Translate

الجمعة، 12 أغسطس 2022

ج5.كتاب المواعظ/الجزء الخامس /اليحي التركي لعبدالرحمن

 

كتاب المواعظ/الجزء الخامس /اليحي التركي  لعبدالرحمن

اللهم أعط منفقا خلفا:

و أعط ممسكا تلفا

الجزء الخامس 

جدول المحتويات

م

الموضوع

رقم الصفحة

1

تفسير سورة ق

4

2

قصة اصحاب الجنة

9

3

اعداء الانسان الاربعه

16

4

اعداء الانسان مطور ايضا اربعه

24

5

النعمة والعافيه والستر

31

6

خمسة اعمال افضل عند الله

34

7

ازرة المسلم

36

8

الايمان يحقق سعادة الدنيا والاخرة

42

9

افات تحول بين العبد والعمل الصالح

44

10

القران مرجعنا الوحيد لماذا اختلفنا

51

11

علامات حب النبي صلى الله عليه وسلم الخمس

53

12

وصايا جبريل الخمس

59

13

الايمان يحقق سعادة الدنيا والاخرة

62

14

الموت وحبه

65

15

النعيم لايدرك الا بالنعيم ومقارنة بين الجنة والنار

67

16

اوصايا الجامعه تفسير ايات الانعام

70

17

رضى الله في ثلاث وسخطه في ثلاث

77

18

رؤيا ابن عمر للنار

81

19

صورة الانسان على فراش الموت

84

20

علامات حبة نبينا الخمس

87

21

فمن زحزح عن النار

93

22

كيف خلق الله الجنة والنار

94

23

وصايا جبريل الخمس

96

24

وقفت على باببي الجنة والنار

99

25

 

 

26

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

كتاب المواعظ الجزء 5

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

لماذا كان نبينا يخطب الجمعه بسورة ق

حديثي معكم اليوم عن سورة ق فقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يخطب بسورة ق  ولم يكن ذلك من فراغ  فقد ثبت عند مسلم في صحيحه من حديث عمرة بنت عبد الرحمن عن أخت لها قالت: (أخذت ق والقرآن المجيد من في رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة وهو يقرأ بها على المنبر في كل جمعة) (مسلم كتاب الجمعة، باب تخفيف الصلاة والخطبة رقم (871).وعن ام هشام بنت لحارثة بن النعمان قالت: ( ما حفظت (ق) إلا من رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب بها كل جمعة، وقالت: (وكان تنورنا وتنور رسول الله صلى الله عليه وسلم واحداً) (رواه أحمد في المسند 6/435، ومسلم في الصحيح 2/595 والطبراني في المعجم الكبير 25/142، والبيهقي في السنن 3/211).

بداية بدات السورة

اقسم الله بالقران على صحة القران فقال ق والقران المجيد

وبدات السورة ايضا بتكذيب المكذبين لرسول الله صلى الله عليه وسلم  وللمكذبين للبعث  بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم فقال الكافرون هذا شيء عجيب اءئذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد

استدل الله بالايات الكونيه على صحه الايات الشرعيه فقال افلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج 6 والأرض مددناها وألقينا فيها وبين سبحانه انه كما احي الارض بالمطر كذلك يخرج الموتى

بين بعدها تكذيب الامم السابقه كذبت قوم نوح واصحب الرس وثمود لفائدتين تسليه لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتحذير للمكذبين

افعيينا بالخلق الاول بل هم في لبس من خلق جديد  انكر الله على الكفار تعجبهم من البعث بعد الموت ويقول الانسان ااذا ما مت لسوف اخرج حيا  اولا يذكر الانسان انا خلقناه من قبل ولم يك شيئا فهو الذي بدا الخلق وهو الذي يعيده

ذكر بعد ذلك خلق الانسان فقد اوجده الله من العدم ورباهم بجميع النعم وجعل له سمعا وبصرا وعقلا ثم بين ان هذا الانسان الذي خلقه الله مكشوف امام الله فقال ونعلم ما توسوس به نفسه فالله سبحانه يعلم ما يقول هذا الانسان ويعلم ما يعمل قبل ان يقول وقبل ان يعمل  فالله سبحانه رب النيات ومطلع على السرائر  ومن هنا قال العلماء من لم يكن له ورع يحجزه عن المحارم في الخلوات لم يعبأ الله بشيء من عمله سريرة العبد واخلاصه اهم شيء ولذلك قال العلماء اذا علم العبد ان الله مطلع ويعلم كل شيء حرص على طاعه الله فالعلم والقدرة صفتان للرحمن  فان ايقن الواحد منا ان الله يعلم كل شي                وعلمه يطولنا فنحن مكشوفون امام الله وعلم ايضا ان قدرته تطوله  فلن يعصى الله  وخاف من الله

ونحن اقرب اليه من حبل الوريد  حبل الوريد هما عرقان عظيمان في عنق الانسان ينقلان الدم من القلب الى الدماغ واذا قطع الدم عن الدماغ مات الانسان والقرب هنا المراد به قرب الملائكة كما رجح ذلك ابن تيميه لانه قال بعدها اذ يتلقى المتلقيان

قوله اذ يتلقى المتلقيان هما الملكان الموكلا  بالعبد وهما ليسا على الكتف بل في مكان اقرب الى العبد من حبل الوريد وقوله قعيد أي قاعدان للعبد معه  لايفارقانه

ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد  فالرقيب مراقب  لاينفك عنه وعتيد  ال حاضر لايمكن ان يغيب  الملك قاعد له ومراقب وحاضر أي ان الله جعل كراما كاتبين فملك الحسنات يكتب الحسنة فورا وملك السيئات لايكتب الا بعد الاصرار عليها ففي الحديث في سنن سعيد بن منصور َعنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " " إِنَّ العَبْدَ إِذَا أَخْطَأَ خَطِيئَةً نُكِتَتْ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ ، فَإِذَا هُوَ نَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ وَتَابَ سُقِلَ قَلْبُهُ ، وَإِنْ عَادَ زِيدَ فِيهَا حَتَّى تَعْلُوَ قَلْبَهُ ، وَهُوَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ " " كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ . " ومن هنا  جعل الله ملكان موكلان يراقبان العبد ويحصيان عليه عمله وقوله

وجاءت سكرة الموت بالحق  انتقل هنا من العمل واحصاءه الى الموت حيث ينقضى الاجل ويختم العمل والسكرة هي  تغطية للعقل كالاغماء فنبينا محمد صلى الله عليه وسلم  كان يغمى عليه في سكرات الموت فاذا افاق  قال ان للموت سكرات اللهم اعني على سكرات الموت  وهذه السكرة  تاتي بالحق  لان الانسان عند الموت يشاهد ما  توعد به وما وعد به فيشاهد مقعده في النار ومقعده في الجنة اما قوله ذلك ما كنت منه تحيد تاتي على معنيين الاول ما نافيه  تحيد أي لابد منه وقيل تحيد أي ما تفر منه  وفي تلك اللحظة يطلب الكافر الرجعه رب ارجعون ويطلب الفاجر المهله رب لولا اخرتني الى اجل قرب) ولكن لاتقبل التوبه عند المعاينه ولا تقبل عند طلوع الشمس من المغرب فلا ينفع نفس ايمانها لم تكن امنت من قبل  والسبب لانه انتهى الامتحان والامتحان يبدا من بلوغ الانسان خمسة عشرة عاما  فيجري عليه القلم الى الموت فاذا مات انتهى الامتحان

ونفخ في الصور وهي نفخة البعث ونفح في الصور فاذا هم من الاجداث الى ربهم ينسلون قالوا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون ان كانت الا صيحه واحده فاذا هم جميع لدينا محضرون )  ولذلك بين الله بعد نزل الموت   انتقل الى نفخة الصور والخروج من القبور للحساب والجزاء  ذلك يوم الوعيد أي يوم الحساب انتهى العمل وانتقلوا الى الحساب

وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد هنا ذكر الله مشاهد القيامة وهي عدة اولها وهو ان كل نفس تاتي معها سائق وشهيد وهما على القول الراجح الملكان الموكلان بحفظ العمل احدهما يسوقه والاخر يشهد عليها بما عملت من عمل

لقد كنت في غفله من هذا وهو الحساب كما قال الله ( اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون )  فكشفان عنك غطاءك وهو غطاء الغفله الداء العضال فقد كان ساهيا لاهيا غافلا  فبصرك اليوم حديد أي نافذ فاصبحت تشاهد الجنة والنار والحساب كنت تسمع ان هناك حساب وعقاب وثواب واليوم اصبحت تشاهده بعدما كنت تسمعه

وقال قرينه وهو الملك الموكل بحفظ العمل هذا ما لدي عتيد أي حاضر

القيا في جهنم معنى القيا الخطاب للملكان وهنا ذكر الله صفات اهل النار 1- كل كفار أي شديد الكفر   وعنيد أي أي مصر على كفره ومعاند للحق 2- مناع للخير  فهو لايفعل الخير  بل وصل به الحال انه يمنع الخير سواء محاربته للدين واهله او منعه لكل خير 3- معتد أي عدواني ومريب سيء الظنون وقيل في شك وقلق وحيرة وهكذا الكفار في كل زمان ومكان وتشاهدونه اليوم يبنون مجدهم على أنقاض الناس، يبنون حياتهم على موت الناس، يبنون غناهم على إفقار الناس يبنون أَمْنَهُم علىى إخافة الناس وحوش كاسرة 4- جعل مع الله اله اخر  أي الاشراك بالله وهو وصف يشمل جميع ما يعبد من دون الله

قال قرينه ربنا  أي الشيطان يقول انا ما اطغيته ولكن كان في ضلال بعيد  لانه كان  مهيأ اصلا للضلال والطغيان  بعض الطلاب سيء جدا  ويحاول في بعض الطلاب ان يغيبون معه فلا يستجيب له  الا من هو على شاكلته  لانه لايمكن لمخلوق ان يضل مخلوقا الا اذا كان عنده رغبه في الضلال او استعداد للضلال او عنده اختيار للضلال

قال لاتختصموا لدي هنا بعد ان ذكر الله الحوار بين القرين وبين الكفار العنيد وبين الشيطان فقال الله لاتختصموا لدي لان الحجة قائمة عليكم فقد قدمت اليكم بالوعيد فانزلت اليكم كتبا وارسلت رسلا فما من امة الا خلا فيها نذير فلا عذر لاحد

ما يبدل القول لدي أي لايستطيع احد ان يبدل كلام الله فليس هناك رجعه وما انا بظلام للعبيد فقد اقمت عليكم الحجة وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا

يوم نقول لجهنم هل امتلات هذا سؤال تقرير لانه سبحانه يسال وهو اعلم هل امتلأت ام لم تمتلي انما هو سؤال تقرير والسبب لان الله وعد الجنة والنار كما جاء في الحديث: «ولكل منكما ملؤها» فالله تعالى وعد الجنة أن يملأها، ووعد النار أن يملأها ان يملأهما فيسال الله النار وهو اعلم بها هل امتلأت فتقول هل من مزيد

وفي الحديث عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ النَّبِيِّ  صلى الله عليه وسلم   أَنَّهُ قَالَ: «لَا تَزَالُ جَهَنَّمُ يُلْقَى فِيهَا، وَتَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ؟ حَتَّى يَضَعَ رَبُّ الْعِزَّةِ فِيهَا قَدَمَهُ، فَيَنْزَوِي بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، وَتَقُولُ: قَطْ قَطْ بِعِزَّتِكَ وَكَرَمِكَ، (وفي رواية قطني قطني ) أي يكفيني يكفيني) وَلَا يَزَالُ فِي الْجَنَّةِ فَضْلٌ، حَتَّى يُنْشِئَ اللَّهُ لَهَا خَلْقًا، فَيُسْكِنَهُمْ فَضْلَ الْجَنَّةِ».رواه الإمام مسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها (4/2186-2188)، نسأل الله من فضله وكرمه.

