر قال او صنى فقال عليك بتقوى الله ) وجاء رجل الى  العماد المقدسي امام جامع دمشق عشرين عاما وهو راكب على الحمار فقالوا له اوصنا فقال عليكم بكثرة قراة القران فانه على كثرة قراءة القران يفتح الله لكم الخير )  نعم حفظ القران وضبطه وتجويده وسيلة ولكن  الغاية هي العمل به  فالعبرة بالعمل لا بالحفظ فقط  القران حجة  لك او عليك

3- مخالفة الهوى والهوى والهدى لايجتمعان في قلب عبد على المدى كما يقول عوام الناس ماشاء الله فلان من حيث من تريده ان اردته مطوع فمطوع وان اردته رقاص فرقاص ولكن هذا نفاق لان صاحب الهوى لايثبت على حال ابدا

تراه في اقصى اليمين طائشا متشددا متهورا وفجاءة تراه في اقصى اليسار خائفا ذليللا متساهلا  رجل نظر الى امراة فاتبع النظر تلو النظر فقال لها بيت من الشعر

كيف لي بهوى اللذات والدين فردت عليه

احدهما ثمن الاخر

اذا دخل الهدى خرج الهوى واذا دخل الهوى خرج الهدى  ولذلك قالوا ما داء النفس وما دواؤها فقال داؤها هواها ودواؤها مخالفه هواها

4- المعاملة الصادقة الخالصة مع الله فمختصر الطريق الى الله الاخلاص والصدق  والمقصود الاعتناء بالسرائر فلها شأن عظيم عند الله يوم تبلى السرائر المظاهر لايقمة لها عند الله المؤمن سريرته كعلانية وظاهرة كباطنه ولا يوجد عنده ازدواجيه يطيع الله في العلن ويعصاه في السر ومن فعل ذلك فسببه ضعف الاخلاص ومراقبه الله

فعنده  العمل الصالح وقد رافقته معاصي كثيرة عنده حسنات امثال الجبال ولكن اذا خلا بمحارم الله انتهكها

قيمة العمل  من خلال حسن النية فالعبرة ليست بكثرة العمل انما العبرة بقوة الاخلاص و الإخلاص أن لا ترى مع الله أحداً، أن لا ترجو غير الله ولذلك اذا اخلص وجدت لذه

والمعاملة الرابحه تقتضي ان توقن ان الله ينظر الى ما يدور في قلبك  فلا ينظر الله الى قلبك وفيه ما لايحب ) راقب قلبك  رجل تصدق بمئتين وبعد قليل جاءه  ظرف فيه الفين  وقس عليه

5- مجالسة الصالحين والابتعاد عن مخالطة الاشرار لان المخالطه والمجالسة والمصاحبة توجب المجانسة يعني من جالس الحامدين حمد ومن جالسة الذاكرين ذكر ومن جالس الغافلين غفل ومن جالسن المتلونين تلون ومن عاشر الاخيار اكتسب منهم الخير ومن عاشر الاشرار اكتسب منهم الشر

اذا مرت الرياح على وادي المسك حملت الطيب واذا مرت على وادي الجيف اجللكم الله نقلت النتن  ومياة الامطار والانهار عذبه فاذا خالطت البحار صارت ملحا اجاجا

والمرئء على دين خليله تشقى رجال ويشقى اخرون بهم ويسعد اقواما باقوام

هذا ابن الراوندي في بداية امرة كان حسن السيرة صاحب حياء وذكاء صاحب الرافضة واهل الاهواء والملاحده فنصح في ذلك فقال اريد اطلع على اقوالهم حتى صار واحدا منهم

للخير اهل يعرفون بهديهم     وللشر اهل يعرفون بشكلهم

تشير اليهم بالفجور اصابع

والناس اشكال كاجناس الطير الحمام مع الحمام والغراب مع الغراب

وكل يحن الى شكله وكما قيل الطيور على اشكالها تقع مثل عربي قديم الطيب مع الطيب والخبيث مع الخبيث ويدافع عنه

شاب غربي ذكي طلب منه دراسة القران للبحث عم متناقضات ولو على سبيل المغالطه والحيلة واللغط فعكف عليه عام  فاسلم

وفي المقابل الحذر كل الحذر من الدخول الى اماكن الشبهات او الشهوات ولو كان بدعوى الا طلاع او الرد فالفتنة عظيمه والقلب قد يتشرب الشبهة او الشهوة شيئا فشيئا حتى لايخرج منها

يقول حذيفة رضي الله عنه : إياكم والفتن ، لا يشخص لها أحد ، والله ما شخص فيها أحد إلا نسفته كما ينسف السيل الدمن )

والسلامة منها الا تمر بواديها

يؤكد هذه المعاني ان رسول الله كما  أخرجه البخاري عن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يَقُولُ : « الفَخْرُ وَالخُيَلاَءُ فِي الفَدَّادِينَ أَهْلِ الوَبَرِ ، وَالسَّكِينَةُ فِي أَهْلِ الغَنَمِ »( ) ؛ وأخرج مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « الْفَخْرُ وَالْخُيَلَاءُ فِي أَهْلِ الْخَيْلِ وَالْإِبِلِ الْفَدَّادِينَ : أَهْلِ الْوَبَرِ ، وَالسَّكِينَةُ فِي أَهْلِ الْغَنَمِ »( ) ؛ وأخرج الإمام أحمد عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: افْتَخَرَ أَهْلُ الْإِبِلِ وَالْغَنَمِ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « الْفَخْرُ وَالْخُيَلَاءُ فِي أَهْلِ الْإِبِلِ ، وَالسَّكِينَةُ وَالْوَقَارُ فِي أَهْلِ الْغَنَمِ »

فالحيوانات التي يرعاها الإنسان ويربيها لفترة طويلة تؤثر تأثيرًا بالغًا في أخلاقه وسلوكه وطباعه ومعاملاته فانظر كيف عاشر اولئك الغنم فاكتسبوا التواضع وعاشر اولئك الابل فاكتسبوا الكبر فكلا منها يكسب خلقا

لان راعي الشيء يتغذى بلبنه ولحمه قال ابن القيم اللحوم تؤثر في الطبائع

6- الحذر من فتنة الدنيا

فقد بين نبينا هوان الدنيا وحقارتها حينما قال عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَرَّ بِالسُّوقِ وَالنَّاسُ كَنَفَتَهُ فَمَرَّ بِجَدْيٍ أَسَكَّ مَيِّتٍ فَتَنَاوَلَهُ فَأَخَذَ بِأُذُنُهِ ثُمَّ قَالَ: «أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنَّ هَذَا لَهُ بِدِرْهَمٍ»؟ فَقَالُوا: مَا نُحِبُّ أَنَّهُ لَنَا بِشَيْءٍ، وَمَا نَصْنَعُ بِهِ؟! قَالَ: «أُتُحِبُّونَ أَنَّهُ لَكُمْ»؟ قَالَوُا: وَاللهِ لَوْ كَانَ حَيًّا كَانَ عَيْبًا فِيهِ لِأَنَّهُ أَسَكُّ! فَكَيْفَ وَهُوَ مَيِّتٌ؟ فَقَالَ: «فَوَ اللهِ لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ هَذَا عَلَيْكُمْ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ

ولما عرض كفار قريش على نبينا محمد دنياهم مقابل ان يتنازل عن دعوته إن كنت تريد شرفا سودناك علينا حتى لا نقطع أمرا دونك وإن كنت تريد ملكا ملكناك علينا وان كنت تريد مالا جمعنا لك مالا حتى تكون اكثرنا مالا وان كنت تريد زواجا زواجنك من اجمل النساء عشر فقرا عليم صدر سورة فصلت ( فاستقيموا الية واستغفروه وويل للمشركين )

رجل من المغرب العربي تولى القضاء للرافضة العبيديين الفاطمين في مصر فجاءه قريبا له فقال يا سيدي اريد ان ادخل معك المذهب العبيدي فقال وما حملك عليه فقال الذي حمل سيدي فقال القاضي ( ادخلنا في هواهم حب حلواهم ) فانت لماذا تفعل

وصدق رسول الله يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل

والله لقد بعث اقوام بناتهم وابناءهم الى بلاد الكفار للدراسة غير مبالين بدينهم وباعراض بناتهم  المهم ياتون بشهادات لو فقدوا دينهم وشرفهم

لايستوى من همه الله وحده       ومن همه الاعلى نيل المناصب

7- الحذر من فتنة النساء

ففي الحديث ( واتقوا النساء فان اول فتنة بني اسرائيل كانت في النساء ) وحديث ( ما تركت فتنة اضر على الرجال من النساء )

يصرعن ذا اللب حتى لاحراك به وهن اضعف خلق الله انسانا

وفي البخاري ومسلم (مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُن )

عمران بن حطان الخارجي كان على مذهب اهل السنة يروي الحديث عن عائشة وابو موسى وابن عباس  وكان رجلا دميما وكل خلق الله حسن وله ابنة عم جميلة على المذهب الحروري فقال اتزوجها لاصرفها عن مذهبها  فحصل له خلاف ما اراد واصبح حروري

كم شارب عسلا فيه منيته          وكم من متقلد سيفا به ذبحا

8- سرعة الاستجابة لله ورسولة والانقياد للحق والتسليم له ( استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم ) 0 ( ولو انهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم )

هذا معقل بن يسار قال: كانت لي أخت فخطبت إلي وكنت أمنعها الناس، فأتاني ابن عم لي فخطبها فأنكحتها إياه فاصطحبا ما شاء الله، ثم طلقها طلاقا له رجعة، ثم تركها حتى انقضت عدته فخطبها مع الخطاب، فقلت: منعتها الناس وزوجتك إياها، ثم طلقتها طلاقا له رجعة، ثم تركتها حتى انقضت عدتها، فلما خطبت إلي أتيتني تخطبها لا أزوجك أبدا، فأنزل الله تعالى - وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن - فكفرت عن يميني وأنكحتها إياه

لما حرمت الخمر قال انس كنت ساقي القوم يوم حرمت الخمر في بيت ابي طلحه فاذا مناد ينادي حرمت الخمر  فقال الصحابة انتهينا ) لما قرؤوا فهل انتم منتهون )

عمر الذي عُرف بغيرته الشديدة والتي شهد لها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم

حيث يقول النبى صلى الله عليه و سلم : رأيتنى فى المنام كأنني في الجنة فرأيت قصر عظيم ورأيت أمراة تتوضأ أمام القصر فسألت لمن هذا القصر فقيل لي لعمر بن الخطاب يقول " فتذكرت غيرة عمر على النساء فوليت " فبكى عمر وقال أو مثلي يغار على مثلك يا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت زوجتة عاتكه كثيرة الاختلاف الى المسجد وكانت تستاذنه فيسكت فقالت والله لاخرجن الا ان تمنعني فقالوا لها كيف يمنعك ورسول الله يقول 0 لاتمنعوا ايماء الله مساجد الله ) ولذلك مع شدة غيرته انقاد لله ورسوله

9- الدعاء شدة ورخاء مع اللجوا الى من بيده الامور والقلوب

فما من خير الا وخزائنة بيد الله فكل عسير عليه يسير وكل يسير اذا لم ييسره فهو عسير

في كل ركعه  نطلب منه الهدايه  فنكبر اولا  فنحمده ثم نثني عليه ثم نمجده ثم نوحده ثم نستعين به  ثم نطلب منه بصدق واخلاص الهداية وموعود الله ولعبدي ما سال

قسيس نصراني  يقول ذهبت الى متجر لاشتري منه هدايا انصر بها الناس فدخلت المحل فاذا البائع مسلما فقال لي هل انت قسيس فقلت نعم فقال لي من ربك فقلت المسيح فقال لي اتحداك تاتي باية من الانجيل تقول ان المسيح عو الله او ابن الله يقول فجلست اتذكر شيئا فلم اتذكر شيئا فنزل سؤاله على راسي كالصاعقه ورجعت وقلبت الانجيل فلم اجد شيئا فجمعت القساوسة وعرضت عليهم السؤال فقال خدعك الهندي يعنون المسلم فقالت ولكن اجيبوني  يقول ثم رجعت الى بيتي حزينا وجلست في الزاويه ثم تدعوت الله  وقلت ياربي ويا خالقي اغلقت الابواب كلها سوى بابك فلا تحرمني من معرفة الحق يا ربي لا تتركني في حيرتي دلني على الحقيقة  فهداه الله الى الاسلام

والليل ولى والظلام تبدد الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور

ومختصر القول  لما قال حذيفة  يا رسول الله انا كنا في جاهلية وشر فجاء الله بهذا الخير على يديك فهل بعد هذا الخير من شر فاعرض عن سؤاله واجابه ( تعلم كتاب الله واعمل بما فيه )

رواه احمد

ومن ثم سبيل النجاه العمل بالكتاب والسنة  تدبرا وعملا

مع العلم ان نبينا قال استقيموا ولن تحصوا ) فاستقيموا اليه واستغفروا فمهما حرصنا على الكمال لابد ان يبقى هناك خلل ونقص  لكن باب التوبة مفتوح  فمن تاب من ذنب فندم اولا على فعله ثم عزم على التوبه والإقلاع عن المعصية أي تركها نهائيا

فمن تاب تاب الله عليه ولو عاد في اليوم سبعين مرة بهذه الشروط

هذه الموعظة الجميلة استفدت اغلبها من الشيخ علي عبدالخالق من شريطة اياك والتلون مع تصرف وزيادات غير موجوده في الموعظة واتيت بالمقدمة في الدخول في الموضوع هي غير موجودة عند الشيخ واسال الله ان يقبل من الجميع

كتبه عبدالرحمن اليحيا التركي في 1/11/1433هـ

 

 

 

 

 

 

 

افضل ايام الدنيا العشر

نحن مقبلون على عشرة ايام من افضل ايام الدنيا على الاطلاق فهي افضل عشرة ايام في حياة المسلم اخرج الامام البزار بسند جيد عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم  قال: "أفضل أيام الدنيا أيام العشر". صحيح الجامع

وهذا التفضيل من الله فربك يخلق ما يشاء ويختار  وسبب تفضيلها لان جميع العبادات  كلها تقع في ايام العشر اركان الاسلام وسائر انواع الطاعات اما الايام الاخرى فلو قدر انها تقع فيها بعض الطاعات لكن لايمكن يقع فيها الحج

وقد نوه الله على فضيلة ايام العشر في كتابة ونوه ايضا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم على عظيم فضلها

فاما في كتاب الله سبحانه ففي سورة الفجر والفجر وليال عشر

قال العلماء المراد بالفجر طلوع الفجر فلا يرد منه فجر معين لان بعضهم قال فجر يوم عرفه او فجر يوم النحر او ايام العشر والصحيح عموم الفجر فاقسم الله  بسطوع الفجر

قولة وليال عشر جاءت نكرة ولم تكون معرفة بالالف واللام كما في الشفع والوتر وما بعدها بل جاءت نكرة لعظم شان هذه الليالي والايام فهي من الظهور بمكان ولذلك وصفها الله في سورة الحج ويذكروا اسم الله في ايام معلومات قال ابن عباس بسند صحيح هي ايام العشر واكتسبت الليالي الفضل لانها تبعا لفضيلة الايام

قولة والشفع والوتر الشفع ورد فيها عشرين قولا والصحيح ان الشفع الخلق كلهم   فلكل مخلوق ما يزاوجه  ومن ثم قال الله ( ومن كل شيء خلقنا زوجين )  فاقسم الله بالمخلوقات التي شفعها

قولة والوتر هو الله سبحانه ففي الحديث إن الله وِتْرٌ يُحِبّ الوتر، فأوتِروا يا أهل القرآن . رواه الإمام أحمد وأهل السنن . وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة مرفوعاً : إن الله وتر يحب الوتر ) فلا وتر الا الله والوتر هو الفرد

قولة والليل ااذ يسر معناه اقبال الليل او ادباره  لان يسر معناها الانتقال والزوال والذهاب والمشي  ولذلك وصف الله الليل فقال والليل اذا عسعس يعني اقباله او ادباره

خلاصة الكلام اقسم الله بالخلوقات التي هي شفع واقسم بخالقها وهو سبحانه الوتر واقسم بالخلوقات التي خلقت لنا

ونوه نبينا على فضلها ففي الحديث الذي رواه احمد والبخاري واهل السنن ما عدا النسائي والبيهقي وهو في اعلى درجات الصحة عن ابن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام -يعني الأيام العشر- قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء  )

فلايعدل العمل الصالح في العشر أي عمل الا في حالة واحدة ان يخاطر بنفسه وماله فيعفر وجهه في التراب ويراق دمه ويقتل جواده

فهذا الذي يعدل اجر العابد في عشر ذي الحجة

ولذلك لماذا قال الصحابة ولا الجهاد لماذا لم يقولوا ولا الصلاة ولا الصيام  لان المنافقون امروا بالصلاة والزكاة والصيام ففعلوا فلما طلب منهم الجهاد قالوا بيوتنا عورة ان يردوا الا فراراومن ثم قالت عائشة يا رسول الله ارى الجهاد من افضل الاعمال افلا نجاهد قال جهادكن الحج والعمرة وفي رواية ) ( جهاد الكبير والضعيف والمراة الحج والعمرة )

والجهاد على نوعين جهاد عدو وجهاد نفس  والحج جهاد نفس  ولكن جهاد لاضرب فيه ولا طرد ولا اليك اليك انما تواضع  وجهاد في طاعة الله فليزمها بالطاعة حتى يؤديها ويلزمها بترك الذنوب والنفس قد تجبن في بعض المواطن فتحتاج الى صبر  وتحتاج الى الصبر حتى تتم النسك  فمثلا من الحجاج من يجاهد نفسه في الاباتة ليلة مزدلفه  ومنهم من لم يجاهد نفسه فاخل باعمال كثيرة

ولذلك من جاهد نفسه في عشر ذي الحجه فله من الاجر مالايخطر له على بال وهذه الايام ينبغي اغتنامها فهي ايام مباركة  وايام عظيمه  ويتاكد فيها اعمال كثيرة منها

1-                  الذكر مع الجهر به  فهو شعار عشر ذي الحجة  وقد ضيعه المسلمون في مشارق الارض ومغاربها الا من رحم ربك  فيسن للناس اذا ظهر هلال ذي الحجة  ان يجهروا بالتكبير في الاسواق والطرقات والاعمال وفي البيوت وعلى الفرش ومع الاهل فيكون هناك ضجيج بالتكبير والتعظيم لله كان عمر بن الخطاب يكبر بخيمته بمنى فترتج منى تكبيرا  ولذلك ورد عند احمد في فضل العشر ( فاكثروا فيهن من التهليل والتحميد والتكبير )رواه احمد  ففي صحيح مسلم عن سمرة ( احب الكلام الى الله اربع لايضرهن بايهن بدات سبحان الله والحمد لله ولااله الا الله والله اكبر ) هذا احب الى الله  وايضا احب الى نبينا ففي الحديث عند مسلم عن ابي هريرة (( لئن أقول : سبحان الله والحمد لله ولا اله إلا الله والله اكبر , احب إلي مما طلعت عليه الشمس ) واذا كشف الغطاء عن ثواب الاعمال لايجد العبد ثواب عمل افضل من الذكر )

2-                  المحافضة على الصلوات المكتوبات والنوافل ففي الحديث رواه أحمد والطبراني والحاكم وصححه، وله طرق عن أبي ذر وأبي أمامة: «الصَّلَاةُ خَيْرُ مَوْضُوعٍ، فَمَنْ شَاءَ اسْتَقَلَّ، وَمَنْ شَاءَ اسْتَكْثَرَ» .

3-                  صيام هذه الايام وقيام لياليها ففي مسنن الترمذي وابن ماجه والبيهي وسنده ضعف وله شواهد عن ابي هريرة مرفوعا ( ما من أيام أحب إلى الله أن يُتعبد له فيها من عشر ذي الحجة , يعدل صيام كل يوم منها بسنة وكل ليلة منها بقيام ليلة القدر )  فكل يوم بالف يوم  وقيامها يعدل ليلة القدر ولا غرابه فالعمل الصالح يعدل الجهاد فيها  ويوم عرفه يعدل عشرة الاف يوم لما روى أبو قتادة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال { صيام عرفة : إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده ). أخرجه مسلم . ويوم عرفه تابع ليوم النحر ومنزلة يوم عرفه من يوم النحر كمنزلة الطهارة من الصلاة  ولابد للصلاة من طهارة لكن الصلاة اعظم كما جاء في حديث عبد الله بن قُرْط رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إن أعظم الأيام عند الله تعالى يوم النحر، ثم يوم القَرِّ) صحيح ابو داود للالباني والسبب ان يوم العيد افضل لانه يوم الحج الاكبر ففيه تكون اعمال الحج من رمي وطواف وحلق ونحر وسعي والاضاحي في الحل ويوم عرفه يوم مغفرة  ولا يوجد في الشرع ليلة تتبع الليوم الذي قبلها الا ليلة النحر فهي مشتركة بين عرفه والنحر

4-                  الحج فليس هناك نعمة افضل من ان يكفر سيئاتك ويصلح بالك  فيفرج همك ويغفر ذنبك  ففي الحديث ( يا كعب ابشر بخير يوم منذوا ولدتك امك تاب الله عليك )  وفي البخاري ( من حج لله فلم يرقث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته امة )

5-                  الاضحية عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : " ما تقرب إلى الله - تعالى - يوم النحر بشيء هو أحب إلى الله - تعالى - من إهراق الدم ، وأنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها ، وإن الدم ليقع من الله - تعالى - بمكان قبل أن يقع على الأرض ، فطيبوا بها نفسا " .رواه الحاكم

اما حكم الاضحيه سنة مؤكجة وليست بواجبه ة وقد ذكر أهل العلم أن ذبح الأضحية أولى وأفضل من التصدق بثمنها  لفعل نبينا حيث اكل وتصدق واهدى

شروط الاضحية اربعه

1-      ان تكون من بهيمة الانعام يقول الله ثمانية ازواج من الضان اثنين ) (أَنزَلَ لَكُم مِّنَ الأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ  ) الزمر بعض الحجاج احضر معه دجاجة واستدل بحديث التبكير للجمعه

2-      ان تبلغ السن المعتبر شرعا لقول النبي صلى الله عليه وسلم (( لا تذبحوا إلا مسنة إلا أن تعسر عليكم فتذبحوا جذعة من الضأن )) رواه مسلم  والمسنة هي الثنية فثني الغنم والمعز سنة وثني البقر سنتان وثني الابل خمس سنوات  ويجوز  الجذع من الضان لحديث عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : ضحينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجذع من الضأن ، رواه النسائي

3-      السلامة من العيوب المانعه من الاجزاء وهي اربعه في حديث البراء بن عازب رضي الله عنه قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : (( أربع لا تجوز في الأضاحي ـ وفي رواية : لا تجزئ ـ : العوراء البين عورها ، والمريضة البين مرضها ، والعرجاء البين ظلعها ، والكسير التي لا تنقي )) . رواه الخمسة . وقال الترمذي : حسن صحيح واما عيوب الكمال مكسور القرن او نحوه جائز مع الكراهه

4-      زمان الذبح وهي اربعة ايام يوم العيد وثلاثة ايام بعده يبتدي من بعد صلاة العيد وينتهي  بغروب الشمس آخر أيام التشريق روى البخاري عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من ذبح قبل الصلاة فإنما هو لحم قدمه لأهله ، وليس من النسك في شيء ) ولذلك أبو بردة بن نيار ذبح قبل الصلاة فقال يا رسول الله ان عندي جذعة خير من سنة قال اجعلها مكانها ولن تجزئ أو توفي عن أحد بعدك ) احمد الان بعض الجزارين في الوقت الحاضر يذبح من نصف الليل ومن ذبح قبل صلاة العيد  فانما هو لحم يقدمه لاهله