قولة وازلفت الجنة هنا ذكر الله صفات اهل الجنة وازلفت الجنة أي قربت الى مكان غير بعيد  هذا ما توعدون أي وعد الله حق ثم ذكرت صفاتهم 1- لكل اواب  أي شديد الرجوع والعودة الى الله 2- حفيظ أي حافظ لما امر الله به محافظا عليه فالحفيظ يحفظ وقته وعمله وقوله  3- من خشي الرحمن الخشية لله تكون على علم وبصيرة لان الخشية لا تكون الا على علم ورهبه وتعظيم  4- بالغيب يحتمل امران  اما انه يخشى الله مع انه لم يراه واما معناه يخشى الله بالغيب والشهاده 5- قلب منيب  أي مخلص وسليم فالقلب السليم سليم من كل شرك ومن كل بدعه ومن كل شهوة ومن كل غفله ومن كل هوى

ادخلوها بسلام  أي سلام من كل افه فهي سلام من كل مرض ومن كل هرم ومن كل موت ومن كل غل  وحسد سلام من كل افه

لهم ما يشاؤون فيها أي ما يشتهون

ولدينا مزيد اكبر تشريف للانسان في الجنة رؤية الله اللهم اني اسالك لذة النظر الى وجهك الكريم فهو اعظم نعيم في الجنة رؤية الله

ختمت السورة فذكر بالقران من يخاف وعيد أي  بانه انما يتذكر بالقران من يخاف وعيد الله ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب حي لان قلب الكافر ميت     اوالقي السمع وهو شهيد قلب حاضر اخرج الغافل

هذه السورة المباركة كان نبينا يتعهد اصحابه بالتذكير بها وكما قال الله فباي حديث بعده يؤمنون من لم يتعظ بالقران فلا واعظ له   فله سلطان على القلوب وله سلطان على الشياطين  وقد جرب كفار قريش جميع الحلول للصد عن هذا القران فلم تنجع فيه جميع الوسائل فخرجوا بنتيجه مهمه نقرؤها في كتاب الله لاتسمعوا لهذا القران والغوا فيه لعلكم تغلبون ) اللهم اجعل القرأن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء احزاننا وذهاب همومنا ارزقنا تلاوته وحلاوته والعمل به اللهم انفعنا وارفعا بالقران واجعله لنا شافعا ونافعا يوم القيامة اللهم اجعلنا من اهل القران الذين هم اهلك وخاصتك

كتبه عبد الرحمن اليحيا التركي في 1/5/1434هـ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

قصة أصحاب الجنة

حديثي معكم اليوم عن قصة اصحابة الجنة هذه القصة التي تتكرر مئات المرات في حياة الناس

هذه القصة محورها يتصل اشد الاتصال بحياة كل مسلم فما من مسلم الا وساق الله له من الشدائد ما ساق

القصة بحد ذاتها لها اثار جميله على النفس البشريه ولذلك كثر ورودها في الايات القرانيه كثيرا  والسبب لان القصه تغرس مبادي الخير اذا كان محورها يدور حوله فتزرع في النفوس الخير بسهوله دون قصد وبدون شعور لانها القصة تتسلل منها معاني الخير في النفس من حيث لايشعر صاحبها و بدون قصد

هذه القصه تحدثنا عن خلق من اخلاق اهل النار هذه القصة تحدثنا عن خلق تدعوا الملائكة على صاحبه كل صباح ومساء ((مَا مِنْ يوم يُصبِحُ فيه العبادُ؛ إلا مَلَكانِ يَنْزِلان، يقول أحدُهما: اللهم أعْطِ مُنْفِقاً خَلَفاً، ويقول الآخر: اللهم أعْطِ مُمْسِكاً تَلَفاً))

[أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة]

هذه القصه تحدثنا عن خلق الشح والبخل وما يلحق صاحبه من اللوم والحسرة في الدنيا والعقاب الشديد في الاخرة

هذه القصة فيها تسليه لرسوله  حينما كذبه قومة وقد انعم الله عليهم ببعثه رسوله وانعم عليهم بنعمة المال والجاه والولد واطعمهم من جوع وامنهم من خوف فكما ان الله عاقب من كفر بنعمة من اصحاب الجنة فان هؤلاء الذي لم يشكروا نعمة الله عليهم لازالوا معرضين للعقاب صباحا ومساء

2- اما قصة اصحاب الجنة فكانت لرجل من اهل اليمن من اهل الكتاب لانه كان قبل بعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم  لازال باليمن بقايا من اليهود والنصارى وهذا الرجل الصالح من اهل الكتاب وكان في قرية يُقال لها: "ضَرَوان" على سِتَّة أميال من صَنعاء، عاش هناك وكانت له جَنَّة فيها من كل الثمرات وكان هذا الرجلُ الصالح لا يُدخِل بيتَه ثمرةً منها حتى يقسمَ الثمار ثلاثة أقسام: قسم للفقراء والمساكين، وقسم لأهل بيته، وقسم يردُّه في المحصول؛ لِيزرعَ به الأرض؛ لذلك بارك الله له في رِزْقه وعياله.فلمَّا مات الشيخ ووَرِثه بَنُوه - وكان له خمسة من البنين - فحَملت جنَّتُهم في تلك السَّنة التي هلَك فيها أبوهم حملاً لم تكن حملَتْه مِن قبل ذلك فلمَّا نظروا إلى الفضل طَغَوا وبَغَوا، وقال بعضُهم لبعض: لقد كان أبونا أحْمَق؛ إذْ كان يَصرِف من هذه الثمار للفقراء، دَعُونا نتعاهد فيما بيننا ألاَّ نُعطيَ أحدًا من فقراء والمساكين في عامِنا هذا شيئًا؛ حتى نَستَغنِيَ وتَكثر أموالنا فقال اوسطهم أي اعقلهم واقرب الابناء شبها بابيه الصالح سيروا فيها بسيرة ابيكم فرفضوا

وهذا الامر يتكرر في كل عصر كان هناك شجرة ليمون في بيتٌ من بيوت الشام القديمة، تحمِلُ من الثمرات ما لا يُعَدّ ولا يُحصى، و يوجد في هذا البيت امرأةٌ صالحة، فكلَّما طُرق باب هذا البيت وطُلِب منهم ثمرة من هذه الثمار قدمتها، وكأن هذه الشجرة وقفٌ لأهل الحيّ، فماتت هذه المرأة الصالحة وجاءت من بعدها زوجة ابنها الشابَّة، فلمَّا طُرِق الباب وطلب الطارق ثمرةً من هذه الثمار طردته ومنعته، وبعد حين يَبِسَت هذه الشجرة وماتت. فذا كان بين يديك شيء ثمين وينفع الناس فاياك ثم اياك ان تمنعهم عن نفعهم به لانك اذا فعلت ذلك اخذ منك وحوله الى غيرك

3- اذا اقسموا ليصرمنهما مصبحين

اول نقطة في قصة أصحاب الجنة انهم أقسموا ليصرمونها مصبحين ولا يستثنون

اجتمعوا وتشاوروا وتحاوروا ثم قرروا واقسموا ليصرمنها مصبحين

4- ولا يستثنون قيل ولا يستثنون نصيب الفقراء وقيل ولا يستثنون حتى كلمة ان شاء الله فلم يقولوها

5- فطاف عليها طائف من ربك

الطائف قيل ضريب وقيل صقيع موجة صقيع في دقائق وقيل نار احرقت الجنة لان النية السيئه بينها وبين السلوك علاقه فلما بيت اصحاب الجنة النية السيئة عاقبهم الله فنيتهم بعدم إطعام المسكين أتلف محصولهم كله

هي هكذا الجزاء من جنس العمل من اكرم الناس اكرمه الله ومن حرمهم حرمه الله ومن منعهم منعه الله

فالطائف  موجود في كل عصر فطائف التجار قد يسلط الله عليهم حرائق ففي الحديث وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله : (( ما خالطت الصدقة أو قال الزكاة مالا إلا أفسدته )) رواه البزار والبيهقي فالتجار معرضين للعقوبات مثل الضرائب ومثل الحرائق او مصادرة بعض البضائع او تاتي بضاعه غير التي اشتراها

واما طائف المزارعين فهناك فيضانات ورياح تقتلع الزروع والاشجار وهناك افات كالذباب والعناكب والحشرات والضريب او موجه صقيع

يقول احد المشائخ جاءت في الغوطة وهي بلدة بسوريا على مزارع المشمش فاهلكتها وفي احدى بلاد الشام قبل خمسين عاما جاءت موجة جراد اكلت الاخضر واليابس الا مزرعه بقيت على نضرتها وخضرتها فقال اصحاب المزارع الاخرى لماذا سلمت مزرعتك من الجراد ما السر في ذلك فقال السر في الدواء فقالوا الا تتقي الله وتخفي عنا الدواء فقال انه الزكاة

سئل احد العلماء هل في العسل زكاة فقال نعم فقال طيب اذا لم ازكي فقال العقاب جاهز القراد ياكل النحل والشمع

لقد قرأت مرَّةً أن زارعي البرتقال في أمريكا أرادوا إتلافه للحفاظ على الأسعار المرتفعة، فقد خافوا من هبوط الأسعار فأرادوا إتلاف هذا المحصول، فتسلل الزنوج الفقراء تحت الأسلاك الشائكة ليأكلوا هذا البرتقال الطيِّب الذي أراد أصحابه إتلافه، و في العام القادم فعلوا الشيء نفسه ولكن مع تسميم هذا المحصول لئلا ينتفع منه إنسان، فهذا هو الكافر.. شحيح دائماً..

﴿ مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ ﴾

وفي أستراليا أيضاً قبل عدّة أعوامٍ تمّ إعدام عشرين مليون رأس غنم بالرصاص، وحُفرت الحفر ودُفِن هذا العدد الكبير للحفاظ على أسعارها المرتفعة.. بينما هناك شعوبٌ قد أهلكتها المجاعات، ولا يُستبعد أن يكون أصحاب الأغنام في أستراليا هم أنفسهم أصحاب البقر الذي جنّ في إنكلترا، لأن العقاب كان شديداً، فقد توجب إحراق ثلاثة عشر مليون بقرة قيمتها ثلاثة وثلاثون مليار جنية إسترليني، فهذا هو الكافر..

 

6- فاصبحت كالصريم يقول ابن عباس أي صارت محترقه مثل الليل بينما الثمرة كبيرة تصغر وتنكمش ويتلف داخلها وتذبل اوراقها وتسود كانها محترقه

سبحان الله كم من انسان امسى ونام وهو يملك ما يملك واصبح وما يملك شيئا

كم من انسان كان يملك ثروات ولكن بسبب ذنوبه  ضاع كل شي

كم من انسان كان يملك عقارات وسيارات وبسبب اكله للربا  ضاع منه كل ما يملك

كم من انسان رفض او تهرب او تفنن في عدم اخراج الزكاة وضاع ماله كله  كما حصل لاهل الجنة رفض ان يعطوا ثلثها فذهبت الحديقه كلها

فالله قد يؤدبه بذهاب مقدار الزكاه وبعضهم يؤدبه بذهاب نصف ماله وبعضهم يذهب ماله كله وهذا بحسب حكمة الله الله يعلم كيف يؤدب الشخص ورد في الاثر (إن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلحه إلا الغنى ولو أفقرته لأفسده ذلك وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلحه إلا الفقر ولو أغنيته لأفسده ذلك وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلحه إلا الصحة ولو أسقمته لأفسده ذلك وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلحه إلا السقم ولو أصححته لأفسده ذلك وإني أدبر لعبادي بعلمي بقلوبهم إني عليم خبير‏.‏)

أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إياكم والمعاصي إن العبد ليذنب الذنب فينسى به الباب من العلم، وإن العبد ليذنب الذنب فيحرم به قيام الليل، وإن العبد ليذنب الذنب فيحرم به رزقاً قد كان هيىء له، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم { فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون فأصبحت كالصريم } قد حرموا خير جنتهم بذنبهم

7- فتنادوا مصبحين الى ان قال فانطلقوا وهم يتخافتون أي يتسارون بالحديث الا يدخلنها اليوم عليكم مسكين

العقوبه حصلت لهم بالليل بعدما بيتوا النية السيئه ثم بين الله لنا هنا كيف خرجوا من بيوتهم وهم مصرين على منع الفقراء وكيق كانوا يتناجون ويتسارون بالحديث حتى لا يشعر بهم الفقراء

8 وغدوا على حرد أي غدوا على منع للفقراء قادرين

9 – فلما راوها قالوا انا لضالون أي تائهون

10 –بل نحن محرمون

11- كذلك العذاب

هذه الكلمة كذلك العذاب يدور محور القصة عليها

لما كانت الخسارة كبيرة كانت سببا في عودتهم الى الله وكانت سببا في توبتهم وندمهم ومحاسبتهم لانفسهم وفي اقبالهم وندمهم

ولولا تأديب الله لهم لما كان هذا الكلام منهم ياويلنا انا كنا ظالمين كما قيل لولا هذه الشِدَّة لما كانت هذه الشَدَّة

قد تجد تسعين في المئة من توبه الناس كانت بسبب التضييق عليهم  لان العذاب في الدنيا موظف للخير  بعض الناس لايفكر في صلاة ولا طاعه عنده مال وقوة وصحه وجاه وابهة فما قال يوما يا رب فلما افلس قال يا الله

سئل بعض العلماء بعد ان مكث يدعوا الى الله عشرين سنة ما ملخص دعوتك فقال اذا لم تاتي الى الله مسرعا جاء بك اليه مسرعا بمعنى اخر اذا لم تاتي الى الله برجليك جاء بك على وجهك اصحاب الجنة قال لهم اخوهم لولا تسبحون فاقسموا ليصرمنها مصبحين فلما احرق الله جنتهم كلها وعاقبهم قالوا انا الى الله راغبون وقبلها كانوا لايقبلون النصح

شاب وزجته شاردان عن الله عاشا حياة التفلت  معهم مال وجمال وصحه وهما ينتقلان من مكان الى مكان ومن بلد الى بلد ومن نزهة الى نزهته ولا يصلون ولا يصومون  رزقهم الله بفتاة صغيرة من اجمل الناس صورة واحلاهم منطقا ملكت قلوبهم واصيبت بمرض خبيث فصاروا ينتقلون من طبيب الى طبيب ومن مستشفى الى مستشفى ومن تحليل الى تحليل ثم جاءتهم خاطره لو تبنا الى الله ودعوناه فلما تابا وانابا الى الله شفى هذه البنت

ولو لم يستجبوا  لهذا العلاج

﴿ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (33)﴾

دروس  وعبر من قصة اصحاب الجنة

لو ان الله اخر العقاب الى يوم القيامة لهلك كثير من الناس ففي الحديث عن انس وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (إن الله إذا أراد بعبد خيراً عجل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد بعبد شراً أمسك عنه حتى يوافى يوم القيامة بذنبه) رواه الترمذي السنن رقم 2396 وهو في صحيح الجامع رقم 308 وعن عَبْد اللَّهِ بْن مُغَفَّلٍ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلا لَقِيَ امْرَأَةً كَانَتْ بَغِيًّا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَجَعَلَ يُلاعِبُهَا حَتَّى بَسَطَ يَدَهُ إِلَيْهَا فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ مَهْ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ ذَهَبَ بِالشِّرْكِ وَقَالَ عَفَّانُ مَرَّةً ذَهَبَ بِالْجَاهِلِيَّةِ وَجَاءَنَا بِالإِسْلامِ فَوَلَّى الرَّجُلُ فَأَصَابَ وَجْهَهُ الْحَائِطُ فَشَجَّهُ ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ أَنْتَ عَبْدٌ أَرَادَ اللَّهُ بِكَ خَيْرًا إِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِعَبْدٍ خَيْراً عَجَّلَ لَهُ عُقُوبَةَ ذَنْبِهِ وَإِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ شَرّاً أَمْسَكَ عَلَيْهِ بِذَنْبِهِ حَتَّى يُوَفَّى بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُ عَيْرٌ رواه أحمد رحمه الله المسند 4/87 والحاكم في المستدرك 1/349

اقول لكم ولكل من يتهرب من اخراج الزكاة هل سمعتم برجل تدعوا عليه الملائكة صباحا مساء وبما تدعوا عليه تدعوا عليه بتلف ماله

قصة اصحاب الجنة رسالة من الله يذكر بها الناس وان كل من ينفق ماله في سبيل الله ويعطي حق الفقراء فان الله يبارك له في ماله واهله عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( بينا رجل بفلاة من الأرض ، فسمع صوتاً في سحابة : اسق حديقة فلان ، فتنحّى ذلك السحاب ، فأفرغ ماءه في حَرّة ، فإذا شَرجةٌ من تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كله ، فتتبّع الماء فإذا رجل قائم في حديقته يحول الماء بمسحاته ، فقال له : يا عبد الله ، ما اسمك ؟ ، قال : فلان ، للاسم الذي سمع في السحابة ، فقال له : يا عبد الله ، لم تسألني عن اسمي ؟ ، فقال : إني سمعت صوتاً في السحاب الذي هذا ماؤه ، يقول : اسق حديقة فلان - لاسمك - ، فما تصنع فيها ؟ ، قال : أما إذ قلت هذا ، فإني أنظر إلى ما يخرج منها ، فأتصدق بثلثه ، وآكل أنا وعيالي ثلثاً ، وأرد فيها ثلثه ) رواه مسلم

 

كل امة تمنع الزكاة كل غني يبخل بماله كل من يتهرب من اخراج الزكاة فعقوبته

الهلاك

اخطر لباس لباس الجوع والخوف لذلك ذكر الله قريش بنعمتين امنهم من خوف واطعمهم من جوع ضرب الله مثلا قرية كانت امنة مطمئنه

احياننا يختار البعد حتفه بنفسه ويختار طريقة الموت ولو علم ان فيه حتفه لما اقدم مثل اصحاب الجنة ومثل من يكفر نعمة الله عليه السيارات ويفحط بها ويعبث يركب سيارة اخر مديل فلا يشكر نعمة الله فكم من قتيل قد اهلكته

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اعداء الانسان الاربعه

حديثي معكم اليوم عن اعداء الانسان الاربعه نسال الله العظيم ان يهبنا رحمة وحماية يقينا بها هذه الاعداء

اولها الشيطان

يقول الله (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ)

متى بدأت هذه العداوة حينما خلق الله ادم بيده ونفخ فيه من روحه واسجد له ملائكته ) وابليس ليس من الملائكة وهذا هو الصحيح  لثلاثة امور منها قولة تعالى ( الا ابليس كان من الجن ) ومنهاقولة تعالى( خلقتني من نار ) والملائكة خلقت من نور ومنها ان الشيطان له ذرية والكلائة ليس لها ذرية

على كل حال لما امتنع ابليس عن السجود لادم وعصى ربه  اخرج من الجنة كما قال الله تعالى  (قال فاهبط منها فما يكون ل كان تتكبر فيها فأخرج انك من الصاغرين ) أي من الجنة  وامر الله ادم بالدخول الى الجنة ومعه زوجتة حواء  ووجه له خطابين

1-ويا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة ) سورة الاعراف

2- فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى ) سورة طه

في تفسير القرطبي (إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى) أي في الجنة (وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى) فأعلمه أن له في الجنة هذا كله : الكسوة والطعام والشراب والمسكن ؛ وأنك إن ضيعت الوصية ، وأطعت العدو أخرجكما من الجنة فشقيت تعبا ونصبا ، أي جعت وعريت وظمئت وأصابتك الشمس

فبعد ان وجه الله له هذين الخطابين جاءه الشيطان وقال يا ادم هل ادلك على شجرة الخلد وملك لايبلى فدخل على ادم من باب الحرص وقال له شجرة الخلد وليس اسمها شجرة الخلد انما هذه طريقة الشيطان دائما يزين لابن ادم المعصية فعنده طريقين يزين لهم في الارض ويزين لهم المعاصي كما قال الله تعالى (قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين ) فجاء الى ادم وقال هل ادلك على شجرة الخلد فقال نعم فقال هذه الشجرة فقال لالا هذه الشجرة نهاني عنها ربي فقال الشيطان  مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ فدلاهما بغرور أي خدعهما  فقال الله لادم وحواء وقبلهم الشيطان  كما في قوله تعالى ( قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون

لما هبطوا الى الارض  بعدما كانوا في الجنة في عيشة هنيئة تعبوا ونصبوا فالطعام الذي كانوا يجدونه في الجنة جاهز اصبح يحتاج الى ستة اشهر حتى ياكل اللقمة يحرث الارض يبذر ثم ينبت ثم ينمو ثم يحصد ثم يطحن ثم يعجن ثم يخبز ثم ياكل بعد اشهر من النصب والتعب بل الطعام حتى ولو كان بالبيت يحتاج الى طهي ساعه او نصف او ربع ساعه  لاجد طعام جاهز البيت يحتاج الى سنة او سنوات ومن ثم قال الله فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى

ورد في الصحيحين عن أبى هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " احتج آدم وموسى، فقال موسى: يا آدم أنت الذى خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، أغويت الناس وأخرجتهم من الجنة ".

قال: " فقال آدم: وأنت موسى الذى اصطفاك الله بكلامه تلومني عنى عمل أعمله، كتبه الله على قبل أن يخلق السموات والارض ؟ قال: فحج آدم موسى "

لكن كيف حج ادم موسى مختصر القول

قال ادم معصيتي اخرجتني من الجنة بسبب مخالفتي وتبت منها وقبل الله توبتي

لكن ذريتي الله امرهم بطاعته ونهاهم عن معصيته فان هم اطاعوه دخولوا الجنة وان هم عصوه دخلوا النار الله امرني بامر فعصيته ثم تبت منه فما علاقة ذريتي ان تعصى الله وتحاسبني عليه

ايضا الله وجه لبني ادم  في الدنيا خطابين

يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما )

ألم أعهد إليكم يا بني أدم ألا تعبدوا الشيطان ..اي لا تطيعونه

الان تصورنا جميعا ان الشيطان عدوا لادم وحواء وذريتهما جميعا فمن اتبع هدى الله فلا يضل ولا يشقى ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ومن اعرض عن ذكر الله فانه له معيشة ضنكى في الدنيا والاخرة

 

الشيطان  اعلن تهديداته وتوعداته  لادم وذريته

قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين

قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم م لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين

قال أريتك هذا الذى كرمت على لئن أخرتن إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا

 

فيما تنحصر عدوة الشيطان في عدة امور

ايقاع الناس في الكفر والشرك

ايقاعهم في البدعه  والبدعه هي استحداث عبادة او طاعه او ذكر لم يامر الله بها ورسوله

ايقاعهم في الكبائر او الفواحش

ايقاعهم في المعاصي

ترك بعض الواجبات اوالاشتغال بالمفضول عن الفاضل او الاشتغال بالمباحات والانهماك فيها

تغليب جانب على جانب  مثل الاهتمام بالنوافل وترك الفرائض يتصدق ولا يخرج الزكاه او يبالغ في جانب على حساب حقوق اخرى

التحريش بين الناس ( ان الشيطان قد يئس ان يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن رضي بالتحريش بينهم ) رواه مسلم واحمد والترمذي

ومن مداخله ايضا النظر فهي سهم مسموم  ومن مداخله الصوت الغناء

وقوفه في جميع طرق الخير  يقف في طريق الاسلام فان اسلم وقف في طريق الهجرة فان هاجر وقف في طريق الجهاد

بقي كيف نتخلص من الشيطان

نتخلص من الشيطان بالطاعه وبالذكر وبالقران

ويتسلط علينا الشيطان بالمعاصي وبالغفله استحوذ عليهم الشيطان فانساهم ذكر الله

 

العدوا الثاني النفس

ان النفس لامارة بالسوء الا ما رحم  ربي

بداية خلق الله الانسان من روح وجسد ومن ثم خلق الله الجسد من ستة اطوار تراب ثم نطفه ثم علقه ثم مضغه ثم عظما ثم كسى العظام لحما لما خلق الله ادم قبل نفخ الروح مكث اربعين سنة جثة هامده  فطاف به الشيطان فدخل من فمه وخرج من دبرة وقال مخلوق مجوف لئن سلطني الله عليه لاهلكنه

ومعلوم للجميع بان ادم ابو البشر خلقه الله بيده ونفخ فيه الروح واسجد له الملائكة والكرامة الرابعه علماه اسماء كل شي وجاء في حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( خلق الله آدم وطوله ستون ذراعا ... فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن ) . رواه البخاري ( 3336 ) ومسلم ( 7092 ) . فوصف طول آدم بأنه ستون ذراع وعرضه سبعة أذرع إذا مخلوق ضخم عملاق والذراع الشرعي اربعه وعشرين اصبع بما يساوي 49,327477 سم. يعني طول ادم ثلاثين متر في السماء

ورى أحمد في المسند عن أبي موسى رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض فجاء منهم الأبيض والأحمر والأسود وبين ذلك، والخبيث والطيب والسهل والحزن وبين ذلك. رواه أبو داود والترمذي وغيرهما، وصححه الألباني رحمه الله.