كتبه عبدالرحمن اليحيا التركي في 24/11/1433هـ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الحجاب الشرعي يحفظ للمراة عزتها

حديثي معكم اليوم عن الحجاب الشرعي للمراة المسلمة بداية من اعظم ما يميز الحياة الغربية عن الحياة الاسلامية  قضية الحجاب وقضية المراة والحجاب الكامل للمراة الا  يرى منها شيء لا وجه ولا كفان ولا شيء من البدن ومع الاسف وجد بيننا من هو يسعى لهدم هذا الكمال وكم قيل لهم لماذا تسعون الى هدم هذا الكمال الذي يميزنا عن الكفار وكان غرضهم من ذلك ليس طالبا لمعرفة الحق انما غرضهم اثارة الفتنة  والتشويش على المسلمين  وكلما اراد احدهم ان يتقرب للكفار لينال شهوة او عرضا من الدنيا اثار بعض الاقوال المهجورة دون تمحيص ولا تدقيق ولا تحقيق

المراة عندنا في الاسلام عرض يصان ومخلوق يرحم وليس المراة عندنا كما هو الحال عند الكافرين الغربيين  سلعة ووسيلة الى المتعه الحرام  بل سلعة مبتذلة يرتع في عرضها كل ذميم فهذا يتعرض لها من هنا وذاك من هناك  و المراة عندنا هي لزوجها وزوجها لها فقط 
ومن ثم امرت المراة بالقعود بالبيت والقرار فيه وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولي }.ولو خرجت فلتتحجب وتستر جميع بدنها فلا يظهر منه شيء لاوجه ولاكفان ولا شيء من سائر بدنها
وهذا ثابت بالكتاب والسنة 
اما الكتاب فقد قررة الله في ثلاث ايات من القران 
الاية الاولى يأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) (الأحزاب:59) قال ابن عباس رضي الله عنهما وابن مسعود وابو عبيدة السلماني تابعي من تلاميذ علي رضي الله عنه قالوا : أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطي ، وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب ، و يبدين عينا واحدة تفسير ابن كثير 
ذلك ادنى ايعرفن أي ادنى ان يعرفن بالصفة وهي انهن طاهرات وليس يعرفن بشخوصهن أخرج عبد الرزاق في المصنف عن أم سلمه رضي الله عنها قالت : لما نزلت هذه الآية ( يدنين عليهن من جلا بيبهن ) خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من السكينة ،( وعليهن أكسية سود يلبسنها ) وحديث عائشة نحوه ( كأن على رؤوسهن الغربان ) ,, وعنها أيضا كن نساء المؤمنات يشهدن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر متلفعات بمروطهن ثم ينقبن إلى بيوتهن حين يقضين الصلاة لا يعرفهن أحد من الغلس ) متفق عليه
هذا الذي فهمه سلفنا الصالح من نساء المهاجرين والانصار كما في الفتح لابن حجر فهموا ان الحجاب ستر جميع البدن والوجه والكفان 
2-
الاية الثانيه ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها فيها قولان عن السلف وتعليق ابن تيميه 
القول الاول لابن مسعود قال الا ما ظهر منها قال الجلباب والثياب ثبت عند الحاكم بسند كالشمس الا ما ظهر منها قال انه الجلباب 
القول الثاني لابن عباس قال الوجه والكفان قال ابن تيميه فسره ابن عباس بالوجه والكفان باعتبار البداية قبل نزول اية الحجاب وفسره ابن مسعود بالجلباب باعتبار النهاية بعد نزول اية الحجاب فلما نزلت اية الحجاب في العام السادس  امرت المراة بستر الوجه ويدل على هذا اية الاحزاب اية الحجاب والاية الثانية بالنور الجلباب فلا يكون هناك تعارض بين تفسير ابن عباس في الاية الاولى والثانيه الاولى فسرها بتغطية الوجه والثانية قبل نزول اية الحجاب ثم استقر الامر على تحريم كشف الوجه والكفان وجميع البدن ولذلك تعلق بعض الناس بالتفسير الثاني وكانوا اصحاب انتقائية لانهم قبلوا تفسير ابن عباس في الثانية ولم يقبلوا تفسيره بالاية الاولى ومن ثم كان كلام ابن مسعود في الاية الاولى الثانية واحد 
3- الاية الثالثة ( واذا سالتموهن متاعا فاسلوهن وراء حجاب ) قال ابن تيمية هناك ايتين في الاحزاب اية الحجاب وهذه الاية ( واذا سالتموهن ) هي اخر ما نزل في الحجاب ثم قال ذكر الله هذا الوصف وعلله بانه اطهر لقلوب الجميع نساء ورجال وهو حكم عام لان طهارة القلوب ينبغي ان يتصف بها الجميع فلو قابل النساء في الطرقات كاشفات فما حصل الحجاب الذي هو اطهر للقلوب 
ومن ثم نهى رسول الله عن دخول الحمو وهو اخو الزوج او قريبه والسبب انه قال اياكم والدخول على النساء فقالوا الحمو فقال هو الموت ) هذا الحديث في الصحيحين عن عقبة بن عامر والسبب لانه مظنة الخلوة وسبب للمقابلة والابتعاد عن ذلك اطهر لقلوبكم وقلوبهن 
اما الاحاديث التي امرت المراة بستر وجهها وكفيها وسائر بدنها فمنها 
1-
ثبت عند احمد وابو داود وبوب عليه باب المحرمة تغطي وجهها وابن ماجه وبوب باب المحرمة تسدل الخمار على وجهها وبوب عليه البيهقي باب المحرمة تلبس الثوب على وجهها 
وعند الحاكم عن اسماء بنت ابي بكر ( كنا نغطي وجوهنا من الرجال في الاحرام وكنا ننتقب قبل الاحرام ) والنقاب اذا اتسع عن دائرة النظر تبرج

2- في الموطا بسند صحيح عن فاطمة بنت المنذر قالت ( كنا نخمر وجوهنا في الحج ونحن محرمات مع اسماء بنت ابي بكر ) 
ستر الوجه واجب والكفين وجميع البدن ومن كشفت وجهها فنقول لها الحجاب او النار حتى النقاب قال ابن تيميه والنقاب اذا اتسع عن حدود النظر فسفور ونوع تبرج
اما ادلة من استدل بجواز كشف الوجه كل الذي تمسكوا به حديث الخثعمية في الحج ولكنهم تركوا كل الادلة السابقة التي تدل على وجوب تغطية المحرمة وجهها في الحج واخذوا بهذا الحديث فهي حادثة عين لا عموم لها، وهي من المشتبه الذي يرد إلى المحكم.ومن ثم قال الله فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تاويلة ) أي تاويلة على اف=هوائهم الفاسده اكثر من اربعة احاديث في حجة النبي عن اسماء وفاطمة وغيرها كلهن ذكروا انهن كن يتحجبن في الحج تركوها واخذوا بحديث الخثعميه ثم لو سلمنا جدلاً بأن المرأة كانت كاشفة الوجه، فهي تمتثل أمر رسول الله في النهي عن النقاب للمحرمة كما ذكره ابن عثيمين 
اما حديث سفعاء الخدين فالصواب هناك رواية اخرى  (امرأة من سفلة النساء).. وصحح ذلك الشيخ الشنقيطي، رحمه الله، ومال إلى أن الصواب (امرأة من سفلة النساء) في أضواء البيان (6/ 597). وقد ذكر لفظ (امرأة من سفلة النساء) في النسائي (3/ 186) وأحمد (3/ 318) والدارمي (1/ 377) والبيهقي (3/ 296) و(3/ 300) وهذه الروايات تؤيد تصويب الجملة وعليه فلا دليل في هذا لمن استدل به على جواز كشف وجه المرأة، إذ إنه يغتفر في حق الإماء ما لا يغتفر في حق الحرائر

واذا عرف هذا كله فهدي الاسلام قعود المراة في البيت وملازمتها اياها فلا يجوز لها الخروج الا لحاجة ضرورية حفصة بنت سيرين خرجت ثلاث مرات من بيتها يوم زواجها وفي الحج ويوم ماتت واذا خرجت لحاجة فيجب عليها التمسك بالحجاب الكامل حتى تكون في هذا الخروج مطيعة لربها واما ما اعتاده النساء في هذه الايام  يخرجن لغير ضرورة  ويتسكعن في الاسواق والمنتزهات  وهن متبرجات تبرج الجاهليه متعطرات ومتزينات فلا يجوز وحصل بهن فتنة وفساد عريض

ومن ثم قال العلماء يجب على المراة اذا خرجت امران

1-      في لباسها  فيكون ساترا لجميع بدنها فلا يظهر منها شيء لاشعر ولا ظفر ولا وجه ولا كفان ولايظهر منها شيء   ولذلك رخص للخاطب ان رؤية المخطوبة اذا اراد نكاحها فرخصص له لمقصود شرعي  ولو كان كشف الوجه والكفان جائز لم يكن للخاطب على غيرة أي مزية وما هو الداعي للترخيص له بالنظر اليها اذا كشف الوجه جائز  وعليه لامزية للخاطب على غيرة لو كان كشف الوجه جائز  ولذلك لايجوز كشف الوجه ولا اليدين عند الاجانب لا في الشارع ولا في البيت اما ما اعتاده بعض النساء من لبس ثياب الى الركب او تنزل تحت الركب شي يسير فهذا حجاب شيطاني وليس ساترا لجميع البدن  ومن لبست هذا اللباس غير مبالية بالوعيد فنقول لها الحجاب او النار كما في حديث صنفان من اهل النار نساء كاسيات عاريات ) بل والله وقع بعض المحارم على محارمهم نتيجه مخالفه هدي الاسلام

2-      الامر الثاني ان يكون في هيئتها وفي نفسها فبعد ان يكون الحجاب ساتر لجميع البدن ينبغي ان تكون العباءة غير ملفتة للنظر كاللون الاحمر والاصفر فتلبس الاسود او الازرق غير الملفت للنظر وليس فيها زركشة ولا زخارف فلو خرجت ساترة لبدنها كله وكان ملفت للنظر او فيه زركشه او زخارف فهذا تبرج وما حصل الحجاب الشرعي  ومن ثم نهى الله عن التبرج ( ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى )  والتبرج اظهار المراة لزينتها فيجلب لباسها نظر الرجال سواء في لباسها او هيئتها ( ولا يضربن بارجلهن ) فكل ما يثير نظر الرجال من نقاب او حركات بضرب الارجل او التميع في المشيه قال مجاهد ولا تبرجن تبرج الجاهليه قال المشي بين الرجال بغير ضرورة سواء في الاسواق او المنتزهات قال علي رضي الله عنه ( الا تغارون الا تستحون تتركون نساءكم يمشون بين الرجال ويزاحمن الرجال

3-      تلبس ثياب ضخينه وليست شفافه

4-      تلبس لباس خاصا بها فلا تتشبه بالرجال

هذا هو الحجاب الشرعي الواجب ستر جميع بدن المراة فلا يجوز كشف الوجه ولا الكفان ولا سائر البدن ولكن القلوب التي تدعوا الى ترك المراة حجابها وهدم هذا الكامل الذي عاش عليه السلف الامة سابقا غرضهم افساد المراة وافساد الحياة بها حتى قال بعض الغربيين لايمكن لبلاد الشرق ان تتقدم الا بترك الحجاب وترك القران  لان كفر من مضى كان بسبب النساء وكفر من بقي سيكون بسبب النساء ففي الحديث ما تركت فتنة اضر على الرجال من النساء فاتقوا النساء ) ولا زال دعاة الشر وبعض المغفلين يهونون من خطورة فتنة النساء  ويحرصون على تعليم المراة كل مهنة من اجل الاختلاط وافساد الرجال وكم سمعنا في هذه الايام من القبض على خلوة غير شرعية لامراة تعمل في مكان مختلط حتى الصلاة اخبر نبينا بان صلاة المارة في بيتها افضل من صلاتها مع النبي صلى الله عليه وسلم  وفي حديث اخر بين نبينا بان المراة عورة ( من راسها الى قدمها ) فاذا خرجت استشرفها الشيطان  )  وحديث ( اقرب ما تكون المراة من رحمة ربها وهي بقعر بيتها ) الترمذي ولكن اليوم تتنقل بين البيوت والاسواق والاماكن العامة بغير ضرورة ولا تقيد بالحجاب الشرعي فقد يكون ساترا ولكنه ملفت للنظر او فيه زركشه او تتميع في مشيتها فحصل بهن فتنة وفساد عريض

وقد استفدت جلها من شريطين لشيخنا عبدالرحيم الطحان درسنا بكلية الشريعه بابها عام 1411هـ تحت عنوان حجاب المرأة المسلمة وهي موجوده على النت وفيها اضافات وتعليقات
كتبة عبدالرحمن اليحيا التركي في 20/11/1433هـ

 

 

 

 

 

 

 

 

يا ليت شعر انا من انا

اخطر حدث مستقبلي ينتظرنا وانا واحدا منكم حينما يغادر الواحد منا من بيته الى القبر  بينما تملك كل شيء تخسر كل شيء

كل شيء تملكه تخسره وذلك حينما يتوقف القلب وتخرج الروح من البدن ولا يبقى الا العمل الصالح  كما قال احد العلماء لفاجر دينه ذهب والدنيا لاتبقي له ان اعز ما نملك في هذه الحياه الدين

لان الرخاء في الدنيا مؤقت والشقاء فيها مؤقت  والذي يضع البيض في سلة واحدة غلطان دع للاخرة شيء

اعقل الناس من يعمل  لساعة لقائة مع الله من عرف انه لله عبد وانه موقوف بين يدي الله فليعلم انه مسؤول الم نقرا ( فوربك لنسالنهم اجمعين  عما كانوا يعملون ) ومن علم انه مسؤول فليعد للسؤال جوابا فقال رجل ما الحيلة الحيلة يسيرة تحسن فيما بقي  يغفر الله لك ما مضى وكل الناس يتفاوتون في الاستعداد للحظة الموت والاستعداد لها يكون بالتوبه والعمل الصالح  الانسان اذا ترك طريق الدين وطريق الاخرة لابد له من واحد من سبعه  ففي الحديث بادروا بالاعمال سبعا هل تنتظرون الا فقرا منسيا او غنى مطغيا او مرضا مفسدا او هرما مفندا او موتا مجهزا او الدجال فشر غائب ينتظر والساعة فالساعة ادهى وامر)

اوحى الله للدنيا من خدمك فاستخدميه ومن خدمني فاخدميه والانسان اذا استقام على امر الله جمع الله امورة وتجد القليل من الحلال في أي شيء يكفيه واموره ميسره وموفقه وفي المقابل  أي انسان يعصى الله ولايستقيم على امره  تتعسر عليه اموره ويشتت الله عليه امره ويسعى ولا يستقيم له امر وتراه يجري ولا يصلح له شيء ولا يتلذذ بشيء

نهاية الامر ينبغي لنا ان نخاف من الله ولنعلم ان من عاش على شيء مات عليه من عاش على الغناء او الزنى او المعاصي مات عليها ومن عاش على القران او مع الصلاة مات عليها  وفي نفس الوقت نحذر  فلا نعلم من المقبول ومن المردود كل واحد فينا يتهم نفسه عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقف في اخر اعتاب الدنيا وهم يذكرونه بصحبته مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال لابنه عبدالله  يا بني  لعل ذلك بشرط لم اوف به ولم اقم به

قد الم القلب اني جاهل مالي         عند الاله  ارض عني ام قالي

وان ذلك مخبؤا الى يوم اللقاء       ومقفول عليه باقفالي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

حجاب الذكر

حديثي معكم اليوم عن حجاب الذكر من النار وانه سبب للوقاية من النار ومن المعاصي فعن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "خُذُوا جُنَّتَكُمْ" قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَمِنْ عَدُوٍّ حَضَرَ؟ فَقَالَ: "خُذُوا جُنَّتَكُمْ مِنَ النَّارِ، قُولُوا: سُبْحَانَ اللهِ وَالحَمْدُ للهِ وَلا إِلَهَ إِلا الله وَالله أَكْبَرُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللهِ فَإِنَّهُنَّ يَأْتِينَ يَوْمَ القِيَامَةَ مُسْتَقْدِمَاتٍ وَمُسْتَأْخِرَاتٍ وَمُنجيَاتٍ وَهُنَّ البَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ". أخرجه النسائي فى الكبرى (6/212

قال : خذوا جنتكم ( من النار ) أي وقايتكم من نار جهنم ومنه قيل للترس جنة ومجنة لأن صاحبه يتستر به قالوا : يا رسول اللّه كيف نفعل قال : ( قولوا سبحان اللّه والحمد للّه ولا إله إلا اللّه واللّه أكبر ) فإنهن يعني ثواب هذه الكلمات ( يأتين يوم القيامة مقدمات ) لقائلهن ( ومعقبات ومجنبات وهن الباقيات الصالحات ) المشار إليهن في القرآن سميت معقبات لأنها عادت مرة بعد أخرى وكل من عمل عملاً ثم عاد إليه فقد عقب وقيل المعقب من كل شيء ما خلف لعقب ما قبله كذا في مسند الفروس وفيض القدير للمناوي

اما قوله مجنبات وفي رواية منجيات فعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ , أَنَّهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ عَمَلًا قَطُّ أَنْجَى لَهُ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ " مسند الإمام أحمد رقم  21508

وهن الباقيات الصالحات :

قال الشنقيطي – رحمة الله تعالى عليه في اضواء البيان - :وأقوال العلماء في الباقيات الصالحات كلها راجعة إلى شيءٍ واحدٍ وهو الأعمال التي ترضي الله سواء قلنا إنها " الصلوات الخمس " كما هو مروي عن جماعة من السلف منهم : ابن عباس وسعيد بن جبير وأبو ميسرة وعمر بن شرحبيل ، أو أنها : " سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله  العلي العظيم " ، وعلى هذا القول جمهور العلماء ، وجاءت دالة عليه أحاديث مرفوعة عن أبي سعيد الخدري وأبي الدرداء وأبي هريرة والنعمان بن بشير وعائشة – رضي الله عنهم

من ثم يقول مقيده عفا الله عنه

الذكر شانه عظيم ومنزلته عاليه ولا تحلو الدنيا والاخرة الا بذكر الله حتى انه في الاخرة ترفع جميع التكاليف ما عدا الذكر دعواهم فيها سبحانك اللهم

ويلهمون التسبيح في الجنة كما يلهم احدنا النفس فنحن  نتنفس تنفسا لا اراديا

وفي الذكر من الخير والبركه ما يخطر للعبد على بال ففي الحديث ( الا انبئكم بخير اعمالكم وازكاها عند مليككم .......الى ان قال  الذكر )

واعظم الذكر العهد الذي بيننا وبين الله  كلمة التوحيد

الذكر فيه سر عجيب في صلاح العبد وتقواه وثباته على طاعة الله

الذكر فيه سر عجيب في الفتح والتوفيق والتيسير  وكان نبينا يذكر الله في كل احيانه سبق الفردون فقيل وما المفردون فقال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات

اسعد الناس في الدنيا والاخرة من الهمه الله ذكره وشكره وحسن عبادته

والله ما قست قلوبنا ولا ضاقت صدورنا ولا تسلطت علينا الشياطين فاذتنا في ديننا ووابداننا الا لما غفلنا عن الذكر ولا وقعنا في المعاصي الا حينما غفلنا عن ذكر الله نسوا الله فانساهم انفسهم

اه من حالي وقالي ليتني في الذاكرينا  ايها الناس استجيبوا ان دعيتم للنجاة

كتبه عبدالرحمن اليحيا التركي في 12/11/1433

 

 

 

 

 

 

 

المحبة والمودة

حديثي معكم اليوم عن المحبة والمودة فإننا اذا تحاببنا ارتقينا عند الله وإذا تباغضنا سقطنا من عين الله اخرج الإمام مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانا، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يكذبه، ولا يسلمه ولا يخونه ولا يحقره، التقوى ها هنا، ويشير إلى صدره ثلاث مرات، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه )

هذا الحديث من اروع الاحاديث الاسلامية في بيان العلاقات الاجتماعيه بين المؤمنين

والغرض من هذه التوجيهات النبويه حتى تفشوا المحبة والمودة بين المؤمنين فقد وردت عدة ايات واحاديث كلها تؤكد الاخوة بين المؤمنين قال تعالى ( انما المؤمنون اخوة ) الاخوة الايمانية فوق كل رابطه تصور لو ان كل واحدمنا يتعامل مع الناس على انهم اخوانا له لاصبح قلبه حيا ينبض بالحب والخير لهم

ما اجمل الحياة وانت تعيش بين اناس متحابين تحبهم ويحبونك وتؤثرهم ويؤثرونك ومن ثم حرص الاسلام على دوام المحبة والمودة فشرع اسبابا خاصة وعامة لتقوي هذه المحبة والمودة

فأمرنا ببر الوالدين وصلة الارحام وحسن الجوار وحثنا على اطعام الطعام لانه يورث المودة وحثنا على افشاء السلام وامرنا بالتناصح بين المسلمين لان المسلمون نصححه والمنافقون غششه لان المجاملة على الباطل من صفات المنافقين يراك على المعاصي فلا ينصحك ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (المؤمن مرآة اخية )السلسلة للالباني كل عضو ناصح امين لأخية

كانت العرب بالجاهليه مع اخوانهم تنصرهم على الحق وتنصرهم على الباطل حتى قال قائلهم

وما أنا إلا من غزية إن غوت غويتُ = وإن ترشد غزية أرشدِ

فجاء الاسلام فقال (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، فقال رجل: يا رسول الله! أنصره إذا كان مظلوماً، أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره؟! قال: تحجزه عن الظلم فإن ذلك نصره) رواه البخاري.

ولذلك تصوروا لو كان المجتمع المسلم متحابون متناصحون شهداء بالخير لبعض يزكي بعضهم بعضا ويدعوا بعضهم لبعض بالقبول والمغفرة

نحن امة مرحومة كل عضوا مراة لأخيه يقيسه على نفسه وينفي عنه كل تهمه ويبرئه من كل نقيصه فيحصل المثل الرائع البليغ الذي ضربه رسول الله صلى الله عليه وسلم ((مثَل المؤمنين في توادّهم وتراحمِهم وتعاطفِهم كمثَل الجسدِ الواحد، إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائرُ الجسدِ بالسّهر والحمَّى)) رواه البخاري ومسلم من حديث النعمان بن بشير

وفي الحديث الآخر: ((المؤمنِ للمؤمن كالبنيان يشُدّ بعضُه بعضاً)) رواه البخاري ومسلم من حديث أبي موسى الأشعري. ويصبح المجتمع قويا متماسكا كالبنان

وفي المقابل نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل ما يضاد هذه الاخوة او يخلها او يضعفها فقال لاتحاسدوا ولا تباغضوا لان هذه الصفات كلها صفات كفار كما قال الله ( تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى )

تصور مجتمع كلهم اعداء متباغضين لايثق احدا باحد ولا يتنازل له وبعضهم يتجسس على بعض ويلفق عليه الاخبار ويزور عليه القضايا ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم أي قوتكم ويضعف المجتمع ويصبح مجتمع متفكك ومتفتت

ومن ثم قالوا حينما تفرح بمصاب اخيك او تفرح بزلة قدمه او زلة لسانه فاعلم انك لست بخندق الايمان وانك في خندق النفاق يقول الله (إن تصبك حسنة تسؤهم وإن تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل ويتولوا وهم فرحونى )

واذا عرف هذا كله فاليكم بعض اسباب امراض المجتمع التي تسبب حرب التباغض والكراهيه

1- اولها حب الدنيا

حب الدنيا راس كل خطيئة والله لامال ولا ولد ولا بيت ولا املاك ولا شيء من متاع الدنيا ينفعك يوم القيامة اذا لم تاتي بقلب سليم ( يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}

يقول احد المشائخ زرت شخصا غنيا متعلق بالدنيا فقال اول ما جلست عنده بالبيت مساحة هذا البيت اربع مئة متر البلاط مستورد الاثاث من ايطاليا ووصف لي كل شيء في البيت حتى مليت فقلت انا اعرف شخص عنده عشرة من الولد يسكنون في غرفة واحده والناس فيهم القائد والجندي ومنهم التاجر الكبير ومنهم العامل في المطعم فقال ماذا تقصد قال اقصد قول الله (انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا )

ولذلك ورد في الاثر عن ابن عباس رضي الله عنهما : يؤتى بالدنيا يوم القيامة في صورة عجوز شمطاء زرقاء انيابها مشئومة تشرف على الخلائق فيقال : هل تعرفون هذه فيقولون :نعوذ بالله من معرفة هذه ، فيقال هذه الدنيا التي تناحرتم عليها ، بها تقاطعتم الارحام وبها تحاسدتم وبها عصيتم واغتررتم ثم تقذف في جهنم فتنادي اي ربي اين اتباعي واشياعي؟فيقول الله تعالى:الحقوا بها اشياعهاواتباعها.