وقد روى مسلم في صحيحه عن أنس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لما صور الله آدم عليه السلام في الجنة، تركه ما شاء الله أن يتركه، فجعل إبليس يطيف به ينظر ماهو، فلما رآه أجوف عرف أنه خلق خلقاً لا يتمالك.

وجاء في الحديث الذي يرويه الإمام مسلم في صحيحه والإمام أحمد في مسنده وغيرهما أنه لما خلق الله -سبحانه وتعالى- آدم شكله ما نفخ فيه الروح تركه مدة وفي الحديث لما خلق الله آدم تركه ما شاء أن يدع فجعل إبليس يطوف به تعجب ولما رآه أجوف تركه مفتوح من داخل عرف أنه خلق لا يتمالك وفي هذا إشارة على أن الجن ليس فيهم جوف كالأنس من داخلهم مجوف وعرف انه خلق لا يتمالك ليس به قوة فارغ من الداخل

 

فلما نفخ الله فيه الروح ( ونفخت فيه من روحي ) واضافة الروح الى الله اضافة فعل وليست اضافة ذات فلما سرت الروح فيه اصبحت الروح هي التي تحركه واصبح الجسد مطية لها فهي التي تحركه فهي التي تستعمل اليد والرجل والعين والاذن وجميع الجوارح

 

لكن هذه الروح او النفس اول صفاتها انها امارة بالسوء فكيف يتخلص الانسان منها فخلق الله العقل فهو مصيطرا عليها وهو كعقال لها ومن ثم نفس بلا عقل انسان مجنون فالعقل مناط التكليف

واذا تصورنا ان النفس امارة بالسوء  وخلق الله العقل ضابطا لها وايد العقل بالوحي لان عقل بلا وحي مثل بصر بلا نور لايمكن ان تبصر الا بنور واذا كان الانسان في مكان مظلم او اغلقت الانوار لايبصر شيئا

فكان العقل يامر النفس بالطاعه وينهاها عن المعصية وحينئذ اصبح بين النفس وبين العقل صراع  احيانا تطيعه واحيانا تعصاه وحينا توافقه واحينا تخالفه والسبب لان فيها خير وشر

ولذلك اذا جاهدها  بالعقل والوحي ترقت الى مرتبه النفس اللوامه فكلما ترك صلاة يجد من داخله لوم ومن لم يكن له من نفسه واعظ لم تنفعه المواعظ  ولايزال يجاهدها حتى ترقى الى مرتبه النفس المطمئنه فاصبحت تحب الخير وتكره الشر عندها ياتيها المدد والعون من الله لكن الله حبب لكم الايمان وزينه في قلوبكم  وكره لكم الكفر والفسوق والعصيان لكن عدوه لايزال  معه ينتظر من هذا الانسان المؤمن احدى ثلاث

غفلة او شهوة او غضب فاذا عصى الله تذكر فرجع وتاب ( ان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون )

ومن هنا مراتب للنفس ثلاث

النفس الامارة بالسوء وهي التي قرينها الشيطان فاحبت الشر واطمانت اليه وكرهت  الخير وابغضته

النفس اللوامه قرينها ملك وشيطان احبت شيئا من الخير واحبت شيئا من الشر وكرهت شيئا من الشر واكرهت  شيئا من الخير فتمدها مادتان ايمان ونفاق خلطوا عملا صالحا واخر سيئا وهي لما يغلب عليها في النهايه

النفس المطمئة قرينها الملك احبت الخير واطمانت به وكرهت الشر وابغضته

والعلاج

من انتصر على نفسه انتصر على جميع الاعداء  ومن ثم يقول الشيطان ( وما كان لي عليكم من سلطان الا ان دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلومني ولوموا انفسكم )

 

العدو الثالث الهوى

فالهوى هوكل  ماخالف الشرع والهدى هو كل ما وافق الشرع

ولذ لك ان بحثت عن سبب عدم الاستجابه لله ولرسوله فهو الهوى يقول الله فان لم يستجيبوا لك فاعلم انما يتبعون اهوائهم )

وان بحثت عن سبب عدم الاستماع لله ورسوله فهو الهوى وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِندِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ سورة محمد الآية رقم 16

وفي الحديث الصحيح عن أبي يعلى شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني "رواه الترمذي وقال حديث حسن قال الترمذي وغيره من العلماء: معنى دان نفسه :حاسبها والكيس أي العاقل

وبلوغ درجة الكمال في الكياسة منحة من الله ويمنحها الله القلوب التي تعرفه والجوارج التي تعبده فبلوغ درجة الكياسة يكون الانسان فيها  كيسا يحفظ جوارحه من معصية الله ويحفظ قوله ويحفظ عمله

واذا تصورنا هذا كله

فالهوى ضرب له مثالا بليغا رائعا بانه مثل اناس  بلغ بهم الجوع مبلغه  وعرض عليهم طعاما شهيا وقيل لهم هذا الطعام مسموم فقال بعضهم هذه خدعه يكذبون علينا فاكلوا فهلكوا واقوام لما سمعوا الخبر امتنعوا  احد الاخوة يخبر بان امراة مريضة بالسكر قال لها الطبيب لاتاكلي السكريات فقدم له حلوى فاكلت منه صحنا فما انتهت حتى حملوها الى العناية المركزة وبجهد جهيد وبعد معانات  نزل السكر   هي هكذا

والعلاج

داء النفس هواها ودواءها مخالفة هواها

يقول الله ( ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون )

ففي الحديث يا حصين قل ( اللهم الهمني رشدي واكفني شر نفسي ) رواه احمد

وفي مقدمة الخطبه الواردة عنه صلى الله عليه سولم ( نعوذ بالله من شرور انفسنا )

وفي الدعاء الشهير عنه صلى الله عليه وسلم ( اللهم لاتكلني الى نفسي طرفه عين )

واذا تصورنا هذا كله

مخالفة هوى النفس يتولد من الايمان كما ان الصبر عن محارم الله يتولد من الايمان  ومن ثم قال الله ( واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى )

وورد عند احمد عن عائشة أنها فقدت النبي من مضجعه فلمسته بيدها فوقعت عليه وهو ساجد وهو يقول رب أعط نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها

 

العدو الرابع    الدنيا

ان الله وعدكم وعد الحق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور ووعد الله هو الجنة والنار ومن يكون بعد الموت حتى دخول الجنة والنار

فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم ابواب كل شيء

ايحسبون انما نمدهم به من مال وبنين  نسارعم لهم في الحيرات بلا يشعرون

عن أبي الدرداء قال : خرج علينا رسول الله r ونحن نذكر الفقر ونتخوفه ، فقال : " آلفقر تخافون ؟ والذي نفسي بيده لتُصَبَّن عليكم الدنيا صباً حتى لا يزيغكم بعدي إِنْ أزاغكم إلا هي " ، وأيم الله ، لقد تركتكم على مثل البيضاء ، ليلها ونهارها سواء .

رواه ابن ماجه : المقدمة .و أحمد : المسند 4/126 ، الفتح الرباني :19/313

بسط الدنيا هلاك للانسان الا من رحم الله والا هي من سبل الضلال كلا ان الانسان ليطغى ا نراه استغنى ) ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الارض )

والعلاج ان يؤثر العبد الاخرة على الدنيا

ورد في كتاب الكنى للامام البخاري وهو تكملة لكتابه التاريخ الكبير عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَيْسَ بِخَيْرِكُمْ مَنْ تَرَكَ دُنْيَاهُ لِآخِرَتِهِ ، وَلا آخِرَتَهُ لِدُنْيَاهُ حَتَّى يُصِيبَ مِنْهُمَا جَمِيعًا ، فَإِنَّ الدُّنْيَا بَلاغٌ إِلَى الْآخِرَةِ " . فبين ان خيرنا من اخذ من هذه لهذه واستعف لان رود  في رواية لابي الدنيا في كتاب  اصلاح المال ولاتكن كلا على الناس )

وفي الحديث: (من أحب دنياه أضر بآخرته، ومن أحب آخرته أضر بدنياه فآثروا ما يبقى على ما يفنى) ""أخرجه أحمد عن أبي موسى الأشعري مرفوعاً"

لكن كيف يؤثر الاخرة على الدنيا

وذلك بمعرفه حقيقة الدنيا ومعرفة حقية الاخرة قال العلماء لايتم الرغبة في الاخرة الا بالزهد في الدنيا ولا يتم الزهد في الدنيا الا بنظرين صحيحين

معرفه الدنيا وسرعة زوالها وتقلب احوالها وفناءهاوقلة متاعها يقول عبدالملك بن مروان وهو في سكرات الموت كيف تجدك قال اجدني كما قال الله ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم ولما فتحوا الباب سمع قصارا فقال ما هذا قالوا قصارا يعني غسالا فقال يا دنيا ما اطيبك ان طويلك قصير وان كثيرك حقير وان كنا فيك لفي غرور

معرفة الاخرة  ودوامها وبقاءها وخيرتها وقال لقمان يا بني اعمل لله بقدر حاجتك لله واعمل لدنياك بقدر بقائك فيها واعمل لاخرتك بقدر مقامك فيها

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اعداء الانسان اربعه مطور

حديثي معكم اليوم عن اعداء الانسان الاربعه

بدايه سوف اذكرها مجمله ثم اذكرها مفصله

اعداء الانسان اربعه

1- الشيطان ويعادي الانسان باربعه امور الاولى يؤذيه في بدنه بالامراض والصرع والجنون والمس وعلاجه التحصن بالاذكار ثانيا يؤذيه في دينه ويتحصن الانسان منه بالطاعه ويتسلط عليه بالعاصي ثالثا يشاركه في اهله وماله ( وشاركهم في الاموال والاولاد ) رابعا التحريش بين بالناس من اجل افساد ذات البين فيفرق بين المرء وزوجه والجار وجاره والاخ مع اخيه

2- العدو الثاني النفس اخطر عدوا يقول الله ( فطوعت له نفسه قتل اخيه ) وكذلك سولت لي نفسي ) ( فلا تلوموني ولوموا انفسكم ) العلاج من انتصر على نفسه انتصر على اعداءه والدعاء اللهم اعط نفسي تقواها زكها انت خير من يزكيها

3- العدوا الثالث الهوى ومن ثم قالوا اذا تعلق القلب بفساد لايقبل النصح لان هناك قلوب لو علمت الحق اتبعة وهناك قلوب لو عرفت الحق لاتتبعه ولذلك قصة السامري تجسد هذا قوم موسى اتبعوا السامري ولم يتبعوا هارون لان قلوبهم متعلقه بعباده العجل لانه صنع من ذهب وقلوبهم تحب الذهب فقالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع الينا موسى والعلاج داء النفس هواها ودواءها مخالفة هواها

4- العدوا الرابع حب الدنيا سبب هلاك كثير من الناس وسبب في اضلالهم الا من رحم ربك ففي الحديث ( لتفتحن عليكم الدنيا حتى لايزيغ قلب احدكم الا هي ) رواه ابن ماجه والعلاج لايتم الرغبه في الاخرة الا بالزهد في الدنيا وذلك بمعرفه حقيقة الاخرة ومعرفه حقيقة الدنيا

واذا تبين هذا كله اليكم شرحها تفصيلا

اولا ابليس يقول الله ان الشيطان لكم عدوا فاتخذوه عدوا ) ويعادي الانسان في اربعه امور

1- يؤذيه في بدنه بالصرع بالمس بالجنون بالامراض كما في قصه ايوب ( اني مسني الشيطان بنصب وعذاب ) وكما في قوله ( لايقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس) ما من مولود يولد إلا والشيطان يمسه حين يولد ، فيستهل صارخا من مس الشيطان إياه ، إلا مريم وابنها . ثم يقول أبو هريرة : واقرؤوا إن شئتم : { وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم } وحديث يارسول الله اني استحاض حيضة شديده فقال فَقَالَ إِنَّمَا هِيَ رَكْضَةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ 9 ) رواه البخاري هناك فرق بين الحيض وبين الاستحاضه مختصر القول الشيطان يؤذي ابن ادم في بدنه ومن ثم شرع لنا الاذكار والتحصن منه بالدعاء وبالقران عن عقبة بن عامر قال : بينا أنا أسير مع رسول الله لى الله عليه وسلم بين الجحفة والأبواء إذ غشيتنا ريح وظلمة شديدة فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ ب أعوذ برب الفلق و أعوذ برب الناس ، ويقول : يا عقبة تعوذ بهما فما تعوذ متعوذ بمثلهما . قال : وسمعته يؤمنا بهما في الصلاة .رواه ابو داود وحسنه الألباني.

2- يؤذيه في دينه فمن اخطر واشد انواع الايذاء في الدين لانه يترتب عليه دخول النار وحرمان الجنة ونحن نتحصن من الشيطان بالدين ويتسلط علينا بالمعاصي ووساوسة في اغواء الناس عن الدين ينحصر في سته امور

1- ايقاع العبد في الكفر والشرك فان عجز حاول

2- ايقاع العبد في البدع يجد عنده اجتهاد في العبادات فيقول له ما وصلت الى شيء حتى يبتدع في الدين والبدعه استحداث عبادات واذكار واعمال ما انزل الله بها من سلطان يقول الله ( ورهبانيه ابتدعوها ما كتبناهم عليهم ) ومن هنا الشيطان يحرص على ايقاع العبد في البدعه لانه لايتوب منها وهذا ما يريده الشيطان لان أي عمل لم يقم عليه دليل شرعي فهو باطل فان عجز حاول

3- ايقاعه في الفواحش وكبائر الذنوب

4- او ايقاعه في المعاصي

5- فان وجده محافظا على دينه شغله بالمفضول عن الفاضل

6- او شغله بالمباحات

7- فان لم يحصل على أي طريق من الامور السته شوش عليه بعداء الناس وتسلط عليه الناس يقللون من شانه ومكانته وعبادته فيسبونه ويؤذونه ويشوشون عليه عبادته ودعوته واقرب مثال جهاز هيئة الامر بالمعروف كل يوم يهاجمونه جنود ابليس

3- ثالثا يؤذيه في اهله وماله فاذا دخلت بيته فلم يذكر الله قال ادركتم المبيت فان حضر العشاء فلم يذكر الله قال ادركتم العشاء فان حضر النوم فلم يذكر الله شاركه مع اهله يقول الله ( وشاركهم في الاموال والاولاد ) وفي الحديث عند ابن ماجه عن جابر بن عبد الله أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان لا مبيت لكم ولا عشاء وإذا دخل ولم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان أدركتم المبيت فإذا لم يذكر الله عند طعامه قال أدركتم المبيت والعشاء ) روى مسلم عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه …

4- ايذاء بالتحريش فساد ذات البين والبغضاء هي حالقة الدين يفسد بين المرء وزوجه وبين الجار وجاره وبين الاخ واخيه فتحصل القطيعه والطلاق والعقوق اول عداوة حصلت بين ابني ادم قابيل وهابيل فقابيل كان رجل غير صالح وهابيل كان رجل صالح فقرباه قربانا فقدم قابيل اخس ما عنده يقول الله ( ولا تيمموا الخبيث تنفقون ولستم باخذيه ) وقرب هابيل احسن ما عنده فقبل الله من هابيل ولم يقبل من قابيل فقال لاقتلنك فقال انما يتقبل الله من المتقين

ومن ثم قد يتقرب الواحد منا بالاعمال الصالحه لكنها تفتقد الى الاخلاص فتكون مردوده عياذا بالله من ذلك

او يتقرب باعمال صالحه في ظاهرها مكتمله الاركان فلم يقرب الله ذلك انما لضعف الاخلاص او لسوء العمل اكثر الناس لايحسن صلاته او ضوءه فلا تقبل ومنهم من يتوضا كما امر الله ويصلى كما امر الله فيقبل اله صلاته

البعض الاخر قد لايصوم ولا يحسن الصيام فيكون غير صالح والبعض الاخر قد يخرج في صدقته اسوا من عنده وكذلك الحج

هذه كلها امثلها على من اتق الله في اركان الاسلام ومن لم يتق الله في اركان الاسلام لم يقبل منه في العام الماضي حاج الى بيت الله الحرام رجع يوم االعيد الى بلده وهو ليس جاهلا بالاحكام بل قال له من اوصله الى المطار لم ينته الحج بعد فقال ادري لكن في بلدنا رجل على فراش الموت واذا لم الحق به اليوم ذهب نصيبي من المال وفي العام القادم احج ليس هناك تعظيم لله

2- العدو الثاني النفس الامارة بالسوء

النفس داعيه الى الطغيان واثار الحياة الدنيا على الاخرة يقول الله ( فطوعت له نفسه قتل اخيه ) وقال تعالى ( بل سولت لي نفسي ) اعداء عدوا للانسان نفسه التي بين جنبيه ومن ثم قالوا من لم يكن له من نفسه واعظ لم تنفعه المواعظ ولذلك قال الشيطان ( وما كان لي عليكم من سلطان الا ان دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا انفسكم )

الشيطان اذا وجد نفسا متخاذله ومتكاسله سهل عليه التسلط عليها

ولذلك النفس ضعيفه متخاذله ولا يمكن لها ان تصيب الخير الا اذا قهرها الانسان وفي الحديث ربيعه بن كعب الاسلمي ( اعني على نفسك بكثرة السجود )

النَفسُ إِن أَتبَعتَها هَواها فاغِرَةٌ نَحوَ هَواها فاها

والعلاج اولا من انتصر على نفسه انتصر على اعداءه كلهم

والدعاء اللهم اعط نفسي تقواها وزكها انت خير من يزكيها

3- العدو الثالث الهوى

الهوى كل ما خالف الشرع هوى وكل ما وافق الشرع هدى والقلب اذا تعلق بفساد لايقبل النصح ومن ثم قال الله ( فان لم يستجيبوا لك فاعلم انما يتبعون اهواءهم )

وفي قصة السامري كيف ان الانسان اذا كان صاحب هوى اتبع اهل الضلال وترك اهل الهدى لكم ان تتصوروا

كيف ان الله اهلك فرعون وقومه وانجى موسى وقومه وشاهد ذلك بنوا اسرائيل باعينهم وكما في الحديث ( ليس الخبر كالمعاينه ) وبعدما انجاهم الله من فرعون وجاوز بنو اسرائيل البحر

مروا على اقوام يعكفون على اصنام لهم قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ( 138 ) إِنَّ هَؤُلاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ( 139 ) قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا

فبين لهم موسى حقيقة الامر ثم ترك هارون وذهب الى ميقات ربه وقال موسى لهارون ( اخلفني في قومي واصلح ولا تتبع سبيل المفسدين

فجاء السامري وكان السامري رجلا صواغًا ، فطلب إليهم أن يعطوه ما أخذوا من زينة القوم ليصوغ لهم تمثالاً للعجل يعبدونه ، فأجابوه إلى ما طلب ، فصاغ لهم تمثالاً للعجل جهزه بجهاز خاص يتوصل به إلى إحداث صوت كخوار العجل حيث يدخل الهواء من دبره ويخرج من فمه فيخور وإبرزه لهم قائلاً : هذا إلهكم وإله موسى فنسي فقال لهم هارون يا قوم انما فتنتم به وان ربكم الرحمن فاتبعوني واطيعوا اامري فقالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع الينا موسى

والسؤال لماذا اصحاب الضلال والاهواء اصروا على الضلال

لان القلب اذا تعلق بفساد لايقبل النصح فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم فاشربوا في قلوبهم حب العجل بكفرهم إنما شغفوا به استحسانا واعتقادا أنه إلههم وأن فيه نفعهم لأنهم لما رأوه من ذهب قدسوه من فرط حبهم الذهب . وفي الحديث عند احمد وابو داود عن ابي الدراءمرفوعا ( حبك للشي يعم ويصم )

ومن هنا من تولاه الله الهمه وحبب اليه الخيروحبب له الايمان زينه في قلبه ومن تولاه الشيطان زين له سوء عمله

واذا عرف هذا

فالذي في قلبه زيغ وفساد لايقبل الحق فالله لما علم في قلب غلام صاحب نجران حينما ذهب للساحر والراهب انه لو علم الحق اتبعه تولاه وفي المقابل هناك من لايريد الحق ولا يريد ان يعرفه فتراه يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير وكم راينا من اناس عرفوا الحق وهم يجادلون لانهم لايريدونه

ولذلك اطاعوا السامري ولم يتبعوا هارون لان في قلوبهم زيغ مالوا الى العجل لشدة حبهم للذهب

العدوا الرابع الدنيا

يقول الله

1- ان الله وعدكم وعد الحق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور ووعد الله هو الجنة والنار ومن يكون بعد الموت حتى دخول الجنة والنار

2- فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم ابواب كل شيء

3- ايحسبون انما نمدهم به من مال وبنين نسارعم لهم في الحيرات بلا يشعرون

4- عن أبي الدرداء قال : خرج علينا رسول الله r ونحن نذكر الفقر ونتخوفه ، فقال : " آلفقر تخافون ؟ والذي نفسي بيده لتُصَبَّن عليكم الدنيا صباً حتى لا يزيغكم بعدي إِنْ أزاغكم إلا هي " ، وأيم الله ، لقد تركتكم على مثل البيضاء ، ليلها ونهارها سواء .