يقول احد العلماء كان لي صديقا من اكبر الناس في عيني لصغر الدنيا في عينيه كان خارجا عن سلطان بطنه وكان خارجا عن سلطان الجهالة فلا يتكلم بما لايعلم ولا يماري فيما يعلم وكان اكثر دهره صامتا ) واذا تصورنا هذا كله فان من اكبر اسباب الكراهية بين الناس التنافس على الدنيا

2- ثانيا الحسد الحاسد جاهل والحاسد معترض على الله والحاسد يشك في حكمة الله يقول بعضهم يطعم الحلوى لمن لاضرس له ولذلك الحاسد يدعي انه حكيم وان الله ليس بحكيم ونحن نقرا هذا في القران (وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال قال إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم ) والعطاء في الدنيا يوزع على الابتلاء والله لن يختبر على ما تريد ( وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاكرين) (وإذا جاءتهم آية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله الله أعلم حيث يجعل رسالته )

اروع كلمة قالها الغزالي ( ليس في الامكان ابدع مما كان ) معناها تقبل وضعك كما كان أي ان الله اختارك بهذا الشكل واللون واختار لك هذه الزوجه والبيت والاسرة والبلد وهذا كله ترتيب الله الا ترضى بحكم الله والمسلم مستسلم لامر الله انظروا الى امراة عمران لما نذرت ما في بطنها محررا لله فلما وضعتها قالت ربي اني وضعتها انثى و فلما استسلمت لامر الله فجاء من هذه المراة سيدنا المسيح ومن ثم عسى ان تكره شيئا وهو خير لك يمكن تكرة هذه الزوجة وهى امراة عادية وتعينك على طاعة الله ويمكن تحب المال او الصحة او الزوجة الجميلة وتكون سببا في وقوعك في معصية الله

درجات الحسد ادنى درجة ان تتمنى زوال النعمة عن اخيك لتصل اليك واشد منها ان تتمنى زوال النعمة عن اخيك حتى ولو لم تصل اليك واشرها ان تسعى في زوال النعمة عن اخيك اما بسحر او غيرها واذا تصورنا ان المعطي هو الله فالله يقول (وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عليم )

3- ولا تناجشوا النجش هو بيع تمثيلي يقوم على المكر والنصب والاحتيال والخديعه فيزيد في السلعه من لايريد شراءها والمؤمن واضح ما في قلبه يكون على لسانه والمنافق مخادع

4- ولاتباغضوا التباغض حالة نفسيه عفوية ولها اسباب فقد يقول العبد لاخية كلمة قاسية تسبب له النفور وهناك الاف التصرفات تسبب للانسان البغضاء فلا تفعل شيئا يدعوا اخوانك الى كراهيتك فينبغي للعبد بقدر ما يستطيع الابتعاد عن التصرفات الغير مقبوله مع العلم انه ورد ( استقيموا ولن تحصوا ) ولكن سددوا وقاربوا يعني لن تجد انسان كامل

واذا رايت من اخيك المسلم عيبا فاعلم ان فيك مئة عيب واذا رايت في زوجتك عله فقد يكون فيك خمسين عله

وعيناك ان ابد تلك معايبا فقل يا عين للناس اعين

وفي الحديث في صحيح مسلم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر أو قال غيره يعني لايبغض ومعناه ان وجدت فيها خلقا سيء تجد فيخا خلقا اخر طيبا جاء رجل الى عالم فقال له انا اريد اطلق زوجتى فقال له تخونك في نفسها فقال لا بل لااشرف منها فقال طبخها سيء فقال ممتاز فقال وسخه لاتنظف البيت فقال لا فقال لها كل هذه حسنات فعدل عن راية

احاينا البحر لمزجته.يسبب البغضاء كلمة عن عائشة رضي الله عنها قالت: (قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: حسبك من صفية كذا وكذا -قال غير مسدد : تعني قصيرة- قال: لقد قلت كلمة لو مزجت بماء قالت: وحكيت له إنساناً فقال: ما أحب أني حكيت إنساناً وأن لي كذا وكذا) ]. كلمة واحد تفسد ماء البحر

5- التدابر ألآن لاتجد اسرة ما فيها خصومات الاخ مع اخوانه والاخت لاتكلم اختها والام لاتزور ابنها التدابر يدل على انه ليس هناك ايمان ومن تامل احوال الناس يجد ان الشخص اذا كان له مصلحة عند احد يجد انه يظهر الاهتمام به فاذا ما انتهى مصلحته تدابر معه مع العلم ان مصلحتنا الدينيه اعظم واهم من مصلحتنا الدنيوية

قولة المسلم اخوا المسلم اعاد التنبيه على ان كل واحد منا يتعامل مع الناس على انه اخوانه ومع كونه اخيك لابد ان تراعي هذه الامور

1- كونه اخاك فلا تظلمة وتهضم حقوقه

2- ولا تكذبه عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " كَبُرَتْ خِيَانَةً أَنْ تُحَدِّثَ أَخَاكَ حَدِيثًا هُوَ لَكَ بِهِ مُصَدِّقٌ ، وَأَنْتَ لَهُ بِهِ كَاذِبٌ " رواه احمد

3- ولا يخذله ولا يسلمه أي يتخلى عنه يرى قريبه في ورطة وكان الامر لايعنيه

4- لايحقره هناك غيبة بالقلب وهناك احتقار بالداخل وهذا الامر موجه للرجال مرة وللنساء الف مرة وما يدريك لعل هذا الشخص الذي تحتقره افضل منك عند الله لعل نواياه طيبه ويمكن انه اكثر منك اخلاصا لعل له منزلة لاتدركها بعشرات السنين وممكن يفتح الله له في المستقبل من فضله ورحمته ما يسبقك

كيف احتقرته وحكمت انك افضل منه والسرائر عند الله ( إِنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا حَتَّى لَا يَبْغِيَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ، وَلَا يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ )). [ رواه مسلم وأبو داود وابن ماجة]

قولة التقوى هاههنا اشارة الى القلب وليس الشكل كما قيل في المثل الدارج الناس مخابر وليسوا مناظر

اخيرا كل المسلم على المسلم حرام ختم الحديث بالتحذير من هذه الامور الثلاثة المحرمة

اولها الدماء وكم سمعنا من اناس يتفاخرون بسفك دماء مسلمين غيرمبالين بالوعيد الشديد لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً" رواه البخاري

وكذلك التعرض لاموالهم او اعراضهم ياتي يوم القيامة وقد سفك دم هذا واخذ مال هذا وشتم هذا فياخذ هذا من حسنات وهذا من حسناته حتى يطرح في النار

خلاصة الحديث

اذا تحاببنا ارتقينا عند الله لانه دليل على ايماننا ( لاتدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ) واذا تباغضا سقطنا من عين الله

كتبة عبد الرحمن اليحيا التركي في 11/11/1433

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

خصماء الله القسم الثاني

يا راكضا في ميادين الهوى مرحا === ورافلا في ثياب الغيّ نشوانا

مضى الزّمان وولّى العمر في لعب === يكفيك ما مضى قد كان ما كانا

الإيمان بالقدر نظام التوحيد , فمن كذّب بالقدر نقض تكذيبه توحيده , ومن آمن بالقدر صدّق إيمانه توحيده . ابن القيم

بدايه يقول الله عن الكفار حينما يقفون على النار ياليتنا نرد ولا نكذب بايت ربنا فرد الله عليهم ولو ردوا لعادوا لما نهو عنه لان مسألة الكفر والإيمان ليست متعلقة بقضية أنهم رأوا الحق أو لم يروا الحق؛ بل هي مسألة استكبار وعناد في نفوس الكفار، كما قال الله في آية أخرى وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَاباً مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ * لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ [الحجر:14، 15] فالكبر والعناد الذي في أنفس الكفار يجعلهم لا يقبلون الحق مهما رأوا من آيات الله في ذلك وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا [الأعراف:146] نسأل الله أن يعافينا من الكبر ومن الاستكبار والعناد وأن يرزقنا الإخلاص والانقياد والإذعان لأمره والتسليم له.

قال المعترض على الله اذا قضى ربي بكفري وعلم اني لن اكون مؤمنا فلماذا خلقني ثم عذبني

فقلت تعالوا الى اصل المسالة الله سبحانه خلق الخلق وفي سابق علمه ان فلان سيكون مؤمنا وان فلانا سيكون كافرا فخلق الخلق وجعل جنة ونارا فقال هؤلاء للجنة وهؤلاء للنار ومع سابق علمه فينا لم يحكم فينا بعلمه بل حكم علينا بعملنا بعدما اكتسبنا ولذلك انزل الينا كتابا وارسل لنا رسلا يقول الله رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا وجعلا لنا سمعا وبصرا وعقلا وبين لنا الحلال والحرام هذه صورة المشكلة وحلها وبالمثال يتضح المقال

انت يا من تعترض على ربك قف على حد الادب لو كان لك ابنين واعطيت كل واحد منهما مالا وقلت لهما اذهبا الى البقاله واشتروا عسلا ولا تشتروا دخان الان انت اعطيت كل واحد منهما مالا واعطيت خيارا وامرته ونهيته وقبل ذلك انت في سابق علمك تعلم ان فلان من ابنائك طائع وسوف ينفذ امرك وتعلم ان الاخر عاصي ولن يطيعك فانت في سابق علمك تعلم من يطيع منهم ومن يعصى فالله سبحانه خلقنا وفي سابق علمه علم من يهتدي ومن يضل فقال ( والله خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن )

فالكافر خلقه الله واعطاه الخيار وارسل له رسلا وانزل له كتابا لكنه مثل الابن العاق لابيه اختار الشيء الذي نهاه عنه ربه فهل الاب حينما ارسل ابنه الى البقاله الزمة واجبره بالشيء الذي نهاه عنه ام هو الذي اختار

مثال اخر معلم في المدرسه علم الطلاب وفي سابق علمه يعلم ان فلان سوف ينجح وفلان سوف يسقط في الامتحان قبل حصول الامتحان ومع ذلك المدرس لم يحكم في الطلاب بسابق علمه فيهم وتوقعه لمن ينجح ولمن سيرسب بل اعد اسئلة الامتحان وامتحن الطلاب وظهرت النتيجه مثل ما كان يعلم فيهم قبل ظهور النتيجه

الله سبحانه في سابق علمه يعلم ما كَانَ وما يكون، ومالم يكن لو كَانَ كيف يكون، كما قال تعالى: وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ ) قال الإمام الطّّحاويّ - رَحِمَهُ اللَّهُ -: [ولم يخف عليه شيء قبل أن يخلقهم، وعلم ما هم عاملون قبل أن يخلقهم]. جل شأنه يعلم ما كان، وما سيكون، وما لم يكن لو كَانَ كيف يكون، وهذه هي الإحاطة الكاملة بكل ما هو مندرج تحت إمكان العلم، فيعلم ما كَانَ جل شأنه لا يخفى عليه شيء مما مضى، ولهذا لما قال فرعون: قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى [طـه:51] قال موسى عَلَيْهِ السَّلام:عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسَى[طـه:52] سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فهو يعلم الماضي بكل دقائقه وتفاصيله، وأما نَحْنُ فما كلفنا أن نعلم هذه التفاصيل، وإنما كلفنا أن نأخذ العبرة والعظة من مصارع الله في الكون، وأيضاً يعلم الله جل شأنه ما يكون، ويعلم ما سيكون، وهذه هي العقبة التي تقف عندها جميع العقول وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوت ) العقول البشرية، والعلم البشري مهما توصل إليه، ومهما حاول أن يتقدم لا يمكن أن يعرف ما سيكون بعد لحظة واحدة، وفي هذا إفحام من الله عَزَّ وَجَلَّ لهَؤُلاءِ المخلوقين، فهذا العلم استأثر الله به وحده سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فهو الذي يعلم ما كَانَ وما سيكون، ويعلم ما لم يكن لو كَانَ كيف يكون.

مختصر القول

الله لم يعاملهم بعلمه بل لن يحاسب نفسا حتى تكتسب فعاملهم بعملهم ولم يعامله بعلمه فيهم

ومن ثم المعايب والمعاصي للعبد فيها اختيار مثل مائدة الطعام ل كان تختار ما تشاء فلن يجبرك احد على طعام لاترغبه واما المصائب من فقر ومرض وموت وحياة وغيرها فليس للعبد فيها اختيار

المدرس احياننا يعلم الناجح من الراسب قبل الامتحان لكن مع ذلك جعل لهم امتحان وظهر علمه فيهم بعد الامتحان ولذلك الله حينما خلق الخلق والانسان لازال في بطن امه كتب اربع كلمات رزقه واجله ومصابه وشقي هو اوسعيد ومع هذا كله لم يعاملهم بعلمه مع انه مفروغ منه لكن عاملهم بعملهم امرك بالصلاة فمنا من سمع الاذان فصلى ومنا من سمع الاذان فلم يصلي وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر

ومن ثم قال يهدي من يشاء ويضل من يشاء معناه يهدي من يستحق الهدايه ويضل من يستحق الضلال هان ربك هو اعلم بمن ضل عن سبيل وهو اعلم بالمهتدين

وقس على ابناءك تعلم ان هذا الابن موفق فيه خير والاخر تعلم انه شرير ليس فيه خير يقول الله ان يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا والعكس بالعكس

فان قال قائل لماذا لم يخلقنا كلنا مهتدين ( ولو شاء ربك لامن من في الارض كلهم جميعا ) وجوابها يقول في سورة الإنسان: إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا [الإنسان:3] ويقول في سورة السجدة: ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها فالله سبحانه وتعالى خلق هذا الإنسان وجعله مكلفا مختارا، فإن شاء اختار طريق الحق وإن شاء اختار طريق الضلال.

ولكن اقتضت حكمة الله تعالى أن يكون في الناس أهل حق واستقامة وهدى، وأهل باطل وغواية وضلالة كما قال تعالى: ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين * إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين [هود:118-119] وهذا أمر فوق السؤال، فلا يقال: لماذا؟ فكلمة الله تمت بذلك، وقضى به ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها أي: ولو شئنا لوفقناها وآمنت واستقامت على الحق، أما قوله: إنا هديناه السبيل .

فالمقصود هنا: هداية الدلالة والإرشاد، أي: دللناه وأرشدناه وبينا له معالم الطريق، وعليه أن يختار بعد ذلك إما شاكرا وإما كفورا وهذا راجع إلى إرادته، أما الذين أعطاهم الله تبارك وتعالى هداية التوفيق فهم المؤمنون الذين آمنوا بالله سبحانه وتعالى، كما قال تعالى: ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها أي: الأمر كله راجع إلى مشيئتنا، فلو شئنا لكان الناس أمة واحدة على الهدى والحق، ولكن حق القول مني، وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا [الأنعام:115].

 

فهذه الكلمات هي الكلمات الكونية، وليست الكلمات الشرعية، فالقرآن كلام الله عزوجل هو كلماته الدينية الشرعية، أما كلماته الكونية فهي أوامره التي خلق بها الأشياء .

 

ويقول الله تعالى في سورة يونس : ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين [يونس:99] فمن كفر فإنما كفر بمشيئة الله، ومن آمن فإنما آمن بمشيئة الله هذا وجه الدلالة، ولا إشكال فيه، وقوله تعالى: أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين وموضع الآية هنا واضح إذا فهمنا مدلول الآية كلها

قال شيخ الإسلام في تائيته القدرية :

سؤالك يا هذا، سؤال معاند ** مخاصم رب العرش، باري البرية

فهذا سؤال، خاصم الملأ العلا ** قديما به إبليس، أصل البلية

ومن يك خصما للمهيمن يرجعن ** على أم رأس هاويا في الحفيرة

ويدعى خصوم الله يوم معادهم ** إلى النار طرا، معشر القدرية

سواء نفوه، أو سعوا ليخاصموا ** به الله، أو ماروا به للشريعة

وأصل ضلال الخلق من كل فرقة ** هو الخوض في فعل الإله بعلة

فإنهمو لم يفهموا حكمة له ** فصاروا على نوع من الجاهلية

فإن جميع الكون أوجب فعله ** مشيئة رب الخلق باري الخليقة

وذات إله الخلق واجبة بما ** لها من صفات واجبات قديمة

مشيئته مع علمه، ثم قدرة ** لوازم ذات الله قاضي القضية

وإبداعه ما شاء من مبدعاته ** بها حكمة فيه وأنواع رحمة

ولسنا إذا قلنا جرت بمشيئة ** من المنكري آياته المستقيمة

بل الحق أن الحكم لله وحده له ** الخلق والأمر الذي في الشريعة

هو الملك المحمود في كل حالة ** له الملك من غير انتقاص بشركة

فما شاء مولانا الإله، فإنه ** يكون وما لا لا يكون بحيلة

ومن ثم سال الصحابه أعلم الخلق بالله وبأوامره وأقداره حينما خرج النبي صلى الله عليه وسلم على الناس بكتابين، وقال: (فرغ ربكم من العباد، هذا كتاب بأهل الجنة بأسمائهم وأسماء أبائهم وذرياتهم، ثم أجمل لا يزاد فيه ولا ينقص، وهذا كتاب بأهل النار بأسمائهم وأسماء آبائهم وذرياتهم، وأجمل عليه، لا يزاد فيه ولا ينقص، فرغ ربكم من العباد.

فقال رجل: يا رسول الله ففيم العمل؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اعملوا فكل ميسر لما خلق له

ومن كتابي النفحه القدسيه شرح الاربعين النوويه حديث الفرح رقم خمسون

قوله ماض في حكمك

حكم الله في جميع العباد نافذ لا راد لاحكمه ولا معقب ومع كون حكمة نافذ فهو غير ظالم فقد يكون في البشر من حكمه نافذ لكنه قد يكون ظالما اما الله سبحانه فهو على صرلط مستقيم اي عدل وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا

قوله عدل في قضاءك

مع كونه ملكا قاهرا متصرفا في عباده ونواصيهم بيده فهو عدل لايظلم لا في قولة ولافعله ولاقضاءه ولاقدره ولاامره ونهيه وثوابه وعقابه

وحكم الله نوعين

حكم كوني قدري

وحكم شرعي ديني

فالحكم الكوني القدري هو في الخلق والرزق والصحة والمرض والحياة والموت وليس له اختيار في هذا الحكم ( ولا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا)

اما الحكم الشرعي الديني وهو كا ما امر الله به عباده ونهاهم عنه وهو طريق الخير والشر وجعل للعبد فيه اختيار ولكن هذا الاختيار لايخرج عن مشيئة الله فالعاصي لو اراد ان يكفر فلن يكفر الا بارادة الله ( ولو شاء ربك ما فعلوه )( ولو شاء ربك ما اقتتلوا ) لان هناك فرق بين الارادة والرضا فالله لايحب ولا يرضى لعباده الكفر والمعاصي ولكن الكافر والعاصي عصى بارادة الله

( فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا )

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

خصماء الله

قال احدهم لماذا خلقنا الله ثم يعذبنا على الكفر

كلامك هذا واعتراضك وما تتكلم عنه راجع الى الى مذهب القدرية الذين هم مجوس الامه ويسمون خصوم ربهم وهو اول شرك وقع في هذه الامة

وقد اخبرنا نبينا بأن الشرك سيقع في هذه الأمة أمة الإيمان، وأمة التوحيد والسنة وان الشرك سيقع في هذه الامة ففي الحديث كما نص النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لا تقوم الساعة حتى تلحق فئام من أمتي بالْمُشْرِكِينَ )

ولينتهين بهم رايهم الى الكفر والشرك واول شرك وقع قي الامه شرك القدر والاعتراض على الله

القدر نظام التوحيد، فمن وحد الله وكذَّب بالقدر نقض تكذيبه توحيده

 

توحي أن هناك اعتراضاً عَلَى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؛ لأنه قال منعني وأوردني!.

فقالأبو عصام: إن يكن الهدى شيئاً هو له، فله أن يعطيه من يشاء ويمنعه ممن يشاء؛ ولكن نقف مع عبارة السائل هذا " أرأيت إن منعني الهدى " هل الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى منع النَّاس الهدى؟ ليس بهذا الإطلاق، فإن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أوضح الهدى وبينه للناس، وأنزل عليهم كتاباً يتلى ورسولاً يدعوهم إِلَى الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- فقد بين الهدى ولم يمنعه، كما قال:إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيل) أي: بينا له ووضحنا لهإِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً [الإِنسَان:3] أي: يختار هو ما يشاءوَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ [الإِنسَان:30] .

وقد أجابه أبو عصام: بجواب بسيط مقنع سهل جداً، ومفهومه: إن منعك شيء هو له فهو حقه، وإن منعك شيئاً هو لك فقد ظلمك، والحال أن كل ما في السموات والأرض هو ملك لله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لا يشركه فيه أحد من العالمين؛ فالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لم يمنع أحداً من النَّاس حقه حتى يقال: لِمَ لم يعطه، أو أنه قد ظلمه، فليس لأحد عَلَى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى حق بإطلاق.

 

قال الطّحاويّ رَحِمَهُ اللَّهُ:

وأصل القدر سر الله تَعَالَى في خلقه لم يطلع عَلَى ذلك ملك مقرب، ولا نبي مرسل، والتعمق والنظر في ذلك ذريعة الخذلان، وسلم الحرمان، ودرجة الطغيان، فالحذر كل الحذر من ذلك نظراً وفكراً ووسوسة، فإن الله تَعَالَى طوى علم القدر عن أنامه، ونهاهم عن مرامه، كما قال تَعَالَى في كتابه: لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ [الأنبياء:23] فمن سأل: لم فعل؟ فقد رد حكم الكتاب، ومن رد حكم الكتاب، كَانَ من الكافرين

قال المعترض على الله

كيف يشاؤه ثمَّ يعذبهم عليه، أليس هذا ظلماً؟! وهذا هو السؤال الذي سأله عمران بن حصين لأبي الأسود الدؤلي؛ لكن هَؤُلاءِ القوم لم يأخذوا الجواب من الصحابة،عمران بن حصين -رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ لما أن سأل أبا الأسود الدؤلي عن مسألة القدر فقَالَ: أفلا يكون ذلك ظلماً، فقال: أبو الأسود ففزعت لذلك فزعاً شديداً، وقلت: لا يسأل عما يفعل وهم يسألون، فَقَالَ له عمران بن حصين -رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ-: "إنما سألتك لأحزر عقلك" لأرى هل عندك عقل، هل أنت قوي الحجة؟.