رواه ابن ماجه : المقدمة .و أحمد : المسند 4/126 ، الفتح الرباني :19/313

بسط الدنيا هلاك للانسان الا من رحم الله والا هي من سبل الضلال كلا ان الانسان ليطغى ا نراه استغنى ) ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الارض )

والعلاج ان يؤثر العبد الاخرة على الدنيا

ورد في كتاب الكنى للامام البخاري وهو تكملة لكتابه التاريخ الكبير عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَيْسَ بِخَيْرِكُمْ مَنْ تَرَكَ دُنْيَاهُ لِآخِرَتِهِ ، وَلا آخِرَتَهُ لِدُنْيَاهُ حَتَّى يُصِيبَ مِنْهُمَا جَمِيعًا ، فَإِنَّ الدُّنْيَا بَلاغٌ إِلَى الْآخِرَةِ " . فبين ان خيرنا من اخذ من هذه لهذه واستعف لان رود في رواية لابي الدنيا في كتاب اصلاح المال ولاتكن كلا على الناس )

وفي الحديث: (من أحب دنياه أضر بآخرته، ومن أحب آخرته أضر بدنياه فآثروا ما يبقى على ما يفنى) ""أخرجه أحمد عن أبي موسى الأشعري مرفوعاً"

لكن كيف يؤثر الاخرة على الدنيا

وذلك بمعرفه حقيقة الدنيا ومعرفة حقية الاخرة قال العلماء لايتم الرغبة في الاخرة الا بالزهد في الدنيا ولا يتم الزهد في الدنيا الا بنظرين صحيحين

1- معرفه الدنيا وسرعة زوالها وتقلب احوالها وفناءهاوقلة متاعها يقول عبدالملك بن مروان وهو في سكرات الموت كيف تجدك قال اجدني كما قال الله ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم ولما فتحوا الباب سمع قصارا فقال ما هذا قالوا قصارا يعني غسالا فقال يا دنيا ما اطيبك ان طويلك قصير وان كثيرك حقير وان كنا فيك لفي غرور

2- معرفة الاخرة ودوامها وبقاءها وخيرتها وقال لقمان يا بني اعمل لله بقدر حاجتك لله واعمل لدنياك بقدر بقائك فيها واعمل لاخرتك بقدر مقامك فيها

 

2- في الاخرة الا بالزهد في الدنيا وذلك بمعرفه حقيقة الاخرة ومعرفه حقيقة الدنيا

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ثلاث دعوت تجمع لك الخير

حديثي معكم اليوم عن ثلاث دعوات عظيمة تجمع للعبد الخير بحذافيره كان نبينا صلى الله عليه وسلم يدعوا الله بهن كل غداة وعشي ففي الحديث الذي اخرجه ابن السني في الاذكار  عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ قَالَ إِذَا أَصْبَحَ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَصْبَحْتُ مِنْكَ فِي نِعْمَةٍ وَعَافِيَةٍ وَسِتْرٍ ، فَأَتِمَّ عَلَيَّ نِعْمَتَكَ وَعَافِيَتَكَ وَسِتْرَكَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، ثَلاثَ مَرَّاتٍ إِذَا أَصْبَحَ وَإِذَا أَمْسَى ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُتِمَّ عَلَيْهِ نِعْمَتَهُ "

قولة اللهم اني اصبحت منك بنعمة

نعم الله علينا لا تعد ولا تحصى واذا كنا لانحصيها فكيف نشكرها  وهناك نعما ظاهرة ونعما باطنه ونعما نشعر بها ونعما لانشعر بها منها كما يقول سيد قطب ما شعرت ان الشمس نعمة الا لما دخلت السجن كنا نتناوب على فوهة لنمرر الشمس على اجسادنا

ايضا نعمة المحبة لايشعر الانسان يقيمة الحب ومحبة الاخرين له الا اذا عاش بين اناس يكرهونه  نعمة الحياء فلولا الحياء  لما اكرم الضيف  ولما بر الوالدين ولخرج الانسان يجاهر بالمعاصي ومن ثم اذا اراد الله يهلك عبدا  نزع منه الحياء  اذن هناك نعم كثير قد لانشعر بها الا اذا فقدناها

رؤوس النعم اربع

نعم المال او الكفاية لايحس الانسان بنعم المال الا اذا اصبح فقير أي شيء تشتهيه لاتستطيع تمد يدك اليه الا بالمال ومن ثم استعاذ نبينا من الفقر والكفر وعذاب القبر

نعمة الصحة لو ملك الانسان الدنيا بحذافيرها او كان له اموالا لاتاكلها النيران  وفقد صحة لاقيمة للمال   نعم بالمال تشتري العلاج لكن لايمكن ان تشترى الصحه  ولذلك يقول الله واذا مرضت فهو يشفين ) صحتك بيد الله وسعادتك بين الله والسبب لان الاسباب كلها اذا اجتمعت فهي لاتكفي لان  النتائج كلها بيد الله فالنافع والضار هو الله هذا يقرا القران يسلم وهذا يقرا القران يضحك هذا يقرا القران على مريض يتاثر ويقرا الايات نفسها على مريض اخلا لايتاثر لان النفع بيد الله ومن هم بضارين به من احد الا باذن الله

ولا قيمة للمال ولا قيمة للصحة بدون هدايه لان نعمة الاسلام لا تتم نعمة الا بها فلو فرشت الارض من تحتك ذهب ومن فوقك ذهب وتمسي وتصبح والله ساخط عليه  ماذا تستفيد من الدنيا ولذلك وصف الله الكفار ( والذين كفروا يتمتعوتن وياكلون كما تاكل الانعام والنار مثوى لهم )  فحينما يعيش الانسان بلا دين لاقيمة له ومن هنا ثلاث نعم عظيمة على التسلسل نعمة الهداية فلا تتم نعمة الا بها ونعمة الصحة فلا قيمة للمال بدون صحه ونعمة الغنى او نعمة الكفاية فاذا اصبح الانسان مهتديا وصحيحا ومكتفيا فما فاته شيء من الدنيا ويضاف عليها النعمة الرابعه لتكتمل النعم كلها

نعمة الامن  نعمة عظيمة طلب ابراهيم ربه الامن قبل الرزق رب اجعل هذا بلد ا امنا وارزق اهله من الثمرات )

الدعوة الثانيه

نعمة الستر لاشك ان لكل انسان عيوب ولديه ذنوب وعنده جوانب ضعف ونقص كما قال الشاعر من الذي ما ساء قط ومن رحمة الله بنا جميعا انه اظهر منا الجميل وستر منا القبيح من الغلط الكبير ان يتوب الانسان من المعاصي والذنوب ثم يظهر بعد ذلك بعد ان تاب الله عليه ليفضح نفسه بعد ان ستره الله

ما اجمل ان يستتر العبد بستر الله فالمعصية اذا خفيت لاتضر الا صاحبها فيغفر الله لخلقه الا المجاهرين لان المجاهر الى المعاصي داعيه سوء يدعوا الناس الى المعاصي بعمله ولذلم ورد في الحديث الذي اخرجه البخاري في كتاب المظالم عن ابن عمر سمعت رسول الله  يقول : إن الله يدني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره فيقول أتعرف ذنب كذا أتعرف ذنب كذا فيقول نعم أي رب حتى إذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه أنه هلك قال سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم )

وللعبد ستر بينه وبين الله وستر بينه وبين الناس  فمن هتك ستر ما بينه وبين الله هتك الله الستر الذي بينه وبين الناس ففضحه مهما كان محتاط فالله قادر يفضح العبد ولو كان دخل صخرة لاباب لها

اخرج الامام  أبو داود والترمذي وقال حديث حسن والحاكم والدارمي والامام أحمد في مواضع من مسنده. وكذا أخرجه ابن ماجه في سننه ونصه عند ابن ماجه  عن عائشه " أيما امرأة وضعت ثيابها في غير بيت زوجها فقد هتكت ستر ما بينها وبين الله ".

ومعناه انها اذا هتك ستر ما بينها وبين الله بالوقوع في المحارم سواء معصية اللباس وخلعه والتساهل في ذلك او الوقوع في المعاصي

فلا تحدث الناس باخطاءك ولا بمعاصيك ولا تخرق ستر الله عليك وحافظ عليه هناك اسرار خاصة بالعبد لايخبر بها احد مهما كان ثقته فيه حتى بين الزوجين كلا منهما يحتفظ باسراره الخاصه به  ورد في الدعاء اللهم استر عوراتي وامن روعاتي  اللهم استرني بسترك الذي لاينكشف في الدنيا والاخره

الدعوة الثالثة

العافيه ففي دعاء القنوت اللهم عافني فيمن عافيت وفسر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم العافيه في اذكار طرفي النهار  اللهم عافني في ديني ودنياي واهلي ومالي ونفسي

اذا العافيه لاتشمل فقط عافيه السمع والبصر والبدن بل تشمل عافيه الدين والدنيا معا  ومن هنا جاء العباس بن عبد المطلب قال : قلت يا رسول الله علمني شيئا أسأله الله , قال : ( سل الله العافية) فمكثت أياما ثم جئت فقلت : يا رسول الله علمني شيئا أسأله الله , فقال لي : ( يا عباس , يا عم رسول الله , سل الله العافية في الدنيا والآخرة )رواه الترمذي

قال الجزري في عدة الحصن الحصين : "لقد تواتر عنه صلى الله عليه وسلم دعاءه بالعافية وورد عنه صلى الله عليه وسلم لفظا ومعنى من نحو من خمسين طريقا" ومن أشهر هذه الأحاديث الصحاح قوله صلى الله عليه وسلم ( ما سئل الله شيئا أحب إليه من أن يسأل العافية ) رواه الترمذي عن ابن عمر  وقال صلى الله عليه وسلم ( سلوا الله العفو والعافية فإن أحدا لم يعط بعد اليقين خيرا من العافية(  رواه احمد والترمذي عن ابي بكر

 

 

 

 

 

خمسة اعمال

حديثي معكم اليوم عن افضل الاعمال الخمسة واحبها الى الله ففي الحديث عن ابن مسعود رضي الله عنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أي العمل أحب إلى الله قال: الصلاة على وقتها. قال ثم أي؟ قال: ثم بر الوالدين. قال: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله" قال حدثني بهن ولو استزدته لزادني. رواه البخاري.

وفي الصحيحين عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ واللفظ لمسلم قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل؟ قال الإيمان بالله،وفي رواية  إيمان بالله ورسوله قيل ثم ماذا؟ قال الجهاد في سبيل الله، قيل ثم ماذا؟ قال حج مبرور )

الامام ابن حجر رتب هذه الخمسة الاعمال حسب افضليتها

الايمان بالله ورسوله  هو افضل عمل على الاطلاق فاي عمل لايسبقه ايمان لاقيمة له  فلا يصح عمل الا بالايمان قال الشيخ عبدالله بن جبرين  الايمان من افضل لاعمال لانه يستدعي  طاعة الله وعبادته وفعل ما امر الله به وترك ما نهى عنه ويستدعي اتباع شريعه الله واتباع رسوله وقال الشيخ محمد الشنقيطي الايمان اذا نزل بالقلب واكتمل صار صاحبه من اتقى الناس يقول الله الذين امنوا وكانوا يتقون لان الايمان يدفعك الى فعل الخيرات وترك المنكرات الايمان تعريفه التصديق والتصديق ثمرته  الخوف والرجاء فيجعلك تعمل بطاعه الله على نور من الله طمعا في ثواب الله وخوفا من عقابه  ومن هنا قالوا الايمان امر وناهي  لما ادعي بعض الناس  الايمان وبدون صلاة ولا عمل يصدق عليهم قول الله قل بئسما يامركم ايمانكم ان كنتم مؤمنين ) بمعنى ان الايمان يامرك بطاعه الله وينهاك عن معصيته  وعلى كل حال اذا امتلأ القلب  بالايمان تجد الانسان من اعف الناس عن محارم الله  وفي الحديث كما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولايشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن. ) وفي رواية ولا يقتل حين يقتل وهو مؤمن

العمل الثاني الصلاة وهي من افضل الاعمال بعد الايمان وتقديمها في اول الوقت دليل على محبة الله لها واستثنى من ذلك صلاة العشاء وصلاة الظهر فالافضل تاخير صلاة العشاء وايضا تاخير صلاة الظهر في الحر المزعج فيشرع تاخيرها الى الابراد فاذا صليت الصلاة لوقتها وكملت شروطها وصفاتها  فهي من افضل الاعمال واحبها الى الله  ومن ضيع الصلاة حتى يخرج وقتها مع خفة مؤنتها وعظم فضلها فهو لما سواها اضيع وكان ذلك من اسوا الاعمال

العمل الثالث بر الوالدين وقدم بر الوالدين على الجهاد لانه يشترط للجهاد اذن الوالدين وقد قرن الله حقة مع حق الوادلين ورفع درجة بر الوالدين الى درجة عبودية الله وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا وفي المقابل قرن الله الشرك بعقوق الوالدين  الا انبئكم باكبر الكبائر الاشراك بالله ثم عقوق الوالدين

الجهاد يعتبر من افضل الاعمال ففي الحديث ( ما اغبرت قدم ولا شحب لون في عمل تبتغى به الدرجات العلى افضل من الجهاد ) ومن ترك الجهاد للكفار مع شدة عداوتهم للدين كان لجهاد  غيرهم من الفساق اترك  ومراتب الجهاد ثلاثة عشر