وهذا الذي تخوض فيه ايها المعترض على الله

هو اول شرك في الاسلام قاله معبد الجهني وشيخه سوسن النصراني بالشام

فانت نصبت نفسك ايها المعترض على الله خصما لله كيف خلقني ثم عذبين على الكفر لذلك قال أبو عصام: إن يكن الهدى شيئاً هو له، فله أن يعطيه من يشاء، ويمنعه ممن يشاء وما على المحسنين من سبيل فالامر يدور بين الفضل والعدل ولن يدخل النار عبد الا بعمل ولابد لكل نفس من عمل فمن امن بالله دخل الجنه ومن كفر بالله دخل النار

 

فأصل القدر هو سر الله في خلقه، والذي لا يسأل عنه ولا يخاض فيه، ولا يتعمق فيه؛ وهو كونه تَعَالَى أوجد وأفنى.

لماذا أوجد؟ ولماذا أفنى؟ كل هذا لا يجوز أن يخاصم فيه بأية حال من الأحوال؛ لأن العقول تتقاصر عن معرفة ذلك، وهذا هو الذي أمرنا فيه أن نسلم لرَبِّ الْعَالَمِينَ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- فهو الذي خلق هذا الخلق، وهو الذي أعطى ومنع، وهو الذي أمات وأحيا، وهو الذي أضحك وأبكى، وهو الذي أغنى وأقنى، وهو الذي أضل وهدى لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون وهذا ما يفعله الملاحده كما قالت شمس الاصيل الكاتبه

اغلب الملاحده الغربيين والعربين والمدونين سبب الالحادهم امر بسيط هم يعرفون بأن الله موجود ولكن لانهم لايعرفون شكله وصفاته ولماذا يولد الانسان مشلول ولماذا يولد اعمى ولماذا يموت في رحم امه هم يريدون ان يتدخلوا بكل صغيره وكبيره بأمر الله ويريدون ان يعرفون لماذا فعل الله كذا وكذا .. لأجل ذالك هم يلحدون فيه لانهم يريدون ان يتدخلوا بشؤنه الكونيه نصبوا انفسهم خصوم لله يخاصمونه في ملكة ولو نازعهم احد فيما يملكون لما قبلوا نزاعه فكيف ينازعون الله في ملكه

ومن ثم تكلم سلفنا في القدر ولكن المحذور في التكلم فيه هو الاعتراض على الله والاسئله التي فيها مخاصمة ومحاججه واعتراض على الله والخوض في لماذا يعذبنا ولماذا لم يجعلنا مؤمنين لو كان الامر كذلك لما خلق الله هذه الحياة بهذه الصورة ومن ثم اقتضت حكمة وقضاءه ان يخلق الحياة ويخلق الجنة ويخلق النار يقول الله ولو شئنا لاتينا كل نفس هداها لكن حق القول مني لاملان جنهم من الجنه والناس اجمعين يدخل من يشاء في رحمته فنحن بين فضله وعدله ما اصابك من حسنة فمن الله وما اصبك من سئية فمن نفسك

 

فمن وجد خير ا فليحمد الله ومن وجد شرا فلا يلومن الا نفسه

 

فكلنا بين فضله وبين عدله ويفسرها ما اصابك من حسنة فمن الله وما اصابك من سيئة فمن نفسك وبما كسبت ايديكم يعني يتخلى الله عنك ويوكل الى نفسك عندها تهلك اذا لم يكن من الله عون للفتى فاكبر ما يجني عليه اجتهاده ومن هنا يظهر يا حي يا قيوم لا تكلني الى نفسي طرفه عين فاهلك واضيع يا رب ان تكلني الى نفسي تكلني الى ضعف وعجز وضيعه وخطية ولا اثق الا برحمتك فاغفرلي ذنوبي كلها وتب علي انك انت التواب الرحيم

والله لو سلبك الحول والقوة ما استطعت تثبت على الصراط المستقيم طرفة عين ولذلك قال نبينا فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد شرا فلا يلومن الا نفسه لان الله تخلى عنه فيقع في المعاصي

اتهم نفسك دائما وراقب قلبك دائما تكون عليه حارسا لايدخل فيه غير الله فتهلك

النتيجه

سلح نفسك بهذه المبادي ان تعتقد انك مفتقر الى رحمة الله والى عفوه والى معونته الى توفيقه وتواضع للناس والى فاعلم ان النار موعدك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

قمية الزمن وبداية العام

نهاية العام نهاية رمضان نهاية الحج نهاية العام الدراسي كل هذه النهايات معناها مضي الزمن والزمن يمضي سريعا وما مضى لايعود

هذه حقيقة مهمه ومن ثم قال الحسن ابن ادم انما انت بضعه ايام واذا ذهب بعضك فقد ذهب كلك ما من يوم ينفجر فجرة الا وهو يقول انا يوم جديد وعلى عملك شهيد واذا ذهبت فلن اعود اخرج الامام مسلم عن عبدالله بن مسعود قال: قالت أم حبيبة رضي الله عنها: اللَّهُمَّ مَتِّعني بزوجي رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وبأبي أبي سفيان، وبأخي معاوية، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّكِ سألتِ الله تعالى: لآجالٍ مضروبةٍ وآثارٍ موطوءةٍ وأرزاقٍ مقسومةٍ لا يعجل شيء منها قبل حله ولا يؤخر منها يوماً بعد حله، ولو سألت الله تعالى: أنْ يعافيك من عذابٍ في النار وعذابٍ في القبر لكانَ خيراً لكِ))

اعقل الناس واذكاهم هو الذي يدرك انه بضعة ايام وعرف قيمة الزمن

ولذلك قال العلماء هناك انفاق استهلاكي وهناك انفاق استثماري فاما الاستهلاكي فهو مثل الاكل والشرب والنوم والمتعه وكسب الاموال يقول (يقُولُ العَبْدُ: مَالي، مَالي، وإنَّما لَه من مَالِهِ ثَلاثٌ: ما أكَلَ فأفْنَى، أو لَبِسَ فأبْلَى، أو أعْطَى فأقْنَى، وما سوى ذلك، فَهُوَ ذَاهِبٌ وتاركُهُ لِلنَّاسِ)) اخرج مسلم عن ابي هريرة كل هذه الامور من اكل وشرب ونوم ومتعه خمسون عام مئة عام لاتستفيد منها في المستقبل انما تنفعك في اللحظة التي كنت فيها ومن ثم ورد عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يُؤْتَى بِأَنْعَمِ أَهْلِ الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُصْبَغُ فِي النَّارِ صَبْغَةً ثُمَّ يُقَالُ: يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ خَيْرًا قَطُّ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ نَعِيمٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لَا وَاللَّهِ يَا رَبِّ وَيُؤْتَى بِأَشَدِّ النَّاسِ بُؤْسًا فِي الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيُصْبَغُ صَبْغَةً فِي الْجَنَّةِ فَيُقَالُ: لَهُ يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ بُؤْسًا قَطُّ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ شِدَّةٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ لَا وَاللَّهِ يَا رَبِّ مَا مَرَّ بِي بُؤْسٌ قَطُّ وَلَا رَأَيْتُ شِدَّةً قَطُّ". أخرجه أحمد ومسلم

لذلك متع الدنيا لانستفيد منها في المستقبل ولو اكلت وتمتعت مئة عام احد الاخوة لقي رجل كبير في السن عمرة ثلاثون ومئة عام فساله هل ايام زمان افضل ام هذه الايام فقال ( ا ابني اخر ما اذوق احسن ما اذوق ) هي هكذا اخر لحظ هي احسن لحظه ومثال ذلك رجل سكن في فندق جميل شهرا كاملا ثم طلب منه الحساب فقالوا له حسابك مئة الف هذا اسمه انفاق استهلاكي

اما الانفاق الاسثماري فهو العمل الصالح تستفيد منه الراحه والسعادة والحياة الطيبة في الدنيا والاخرة وحاله مثل صاحب الشركة او التجارة يشتري بمئة الف ويبيع بمئتين الف

يقول عمر ابن ادم الليل والنهار مطيتان تعملان فيك فاعمل فيها

ايها الاخوة من يضحك اخيرا فسوف يضحك كثيرا الا ترون حال الشهداء في سبيل الله كيف تظهر عليهم علامات البشر والسعادة وهم موتى بعضهم متبسم يضحك وهو قتيل ومن هنا اذا نزلت ملائكة الرحمة بالمؤمن وبشرته بالجنه يفرح كثيرا اما من يضحك اولا فسوف يبكي كثيرا الناس تبحث عن ضحك سريع تريد تعيش الحظة التي هي فيها يظن ان بالمعصية لذه لكن الله يخلق مع لذة المعصية شقاء ومع الشقاء فضيحه ومع الفضيحه هلاك ثم ياتي ملك الموت فيخل هذا التوازن سمي الموت هاذم اللذات أي قاطعها

على كل بماذا اقسم الله في سورة العصر وما المراد بالقسم اقسم بالزمن والخسارة محققه واكيده لان مضي الزمن استهلاكي

الكافر مهما عاش ومهما كسب من اموال ومهما تمتع كلها متع استهلاكيه لايستفيد منها في المستقبل هاتوا أي كافر كائنا من كان اذا وقف على اخر اعتاب الدنيا كل ما هو فيه لايستفيد منه في رحلة الاخرة ولو قدم للناس ما قدم فما يضرك إذا هلك الناس كلهم ونجوت،وما ينفعك إذا نجا الناس كلهم وهلكت

انسان عاش مئة عام كم اكله اكلها وكم سفر سافرها وكم لقاء وكم سهرة وكم وكم اكبر مشكله نواجهها مضي الزمن

ولا يكفي استغلال الزمن فقد يستغل الكافر وقته لكن استغلاله استهلاكي نحن نبحث عن الاستغلال الاستثماري الذي تستفيد منه في المستقبل الايمان والعمل الصالح ومن ثم قال الله ( ولاتكن من الغافلين ) ( ولا تكن مع الكافرين )

تجد كل واحد منا يعمل لمصلحته في الدنيا لكن قلما تجد من يعمل لمصلحة الاخرة

ما مضى فات والمؤمل غيب ولك الساعة التي انت فيها

خيارنا مع الوقت خيار ايمان وعمل صالح اما ان تؤمن في الوقت المناسب او بعد فوات الاوان

الناس في غقله عامة والكثير يعيش اللحظة التي هو فيها وهم عما ينتظرهم غافلون العبرة بمن يضحك اخيرا والعاقبة للمتقين متاع الدنيا قليل لانه منقطع

مختصر الكلام لابد من طاعه ولابد من معرفه لله في الوقت المناسب ولاينفع ايمان بلا عمل ولا ينفع عمل بلا ايمان ولا ينفع الا ايمان وعمل صالح

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شرح حديث ما ذئبان جائعان

حديثي معكم اليوم عن ذم المال الجاه اخرج الامام احمد والترمذي والطبراني وابن حبان وهو حديث صحيح صحيح عن ابن كعب بن مالك الأنصاري[5]، عن أبيه قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ما ذئبان جائعان أُرسِلا في غنَمٍ، بأفسَدَ لها من حِرص المرء على المالِ والشرف لدينه)). وقد روى هذا الحديث غير كعب بن مالك سبعه من الصحابه

اولا سبب هذا الحديث ان عاصم بن عدي قال :« اشتريت أنا وأخي مائة سهم من سهام خيبر فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا عاصم ما ذئبان عاديان أصابا غنما أضاعها ربها بأفسد لها من حب المرء المال والشرف لدينه ) رواه الطبراني في الكبير

ثانيا في هذا الحديث العظيم ضرب لنا نبينا عليه الصلاة والسلام مثالا بليغا رائعا في ان حرص المسلم على المال والشرف في الدنيا وافسدهما لدينه اشد من فساد الذئبين الضاريين الجائعين وقعا في زريبه غنم

ولاشك ان ضرب المثل في هذا الحديث يبرز لنا المعاني المعقولة في صور حسيه ماثله وذلك ابلغ واوقع في النفوس من اجل تقريبها للذهان

وقد استخدم نبينا في دعوته جميع الاساليب في التعليم ومنها ضرب الامثال لانها ابلغ في الوعظ واوقع في النفوس واقوى في الزجر فمنها حديث مثل المؤمن كمثل النحله وحديث مثل الجليس الصالح وجليس السوء وحديث مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث وحديث مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينه

والغرض من الامثال من اجل ابراز المعنى المراد ماثلا امام الاعين فيكون ابلغ في النفوس ويربي العقل على التفكير واظهار المعنى المعقول في صور حسيه

ثالثا ان الحرص على المال مرض خطير وعقبة كؤود يفسد دين المرء وهو لايشعر وهذا الحرص يبعدك عن العمل الصالح ويبعدك عن اداء الزكاة ففي البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أبي ذر قال: انتهيت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يقول في ظل الكعبة: (هم الأخسرون ورب الكعبة، هم الأخسرون ورب الكعبة) قلت: ما شأني أيرى في شيء، ما شأني1؟ فجلست إليه وهو يقول، فما استطعت أن أسكت وتغشاني ما شاء الله، فقلت: من هم بأبي أنت وأمي يا رسول الله؟ قال: (الأكثرون أموالاً،وفي روايه الاكثرون اموالا هم الاقلون يوم القيامه ) إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا)2 وزاد الترمذي: (إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا) فحثا بين يديه وعن يمينه وعن شماله) كناية عن كثرة العطاء

فهم الاخسرون الاكثرونامولا فهم الاقلون يوم القيامة الا من تصدق

وعند البخاري في كتاب الزكاة عن ابي ذرقال قال لي رسول الله يا أبا ذر أتبصر أحدا قال فنظرت إلى الشمس ما بقي من النهار وأنا أرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يرسلني في حاجة له قلت نعم قال ما أحب أن لي مثل أحد ذهبا أنفقه كله إلا ثلاثة دنانير )

وايضا شدة الحرص مرض خطير فلا يبالي عندها من أي طريق حصل على المال وتراة ياكل الحرام ويغش ويخدع وياكل الربا والرشا ويحتال ويبرر لنفسه ويتاول ويقنع نفسه بالتاويلات الفاسده

سئل احد السلف عن بيع العينه فقال دراهم بدراهم وبينهما حريرة يخادعون اللله كما يخادعون الصبيان )

ومن ثم قال العلماء المال له خمس فتن الاولى فتنة تحصيله وكسبه والثانيه فتنة انفاقه والثالثة فتنة الانشغال بجمعه وتنميه والرابعه منع حقوقه الواجبة والمستحبه والخامسه يحمل صاحبه على الطغيان

عندها يسلط الله عليه خمس عقوبات بسسب اكل الحرام

عدم استجابة دعاءه واذا انفقه لم يبارك له فيه واذات تصدق به لم يقبل منه واذا تغذى به احدث له وهنا في قلبه وبدنه والخامسة ايما لحم نبت من سحت فالنار اولى به

ومختصر القول شدة الحرص على المال تفسد دين المرء

اما الحرص على الشرف فهو الحرص على الجاه والسمعه والمكانة الاجتماعيه وهذا ايضا مرض خطير وعقبة كؤود يقول بعض السلف اخر ما يخرج من قلوب الصالحين حب الرئاسة وحرص المرء على الرئاسة يفسد دينه وهو لايشعر فتراه يعرض عن مجالس الخير والعلم لانه يرى انه ينقص من قدره ولا يريد ان يتعلم ممن هو دونه في السن او القدر او المرتبه بل يدعوه حرصه على الشرف والجاه الى رد الحق فلا يتراجع عن خطاءه لانه يرى انه ينقص من مكانته فيتمادى في الباطل بل بعض الاباء يكون عنده اختلاط بالبيت فيهدد ابنه اذا لم يظهر زوجته امام اخوته يفعل به كذا وكذا واحيانا بعض الاباء لم يتعلم والف عادات غير صحيحه وغير اسلاميه وله ابن متعلم فينصحه ابنه فيقول انت تعلمني

فشدة الحرص على الجاه يجعله لايتراجع عن خطا وبعضهم اذا حضر مجلس لازم يحكي ولازم يتكلم ولو بالباطل المهم يتصدر بل قد يفتي بعضهم ويخوض حتى في مسائل الشرع بلا خطام ولا زمام ونصف العلم لا ادري ولو قال لا ادري اسلم لدينه ولمكانته ومسؤوليته امام الله

هناك وصف جامع ومانع لهذا العصر قال ابو ثعلبه الخشني يارسول الله متى نترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر قال ( اذا رايت شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثرة واعجاب كل ذي راي برايه ) يعني اذا ظهر الغرور

كما قال العلماء معاصي الغلبه اهون بكثير من معاصي الكبر يقول ابن تيميه اقسام الناس في طلب الجاه والمال في هذا الحديث اربعه اقسام

1- يريدون العلو على الناس والفاساء في الارض بمعصة الله وهؤلاء هم الملوك والرؤساء المفسدون كحال فرعون واضرابه

2- الذين يريدون الفساد بلا علو كالسراق والمجرمين والسفله

3- يريدون العلو بلا فساد كالذين عندهم دين فهم لايريدون الفساد لكن يحبون الرئاسه والعلو واذا اجتمع معه شدة الحرص عليها دخلت معها افات كثيرة من الكبر والحسد والبغضاء

4- لايريدون علوولا فساد في الارض وهم اهل الجنة تلك الدار الاخر نجعلها للذين لايريدون علوا في الارض ولا فسادا )

ومختصر الكلام نبينا صلى الله عليه وسلم ضرب هذا المثل وبين ان شدة حرص الانسان على المال والجاه في الدنيا اشد فسادا لدينه من الذئبين الضاريين الجائعين الذين وقعا في زريبه غنم

كتبه عبدالرحمن اليحيا التركي في 21/12/1433

السكينة في الحج واكبر ثمراتها

 

حديثي معكم اليوم عن السكينه فقد قال نبينا أيها الناس، السكينة السكينة؛ فإن البر ليس بالإيضاع ) رواه البخاري عن ابن عباس

والسكينة نعمة عظيمة من نعم الله يكرم الله بها انبياءه واصفياءه واولياءه وعباده الصالحين وهي ليست عمل كسبي انما هي منحة من الله يعطيها الله من يشاء تحصل بالايمان وبالاكثار من ذكر الله وهي على درجات تنزل مؤقته وقد تنزل ثابته ودائمه لانها مرتبطه بالايمان فاذا كان الايمان ثابت كما قال الله ( أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه )

وقد تحصل مؤقتة بحسب زيادة الايمان

ومن ثم السكينة هي احد اكبر ثمرات الايمان والذكر واذا نزلت بالقلب ترى من العبد عجبا في ثباته

بقي تعريفها هي راحه نفسيه وهي آمن نفسي وهي ثقة بالمستقبل فاذا نزلت بالقلب يرتاح فلا يخاف احدا ولا يخاف دمارا ولا يخاف فقرا ولا يخاف مرضا ولذلك لما اعطي نبينا دواء لذات الجنب فقال ما كان الله لصيبني به لان المؤمن عنده ثقة بحماية الله

واذا وجد العبد السكينة وجد السعادة ولو فقد كل شيءواو كان يعيش اصعب الظروف واذا فقد السكينة شقي ولو كان يملك كل شيء ولو كان في بحبوحه عيش

وجد ابراهيم السكينة وهو في النار ووجدها يوسف وهو بالسجن ووجدها يونس وهو في بطن الحوت ووجدها نبينا وهو بالغار ووجدها موسى حينما التقى الجمعان

ويجد العبد السكينة بالصلاة وهو متصل بالله فيجد الراحه واللذة قال النبي-صلى الله عليه وسلم-:" إذا مشيتم إلى الصلاة فامشوا وعليكم السكينة والوقار فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتمو )

ويجد العبد السكينة بالذكر ومجالس الذكر ففي الحديث ( الا نزلت عليهم السكينة ) فيجلس على الارض فلا يضيق مطلقا لان الضيافة قلبيه

ويجدها العبد السكينة في النكبات والنوازل فيسكن قلبه كما حصل للانبياء وفي المقابل امراة لما حصل زلزال حملت معها رضيعها فلما بلغت الشارع وجدت ان الذي حملته حذاء زوجها

ويجد العبد السكينة اذا رضي بما قسم الله له الامام الشافعي وجد رجل يطوف ويقول اللهم ارض عني فقال ارض عنه حتى يرضى عنك فقال كيف ارضى عنه وانا اتمنى رضاه فقال ارض بنقمه كما ترضى بنعمه

ويجد العبد السكينة بالعبادات مثل الحج والصلاة فاذا نزلت السكينة في قلبه يؤديها بلا وجل ولا قلق ولا خوف ولا حزن ولا هم فلا يخاف احد يسبقه فيسابق بحيث لا يسبقه احد على المكان او العبادة فيؤديها بلاخوف ولا اضطراب وبكل طمانينة فيذهب الى العباده وعليه السكينه ومعه الطمانينه

الســــــــكـــــينـة تطرد الحزن والضعـف والمعصية والقلق ,والخوف فهي احد اكبر ثمرات الايمان والذكر ذكر الله سبحانه " السكينة" في كتابه في ستة مواضع :

1- ( وَقَالَ لَهُمْ نِبِيّهُمْ إِنّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مّن رّبّكُمْ وَبَقِيّةٌ مّمّا تَرَكَ آلُ مُوسَىَ وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنّ فِي ذَلِكَ لاَيَةً لّكُمْ إِن كُنْتُـم مّؤْمِنِينَ) [البقرة: 248]

2- ( ثُمّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىَ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُوداً لّمْ تَرَوْهَا وَعذّبَ الّذِينَ كَفَرُواْ وَذَلِكَ جَزَآءُ الْكَافِرِينَ) [التوبة:26]

3- ( إِلاّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيّدَهُ بِجُنُودٍ لّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الّذِينَ كَفَرُواْ السّفْلَىَ وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [التوبة:40]

4- ( هُوَ الّذِيَ أَنزَلَ السّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوَاْ إِيمَاناً مّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلّهِ جُنُودُ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً ) [الفتح:4]

5- ( لّقَدْ رَضِيَ اللّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأنزَلَ السّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً ) [الفتح:18]

6- ( إِذْ جَعَلَ الّذِينَ كَفَرُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيّةَ حَمِيّةَ الْجَاهِلِيّةِ فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىَ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التّقْوَىَ وَكَانُوَاْ أَحَقّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللّهُ بِكُلّ شَيْءٍ عَلِيماً ) [الفتح:26]

قال ابن القيم : كان شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله إذا اشتدت عليه الأمور : قرأ آيات السكينة. وسمعته يقول في واقعة عظيمة جرت له في مرضه ، تعجز العقول عن حملها، من محاربة أرواح شيطانية ، ظهرت له إذ ذاك في حال ضعف قوة . قال: فلما اشتد علي الأمر قلت لأقربائي ومن حولي : اقرءوا آيات السكينة ، قال: ثم أقلع عني ذلك الحال

السكينة هي اعطم عطاء يعطيها الله اولياءه وهي مرتبطه بالايمان وبالذكر وفي المقابل اعظم عقاب الهي يسلطه على من فقد الايمان وعصاه الاضطراب والقلق والخوف والحزن رجل راس ماله اربعه الاف مليون زاره رجل صالح فقال والله لامال يعجبني ولا زوجه ولا ولد ولا بلد ولا طعام ولا شراب ومختصر القول كل شيء شين انا في قلق فاعطاه الله كل شيء واعطاه اموال لاتاكلها النيران لكن لايعطيهم السكينة ولا الطمانينة ولا الراحه وارواحهم في وحشة من جسومهم في كدحها لا في رضا الرحمن

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الحج ليس نزهه

نحن خرجنا من بيوتنا على اختلاف ديارنا واوطاننا في الحج من اجل المغفرة والفوز بالجنة والعتق من النار

وهي تحتاج الى استكانه وتواضع كما فعل نبينا ومن ثم يقول انس حَجَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَحَلٍ رَثٍّ وَقَطِيفَةٍ تُسَاوِي أَرْبَعَةَ دَرَاهِمَ أَوْ لا تُسَاوِي , ثُمَّ قَالَ : " اللَّهُمَّ , حَجَّةٌ لا رِيَاءَ فِيهَا وَلا سُمْعَةَ "

يقول قدامة رضي الله عنه (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمي الجمرة لا ضرب ولا طرد، ولا إليك إليك)

ليس في الحج مباهاة ولا فخر ولا خيلاء ولا ضرب ولا طرد ولا طريق يا حاج الحج تواضع واستكانه

الحج معناه عدم الترفه والاستغراق في المباحات ولذلك نهي الحاج عن اشيئا مباحه من اجل عدم الترفه

عندنا في الحج وسيلة وغاية فليس الغاية النزهه وانما الغاية ادا ءالنسك التقرب الى الله نيل فضلة ورضوانه كما يردد العوام ما حج الحاج الا للمغفرة اما الاكل والشرب والسكن والمركب والملبس فلكلها وسيلة

ومن ثم منع الحاج من الترفه والاستغراق في المباحات فمنع الحاج من الطيب والحلق ولبس المخيط ونهي عن اشياء مباحه من اجل عدم الترفه لذلك شاء حكمة الله ان يكون الحج في بلاد حاره وليس فيها نبات كما قال ابراهيم بواد غير ذي زرع حتى يتخلى عن جميع اسباب الراحة كلها تصوروا لو كان الحج في بلاد جميلة ونسمات عليلة لكان الحج سياحه وليس عباده ولكن الحاج منع من جميع اسباب السياحه منع من الطيب وحلق الشعر والباس ومنع من النكاح وعقده ولايدخلون الحرم الا ومتواضعين كاشفين عن رؤسهم ومتجردين من لباس الدنيا

ولذلك مطلوب من الحاج التواضع في المركب والملبس والتعامل مع من حوله يتواضع في هيئته ولباسه واكله ومركبه لانه كلما استكان وتواضع كان اقرب لرحمة الله ومغفرته وكثرة الترفه يكسل عن الطاعات والعبادة ويقسي القلب ويدعوا للغفله

ومن استغرق في النعم كان على حساب الغاية التي خرج من اجلها وهي المغفرة ونيل الجنة والنجاة من النار وهي تحتاج منا الى تواضع وتخشع وتذلل وتبذل كلوا واشربوا والبسوا في غير ما اسراف ولا مخيلة )

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اعظم الدروس من قصة موسى مع فرعون سته

 

دخل نبينا المدينه فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسالهم عن سبب صيامه فقالوا هذا يوم نجى الله فيه موسى قومة واهلك فيه فرعون وقومه فقال نحن احق بموسى منهم فصامه وامر بصيامه هذه هي نهاية القصة اما بداية القصة ان فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين )

فرعون راى رؤيا تجدون ملخلصها في اخر الدروس رقم ( 6) فمن الدروس وخي كثيرة

1- مرجع الامور الى الله وحده واعظم درس في القصه رجل مسلم موحد لايملك قوة ولا عتاد ولا سلاح ولا جنود ويتحدى دولة كافرة بكامل عتادها ويزلزلها ولم يحصل له قتل ولا سجن قال العلماء سنة الله في الارض ان المسلم يهزم العدو بطاعة الله ولو قاتلهم بالعصا وبالمعصية ينتصر العدو ولو كان معك المخترعات العصر الكفر اعظم جناية من المعاصي لكن الله قد يؤدب المؤمن اذا عصى ثم يجعل لع العاقبه ومن خلال التاديب يحصل هناك شهداء ويمحص الله المؤمنين ويمحق الكافرين

انظر الى نبينا محمد في غزوة حنين بحفنة من التراب رماها في وجوة القوم وقال شاهت الوجوه فما ابصروا شيئا وهذا بمثابة القنابل المسيلة للدموع ايضا نبي الله داود عليه السلام ينتصر على قوة ضاربة بمقلاع وقتل داود جالوت باذن الله

فما بال امة كاملة لاتدافع عن عقيدتها ودينها لكن اذا حققت الامة التوحيد والايمان واطاعت ربها قذف الله في قلوب اعدائها الرعب

واذا وقعت في الماعصي واحبت الدنيا ففي الحديث تداعي الامم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها فقال قائل ومن قلة نحن يومئذ قال بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن فقال قائل يا رسول الله وما الوهن قال حب الدنيا وكراهية الموت) الشاهد نزه المهابه من قلوب الاعداء

2- لاينفع حذر من قدر انظروا كيف صنع فرعون قال سنقتل ابناءهم ونستحي نساءهم وولد موسى في زمان الذبح وتربى في حجرة والله غالب على امره وكذلك ام موسى خافت على ابنها ومع ذلك نسيت الحبل وحمله البحر الى بيت فرعون

مطلوب منا الحذر ولكن الحذر لايغني من القدر ومع ذلك مطلوب الحذر والدعاءمعه وجعل نبينا بدل الحذر الدعاء من أهم الأسباب التي يرد الله تعالى بها البلاء، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر. رواه الترمذي

وعن عائشة رضي الله عنها قالت قَالَ رَسُوْل اللهِ صَلًَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ: لا يغني حذر من قدر والدعاء ينفع مما قد نزل ومما لم ينزل وإن البلاء لينزل فيتلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة

روى الثلاثة الحاكم في المستدرك وقال في كل منها صحيح الإسناد

قوله فيعتلجان أي يتصارعان

3- من الدروس البطانة السيئة اتذر موسى وقومه ليفسدوا في الارض انت قتلت السحره فمابال موسى وقومه وفي الحديث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة إلا له بطانتان: بطانة تأمره بالخير وتحضه عليه، وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه. فالمعصوم من عصم الله تعالى. صحيح البخاري، 6611 و7198

4- الايمان يظهر عند الشدائد قال اصحاب موسى انا لمدركون لكن المؤمن واثق بحماية الله له قال كلا ان معي ربي سيهدين

5- الشكر لله وحده اذا تجددت نعمة او اندفعت نقمه وسجود الشكر من اجل العبادات وهو من افضلها كلها حتى الذين يدخلون النار ما تاكل النار مواضع السجود

وسبب فضلها واسجد وقترب وفي الحديث اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد اعظم مافي الصلاة السجود

فاذا سجدت لله فقد اديت عباده عظيمة

والشكر يكون بالعمل كالصلاة والصيام ويكون بالسان وسكون بالسجود ويكون بالتقوى فلا تعصى الله بالعضوا الذي اعطاك اياه وقليل من عبادي الشكور فكل نعمة تتذكر انها من الله لاتستخدمها في معصية الله عندها تكون شاكر ومن ثم قال الله وقليل من عبادي الشكور

6- سبب صيام يوم عاشورا فهو شكرا لله حينما انجى الله موسى وقومه واهلك فرعون وقومة وذلك ان فرعون راى في المنام كأن نارا قد اقبلت من نحو بيت المقدس فاحرقت دور مصر وجميع الاقباط ولم تضر بني اسرائيل فهاله ذلك وجمع الكهنة والسحرة وسالهم عن تفسير ذلك فقالوا ان زوال ملكه سيكون على يد غلام من بني اسرائيل فلهذا امر بقتل الغلمان وترك النسوان

وقال سنقتل ابناءهم ونستحيي نساءهم وانا فوقهم قاهرون والمقصود ان فرعون احترز كل الاحتراز وجعل قوابل يدورون على البيوت ويحصون الحوامل ويعلمون ميقات وضعهن فلا تلد امراة ذكرا الا ذبحه حتى تضعف شوكة بني اسرائيل ولكن بعد حين شكى القبط الى فرعون قلة بني اسرائل بسبب قتل ولدانهم الذكور وخشوا من تفاني الكبار مع قتل الصغار ان يصيرون هم الذين يلون ما كان بني اسرائيل يعالجونه فامر فرعون بقتل الابناء سنة وان يتركوا سنة

فولد هارون اخو موسى في الزمان الذي ليس فيه ذبح وولد موسى في زمان الذبح فضاقت امة ذرعا واحترزت من اول ما حبلت ولم يكن يظهر عليه مخائيل الحمل فلما وضعته الهمها الله ان اتخذت له تابوتا فتربطه في حبل فاذا ارضعته وخشيت من احد وضعته في التابوت فارسلته في البحر وامسكت بطرف الحبل فاذا ذهبوا استرجعته ولكنها في ذات يوم ارسلته في البحر ونسيت ان تربطه فذهب مع النيل فمر على دار فرعون فالتقطه ال فرعون فلما راته امراة فرعون وكان وجهه يتلألأ احبته حبا شديدا فلما راه فرعون امر بذبحه فاستوهبته وقال قرة عين لي ولك فقال فرعون اما لك فنعم واما لي فلا فقالت عسى ان ينفعنا فهداها الله به واما في الاخرة فاسكنها الله جنته بسببه

فنشأ موسى في حجر فرعون وامرأته آسية يربيانه ، واتخذاه ولدا ، فبينما هو يلعب يوما بين يدي فرعون اخذ بلحته وهو صغير فهم بقتله فخافت عليه اسية وقالت انه طفل فاختبره بوضع تمرة وجمرة بين يديه وجاءت بتمرة وجمرة فاخذ موسى الجمرة ووضعها في فمه فنجا موسى بهذا الامتحان

والله غالب على امره وانظر كيف احترز فرعون وكم قتل بسبب خوفه من هذا الغلام من النفوس ما لايعد ولا يحصى وشاء الله ان يكون مرباه في دار فرعون وعلى فراشه ولا يغذى الا بطعامه وشرابه وفي منزله ثم لما بلغ موسى اشدة اختارة الله نبيا ورسولا وامره الله بالذهاب الى فرعون وايده الله بمعجزات تدل على صدقه ايده الله بتسع ايات

فقالوا مهما جئتنا به من اية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين

 

فارسل الله عليهم عقوبات

الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم واخذهم السنين ونقص من الثمرات مع العصا واليد التي تخرج بيضاء

فتابع الله عليهم بالايات فاخذهم بالقحط وارسل عليهم الطوفان ثم الجراد والقمل والضفادع ثم الدم فطلبوا من موسى ان يدعوا لهم بكشف الرجز

فلما كشف الله عنهم الرجز نكثوا فاغرقناهم باليم وذلك حينما خرج بني اسرائيل وبلغوا البحر وضرب موسى البحر فانفلق كالطود العظيم اثناعشر طريقا لكل سبط وانكف الماء بالقدرة العظيمة حتى اذا تكامل خروج بني اسرائيل وتكامل دخول فرعون وقومة اغرقه الله

وكان ذلك يوم عاشوراء

فيوم عاشوراء [ من أيام الله ] [ يوم عظيم. أنجى الله فيه موسى وقومه. وغرق فرعون وقومه.] فلما ثبت في صحيح الإمام مسلم وغيره :

[[ عن ابن عباس رضي الله عنهما ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة. فوجد اليهود صياما، يوم عاشوراء. فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما هذا اليوم الذي تصومونه ؟ " فقالوا: هذا يوم عظيم. أنجى الله فيه موسى وقومه. وغرق فرعون وقومه. فصامه موسى شكرا. فنحن نصومه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فنحن أحق وأولى بموسى منكم" فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأمر بصيامه

 

خلاصة الامر

صيام عاشوراء من شكر الله عز وجل على نعمته، فصامه عليه الصلاة والسلام شكراً لله عز وجل؛ لأن الله عز وجل دمغ فيه الباطل ونصر فيه الحق، وأظهر فيه أولياءه وكبت فيه أعداءه، فهو شكر لله عز وجل على عظيم نعمته وجزيل منته. والمسلم يفرح بما يصيب إخوانه المسلمون من الخير والنعمة، وتصيبه الغبطة بذلك، وهذا يدل على أن الأنبياء كانوا كالأمة الواحدة، وأن فرحه عليه الصلاة والسلام إنما هو تبع لفرح نبي الله وكَليِمه موسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى السلام.

ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم حينما غفر له ما تقدم من ذنبه وما تاخر شكر الله حتى تورمت قدماه

واذا انعم الله على الواحد منا فدفعت عنه نقمة او تجددت له نعمة خر ساجدا وسجود الشكر من اعظم العبادات بعد التوحيد ومن شكر الله طاعته وتقواه ( واتقوا الله لعلكم تشكرون )

ومع الاسف الشديد نرى بوادر النقم ظهرت بيننا وكلها نذر ومن تامل الدعاء الشهير ( اللهم انا نعوذ بك من الغلا والربا والزنا والزلازل والفتن والمحن والحروب وقل ما شئت من العقوبات ) وكلما تمادى الناس في غيهم زادت العقوبات وكانوا معرضين لعقوبات اشد كما حصل لبني اسرائيل جاءهم الطوفان الجراد والقومل والضفادع والدم والقحط ونقص الثمرات فلما عتوا عما نهوا عنه اغرقهم الله وهذه سنة الله في الارض ( فكلا اخذنا بذنبه )

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

افضل ايام الدنيا العشر

نحن مقبلون على عشرة ايام من افضل ايام الدنيا على الاطلاق فهي افضل عشرة ايام في حياة المسلم اخرج الامام البزار بسند جيد عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أفضل أيام الدنيا أيام العشر". صحيح الجامع

وهذا التفضيل من الله فربك يخلق ما يشاء ويختار وسبب تفضيلها لان جميع العبادات كلها تقع في ايام العشر اركان الاسلام وسائر انواع الطاعات اما الايام الاخرى فلو قدر انها تقع فيها بعض الطاعات لكن لايمكن يقع فيها الحج

وقد نوه الله على فضيلة ايام العشر في كتابة ونوه ايضا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم على عظيم فضلها

فاما في كتاب الله سبحانه ففي سورة الفجر والفجر وليال عشر

قال العلماء المراد بالفجر طلوع الفجر فلا يرد منه فجر معين لان بعضهم قال فجر يوم عرفه او فجر يوم النحر او ايام العشر والصحيح عموم الفجر فاقسم الله بسطوع الفجر

قولة وليال عشر جاءت نكرة ولم تكون معرفة بالالف واللام كما في الشفع والوتر وما بعدها بل جاءت نكرة لعظم شان هذه الليالي والايام فهي من الظهور بمكان ولذلك وصفها الله في سورة الحج ويذكروا اسم الله في ايام معلومات قال ابن عباس بسند صحيح هي ايام العشر واكتسبت الليالي الفضل لانها تبعا لفضيلة الايام

قولة والشفع والوتر الشفع ورد فيها عشرين قولا والصحيح ان الشفع الخلق كلهم فلكل مخلوق ما يزاوجه ومن ثم قال الله ( ومن كل شيء خلقنا زوجين ) فاقسم الله بالمخلوقات التي شفعها

قولة والوتر هو الله سبحانه ففي الحديث إن الله وِتْرٌ يُحِبّ الوتر، فأوتِروا يا أهل القرآن . رواه الإمام أحمد وأهل السنن . وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة مرفوعاً : إن الله وتر يحب الوتر ) فلا وتر الا الله والوتر هو الفرد

قولة والليل ااذ يسر معناه اقبال الليل او ادباره لان يسر معناها الانتقال والزوال والذهاب والمشي ولذلك وصف الله الليل فقال والليل اذا عسعس يعني اقباله او ادباره

خلاصة الكلام اقسم الله بالخلوقات التي هي شفع واقسم بخالقها وهو سبحانه الوتر واقسم بالخلوقات التي خلقت لنا

ونوه نبينا على فضلها ففي الحديث الذي رواه احمد والبخاري واهل السنن ما عدا النسائي والبيهقي وهو في اعلى درجات الصحة عن ابن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام -يعني الأيام العشر- قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء )

فلايعدل العمل الصالح في العشر أي عمل الا في حالة واحدة ان يخاطر بنفسه وماله فيعفر وجهه في التراب ويراق دمه ويقتل جواده

فهذا الذي يعدل اجر العابد في عشر ذي الحجة

ولذلك لماذا قال الصحابة ولا الجهاد لماذا لم يقولوا ولا الصلاة ولا الصيام لان المنافقون امروا بالصلاة والزكاة والصيام ففعلوا فلما طلب منهم الجهاد قالوا بيوتنا عورة ان يردوا الا فراراومن ثم قالت عائشة يا رسول الله ارى الجهاد من افضل الاعمال افلا نجاهد قال جهادكن الحج والعمرة وفي رواية ) ( جهاد الكبير والضعيف والمراة الحج والعمرة )

والجهاد على نوعين جهاد عدو وجهاد نفس والحج جهاد نفس ولكن جهاد لاضرب فيه ولا طرد ولا اليك اليك انما تواضع وجهاد في طاعة الله فليزمها بالطاعة حتى يؤديها ويلزمها بترك الذنوب والنفس قد تجبن في بعض المواطن فتحتاج الى صبر وتحتاج الى الصبر حتى تتم النسك فمثلا من الحجاج من يجاهد نفسه في الاباتة ليلة مزدلفه ومنهم من لم يجاهد نفسه فاخل باعمال كثيرة

ولذلك من جاهد نفسه في عشر ذي الحجه فله من الاجر مالايخطر له على بال وهذه الايام ينبغي اغتنامها فهي ايام مباركة وايام عظيمه ويتاكد فيها اعمال كثيرة منها

1- الذكر مع الجهر به فهو شعار عشر ذي الحجة وقد ضيعه المسلمون في مشارق الارض ومغاربها الا من رحم ربك فيسن للناس اذا ظهر هلال ذي الحجة ان يجهروا بالتكبير في الاسواق والطرقات والاعمال وفي البيوت وعلى الفرش ومع الاهل فيكون هناك ضجيج بالتكبير والتعظيم لله كان عمر بن الخطاب يكبر بخيمته بمنى فترتج منى تكبيرا ولذلك ورد عند احمد في فضل العشر ( فاكثروا فيهن من التهليل والتحميد والتكبير )رواه احمد ففي صحيح مسلم عن سمرة ( احب الكلام الى الله اربع لايضرهن بايهن بدات سبحان الله والحمد لله ولااله الا الله والله اكبر ) هذا احب الى الله وايضا احب الى نبينا ففي الحديث عند مسلم عن ابي هريرة (( لئن أقول : سبحان الله والحمد لله ولا اله إلا الله والله اكبر , احب إلي مما طلعت عليه الشمس ) واذا كشف الغطاء عن ثواب الاعمال لايجد العبد ثواب عمل افضل من الذكر )

2- المحافضة على الصلوات المكتوبات والنوافل ففي الحديث رواه أحمد والطبراني والحاكم وصححه، وله طرق عن أبي ذر وأبي أمامة: «الصَّلَاةُ خَيْرُ مَوْضُوعٍ، فَمَنْ شَاءَ اسْتَقَلَّ، وَمَنْ شَاءَ اسْتَكْثَرَ» .

3- صيام هذه الايام وقيام لياليها ففي مسنن الترمذي وابن ماجه والبيهي وسنده ضعف وله شواهد عن ابي هريرة مرفوعا ( ما من أيام أحب إلى الله أن يُتعبد له فيها من عشر ذي الحجة , يعدل صيام كل يوم منها بسنة وكل ليلة منها بقيام ليلة القدر ) فكل يوم بالف يوم وقيامها يعدل ليلة القدر ولا غرابه فالعمل الصالح يعدل الجهاد فيها ويوم عرفه يعدل عشرة الاف يوم لما روى أبو قتادة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال { صيام عرفة : إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده ). أخرجه مسلم . ويوم عرفه تابع ليوم النحر ومنزلة يوم عرفه من يوم النحر كمنزلة الطهارة من الصلاة ولابد للصلاة من طهارة لكن الصلاة اعظم كما جاء في حديث عبد الله بن قُرْط رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إن أعظم الأيام عند الله تعالى يوم النحر، ثم يوم القَرِّ) صحيح ابو داود للالباني والسبب ان يوم العيد افضل لانه يوم الحج الاكبر ففيه تكون اعمال الحج من رمي وطواف وحلق ونحر وسعي والاضاحي في الحل ويوم عرفه يوم مغفرة ولا يوجد في الشرع ليلة تتبع الليوم الذي قبلها الا ليلة النحر فهي مشتركة بين عرفه والنحر

4- الحج فليس هناك نعمة افضل من ان يكفر سيئاتك ويصلح بالك فيفرج همك ويغفر ذنبك ففي الحديث ( يا كعب ابشر بخير يوم منذوا ولدتك امك تاب الله عليك ) وفي البخاري ( من حج لله فلم يرقث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته امة )

5- الاضحية عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : " ما تقرب إلى الله - تعالى - يوم النحر بشيء هو أحب إلى الله - تعالى - من إهراق الدم ، وأنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها ، وإن الدم ليقع من الله - تعالى - بمكان قبل أن يقع على الأرض ، فطيبوا بها نفسا " .رواه الحاكم

اما حكم الاضحيه سنة مؤكجة وليست بواجبه ة وقد ذكر أهل العلم أن ذبح الأضحية أولى وأفضل من التصدق بثمنها لفعل نبينا حيث اكل وتصدق واهدى

شروط الاضحية اربعه

1- ان تكون من بهيمة الانعام يقول الله ثمانية ازواج من الضان اثنين ) (أَنزَلَ لَكُم مِّنَ الأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ ) الزمر بعض الحجاج احضر معه دجاجة واستدل بحديث التبكير للجمعه

2- ان تبلغ السن المعتبر شرعا لقول النبي صلى الله عليه وسلم (( لا تذبحوا إلا مسنة إلا أن تعسر عليكم فتذبحوا جذعة من الضأن )) رواه مسلم والمسنة هي الثنية فثني الغنم والمعز سنة وثني البقر سنتان وثني الابل خمس سنوات ويجوز الجذع من الضان لحديث عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : ضحينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجذع من الضأن ، رواه النسائي

3- السلامة من العيوب المانعه من الاجزاء وهي اربعه في حديث البراء بن عازب رضي الله عنه قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : (( أربع لا تجوز في الأضاحي ـ وفي رواية : لا تجزئ ـ : العوراء البين عورها ، والمريضة البين مرضها ، والعرجاء البين ظلعها ، والكسير التي لا تنقي )) . رواه الخمسة . وقال الترمذي : حسن صحيح واما عيوب الكمال مكسور القرن او نحوه جائز مع الكراهه

4- زمان الذبح وهي اربعة ايام يوم العيد وثلاثة ايام بعده يبتدي من بعد صلاة العيد وينتهي بغروب الشمس آخر أيام التشريق روى البخاري عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من ذبح قبل الصلاة فإنما هو لحم قدمه لأهله ، وليس من النسك في شيء ) ولذلك أبو بردة بن نيار ذبح قبل الصلاة فقال يا رسول الله ان عندي جذعة خير من سنة قال اجعلها مكانها ولن تجزئ أو توفي عن أحد بعدك ) احمد الان بعض الجزارين في الوقت الحاضر يذبح من نصف الليل ومن ذبح قبل صلاة العيد فانما هو لحم يقدمه لاهله

كتبه عبدالرحمن اليحيا التركي في 24/11/1433هـ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اعظم نعمة والثبات عليها

اعظم نعمة انعم الله بها على الانسان نعمة الاسلام والايمان فهذه النعمة تحقق للانساد سعادة الدنيا والاخرة ولكن من سيثبت عليها حتى الممات فالقلوب تتقلب والايمان يزيد وينقص  والانسان ما دام في هذه الحياة فهو معرض للفتن والشيطان يجري من ابن ادم مجرى الدم  والاعمال بالخواتيم يقول المقداد بان الاسود والله لا اقول في عبد خيرا او شرا  حتى انظر بما يختم الله له لشيء سمعته من رسول الله سمعته يقول ( لقلب ان ادم اشد تقلبا من القدر اذا استجمع غليانا ) رواه احمد والحاكم  وفي روايه ( لقلب ابن ادم اسرع تقلبا من القدر اذا استجمع غليانا ) (إنما القلب من تقلبه، إنما مثل القلب كمثل ريشة معلقة في أصل شجرة يقلبها الريح ظهراً لبطن) رواه أحمد هو في صحيح الجامع  وفي رواية (مثل القلب كمثل ريشة بأرض فلاة الريح ظهراً لبطن) . أخرجه ابن أبي عاصم في كتاب وإسناده صحيح