جهاد النفس اربع  العلم والعمل والدعوة والصبر كما في سورة العصر

جهاد الكفار اربع باللسان والقلب واليد والمال

وجهاد الشيطان اثنتان  الشبهات والشهوات

جهاد اهل البدع والفساق ثلاث باليد واللسان والقلب من راى منكم منكرا فليغيره بيده او لسانه او قلبه

العمل الخامس الحج المبرور يعتبر من افضل الاعمال لان الحج المبرور ليس له جزاء الا الجنة

 

 

 

 

 

ازرة المسلم

الاسبال المحرم في الثياب والسراويل والقمص والاكمام الواسعه في اليد مع الطول الزائد وعذبة العمامة

حديثي اليوم معكم عن الاسبال وانه محرم ومذموم كيفما كان سوا قصد الخيلاء او لم يقصده فجميع النصوص و تقرر ان الاسبال بجميع صورة واشكاله ممنوع ومحرم ومذموم وان خالطه خيلاء وكبر فهي زيادة على بلية الاسبال فمن جر ثوبه خيلاء اعظم جرما وجناية ممن جره من غير خيلاء  وهذا لايعني انه مباح بل هو محرم لان النهي  عن الاسبال يتناوله لفظا وحكما وعلته اني لست ممن يجره خيلاء لكنه مخالفة لسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم  ودعواه لاتسلم له  بل من تكبره جعله يطيل ثوبه وازاره والكبرمن صفات الشيطان وكان الشيطان لربه كفورا

قلت انا كاتب هذه الاسطر حينما نقارن الوعيد الشديد في الاسبال ثلاثة لاينظر الله اليهم ولا يزيكيهم ولهم عذاب اليم وذكر منهم مسبل ازارة  ومعصية الاسبال نرى ان العقوبة في نظرنا كبيرة والمعصية صغيرة في نظرنا لكن  الجريمة ليست فقط في الثوب انما الجريمة في القلب  ومن يصاحب هذه المعصية من خيلاء وكبر والله لايحب كل مختال فخور

يقول شيخنا الطحان وقد استفدت هذا المبحث منه بعد ان اورد هذه الاحاديث  اخوتي الكرام وقعت حوادث كثيرة من الصحابه من اناس اسبلوا ازارهم  ونجزم يقينا انهم ما فعلوا ذلك خيلاء لكن نبينا نهاهم عن ذلك فتعالوا نستعرض الاحاديث الواردة في الاسبال

1-اخرج احمد والموطا والسنن الكبرى للبيهقي والطيالسي وهو في جامع الاصول عن العلاء بن عبدالصمد قال سالت ابو سعيد الخدري عن الازار فقال على الخبير سقطت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ازرة المؤمن الى نصف الساق وقال لاحرج عليه فيما بينه وبين الكعبين فما كان اسفل من ذلك فهو في النار ومن جر ازاره بطرا لم ينظر الله اليه يوم القيامة ) هذا الحديث مروي عن عدة من الصحابه

رواه النسائي عن ابي هريرة وعن ابن عمر مع رواته عن ابي سعيد

ورواه احمد في المسند والبيهقي في الشعب عن انس

ورواه الطبراني  عن انس وقال الهيثمي في المجمع رجاله رجال الصحيح ( الازار الى نصف الساق فلما راى شدة ذلك على المسلم قال الى الكعبين ولا خير فيما اسفل من ذلك )

رواية عبدالله بن مغفل في الطبراني  وهو في المجمع ج5وفي الفتح جذ10( ازار المؤمن الى نصف الساق ثم لاحرج فيما بينه وبين الكعبين وما نزل عن ذلك فهو في النار )

رواية حذيفه عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَسْفَلِ عَضَلَةِ سَاقِي أَوْ سَاقِهِ , فَقَالَ : هَذَا مَوْضِعُ الإِزَارِ , فَإِنْ أَبَيْتَ فَأَسْفَلَ , فَإِنْ أَبَيْتَ فَأَسْفَلَ , فَإِنْ أَبَيْتَ فَلا حَقَّ للكعبين في اِلْإِزَارِ  ) رواه احمد وهو في السنن الاربعه الا ابو داود وهو في الشمائل للترمذي والطيالسي

رواية البخاري والنسائي والبيهقي في السنن كبرى عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما اسفل من الكعبين  من الازار في النار )

ورواه احمد بسند رجاله ثقات عن عائشة فذكر الحديث السابق

رواية اخرى في مسند احمد وا يعلى والبيهقي في الكبرى عن ابن عمر قال مررت على رسول الله وفي ازاري استرخاء فقال يا عبدالله ارفع ازارك فرفعت ازاري ثم قال زد فزدت فما زلت اتحرها بعد فقال بعض القوم  الى اين قال الى انصاف الساقين |) ورواه مسلم ايضا

وفي مسند احمد وفي الصحيحين وابو داود والبيهقي في الكبرى عن ابن عمر قال ان النبي صلى الله عليه وسلم  قال من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله اليه يوم القيامة فقال ابو بكر يا رسول الله ان ازاري يسترخي الا انى اتعهده فقال رسول الله انك لست ممن يفعل ذلك خيلاء )

روى احمد في المسند وفي السنن الاربعه عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم  قال من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله  اليه يوم القيامة فقالت ا م سلمة فكيف يصنع النساء بذيولهن قال يرخينه شبرا قالت اذن تنكشف اقدامهن قال ذراعا ولا يزدن )

روى مالك في الموطأ وابو داود والنسائي قالت ام مسلمة حين ذكر الازار فالمراة يا رسول الله قال ترخيه شبرا قالت ام سلمه اذن تنكشف  عنها قال ذراعا لاتزيد عليه

عن ابن عباس  من روايه النسائي باسناد صحيح ان رسول الله  صلى الله عليه وسلم  قال ان الله لاينظر الى مسبل )

وفي سنن ابن ماجه وصحيح ابن حبان عن المغيرة بن شعبه قال رايت رسول الله صلى الله عليه سلم اخذ برداء سفيان بن سهيل فقال يا سفيان لاتسبل فان الله لايحب المسبلين )  وكما ترون احاديث الاسبال   مطلقه وما قيدت بشي

في سنن ابو داود الطيالسي والبيهقي في الكبرى مرفوعا وموقوفا عن ابن مسعود قال سمعت رسول الله يقول من اسبل ازارة في صلاته خيلاء فليس من الله في حل ولا حرام ) قال ابن حجر في الرواية الموقوفه مثل هذا لايقال من قبل الراي فله حكم الرفع  اما قولم فليس في حل ولا حرام  يحتمل عدة امور

اظهرها واوجهها ان هذا لايؤمن بتحليل ولا تحريم من قبل رب العالمين  وعليه فمعنى الحديث لايؤمن بتحليل ولا تحريم

ورد في مسند ابو داود وسنن البيهقي الكبرى وهو في الترغيب للمنذري ج3 عن ابي هريرة  قال بينما رجل يصلي مسبلا ازارة رآه نبينا عليه الصلاة والسلام فقال اذهب فتؤضأ فذهب يتوضا ثم جاء وصلى على حالته فقال اذهب فتوضأ فذهب يتوضا ثم لما جاء تفطن لنفسه وعلى ان ازاره فيه اسبال فشمرة ورفعه فصلى فقيل للنبي صلى الله عليه وسلم قلت له اذهب فتوضا ثم سكت عنه فقال كان يصلي وهو مسبل الازار ان الله لايقبل صلاة عبد مسبل ازاره ) قال الهيثيمي في المجمع ج5 رجاله رجال الصحيح على ان ابو جعفر وهو محمد بن علي الباقر وليس كذلك

قد يقول قائل لماذا امره  بالوضوء حينما اسبل ازاره  قالوا لان الاسبال يحدث خيلاء سواء قصده او لم يقصده والكبرمن صفات الشيطان والشيطان خلق من نار والماء يطفي النار فنبينا امره بالضوء لتلين طبيعته وليتذلل لربه

يقول شيخنا الطاحان

 

مما يدل على ان الاسبال كيفما كان فهو مذموم ومحرم سواء قصدت الخيلاء او لم تقصد الخيلاء

ثبت في مسند احمد والطبراني في الكبير بسند رجال رجال الصحيح والحديث في المجمع ج5 عن خريم بن فاتك الاسدي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لخريم بن فاتك لولا خصلتين  لكنت انت الرجل قال فما هما قال توفيرك شعرك وكان يرخي شعره حتى ينزل عن كتفيه  واسبالك لازارك فجز شعره حتى بلغ اذنيه وقصر ازاره بعد ذلك ) والحديث رواه ايضا البخاري في التاريخ وابن قانع والمقدسي في المختاره وابن منده في المعرفه

اخرج الامام احمد ورجاله ثقات وهو في مجمع الزوائد عن عمرو الانصاري  قال بينما هو هو يمشي لحقه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخذ بناصية نفسه ثم قال نبينا صلى الله عليه وسلم امامه لاجل ان يذل هذا ويخضع لله قال اللهم عبدك وابن عبدك وابن امتك فقال يا سول الله اني احمش الساقين  فلا اريد ان يظهر للناس على ذلك لذلك ارحيت ازاري فقال قد احسن الله كل شي خلقه  ) ارفع ازارك ثم ضرب رسول الله  صلى الله عليه وسلم باربع اصابع من كفه اليمنى تحت ركبة عمرو فقال هذا موضع الازار  ثم رفعها النبي صلى الله عليه وسلم ثم ضرب باربع اصابع  تحت الاربع الاولى فقال هذا موضع الازار ثم ايضا رفعها ثالثة ثم وضع الاربع الاصابع تحت الثانيه ثم قال هذا موضع الازار يعني اربع اصابع تحت الركبه موضع الازار ثم اربع الاصابع ثانيه تحت الركبه يعني ثمان اصابع  ثم اربع اصابع في المرة الثالثة يعني اثناعشر اصبع تحت الركبه

يعنى العبد مخيرفي  الازار  على ثلاث درجات اربع اصابع تحت الركبه ثم الثانيه اربع اصابع اخرى ثم اربع اصابع اخرى ولا يزيد على ذلك

ورواه الطبراني بسند رجاله ثقات من رواية ابي امامه فقال لحقنا عمرو بن زرارة الانصاري

وثبت في مسند احمد والطبراني في الكبير ورجال احمد رجال الصحيح  عن الشريد بن سويد قال ابصر رسول الله رجلا يجر ازاره فقال ارفع ازارك  اتق الله      فقال يا رسول الله اني احنف  تصتك ركبتاي  ( والحنف تقوس في الساقين بحيث تميلان الى الداخل ) فقال ارفع ازارك فكل خلق الله حسن فما رؤي بعد ذلك الا وازاره الى انصاف ساقيه )

وهذه النصوص تقرر ان الاسبال بجميع صورة واشكاله ممنوع تحت أي ظرف وتحت أي مبرر  فان  قصد الكبر والخيلاء فهذا محرم دون الاسبال وازداد البلاء  فجمع مع معصية الاسبال الكبر والخيلاء  وان لم يقصد الخيلاء فهو عاص بالاسبال

ورد في الفتح ج10 قال الامام الشافعي  لايجوز السدل في الصلاة لايجوز الاسبال في الصلاة ولا في غيرها للخيلاء  ولغيرها أي لغير الخيلاء  اخف بالنسبة للخيلا لان من جر ثوبه خيلاء فهو في منتهى البلاء

ومن ثم من جر ثوبه خيلاء اخف من الجر خيلاء لكن لايعني انه مباح  وقال الحافظ في الفتح  والمنع للاسبال مطلقا قد يتجه ويتقوى بعدة امور

انه فيه سرف والله لايحب المسرفين

انه تشبه بالنساء ومن خصوصياتهن ان يرخينه عن الكعبين

ان الجر مظنة الخيلاء

ويكفي انه من اسبل ازاره خالف سنة نبينا  وقد حذر من ذلك ومنعه

ختم المسالة ابن العربي  في العارضه

لايجوز لرجل ان  يجاوز بثوبه كعبيه ويقول انا لااتكبر فيه  لماذا لان النهي يتناوله لفظا وعلة وحكما وعلته  اني لست منهم وليست فيه هذه الخصلة  لكنه مخالفا للشريعه ودعواه  لا تسلم له  بل من تكبره يطيل ثوبه وازاره