ومن ثم اذا اظلمت القلوب وعشعش الشيطان فيها خرجت هيبة الله منها ونحن في فتن عظيمة ومحن عظيما نسال الله العظيم ان يسلمنا منها ومن اهلها  ولذلك  دَخَلَ أَبُو مَسْعُودٍ عَلَى حُذَيْفَةَ وَهُوَ مَرِيضٌ ، فَأَسْنَدَهُ إِلَيْهِ ، فَقَالَ ابْوا مسعود  مَسْعُودٍ : أَوْصِنَا , فَقَالَ حُذَيْفَةُ ألم يأتك اليقين قال بلى وعزة ربي قال فاعلم أن الضلالة حق الضلالة أن تعرف ما كنت تنكره وأن تنكر ما كنت تعرفه وإياك والتلون فإن دين الله واحد  وفي رواية فان امر الله واحد ) رواه البيهقي في السنن الكبرى اذا لا تعدُّد في الحق، الحق واحد.ويفسر معنى تعرف ما كنت تنكر  قال حذيفة رضي الله عنه في باب الفتن فيما رواه الحاكم 4/468 بسند صحيح إذا أحببت أن تعرف أصابتك الفتنة أم لا فانظر إلى ما كنت تراه حراما أصبحت تراه حلالاً وإلى ما كنت تراه حلالاً أصبحت تراه حراما فقد أصابتك الفتنه ) واذا اشتدت الفتن تنقلب الموازين فيرى الحق باطلا والباطل حقا ويرى الصادق كاذبا والكاذب صادقا والخائن امينا والامين خائنا

واذا تصورنا هذا كله فنحن اليوم اصبحنا في فتن ومحن عظيمه اعظمها الانكباب على الدنيا والاعراض عن الاخرة والافتخار بالمعاصي  والمسلم في زمان الفتن يحتاج الى وصايا عظيمه ببعض وسائل الثبات على الحق والايمان

1- اعظم وصية يوصى بها العبد في زمان الفتن الثبات على الحق اخرج الامام مسلم عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك

ولم يخلو عصر من العصور الا وهناك رجال ونساء على الحق ثابتين رغم كثرة المخالفين  امراة في الغرب بسبب تمسكها بحجابها وقد حال مجموعة من الكفار من اعضاء هيئة التدريس في الجامعه  ثنيها عن حجابها فابت فلما راؤوا ثباتها  اسلم سبعة منهم

2- كلما احسست من نفسك ضعفا او نقصا اطلب النصيحه ممن هو اهلا لها  فهذا ديدن الصحابة ياتي الرجل منهم وعليه مخاييل الغضب فيقول  اوصني يا رسول الله قال لاتغضب  والاخر يقول نافق حنظلة فقال ساعاة وساعة  والاخر قال او صنى فقال عليك بتقوى الله ) وجاء رجل الى  العماد المقدسي امام جامع دمشق عشرين عاما وهو راكب على الحمار فقالوا له اوصنا فقال عليكم بكثرة قراة القران فانه على كثرة قراءة القران يفتح الله لكم الخير )  نعم حفظ القران وضبطه وتجويده وسيلة ولكن  الغاية هي العمل به  فالعبرة بالعمل لا بالحفظ فقط  القران حجة  لك او عليك

3- مخالفة الهوى والهوى والهدى لايجتمعان في قلب عبد على المدى كما يقول عوام الناس ماشاء الله فلان من حيث من تريده ان اردته مطوع فمطوع وان اردته رقاص فرقاص ولكن هذا نفاق لان صاحب الهوى لايثبت على حال ابدا

تراه في اقصى اليمين طائشا متشددا متهورا وفجاءة تراه في اقصى اليسار خائفا ذليللا متساهلا  رجل نظر الى امراة فاتبع النظر تلو النظر فقال لها بيت من الشعر

كيف لي بهوى اللذات والدين فردت عليه

احدهما ثمن الاخر

اذا دخل الهدى خرج الهوى واذا دخل الهوى خرج الهدى  ولذلك قالوا ما داء النفس وما دواؤها فقال داؤها هواها ودواؤها مخالفه هواها

4- المعاملة الصادقة الخالصة مع الله فمختصر الطريق الى الله الاخلاص والصدق  والمقصود الاعتناء بالسرائر فلها شأن عظيم عند الله يوم تبلى السرائر المظاهر لايقمة لها عند الله المؤمن سريرته كعلانية وظاهرة كباطنه ولا يوجد عنده ازدواجيه يطيع الله في العلن ويعصاه في السر ومن فعل ذلك فسببه ضعف الاخلاص ومراقبه الله

فعنده  العمل الصالح وقد رافقته معاصي كثيرة عنده حسنات امثال الجبال ولكن اذا خلا بمحارم الله انتهكها

قيمة العمل  من خلال حسن النية فالعبرة ليست بكثرة العمل انما العبرة بقوة الاخلاص و الإخلاص أن لا ترى مع الله أحداً، أن لا ترجو غير الله ولذلك اذا اخلص وجدت لذه

والمعاملة الرابحه تقتضي ان توقن ان الله ينظر الى ما يدور في قلبك  فلا ينظر الله الى قلبك وفيه ما لايحب ) راقب قلبك  رجل تصدق بمئتين وبعد قليل جاءه  ظرف فيه الفين  وقس عليه

5- مجالسة الصالحين والابتعاد عن مخالطة الاشرار لان المخالطه والمجالسة والمصاحبة توجب المجانسة يعني من جالس الحامدين حمد ومن جالسة الذاكرين ذكر ومن جالس الغافلين غفل ومن جالسن المتلونين تلون ومن عاشر الاخيار اكتسب منهم الخير ومن عاشر الاشرار اكتسب منهم الشر

اذا مرت الرياح على وادي المسك حملت الطيب واذا مرت على وادي الجيف اجللكم الله نقلت النتن  ومياة الامطار والانهار عذبه فاذا خالطت البحار صارت ملحا اجاجا

والمرئء على دين خليله تشقى رجال ويشقى اخرون بهم ويسعد اقواما باقوام

هذا ابن الراوندي في بداية امرة كان حسن السيرة صاحب حياء وذكاء صاحب الرافضة واهل الاهواء والملاحده فنصح في ذلك فقال اريد اطلع على اقوالهم حتى صار واحدا منهم

للخير اهل يعرفون بهديهم     وللشر اهل يعرفون بشكلهم

تشير اليهم بالفجور اصابع

والناس اشكال كاجناس الطير الحمام مع الحمام والغراب مع الغراب

وكل يحن الى شكله وكما قيل الطيور على اشكالها تقع مثل عربي قديم الطيب مع الطيب والخبيث مع الخبيث ويدافع عنه

شاب غربي ذكي طلب منه دراسة القران للبحث عم متناقضات ولو على سبيل المغالطه والحيلة واللغط فعكف عليه عام  فاسلم

وفي المقابل الحذر كل الحذر من الدخول الى اماكن الشبهات او الشهوات ولو كان بدعوى الا طلاع او الرد فالفتنة عظيمه والقلب قد يتشرب الشبهة او الشهوة شيئا فشيئا حتى لايخرج منها

يقول حذيفة رضي الله عنه : إياكم والفتن ، لا يشخص لها أحد ، والله ما شخص فيها أحد إلا نسفته كما ينسف السيل الدمن )

والسلامة منها الا تمر بواديها

يؤكد هذه المعاني ان رسول الله كما  أخرجه البخاري عن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يَقُولُ : « الفَخْرُ وَالخُيَلاَءُ فِي الفَدَّادِينَ أَهْلِ الوَبَرِ ، وَالسَّكِينَةُ فِي أَهْلِ الغَنَمِ »( ) ؛ وأخرج مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « الْفَخْرُ وَالْخُيَلَاءُ فِي أَهْلِ الْخَيْلِ وَالْإِبِلِ الْفَدَّادِينَ : أَهْلِ الْوَبَرِ ، وَالسَّكِينَةُ فِي أَهْلِ الْغَنَمِ »( ) ؛ وأخرج الإمام أحمد عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: افْتَخَرَ أَهْلُ الْإِبِلِ وَالْغَنَمِ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « الْفَخْرُ وَالْخُيَلَاءُ فِي أَهْلِ الْإِبِلِ ، وَالسَّكِينَةُ وَالْوَقَارُ فِي أَهْلِ الْغَنَمِ »

فالحيوانات التي يرعاها الإنسان ويربيها لفترة طويلة تؤثر تأثيرًا بالغًا في أخلاقه وسلوكه وطباعه ومعاملاته فانظر كيف عاشر اولئك الغنم فاكتسبوا التواضع وعاشر اولئك الابل فاكتسبوا الكبر فكلا منها يكسب خلقا

لان راعي الشيء يتغذى بلبنه ولحمه قال ابن القيم اللحوم تؤثر في الطبائع

6- الحذر من فتنة الدنيا

فقد بين نبينا هوان الدنيا وحقارتها حينما قال عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَرَّ بِالسُّوقِ وَالنَّاسُ كَنَفَتَهُ فَمَرَّ بِجَدْيٍ أَسَكَّ مَيِّتٍ فَتَنَاوَلَهُ فَأَخَذَ بِأُذُنُهِ ثُمَّ قَالَ: «أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنَّ هَذَا لَهُ بِدِرْهَمٍ»؟ فَقَالُوا: مَا نُحِبُّ أَنَّهُ لَنَا بِشَيْءٍ، وَمَا نَصْنَعُ بِهِ؟! قَالَ: «أُتُحِبُّونَ أَنَّهُ لَكُمْ»؟ قَالَوُا: وَاللهِ لَوْ كَانَ حَيًّا كَانَ عَيْبًا فِيهِ لِأَنَّهُ أَسَكُّ! فَكَيْفَ وَهُوَ مَيِّتٌ؟ فَقَالَ: «فَوَ اللهِ لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ هَذَا عَلَيْكُمْ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ

ولما عرض كفار قريش على نبينا محمد دنياهم مقابل ان يتنازل عن دعوته إن كنت تريد شرفا سودناك علينا حتى لا نقطع أمرا دونك وإن كنت تريد ملكا ملكناك علينا وان كنت تريد مالا جمعنا لك مالا حتى تكون اكثرنا مالا وان كنت تريد زواجا زواجنك من اجمل النساء عشر فقرا عليم صدر سورة فصلت ( فاستقيموا الية واستغفروه وويل للمشركين )

رجل من المغرب العربي تولى القضاء للرافضة العبيديين الفاطمين في مصر فجاءه قريبا له فقال يا سيدي اريد ان ادخل معك المذهب العبيدي فقال وما حملك عليه فقال الذي حمل سيدي فقال القاضي ( ادخلنا في هواهم حب حلواهم ) فانت لماذا تفعل

وصدق رسول الله يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل

والله لقد بعث اقوام بناتهم وابناءهم الى بلاد الكفار للدراسة غير مبالين بدينهم وباعراض بناتهم  المهم ياتون بشهادات لو فقدوا دينهم وشرفهم

لايستوى من همه الله وحده       ومن همه الاعلى نيل المناصب

7- الحذر من فتنة النساء

ففي الحديث ( واتقوا النساء فان اول فتنة بني اسرائيل كانت في النساء ) وحديث ( ما تركت فتنة اضر على الرجال من النساء )

يصرعن ذا اللب حتى لاحراك به وهن اضعف خلق الله انسانا

وفي البخاري ومسلم (مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُن )

عمران بن حطان الخارجي كان على مذهب اهل السنة يروي الحديث عن عائشة وابو موسى وابن عباس  وكان رجلا دميما وكل خلق الله حسن وله ابنة عم جميلة على المذهب الحروري فقال اتزوجها لاصرفها عن مذهبها  فحصل له خلاف ما اراد واصبح حروري

كم شارب عسلا فيه منيته          وكم من متقلد سيفا به ذبحا

8- سرعة الاستجابة لله ورسولة والانقياد للحق والتسليم له ( استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم ) 0 ( ولو انهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم )

هذا معقل بن يسار قال: كانت لي أخت فخطبت إلي وكنت أمنعها الناس، فأتاني ابن عم لي فخطبها فأنكحتها إياه فاصطحبا ما شاء الله، ثم طلقها طلاقا له رجعة، ثم تركها حتى انقضت عدته فخطبها مع الخطاب، فقلت: منعتها الناس وزوجتك إياها، ثم طلقتها طلاقا له رجعة، ثم تركتها حتى انقضت عدتها، فلما خطبت إلي أتيتني تخطبها لا أزوجك أبدا، فأنزل الله تعالى - وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن - فكفرت عن يميني وأنكحتها إياه

لما حرمت الخمر قال انس كنت ساقي القوم يوم حرمت الخمر في بيت ابي طلحه فاذا مناد ينادي حرمت الخمر  فقال الصحابة انتهينا ) لما قرؤوا فهل انتم منتهون )

عمر الذي عُرف بغيرته الشديدة والتي شهد لها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم

حيث يقول النبى صلى الله عليه و سلم : رأيتنى فى المنام كأنني في الجنة فرأيت قصر عظيم ورأيت أمراة تتوضأ أمام القصر فسألت لمن هذا القصر فقيل لي لعمر بن الخطاب يقول " فتذكرت غيرة عمر على النساء فوليت " فبكى عمر وقال أو مثلي يغار على مثلك يا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت زوجتة عاتكه كثيرة الاختلاف الى المسجد وكانت تستاذنه فيسكت فقالت والله لاخرجن الا ان تمنعني فقالوا لها كيف يمنعك ورسول الله يقول 0 لاتمنعوا ايماء الله مساجد الله ) ولذلك مع شدة غيرته انقاد لله ورسوله

9- الدعاء شدة ورخاء مع اللجوا الى من بيده الامور والقلوب

فما من خير الا وخزائنة بيد الله فكل عسير عليه يسير وكل يسير اذا لم ييسره فهو عسير

في كل ركعه  نطلب منه الهدايه  فنكبر اولا  فنحمده ثم نثني عليه ثم نمجده ثم نوحده ثم نستعين به  ثم نطلب منه بصدق واخلاص الهداية وموعود الله ولعبدي ما سال

قسيس نصراني  يقول ذهبت الى متجر لاشتري منه هدايا انصر بها الناس فدخلت المحل فاذا البائع مسلما فقال لي هل انت قسيس فقلت نعم فقال لي من ربك فقلت المسيح فقال لي اتحداك تاتي باية من الانجيل تقول ان المسيح عو الله او ابن الله يقول فجلست اتذكر شيئا فلم اتذكر شيئا فنزل سؤاله على راسي كالصاعقه ورجعت وقلبت الانجيل فلم اجد شيئا فجمعت القساوسة وعرضت عليهم السؤال فقال خدعك الهندي يعنون المسلم فقالت ولكن اجيبوني  يقول ثم رجعت الى بيتي حزينا وجلست في الزاويه ثم تدعوت الله  وقلت ياربي ويا خالقي اغلقت الابواب كلها سوى بابك فلا تحرمني من معرفة الحق يا ربي لا تتركني في حيرتي دلني على الحقيقة  فهداه الله الى الاسلام

والليل ولى والظلام تبدد الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور

ومختصر القول  لما قال حذيفة  يا رسول الله انا كنا في جاهلية وشر فجاء الله بهذا الخير على يديك فهل بعد هذا الخير من شر فاعرض عن سؤاله واجابه ( تعلم كتاب الله واعمل بما فيه )

رواه احمد

ومن ثم سبيل النجاه العمل بالكتاب والسنة  تدبرا وعملا

مع العلم ان نبينا قال استقيموا ولن تحصوا ) فاستقيموا اليه واستغفروا فمهما حرصنا على الكمال لابد ان يبقى هناك خلل ونقص  لكن باب التوبة مفتوح  فمن تاب من ذنب فندم اولا على فعله ثم عزم على التوبه والإقلاع عن المعصية أي تركها نهائيا

فمن تاب تاب الله عليه ولو عاد في اليوم سبعين مرة بهذه الشروط

هذه الموعظة الجميلة استفدت اغلبها من الشيخ علي عبدالخالق من شريطة اياك والتلون مع تصرف وزيادات غير موجوده في الموعظة واتيت بالمقدمة في الدخول في الموضوع هي غير موجودة عند الشيخ واسال الله ان يقبل من الجميع

كتبه عبدالرحمن اليحيا التركي في 1/11/1433هـ

 

 

 

 

 

نسيم الحج

الحج عبادة عظيمة جمع الله فيها شرف الزمان وشرف المكان وشرف العبادة  فاما شرف الزمان فيقع في عشر ذي الحجة التي هي من اعظم الايام عند الله واعظم الايام في حياة المسلم فالعمل الصالح فيها يعدل الجهاد الا في حالة واحدة يخاطر بفسه ومالة ثم لايرجع من ذلك بشيء واما فضيلة المكان فالحرم المكي طولة عشرة كيلوا في اثناعشر كيلوا  وقيل خمسة عشر كليوا في اثناعشر كيلوا  وله خصائص هو خيرة الله من ارضه وهو مبعث نبية وجعل قصده ركنا من اركان الاسلام ولم يرضى لقاصده جزاء دون الجنة وقد يرجع من ذنوبه كيوم ولدته امه  وجعله حرما امنا لايسفك فيه دم ولا يقتل صيده ولا ينفر من اوكاره ولا يعضد شجرة ولا تلتقط لقطته الا لمنشد ولايوجد بقعة على وجه الارض يجوز ان يطاف بها الا الكعبة  ولا يوجد موضع على وجه الارض يجوز ان يقبل غير الحجر الاسود ولا يستلم الا الركن اليماني  وهو اول بيت وضع على وجه الارض  وجعل الصلاة فيه بمئة الف صلاة  بل الحسنة في الحرم المكي كله مئة الف حسنة  وفيه بئر زمزم طعام طعم وشفاء سقم وماء زمزم لما شرب له  وهذ الحرم جمعت فيه الحرمات كلها حرمة الزمن والمكان  والمعصية وكم نشاهد من يعصى الله فيه ويلعن ويسب ويسرق او ينتهك بعض الحرمات فيه من احدث فيه فعلية لعنة الله والملائكة والناس اجمعين

اما فضيلة العبادة فقد وعد الله الحجاج والعمار جوائز عظيمة كل واحد منها اعظم وخير من الدنيا وما فيها  ففي البخاري (من حج لله فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته امه ) كم اقترفت من ذنوب وكم وقعت في معاصي وكم نظرت من حرام وسمعت وقد يكون الواحد بلغ من العمر تسعين عاما فقد ورد عند احمد وابن ابي حاتم عن عمرو بن عبسبة قال جاء شيخ كبير يدعم على عصا له فقال يارسول الله رجل عمل الذنوب كلها فلم يدع حاجة ولا داجة وله غدرات وفجرات فهل يغفرها الله لي فقال اسلمت فقال اما انا فاني اشهد الا اله الا الله وحده لاشريك له وان محمدا رسول الله فقال نعم افعل الخيرات واترك المنكرات يجعلها الله لك خيرات فقال وغدراتي وفجرات فقال وغدراتك وفجراتك فولى الرجل وهو يهلل ويكبر ) وحديث (وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضه ) رواه الترمذي  يقول الله وما تنفقوا  من شيء فهو يخلفه النفقة في الحج كالنفقه في سبيل الله الدرهم بسعمائة درهم  بعضهم يتذمر في الحج خسرنا عشرة الاف او عشرين الف   لكن الله يقول (لا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة ولا يقطعون واديا إلا كتب لهم ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون ) وقال في المنافقين ( ولا ينفقون الاوهم كارهون )

والحج سبب لنفي الفقر ( تابعوا بين الحج والعمرة فانهما ينفيان الفقر والذنوب ) والحج سبب للعتق من النار ففي الحديث ( ما من يوم اكثر من ان يعتق الله فيه عبيدا من النار من يوم عرفة ) رواه احمد وهوسبب لدخول الجنة ففي البخاري ( الحج المبرور ليس له جزاء الا الجنة  (ولكن هذه الفضائل لها شرائط  وقف عمر في اخر اعتاب الدنيا فذكره ابنه عبدالله  بصحبة للنبي صلى الله عليه وسلم  فقال يا بني لعل ذلك بشرط لم اوف به ولم اقم به فهل قمنا بشرائط الحج كما سياتي ونحن قد جئنا الى الحج من الاف الكيلوا مترات من اجل ان نؤدي هذه العباده على الوجه المطلوب ووفق هدي نبينا حتى نربح وننجح  فهناك اناس يقبلون على هذه العبادة اقبالا شكليا او لأغراض اخرى غير العباده بعضهم يريد يتنزه والاخر يتسول وهناك من يريد يسرق  بل هناك جهل فاضح بالمناسك انسان ذهب وحج وعاد وله منصب كبير قال الحج شيء رائع والمملكة تعتني بالحجاج ولكن لو جعلوه على خمس دورات كل شهرين اريح  وهناك من يدخل الحرم يسال اين القبله فتقول الكعبة التي يطاف بها فما يدري  والاخر يسال عن قبر النبي صلى الله عليه وسلم في الحرم  جهل فاضح بالمناسك والله وقف امامي رجل محرم بالطواف فقال لي الان وصلت كيف اعتمر بالله عليكم  ما يدري كيف يؤدي العباده وهو يريد الشروع فيها  ليس هناك عيب في السؤال لكن اين التعلم  بحت اصوات الدعاه والكثيرون معرضون  وزاهدون في التعلم الا في علم وراءه دنيا وشهاده وراءها مال  امراة تعقد عقد قران صوري حتى تحج عقد القران اخطر عقد اسلامي  واعظمه تريدون تعبدون الله وفق امزجتكم او وفق شرع الله من شروط الحج  وجود المحرم للمراة  ولذلك قال عمر لعله بشرط لم اوف به

تعالوا لنرى احوالنا  في الحج  الحجاج

1- منهم من يحج وعقيدته فاسدة وهذا عمله كله  مردود فضلا ان يقبل الله حجه  فيستغيث بالله ويطوف بالقبور ويدعوا غير الله فيصرف حق الله لغير الله  وهذا اسمه شرك

فاما المشرك في الدنيا فلا يجوز له ان يدخل مكة حيا يقول الله ( انما المشركون نجس فلايقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا )

واما بعد الموت يقول الله على لسان عيسى ابن مريم ( يا بني اسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة )

ولذلك من كان عندة تقصير في اركان الاسلام قد يغفرها الله  له اما التوحيد فالله يقول ( ان الله لايغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )

2- ومن الناس من يحج رياء وسمعة فقد يكون هو في الاصل لايصوم ولا يصلى ولكن كون فلان حج او عن امه او اخته او احد اقربائه فانا احج ليشيع بين الناس انه حاج عن فلان او عن نفسه فالحج هو العبادة الوحيدة التي يستمر اقترانها بفاعلها فلا يقال المصلى فلان او الصائم فلان وانما يقال الحاج فلان

ولذلك الحج والعمرة يدخل فيه الرياء والسمعة بشكل عجيب  ولما صعد نبينا صلى الله عليه وسلم على الراحلة قال ( اللهم اجعلها حجة لارياء فيها ولا سمعة  ) وقد سئلت في بعض المحاضرات ان بعض الحجاج يستقبل في المطار او عند وصوله بلدة بسيارات مزركشة وتطلى البيوت وتضاء الكهرباء ومن سمع سمع الله به اسال نفسك لماذا تحج هل هو لله او للدنيا او من اجل الناس وقد ورد في اخبار الساعة انه سياتي على الناس زمان (عند ذلك يا سلمان يحج الناس إلى هذا البيت الحرام تحج ملوكهم لهوا وتنزها ، وأغنياؤهم للتجارة ، ومساكينهم للمسألة وقراؤهم رياء وسمعة.) ومنهم من يحج ليسرق ومنهم من يحج لله

خلاصة الامر من حج لله فله العون من الله والتسديد والتوفيق وهو سعيد في الدنيا والاخرة

ومن حج رياء وسمعة فهو يرجع مأزورا غير مأجورا

3- ومن الناس من يحج وهو لايصلي   بالكليه ومنهم من يصلى احيانا ويترك احيانا اخرى وشرط النظر في عمل العبد يوم القيامة ان يكون مصلي ثبت عند الامام احمد واهل السن الاربعة والحاكم والبيهقي في السنن عن ابي هريرة مرفوعا ( اول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة فاذا صلحت فقد افلح وانجح واذا فسدت فقد خاب وخسر ) وفي رواية فان صلحت صلح عمله كله وان فسدت فسد عمله كله ) وعليه ليس المطلوب من اقامة الصلة فعلها انما المطلوب اقامتها فاذا وفى المصلى حق الصلاة علما فاتقن احكامها وعرف اركانها وشروطها وسننها ثم حققها عملا فقد فاز

4- ومن الناس من يحج فلا يحرص على اتمامه المناسك ان يحرص الحاج على اداءه على الوجه المشروع فلا نقص فيه ولا زيادة ولا بدع ولا مخالفات فبعض الحجيج يتلاعب بحجه ولا يصبر على ادائه على الوجه المشروع فلا يتاكد من حدود المشاعر المكانية او الزمانية فلكل مشعر حدود سواء في الزمان او المكان فلعرفات حدود مكانية ولها حدود زمانية فبعضهم يتساهل في الوقت فيخرج قبل الغروب او يكون خارج عرفات وقس عليها بقية المشاعر ومنهم من يرمي الجمرات في غير الوقت المشروع ولا يستقر في منى ايام التشريق وينفر من منى قبل وقت النفر ومنهم من يؤكل عنه في بقية اعمال الحج ومن الحجاج من لايطوف الوداع ومنهم من وقع في مخالفات كثيرة قد تكون مبطلة لحجه ومنهم من هو وكيلا عن الغير وفرط في تتبع الرخص لانه غرضه جمع المال  لابراءة ذمته وهذا نتيجة عدم المبالاة باحكام الحج وعدم التقيد بقوله صلى الله عليه وسلم ( خذوا عني مناسككم ) ومثل هؤلاء لاهو حج فاستفاد ولا هو ترك الحج فاستراح ولكن لله يوم يحاسب  يحاسب المجتهد والمفرط

5- ومن الناس من يحج بنفقة حرام فاكل الربا  والرشوة والغش وعدم الوفاء بالعقود ومنهم من مصدر ماله حرام روى عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله إذا خرج الرجل حاجًا بنفقة طيبة ووضع رجله في الغرز فنادى لبيك اللهم لبيك، ناداه منادٍ من السماء لبيك وسعديك زادك حلال وراحلتك حلال وحجك مبرور غير مأزور، وإذا خرج بالنفقة الخبيثة فوضع رجله في الغرز فنادى لبيك، ناداه منادٍ من السماء لا لبيك ولا سعديك، زادك حرام، الوقوف في عرفات واثناء رجوعه مات ولما دفن سقط معه عقد فنبش القبر فوجد القبر يشتعل نارا فسئل عنه فقالوا كان يسرق المال ليحج به

كتبه عبدالرحمن اليحيا التركي في 20/11/1433هـ

 

 

 

 

 

كيف عرفت ربك

حديثي معكم اليوم عن المسلم الا ديني يقول انا اؤمن بوجود الله فقط بلا دين يعني يريد يعبد الله على وفق مزاجه وليس وفق شرعه فقلت له هل انت تؤمن بان الله خلقك قال نعم فقلت هل انت عبد لله ام لا  في اسئلة كثيرة واجابات غريبه مالكم في طوالها

هذه بداية المشكلة فيه اناس يريدون يعبدون الله وفق اهوائهم وامزجتهم على قاعدة يا رب اريدك بما اريد انا لا بما تريد انت مع ان الصحيح ( اياك اريد بما تريد )  ومن ثم قال الله عن الساعه وسبب اخفائئها )(ولايصدنك عنها من لايؤمن بها واتبع هواه فتردى

ومن ثم   تعالوا نعالج المشكلة من الاصل ناتي الى انسان سوي على فطرة سليمة لان القلب الفاسد اذا تعلق بفساد لايقبل النصح  ولذلك قال نبينا حبك للشي يعمي ويصم ) احياننا بعض الناس لايقبل النصح منك لكونك متدين  بسبب تصرفات  خاطئة من بعض الملتزمين او بسبب  تصرفات بعض الائمة في المساجد او بعض المؤذنين او احيانا الحق قد يعترية سوء تعبير

لكن من اعرض او صد عن  الدين واهله بسبب تصرف خاطي حاله كمن يعاقب نفسه بخطاء غيره  اعلموا  انهم ليسوا ملائكة بل بشر يعتريهم النقص وما من شخص تلاطفه الا وتجد عنده لمسات انسانية لو عرفت تدخل له حتى الكفارفطالما استعبد الانسان احسان

نعود لما قلنا لو جئئنا الى انسان بدوي على الفطرة ولم يخالط فطرته السليمة علوم الكلام اوالفلسفة وقلت له كيف عرفت ربك لقال لك باياته ومخلوقاته

وقد سئل أحد الأعراب سؤالاً موجهاً إلى فطرته السليمة، فقيل له: كيف عرفت ربك؟ فقال: البعرة تدل على البعير، والأثر يدل على المسير ، فسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، وبحار ذات أمواج، وجبال وأنهار، أفلا يدل ذلك على السميع البصير

ومن ثم الاعتقاد بوجود الله من الامور البدهيه التي تدرك بالحدس النفسي قبل ان تقبل بالدليل العقلي فهي لاتحتاج الى دليل وان كانت الادلة على صحتها ماثله في كل شيء ولذلك  احد جنود الروس من جنود المظلات اول ما كان الهبوط بها جديد مع انه نشا في بيت ليس فيه من يذكر الله وليس فيه من يصلي ودرس في مدارس لا دينيه ونشا نشأة ماديه لا دينيه  ولما هبط اول مرة وراى نفسه ساقطا في الفضاء قبل ان تنفتح المظله جعل يقول يا الله يا الله وهو يتعجب من اين جاءه هذا الايمان لذلك اذا جد الجد وكانت ساعة الخطر رجع الى الله وحده ونبذ هذه المعبودات كلها ولذلك عمرو بن حي الخزاعي لما جاء بصنم وقالوا انه اله عظيم قادر فحمله على جمل  فسقط فانكسرت يده  فعملوا له يد من ذهب  ومع ذلك عبدوه فاذا  جاءت ساعة الخطر قالوا يا الله  وهذا المشهد الى اليوم عندما تغرق السفن يقول النصارى واليهود والكفار للمسلمين ادعوا ربكم ما ينفع في هذا الموقف الا هو وهذا حصل قبل ايام في البحر اثناء التهريب بعض الجنسيات الافريقيه    ومن ثم تجد الملحدين يرجعون الى الدين في ساعة الخطر يقولون ( ماي قاد)  لماذا الايمان في ساعة الصفر  لان الايمان غريزه فطريه  تغطيها الشهوات والشبهات فاذا هزتها المخاوف والاخطار  القت عنها غطاءها فظهرت  ولذلك سمي غير المؤمن كافر لان الكافر في لسان العرب الساتر

قالوا لرابعة العدوية فلان اقام الف دليل على وجود الله فقالت دليل واحد يكفي  فقيل ما هو فقالت لو كنت في الصحراء ماشيا وحدك وزلت قدمك فسقطت في بئر ولم تستطع الخروج منها فماذا تصنع فقال انادي ربي يا الله قالت فذاك هو الدليل على وجود الله

ولذلك يقول الله وفي انفسكم افلا تبصرون وفي الارض ايات للموقنين

انظر الى خلق الانسان

وضع الماء المهين في القرار المكين فلولا ان الله ما تولاه لبقي الماء ماء مهينا  ولكن الله طورة من طور الى طور ومن نطفه الى علقه الى مضغه الى عظام ثم كساه لحما ثم نفخ فيه الروح   ثم خرج بشرا سويا والاب وضعه ماء مهينا يقول الله خلق الانسان من نطفة فاذا هو خصيم مبين ويقول اكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا

 

فهذه اية من اياته الدالة على الله الاله الملك الحق المبين وهذه هي وظيفة العقل انه ادرك ان لهذا الكون خالق ورب واله عظيم قادر لكن بقي كيف

كيف عرفنا اسماءه وصفاته وكيف نعرف مراداته وماذا يريد الله منا

هذه لاتاتي بالعقل  ولكن عن طريق الوحي  تعرف ومن ثم  الله خلقنا وجعل لنا سمعا لكن السمع محدود لايمكن تسمع على بعد كيلوا متر  وجعل لك بصر والبصر له حدود فلو قال رجل انا بالسعودية وارى ما في امريكا ببصري لقلنا لك بصر لكن ترى هذه المسافات كلها كذب  ولك قوة لكنها محدودة لاتستطيع حمل السيارة والا حمل البيت ممكن تحمل طاولة  كذلك لك عقل لكن محدود  له طاقه  وحدود

ومختصر الكلام الحواس محدودة المدى فلا يستطيع بشر ان يرى ببصره كل مرئي وفي الوجود اشيئا لاتدرك بالحواس لانها ليست لون يرى او صوت يسمع ولا جماد يلمس ولا رائحه تشم ولا طعم يذاق  فهل يحق لنا انكارها لام حواسنا محدوده لا تدركها

واذا عرفنا ان قواتننا كلها محدوده فمن تجاوز حده ضل ومن ثم قالوا  الله جعل لك بصرا لكن لاتبصر بدون نور  فمثلا لو دخلت غرفه مظلمة  تقول لا اكاد ارى شيئا اين مفتاح الكهرباء  فتضيء الكهرباء فترى ما بداخل الغرفه  وعليه تخرج قاعده شرعيه عظيمة وهي

بصر بلا نور مثل عقل بلا وحي

فمن اعتمدعلى بصره بلا نور فلا يرى

ومن اعتمد على عقله بلا وحي ضل وهلك

نور الفطرة على نور الوحي نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء

فكما انه بالشي المادي المحسوس لايمكن ان ترى ببصرك بلا نور كذلك مستحيل الف مرة ان تهتدي بعقلك بدون وحي

نعود الى موضوعنا وهو اننا عرفنا الله باياته ومخلوقاته وامنا بوجوده لكن لانعرف اسماءه وصفاته ولا نعرف مراداته ولا نعرف ماذا يرد منا الا بالوحي وبالوحي نعرف اسمائه وصفاته  ونعرف مراداته فكلها توقيفيه  متوقفه على الوحي  لذلك ارسل الله لكل امة رسولا وانزل لها كتابا واخبرنا باسمائة وصفاته ومراداته  فلا نعبده الا بما شرع فاستقم كما امرت

فمثلا صلاة المغرب في الدنيا كلها ثلاث ركعات كيف عرفنا عن طريق الكتاب والسنة

واضرب لكم مثال

لو طرق الباب طارق لعلمنا ان شخص يطرق لكن ما اسمه ماذا يرد لانعرف لكن لو اراد ان يعرف يعقله  لضل فاهل الكلام قدموا عقولهم على النقل ولذلك العقل لايحكم الا في حدود الزمان والمكان  يقول الفيلسوف الالماني (كانت ) العقل لايستطيع ان يحكم الا على عالم المادة وحده ولذلك العقل لايستطيع ان يحكم في مسائل الروح وامور القدر  وعالم الغيب  فلا حكم للعقل عليها

العقل يقول لابد لهذا الكون من موجد وخالق له مخلوقات مادية ظاهرة لنا ندركها بالحواس ومخلوقات مغيبة عنا

وان هذه الحياة الدنيا ليست هي الحياة كلها لان الله خلق الدنيا ناقصه  فاين الحياة الكامله في الجنة

ومن ثم الله يقول ( ولايظلم ربك احدا ) انزل لنا كتاب ارسل لنا رسولا جعل لنا سمعا وبصرا وعقلا  فمن اتبع هدى الله فلا يضل ولا يشقى وقال ايضا فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون ومن اعرض عن ذكره فانه له معيشة ضنكى

المؤمن يعيش حاية طيبة ( فمن يعمل من الصالحات من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ) أي في الدنيا والاخرة

ومن اعرض عن ذكرة سبحانه  فله حياة ضنكى قلق وحزن واضطراب وعدم اطمئنان

ولذلك جعل الله القران معجزة محمد نبينا معجزة خالده مع انه كان رجلا اميا لايقرا ولا يكتب ولم يدخل مدرسه ولا كان ببلده حضارة  قرية ليس فيها عالم ولا باحث ولا مثقف هل يمكن لهذا الرجل في مثل هذه الظروف  ا ن ياتي بكتاب في اسلوب ادبي ابهر البلاغاء  ولا يستطيع احد من البشر ان يا تي بمثله  تحدى الله به الناس كلهم  جن وانس ان ياتوا بمثله او بعشر سور مثله او بسورة واحده

تعرفون قصه رئيس قسم تحقيق الشخصيه الذي اسلم لما سمع  بلى قادرين على ان نسوي بنانه )  ففكر لماذا خص البنان بالذكر ماذا فيه فاكتشف البصمات لايوجد اثنان تتفق بصمة احدهما مع الاخر  ظاهرة عجيبه لكنها عرفت من قريب

اذن نبينا محمد تلقاها من عند الله  ولا بد ان يكون القران كلام الله  معجزات الرسل الاولين وقعت ثم انقرضت لكن معجزة محمد نبينا خالده تتكرر كل يوم

ومختصر الكلام كله الايمان بالله  يتضمن اربع قضايا

هي ان الله موجود بلا موجد والثانيه انه رب رب العوالم كلها  الحيوانات والنبات والافلاك والعالم الظاهر والعالم المغيب وهذه العوالم كلها هو ربها والثالث ان الله مالك الكون ومليكه يتصرف فيه كما يشاء فلا يدفع احد عن نفسه موت ولا يمنحها حياه الخلود يمرض ويشفي يمنح ويمنع يبتلي بالجفاف ويبتلي بالفيضانات اذا زاد الماء هلكوا واذا نقص هلكوا

والرابعه لايكفي الايمان بانه موجود وانه رب وانه مالك الملك لابد ان نعترف بانه الاله المعبود وحدة ولا شريك له ولا نعبد معه غيره        ( لذلك قال الله فاستقم كما امرت ) تعبده وفق شرعه

قال الحجة أبو حامد الغزالي في كتاب الإحياء -وقد ذكر علم الكلام والنطق ما لفظه-: «وأما منفعته ... لعمري لقد طفت المعاهد كلها ** وسيرت طرفي بين تلك المعالم. فلم أر إلا واضعا كف حائر ** على ذقن أو قارعا سن نادم )

أبو المعالي الجويني  يقول  : يا أصحابنا لا تشتغلوا بالكلام فلو عرفت أن الكلام يبلغ بي إِلَى ما بلغ ما اشتغلت به، وقال عند موته: "لقد خضت البحر الخضم، وخليت أهل الإسلام وعلومهم، ودخلت في الذي نهوني عنه، والآن فإن لم يتداركني ربي برحمته فالويل لـابن الجويني ، وها أنا ذا أموت عَلَى عقيدة أمي، أو قَالَ: عَلَى عقيدة عجائز نيسابور على الفطرة

كتبه عبدالرحمن اليحيا التركي في 19/12/1433هـ

 

 

 

 

ازرة المسلم

الاسبال المحرم في الثياب والسراويل والقمص والاكمام الواسعه في اليد مع الطول الزائد وعذبة العمامة

حديثي اليوم معكم عن الاسبال وانه محرم ومذموم كيفما كان سوا قصد الخيلاء او لم يقصده فجميع النصوص و تقرر ان الاسبال بجميع صورة واشكاله ممنوع ومحرم ومذموم وان خالطه خيلاء وكبر فهي زيادة على بلية الاسبال فمن جر ثوبه خيلاء اعظم جرما وجناية ممن جره من غير خيلاء  وهذا لايعني انه مباح بل هو محرم لان النهي  عن الاسبال يتناوله لفظا وحكما وعلته اني لست ممن يجره خيلاء لكنه مخالفة لسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم  ودعواه لاتسلم له  بل من تكبره جعله يطيل ثوبه وازاره والكبرمن صفات الشيطان وكان الشيطان لربه كفورا

قلت انا كاتب هذه الاسطر حينما نقارن الوعيد الشديد في الاسبال ثلاثة لاينظر الله اليهم ولا يزيكيهم ولهم عذاب اليم وذكر منهم مسبل ازارة  ومعصية الاسبال نرى ان العقوبة في نظرنا كبيرة والمعصية صغيرة في نظرنا لكن  الجريمة ليست فقط في الثوب انما الجريمة في القلب  ومن يصاحب هذه المعصية من خيلاء وكبر والله لايحب كل مختال فخور

يقول شيخنا الطحان وقد استفدت هذا المبحث منه بعد ان اورد هذه الاحاديث  اخوتي الكرام وقعت حوادث كثيرة من الصحابه من اناس اسبلوا ازارهم  ونجزم يقينا انهم ما فعلوا ذلك خيلاء لكن نبينا نهاهم عن ذلك فتعالوا نستعرض الاحاديث الواردة في الاسبال

1-اخرج احمد والموطا والسنن الكبرى للبيهقي والطيالسي وهو في جامع الاصول عن العلاء بن عبدالصمد قال سالت ابو سعيد الخدري عن الازار فقال على الخبير سقطت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ازرة المؤمن الى نصف الساق وقال لاحرج عليه فيما بينه وبين الكعبين فما كان اسفل من ذلك فهو في النار ومن جر ازاره بطرا لم ينظر الله اليه يوم القيامة ) هذا الحديث مروي عن عدة من الصحابه

1- رواه النسائي عن ابي هريرة وعن ابن عمر مع رواته عن ابي سعيد

2- ورواه احمد في المسند والبيهقي في الشعب عن انس

3- ورواه الطبراني  عن انس وقال الهيثمي في المجمع رجاله رجال الصحيح ( الازار الى نصف الساق فلما راى شدة ذلك على المسلم قال الى الكعبين ولا خير فيما اسفل من ذلك )

4- رواية عبدالله بن مغفل في الطبراني  وهو في المجمع ج5وفي الفتح جذ10( ازار المؤمن الى نصف الساق ثم لاحرج فيما بينه وبين الكعبين وما نزل عن ذلك فهو في النار )

5- رواية حذيفه عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَسْفَلِ عَضَلَةِ سَاقِي أَوْ سَاقِهِ , فَقَالَ : هَذَا مَوْضِعُ الإِزَارِ , فَإِنْ أَبَيْتَ فَأَسْفَلَ , فَإِنْ أَبَيْتَ فَأَسْفَلَ , فَإِنْ أَبَيْتَ فَلا حَقَّ للكعبين في اِلْإِزَارِ  ) رواه احمد وهو في السنن الاربعه الا ابو داود وهو في الشمائل للترمذي والطيالسي

6- رواية البخاري والنسائي والبيهقي في السنن كبرى عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما اسفل من الكعبين  من الازار في النار )

7- ورواه احمد بسند رجاله ثقات عن عائشة فذكر الحديث السابق

8- رواية اخرى في مسند احمد وا يعلى والبيهقي في الكبرى عن ابن عمر قال مررت على رسول الله وفي ازاري استرخاء فقال يا عبدالله ارفع ازارك فرفعت ازاري ثم قال زد فزدت فما زلت اتحرها بعد فقال بعض القوم  الى اين قال الى انصاف الساقين |) ورواه مسلم ايضا

9- وفي مسند احمد وفي الصحيحين وابو داود والبيهقي في الكبرى عن ابن عمر قال ان النبي صلى الله عليه وسلم  قال من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله اليه يوم القيامة فقال ابو بكر يا رسول الله ان ازاري يسترخي الا انى اتعهده فقال رسول الله انك لست ممن يفعل ذلك خيلاء )

10-   روى احمد في المسند وفي السنن الاربعه عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم  قال من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله  اليه يوم القيامة فقالت ا م سلمة فكيف يصنع النساء بذيولهن قال يرخينه شبرا قالت اذن تنكشف اقدامهن قال ذراعا ولا يزدن )

11-   روى مالك في الموطأ وابو داود والنسائي قالت ام مسلمة حين ذكر الازار فالمراة يا رسول الله قال ترخيه شبرا قالت ام سلمه اذن تنكشف  عنها قال ذراعا لاتزيد عليه

12-   عن ابن عباس  من روايه النسائي باسناد صحيح ان رسول الله  صلى الله عليه وسلم  قال ان الله لاينظر الى مسبل )

13-   وفي سنن ابن ماجه وصحيح ابن حبان عن المغيرة بن شعبه قال رايت رسول الله صلى الله عليه سلم اخذ برداء سفيان بن سهيل فقال يا سفيان لاتسبل فان الله لايحب المسبلين )  وكما ترون احاديث الاسبال   مطلقه وما قيدت بشي

14-   في سنن ابو داود الطيالسي والبيهقي في الكبرى مرفوعا وموقوفا عن ابن مسعود قال سمعت رسول الله يقول من اسبل ازارة في صلاته خيلاء فليس من الله في حل ولا حرام ) قال ابن حجر في الرواية الموقوفه مثل هذا لايقال من قبل الراي فله حكم الرفع  اما قولم فليس في حل ولا حرام  يحتمل عدة امور

اظهرها واوجهها ان هذا لايؤمن بتحليل ولا تحريم من قبل رب العالمين  وعليه فمعنى الحديث لايؤمن بتحليل ولا تحريم

15-   ورد في مسند ابو داود وسنن البيهقي الكبرى وهو في الترغيب للمنذري ج3 عن ابي هريرة  قال بينما رجل يصلي مسبلا ازارة رآه نبينا عليه الصلاة والسلام فقال اذهب فتؤضأ فذهب يتوضا ثم جاء وصلى على حالته فقال اذهب فتوضأ فذهب يتوضا ثم لما جاء تفطن لنفسه وعلى ان ازاره فيه اسبال فشمرة ورفعه فصلى فقيل للنبي صلى الله عليه وسلم قلت له اذهب فتوضا ثم سكت عنه فقال كان يصلي وهو مسبل الازار ان الله لايقبل صلاة عبد مسبل ازاره ) قال الهيثيمي في المجمع ج5 رجاله رجال الصحيح على ان ابو جعفر وهو محمد بن علي الباقر وليس كذلك

قد يقول قائل لماذا امره  بالوضوء حينما اسبل ازاره  قالوا لان الاسبال يحدث خيلاء سواء قصده او لم يقصده والكبرمن صفات الشيطان والشيطان خلق من نار والماء يطفي النار فنبينا امره بالضوء لتلين طبيعته وليتذلل لربه

يقول شيخنا الطاحان

 

مما يدل على ان الاسبال كيفما كان فهو مذموم ومحرم سواء قصدت الخيلاء او لم تقصد الخيلاء

ثبت في مسند احمد والطبراني في الكبير بسند رجال رجال الصحيح والحديث في المجمع ج5 عن خريم بن فاتك الاسدي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لخريم بن فاتك لولا خصلتين  لكنت انت الرجل قال فما هما قال توفيرك شعرك وكان يرخي شعره حتى ينزل عن كتفيه  واسبالك لازارك فجز شعره حتى بلغ اذنيه وقصر ازاره بعد ذلك ) والحديث رواه ايضا البخاري في التاريخ وابن قانع والمقدسي في المختاره وابن منده في المعرفه

اخرج الامام احمد ورجاله ثقات وهو في مجمع الزوائد عن عمرو الانصاري  قال بينما هو هو يمشي لحقه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخذ بناصية نفسه ثم قال نبينا صلى الله عليه وسلم امامه لاجل ان يذل هذا ويخضع لله قال اللهم عبدك وابن عبدك وابن امتك فقال يا سول الله اني احمش الساقين  فلا اريد ان يظهر للناس على ذلك لذلك ارحيت ازاري فقال قد احسن الله كل شي خلقه  ) ارفع ازارك ثم ضرب رسول الله  صلى الله عليه وسلم باربع اصابع من كفه اليمنى تحت ركبة عمرو فقال هذا موضع الازار  ثم رفعها النبي صلى الله عليه وسلم ثم ضرب باربع اصابع  تحت الاربع الاولى فقال هذا موضع الازار ثم ايضا رفعها ثالثة ثم وضع الاربع الاصابع تحت الثانيه ثم قال هذا موضع الازار يعني اربع اصابع تحت الركبه موضع الازار ثم اربع الاصابع ثانيه تحت الركبه يعني ثمان اصابع  ثم اربع اصابع في المرة الثالثة يعني اثناعشر اصبع تحت الركبه

يعنى العبد مخيرفي  الازار  على ثلاث درجات اربع اصابع تحت الركبه ثم الثانيه اربع اصابع اخرى ثم اربع اصابع اخرى ولا يزيد على ذلك

ورواه الطبراني بسند رجاله ثقات من رواية ابي امامه فقال لحقنا عمرو بن زرارة الانصاري

وثبت في مسند احمد والطبراني في الكبير ورجال احمد رجال الصحيح  عن الشريد بن سويد قال ابصر رسول الله رجلا يجر ازاره فقال ارفع ازارك  اتق الله      فقال يا رسول الله اني احنف  تصتك ركبتاي  ( والحنف تقوس في الساقين بحيث تميلان الى الداخل ) فقال ارفع ازارك فكل خلق الله حسن فما رؤي بعد ذلك الا وازاره الى انصاف ساقيه )

وهذه النصوص تقرر ان الاسبال بجميع صورة واشكاله ممنوع تحت أي ظرف وتحت أي مبرر  فان  قصد الكبر والخيلاء فهذا محرم دون الاسبال وازداد البلاء  فجمع مع معصية الاسبال الكبر والخيلاء  وان لم يقصد الخيلاء فهو عاص بالاسبال

ورد في الفتح ج10 قال الامام الشافعي  لايجوز السدل في الصلاة لايجوز الاسبال في الصلاة ولا في غيرها للخيلاء  ولغيرها أي لغير الخيلاء  اخف بالنسبة للخيلا لان من جر ثوبه خيلاء فهو في منتهى البلاء

ومن ثم من جر ثوبه خيلاء اخف من الجر خيلاء لكن لايعني انه مباح  وقال الحافظ في الفتح  والمنع للاسبال مطلقا قد يتجه ويتقوى بعدة امور

أ‌-  انه فيه سرف والله لايحب المسرفين

ب‌-    انه تشبه بالنساء ومن خصوصياتهن ان يرخينه عن الكعبين

ت‌-    ان الجر مظنة الخيلاء

ث‌-    ويكفي انه من اسبل ازاره خالف سنة نبينا  وقد حذر من ذلك ومنعه

ختم المسالة ابن العربي  في العارضه

لايجوز لرجل ان  يجاوز بثوبه كعبيه ويقول انا لااتكبر فيه  لماذا لان النهي يتناوله لفظا وعلة وحكما وعلته  اني لست منهم وليست فيه هذه الخصلة  لكنه مخالفا للشريعه ودعواه  لا تسلم له  بل من تكبره يطيل ثوبه وازاره

ورد في السيرج3 عن ابن عمر هلال بن خباب اهدى لابن عمر ثياب لينه فقال ارينيه فلمسه فقال احرير هذا  قلت لا انه من قطن فقال اني اخاف ان البسه  اخاف ان اكون مختالا فخورا والله لايحب كل مختال فخور)

قال الامام الذهبي

كل لباس اوجب في المرء خيلاء وفخرا فتركه متعين

ومن هنا اخبر نبينا صلى الله عليه وسلم ( ان ازرة المؤمن الى انصاف ساقيه ولا جناح عليه فيما بين ذلك وبين الكعبين ) رواه الخمسه

والاسبال المحرم يشمل الازار والسراويل لو طالت بحيث تستر الكعبين ومنه ايضا طول الكمام كمن يلبس جبة واسعة الكمام ويكون الطول فيها زائدا  وتطويل عذبة العمامة وكلة من الخيلاء

ثبت في سنن ابو داود والنسائي عن ابن عمر قال الاسبال في ثلاث ( في الازار والقميص والعمامة )  انظر جامع الاصول ج10

ومن جر منها شيئا  خيلاء لم ينظر الله اليه يوم القيامة )

يقول الامام الذهبي

الخيلاء كامن في النفوس وقد يعذر الواحد بالجهل  والعالم  لا عذر له في ترك الانكار على الجهلة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شرح حديث معاذ

حديثي معكم اليوم بعنوان وصية رسول الى الدعاة وبيان اول واجب على الخلق اخرج الامام البخاري ومسلم عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لمعاذ بن جبل - حين بعثه إلى اليمن: ((إنك ستأتي قوماً أهل كتاب، فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم، فإن هم أطاعوا لك بذلك فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب))

هذا الحديث العظيم ورد برواية ابن عباس ورواية معاذ وفيه فوائد عظيمه

1- اولا بين فيه رسول الله فقه الاولويات وانه ينبغي على الداعيه اذا اراد ان يدعوا الناس ان يبدا بالاهم فالاهم فليس من الحكمة ان تدخل بيتا فيه صورة محرمة فتقول لصاحبه هذا حرام وهي فعلا حرام وهو لايصلي اصلا

لان هناك تسلسل ادعه اولا الى الايمان فاذا آمن ادعه الى الصلاة ثم ادعه الى غض بصرة

نعم الانسان قد يبتلى بالاف المعاصي فتبدا اولا بتعريفه بالله ثم تنتقل الى منهج الله فقرة فقرة

2- ثانياقوله انك تاتي قوما من اهل الكتاب فيه بيان حال المدعوين وانهم ليسوا عواما ولا جهالا بل يقرؤون الكتاب وعندهم علم فبين له حالهم ليتخاطب معهم بما يتناسب معهم ففي الحديث عن ابن مسعود رضي الله عنه ، قال : " إنك لن تحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة " - رواه البخاري وقَالَ عَلِيٌّ حَدِّثُوا النَّاسَ بِمَا يَعْرِفُونَ أَتُحِبُّونَ أَنْ يُكَذَّبَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ

ومن ثم ينبغي ان يتحدث الداعيه مع الناس بما يتناسب مع عقولهم لان الذي يتخاطب مع الناس بما لايفهمونه يخالف سنة النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك حينما ياتي شخص ويجهل الناس ويضللهم او يقول لهم معبودكم تحت قدمي هذا لكن هذا كلام مرفوض ولا يتفق مع الحكمة لانه قد يفهم فهما اخر او خاطئا

3- ليكن اول ما تدعوهم اليه ان يوحدوا الله ليس هناك كلام اوضح من كلام النبي صلى الله عليه وسلم في بيان التوحيد ففسر التوحيد بانه افراد الله بالعباده لذلك ورد عدة روايات ( ليكون اول ما تدعوهم اليه ان يوحدوا الله ) وفي رواية اخرى ( ليكن اول ما تدعوهم اليه ان يعبدوا الله ) وفي روايه (فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله) وليس بين هذه الروايات تعارض لانه مرة يشير الى اصل التوحيد ومفتاح العباده الشهاده ومرة يشير الى معنى لااله الا الله كما في حديث معاذ دلني على عمل يدخلني الجنة عند مسلم ( تعبد الله ولاتشرك به شيئا )

فالتوحيد هو افراد الله بالعبادة والعباد تشمل كل ما امر الله به مما يحبه ويرضاه من الاقوال والاعمال بالقلب واللسان

ومن اجل ان ابين لكم حقيقة التوحيد اذكر لكم قصة عَدِيِّ بن حَاتِمٍ قال أَتَيْتُ النبي صلى الله عليه وسلم وفي عُنُقِي صَلِيبٌ من ذَهَبٍ فقال يا عَدِيُّ اطْرَحْ عَنْكَ هذا الْوَثَنَ وَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ في سُورَةِ بَرَاءَةٌ اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا من دُونِ اللَّهِ قال أَمَا إِنَّهُمْ لم يَكُونُوا يَعْبُدُونَهُمْ وَلَكِنَّهُمْ كَانُوا إذا أَحَلُّوا لهم شيئا اسْتَحَلُّوهُ وإذا حَرَّمُوا عليهم شيئا حَرَّمُوهُ قال أبو عِيسَى هذا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إلا من حديث عبد السَّلَامِ بن حَرْبٍ وَغُطَيْفُ بن أَعْيَنَ ليس بِمَعْرُوفٍ ) أخرجه الترمذي والطبراني والبيهقي في الكبرى وحسنة الالباني

فمن اطاع بشرا في معصية الله واستحله فقد عبده (بل ورد تعس عبد الدينار وعبد الدرهم ) التوحيد لايتحقق الا اذا حقق صاحبه ما دلت عليه كلمة التوحيد من النفي والاثبات لااله نفي جميع الالهة كلها واثبات الالوهيه لله نفي العبودية عن كل ما سوى الله واثباتها لله

التوحيد من ادق الموضوعات بل هو الدين كله وما تعلمت العباد افضل منه لذلك امر الله بعبادة وحده ونهى عن الشرك ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ) والشرك نوعان جلي وخفي وقد خشي نبينا على صحابته من الشرك الخفي ومنه ان تعلق قلبك بغير الله ( وما يؤمن اكثرهم بالله الاوهم مشركون ) فالشرك تعلق آمالك بغير الله رجاء او خوفا

بعين مفتقر اليك نظرتني فاهنتني وقذفتني من حالقي

لست الملوم انا الملوم لأنني علقت امالي بغير الخالقي

فكلما تحقق التوحيد وارتقى زاد الاخلاص وكلما زاد الاخلاص قبل العمل

قوله ((فإن هم أطاعوا لك بذلك)) أقروا واعترفوا وشهدوا واعتقدوا

4- قوله فاخبرهم ان الله افترض عليهم خمس صلوات

واكتفي بذكر حديثين في الصلاة

الحديث الاول اخرج الامام مالك وأبو داود والنسائي وابن حبان في صحيحه عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال " أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { خمس صلوات افترضهن الله عز وجل ، ومن أحسن وضوءهن وصلاهن لوقتهن وأتم ركوعهن وخشوعهن كان له على الله عهد أن يغفر له ، ومن لم يفعل فليس له على الله عهد إن شاء غفر له وإن شاء عذبه }

الحديث الثاني اخرج الامام احمد والنسائي وابن ماجه عن عن عاصم بن سفيان الثقفي أنهم غزوا غزوة السلاسل ففاتهم الغزو فرابطوا ثم رجعوا إلى معاوية وعنده أبو أيوب وعقبة بن عامر فقال عاصم يا أبا أيوب فاتنا الغزو العام وقد أخبرنا أنه من صلى في المساجد الأربعة غفر له ذنبه فقال يا ابن أخي أدلك على أيسر من ذلك إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من توضأ كما أمر وصلى كما أمر غفر له ما قدم من عمل أكذلك يا عقبة قال نعم

قال الامام ابن حبان وأبو حاتم المساجد الأربعة مسجد الحرام ومسجد المدينة ومسجد الأقصى ومسجد قباء وغزاة السلاسل كانت في أيام معاوية وغزاة السلاسل كانت في أيام النبي صلى الله عليه وسلم

وقوله صلى الله عليه وسلم غفر له ما تقدم من ذنبه أراد به من الصلاة إلى الصلاة

قلت كاتب هذه الاسطر اما الوضوء ففيه امران

ينبغي التقيد بهديه صلى الله عليه وسلم في كميه الماء فقد كان يتوضا بالمد ويغتسل بالصاع وتارة يزيد وتارة ينقص وقال لايا سعد لاتسرف فقال وهل في الماء اسراف قال نعم ولو كنت على طرف نهر جاري

الامر الثاني مراعاة اسباغ الوضوء الى مواضعه

اما الصلاة فنحن نكبر مع الامام ونسلم مع الامام ولكن القلوب غير حاضرة وقد روي أن العبد إذا قام يصلي قال الله عز وجل: ( ارفعوا الحجب بيني وبين عبدي )، فإذا التفت قال: ( أرخوها )، وقد فسر هذا الالتفات بالتفات القلب عن الله عز وجل إلى غيره

وقد علق الله الفلاح على الخشوع ونشكوا حالنا الى الله فمن الناس من فقد الخشية والخشوع في الصلاة فهو يؤدي اعمالا ظاهرة بدون خشوع فما دمعت عين ولا وجل قلب ولا تعظيم لله في القلب

5- فاخبرهم ان الله افترض عليهم زكاة في اموالهم تؤخذ من اغنيائهم وترد على فقرائهم والزكاة تطلق في اللغة ويراد بها النماء والتطهيرفالزكاة في الأصل الطهارة فهي تطهر المال وتزكيه وتنميه، وتطهير لصاحب المال من الأوصاف الذميمة ومن الناس من يصلي ويصوم ويحج ولكنه لا يزكي ماله روى البخاري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من آتاه الله مالاً فلم يؤد زكاته مثل له بشجاع أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة يأخذ بلهزمتيه) يعني بشدقيه يقول: أنا مالك، أنا كنزك ثم تلا هذه الآية: (( وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ )) [آل عمران:180]) وهذا وعيد شديد لمن منع الزكاة، فيجب على المسلم أن يتعلم فقه الزكاة ويؤدي ما افترض الله عز وجل عليه، وهذا فرض عين على كل من له مال تجب فيه الزكاة والاصل في الزكاة انها توزع في المكان الذي وجبت فيه فتوخذ من الاغنياء وترد على الفقراء ولو فعل هذا لم يبقى فقير

قولة و اياك وكرائم اموالهم هذا نهي عن اخذ كرائم اموال الناس نهى عن اخذ احسن الاموال لانه يكره الناس في الزكاة ومنطوق الحديث ومفهومه ايضا ينهى عن اخذ او اخراج اراذل المال فالزكاة تجب في وسط المال لا من خيارة ولا من اراذله

قولة واتق دعوة المظلوم فانه ليس بينها وبين الله حجاب بين السبب وهو اخذ خيار اموال الناس ظلم و سبق الحديث عن الظلم وانه ظلمات يوم القيامة والظلم له من الله طالبا في يوم من الايام فلا يجوز ظلم الناس ولو كان كافر او فاجر فكفرة ووفجوره على نفسه لان الاخلاق الاسلامية مبنيه على اساس الايمان وليس على اساس المصالح كما يفعل الغرب الكافر ففي الحديث ( ادي الامانة الى من ائتمنك ولا تخن من خانك )

6- اكتفي بالأركان الثلاثة الشهادة والصلاة والزكاة؛ لأن كلمة الإسلام هي الأصل ومن قام بهذه الاركان الثلاثة قام بالباقي فإذا أذعن للأركان الثلاثة أذعن للبقية

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شرح حديث ابي جري الجهيمي

حديثي معكم اليوم عن حديث نْ أَبِي تَمِيمَةَ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ ، أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَوْ قَالَ : شَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَتَاهُ رَجُلٌ ، فَقَالَ : أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ أَوْ قَالَ : أَنْتَ مُحَمَّدٌ ؟ ، فَقَالَ : " نَعَمْ " ، قَالَ : فَإِلَامَ تَدْعُو ؟ ، قَالَ : " أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَحْدَهُ ، مَنْ إِذَا كَانَ بِكَ ضُرٌّ ، فَدَعَوْتَهُ كَشَفَهُ عَنْكَ ، وَمَنْ إِذَا أَصَابَكَ عَامُ سَنَةٍ فَدَعَوْتَهُ أَنْبَتَ لَكَ ، وَمَنْ إِذَا كُنْتَ فِي أَرْضٍ قَفْرٍ ، فَأَضْلَلْتَ ، فَدَعَوْتَهُ ، رَدَّ عَلَيْكَ " ، قَالَ : فَأَسْلَمَ الرَّجُلُ ، ثُمَّ قَالَ : أَوْصِنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ لَهُ : " لَا تَسُبَّنَّ شَيْئًا " ، أَوْ قَالَ : " أَحَدًا " شَكَّ الْحَكَمُ ، قَالَ : فَمَا سَبَبْتُ بَعِيرًا ، وَلَا شَاةً مُنْذُ أَوْصَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " وَلَا تَزْهَدْ فِي الْمَعْرُوفِ وَلَوْ مُنْبَسِطٌ وَجْهُكَ إِلَى أَخِيكَ وَأَنْتَ تُكَلِّمُهُ ، وَأَفْرِغْ مِنْ دَلْوِكَ فِي إِنَاءِ الْمُسْتَسْقِي ، وَاتَّزِرْ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ ، فَإِنْ أَبَيْتَ ، فَإِلَى الْكَعْبَيْنِ ، وَإِيَّاكَ وَإِسْبَالَ الْإِزَارِ ، فَإِنَّهَا مِنَ الْمَخِيلَةِ ، وَاللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَا يُحِبُّ الْمَخِيلَةَ " .رواه احمد وعند احمد ايضا عن ابي جري الهجيمي، قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، إنا قوم من أهل البادية، فعلمنا شيئاً ينفعنا الله به، قال: " لا تحقرن من المعروف شيئاً، ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستقي، ولو أن تكلم أخاك ووجهك إليه منبسط، ولا تسبل الإزار؛ فإنه من الخيلاء، والخيلاء لا يحبه الله تبارك وتعالى، وإن امرؤ سبك بما يعلم فيك فلا تسبه بما تعلم فيه؛ فإن أجره لك ووباله على من قاله

قوله الى ما تدعوا اليه

هذا الرجل ساله عن خلاصة دعوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعن فحوى دعوته فاخبره انه يدعوا الى الله وحده ونحن نقرا في سورة الجن ( وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا ) هذا المساجد بنيت لنعبدالله فيعها وحده فلا يجوز فيها انشاد الضالهاخرج الامام مسلم (568) عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ سَمِعَ رَجُلًا يَنْشُدُ ضَالَّةً فِي الْمَسْجِدِ فَلْيَقُلْ : لَا رَدَّهَا اللَّهُ عَلَيْكَ ؛ فَإِنَّ الْمَسَاجِدَ لَمْ تُبْنَ لِهَذَا )والخطيب على المنبر لايجوز له ان يكر شيئا من الدنيا فبعضهم يتحدث عن اسبوع المرور او الشجرة او التطعيم والمساجد بنيت لطاعه الله وحده

مختصر القول نبينا بين لهذا الرجل ان يدعوا الى الله وحده

قوله والذي اذا اصبك ضر

هنا بين وعرف هذا الرجل من هو الله الذي اذا اصابك ضر او خوف او مصيبه او مرض دعوته كشفه عنك

والذي اذا كنت في ارض قفر فدعوته انبت لك فهو سبحانه الذي ينزل الغيث وهو الذي ينبت الارض وينبت فيها الزيتون والنخيل وسائر الثمرات فهو الذي يحي الارض بعد موتها وهو الذي يحي القلوب

وهو الذي اذا كنت في ارض قفر او فلاة فاضللت بعيرك رد عليك كما وقع في المغازي لابن إسحاق أن ناقة النبي صلى الله عليه وسلم ضلت ، فقال زيد بن اللصيت بصاد مهملة وآخره مثناة وزن عظيم : يزعم محمد أنه نبي ويخبركم عن خبر السماء وهو لا يدري أين ناقته ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن رجلا يقول كذا وكذا ، وإني والله لا أعلم إلا ما علمني الله ، وقد دلني الله عليها وهي في شعب كذا قد حبستها شجرة ، فذهبوا فجاءوه بها فأعلم النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يعلم من الغيب إلا ما علمه الله

في هذا الحديث درس عظيم كيف ان نبينا محمد خاطب هذا الاعرابي وبين له من هو الله بتعريف بسيط وهناك من الدعاة من يخاطب الناس احيانا فوق مستواهم ولا شك ان الغاية ايصال المعلومة الى المتعلم فمن الناس من اهتم بالوسيلة على حساب الغاية فلم يستفد منه احد

وهناك ايضا فائدة عظيمة اخرى ان الله خلق الدنيا ناقصه فلا تكتمل فكل انسان لديه مشكلات والله جعل حل هذه المشكلات ترجع اليه وفتكون هذه المشكلات سببا في تعلقنا بالله

قال يا رسوا الله اوصني وفي رواية انا اهل باديه فعلمنا شيئا

فقال لاتسبن شيئا او احدا

الان هناك من يسب ويلعن نفسه ويلعن الساعة التي عرف فيها زوجته او عرف فيها ابناءه او يلعن الساعه التي راى فيها زبون يقول راوي هذا الحديث ( فما سببت شاة ولا بعيرا ولا حرا ولا عبدا

انظروا الى وفاء هذا الرجل مع النبي صلى الله عليه وسلم وفي روايه لاحمد (وإن امرؤ سبك بما يعلم فيك فلا تسبه بما تعلم فيه؛ فإن أجره لك ووباله على من قاله )

قولة ولا تزهدن في معروف

ثم بين له المعروف ولو ان تلقى اخاك ووجهك منبسط اليه

فما احسن ان تلقى اخاك بوجه طلق فترحب ب هاو تبتسم له لان هذا معروف يؤنسه

احيانا الواحد يضن على اخيه او على من حوله بابتسامة او بكلمه او بسلام وهذا من اشد انواع البخل لانها امور لاتكلفه شيء

احيانا يكون الانسان حوله اشخاص لو يسالهم عن احوالهم وصحتهم لملأ قلوبهم رضا

قوله ولو ان تفرغ من دلوك في اناء اخيك

المؤمن حياته مبنيه على الايثار المؤمن من شانه يوصل النفع لاخوانه ويدفع عنهم الضرر المؤمن لاياتيك منه ضرر ولا اذى ولا خيانه ولا غدر ولا يقنص عيوبك فان راى حسنة نشرها وان راى سيئة دفنها بخلاف المنافق

قوله واتزر الى نصف ساقك :

حذره هنا من الاسبال لانه من المخيله ومن تامل الوعيد الشديد في الاسبال استغرب لصغر المعصية في نظر الكثير من الناس وعظم العقوبه ففي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( ثلاثة لا يكلمهم الله،ولا ينظر اليهم يوم القيامه،ولا يزكيهم،ولهم عذاب اليم)قال ابي ذر: قلت يارسول الله من هم؟ خسروا وخابواقال:واعاده رسول الله ثلاث مرات قال: المسبل،والمنفق سلعته بالحلف الكاذب،والمنان) رواه مسلم عن ابي ذر

السبب في عظم العقوبه لان الجريمه في القلب وهي الخيلاء والكبر والله لايحب كل مختال فخور ففي الحديث عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( بينما رجل يجر إزاره من الخيلاء خُسف به ، فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة ) متفق عليه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ج1وج2وج3وج4.كتاب الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة النجم الغزي

  ج1وج2وج3وج4. كتاب الكواكب السائرة     بأعيان المئة العاشرة النجم الغزي  الطبقة الأولىفي ذكر من وقعت وفاته من المتعينين من افتتاح سنة...