ورد في السيرج3 عن ابن عمر هلال بن خباب اهدى لابن عمر ثياب لينه فقال ارينيه فلمسه فقال احرير هذا  قلت لا انه من قطن فقال اني اخاف ان البسه  اخاف ان اكون مختالا فخورا والله لايحب كل مختال فخور)

قال الامام الذهبي

كل لباس اوجب في المرء خيلاء وفخرا فتركه متعين

ومن هنا اخبر نبينا صلى الله عليه وسلم ( ان ازرة المؤمن الى انصاف ساقيه ولا جناح عليه فيما بين ذلك وبين الكعبين ) رواه الخمسه

والاسبال المحرم يشمل الازار والسراويل لو طالت بحيث تستر الكعبين ومنه ايضا طول الكمام كمن يلبس جبة واسعة الكمام ويكون الطول فيها زائدا  وتطويل عذبة العمامة وكلة من الخيلاء

ثبت في سنن ابو داود والنسائي عن ابن عمر قال الاسبال في ثلاث ( في الازار والقميص والعمامة )  انظر جامع الاصول ج10

ومن جر منها شيئا  خيلاء لم ينظر الله اليه يوم القيامة )

يقول الامام الذهبي

الخيلاء كامن في النفوس وقد يعذر الواحد بالجهل  والعالم  لا عذر له في ترك الانكار على الجهلة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الايمان يحقق سعادة الدنيا والاخرة

الايمان اعظم عطاء الهي يعطيه الله العبد واذا دخل الايمان في القلب جاء بالاعاجيب في العقائد والاعمال والاخلاق الايمان يعيش الانسان به سعيدا ويموت حميدا الايمان اذا دخل القلب  خرجت منه جميع ادران الجاهليه فترى المؤمن موطء الكف يالف ويؤلف

نعمة الايمان تحقق للعبد سعادة الدنيا والاخرة

فاما سعادة الاخرة فهي الفوز بالجنة والنجاة من النار ولذة النظر الى وجه الله الكريم يقول الله وجوة يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة  والامن من المخاوف من الموت والقبر حتى دخول الجنة

واما سعادة الدنيا فهي الحياة الطيبة كما قال الله { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97) } النحل

الحياة الطيبة هي انشراح في الصدر وطمأنينة في القلب بلذه الايمان وحلاوته واذا باشر الايمان القلب  نزع الله حب الدنيا من القلب ووضعها في يده وقذف في قلبه حب الاخرة فتراه مقبلا على الاخرة معرض عن الدنيا عندها يذوق كعم الايمان ففي صحيح مسلم

عن العباس بن عبد المطلب أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا

ولما نزع الله حب الدنيا من القب عرف العبد حقيقة الدنيا

فعرفها وزنا

ففي الحديث عند الترمذي وابن ماجة واللفظ للترمذي: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "لَوْ كَانَتْ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ"

( لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة لما سقى كافراً منها شربة ماء ) حسن لغيره : أخرجه الترمذي في " سننه " كتاب الزهد ، باب هوان الدنيا على الله عزوجل 4/560 حديث رقم 2320 ، وقال : " حديث صحيح غريب من هذا الوجه " ، والروياني في "مسنده" 2/213 حديث رقم 1095، والعقيلي في "الضعفاء" 5/189 حديث رقم 1156 ، والبيهقي في"شعب الإيمان" 7/325 حديث رقم 10466 - كلهم - من طريق عبدالحميد بن سليمان عن أبي حازم عن سهل بن سعد

وعرفها كيلا

عن المستورد بن شداد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم أصبعه في اليم فلينظر بم يرجع ؟ " رواه مسلم .

وعرفها مساحتة

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ : لَمَوْضِعُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا

عن ‏ ‏سهل بن سعد ‏ ‏قال ‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ لموضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها ) رواه احمد

وقد لايلقي البعض أي اهتمام لموضوع الايمان مع ان القران  اهتم به كثيرا وورد الاهتمام به في السنة

والناس امام الحق على ثلاث درجات

جاهل بالحق كالكفار هؤلاء اذا جاءهم  رجل موفق وبين له محاسن الاسلام فسرعان ما يستجيبون للاسلام

عرف الحق ثم تركه بعدما تبين له وهذا تكون هدايته وايمانه من الصعوبة بمكان

عرف الحق وامن به وعمل به فترة من الزمن ثم تركه فتكون هدايتة من الصعوبة بمكان يقول الله (كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين ) فتركوا الحق بعدما عملوا به وانتكسوا ففارقهم التوفيق من الله ووقعوا في الخذلان وضلوا ورغم أن حادثة الإسراء والمعراج كانت مواساة وتطميناً للرسول صلى الله عليه وسلم إلا أنها كانت فتنة لبعض المسلمين وللكافرين ممن لم يصدقوا بها فكانت تمحيصا للمؤمنين ومحقا لمن كان في قلبه مرض فتبين الصادق من الكاذب

هذه السرائر وما ادراك ما السرائر يدحل فيها شك ورياء وعجب وكبر وما يدرينا انها فسدت اعمالنا ونحن لانشعر

واعظم اسباب الهدايه القران  ولكن حفظا للفظة ومعرفة لمعناة وعمل به  نسال الله ان يرزقنا تلاوتة وحلاوته والعمل به

 

افات تحول بين العبد وبين العمل الصالح

حديثي معكم اليوم عن المبادرة الى فعل الخيرات لان الغاية من وجود الانسان في هذه الحياة هي عبادة الله والعمل الصالح وجعل الله سقف الدنيا محدود وجوهر هذه الحياة هو العمل الصالح وكل الذين يموتون لا يندمون الا على العمل الصالح لكن هناك افات كثيرة تحول بين العبد والعمل الصالح ومن ثم امرنا الله بالمسارعه والمسابقة الى مغفرة من الله وجنة عرضها السموات والارض فيجب على الانسان المسارعه قبل هذه الافات ففي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( بادروا بالأعمال سبعاً هل تنتظرون إلا فقراً منسياً ، أو غنى مطغياً ، أو مرضاً مفسداً ، أو هرماً مفنداً ، أو موتاً مجهزاً ، أو الدجال فشر غائب ينتظر ، أو الساعة فالساعة أدهى وأمر ) . رواه الترمذي وحسنه

فهذه الافات كثيرة وذكر منها سبعا

1- فقرا منسيا وهو الذي لايكون معه ورع ولا خير ولا يبالي صاحبه بما فاته من دينه فينصرف همته عن عبادة الله وينسيه الفقر الصلاة والطاعات ومن هنا قال العلماء كاد الفقر يكون كفرا هناك من كفر بالله بسبب الفقر وبسبب حبه الشديد للدنيا

2- او غنى مطغيا كما ان الله قد يمتحن بالفقر فيكفر الانسان قد يكتحن بالغنى فيفسق العبد ويكون من افجر الناس الغنى يصحبه الاشر والبطر والاختيال ورد الحق فما من طغى واثر الحياة الدنيا فان الجحيم هي الماوى رجل كان يملك اكبر حلويات في لبنان وكان يشتري منه اغنياء دول النفط دخل المحل فاخذ قطعه من العجين ورماها على الارض ثم دهسها برجله فقال العامل يا سيدي اتق الله فقال كل الناس تاكل من تحت قدمي وبعد شهر اصيب بداء الغرغرين في ركبته الرجول كل الرجوله ان تتواضع في قمة النجاح لان النجاح في كسب المال او كسب المراتب العاليه او النجاح في القوة او أي نجاح كان فيه مخاطر ومزالق فليحذر الانسان من طغيان المال اذا اغتنى او نسيان الديان عند الفقر المنسي

3- او مرضا مفسد الحياة لايطيب العيش فيها الا بالعافيه والانسان اذا كان صحيحا كان تجده منشرح الصدر واسع البال واذا مرض ضاقت اخلاقه وساءت علاقته مع من حوله ومع اهله المرض المفسد قد يفسد العقل وقد يفسد البدن ومشكلة المرض الفسد اما يمنعك من بعض العمل الصالح او يمنعك من العمل الصالح كله

4- او هرما مفندا اذا كبر الانسان وطالت به الحياة فقد يصل الى قول الله ( ومنهم من يرد الى ارذل العمر ) أي اسواء العمر فترى الرجل العاقل فاذا هو مثل الصبية واسواء حالا منهم لان الصبي ليس لديه تجارب لكن هذا يدخل علية الزائر فيقول ما اكعموني ما عالجوني يذكر القصة مئات المرات حتى يؤذي اهله ويحرجهم وقد يتمنون موته ولو بلسان الحال من ثم استعاذ نبينا صلى الله عليه وسلم من هذه الحياة

5- او الموت المجهز وهو موت البغته يموت الانسان بدون سابق انذار فقد يموت وهو نائم او يموت وهو عاصي او جالس في مكان معصيه او في الطريق الى معصيه ففي الحديث عن ابي امامة 0 ( كان رسول الله يستعيذ بالله من موت الفجأه ) وموت الفجاة مظنة ان يموت الانسان على عمل سوء او على حالة سيئة

6- او الدجال فشر غائب ينتظر

الدجال رجل من بني ادم وفتنه هي اعظم فتنة على وجه الارض وما من نبي الا وقد حذر امته منه خرج في خفة من الدين وإدبار من العلم وسوء ذات بين وبغض من الناس خلقه الله ليكون محنة للناس في آخر الزمان ( يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا ) وهوويدعي اولا النبوة ثم الربوبية لم يدعيها من البشر الا قليل مثل فرعون والنمرود وصاحب الاخدود لكن لم يكن معهم ايات مثل الدجال فقد اجرى الله على يديه بعض الايات التي تلبس بها على الناس انه رب ويخرج من خرسان يقول ابن كثير في النهايه يؤذن له في الخروج في اخر الزمان بعد فتح مدينه الروم المسماه بالقسطنطينيه فيكون اول ظهورة من اصفهان من حارة يقال لها اليهوديه من ابوين يهوديين يمكثان ثلاثون عاما لايولد لهما ولد ثم يولد لهما غلام اعور أضر شي واقله نفعا تنام عيناه ولا ينام قلبه أتباعه اليهود والتتار وجوههم كالمجان المطرقة والأعراب والنساء والمنافقين

اسمه المسيح او المسيخ الدجال سمي مسيحا لانه يمسح الارض في زمن يسير وقيل لانه ممسوح العين اليمنى

وسمي دجالا من الدجل والتمويه بسبب كذبه وتمويهه لم يرد ذكرها في القران تحقيرا له انما ورد ذكره في السنة

صفته وكيف وصفه نبينا صلى الله عليه وسلم

وهذا يعطينا فائده عظيمة لانه يدحظ حجة من قال بان الدجال هي الحضارة الغربية والتكنلوجيا الحديثه

ورد في الحديث ( رجل جسيم هجان أي احمر البشرة قصير افحج أي متباعد ما بين الفخذين والساقين قطط أي شديد جعوده شعر الراس كان شعرة غصن شجرة عريض الجبهة والنحر اعور العين اليمنى مانها عنبة طافيه او نخامة على حائط مجصص لايرى بعينه اليمنى وعينة اليسرى كانها كوكب دري يرى بها وعليها ظفرة غليظة مكتوب على جبهته كفر يقرؤها كل مؤمن قاري او غير قاري ولا يقرؤها كل منافق وكافر اشبه الناس به رجل من الصحابه اسمه عبدالعزى بن قطن قال ياسرول الله هل يضرني شبهه قال لا فان لبس عليكم فاعلموا أن ربكم ليس بأعور ) رواه أبو داود

علامات خروجه

1- لايظهر الدجال حتى يذهل الناس عن ذكره على المنابر

2- توقف نخل بيسان عن انتاج الثمر بين الاردن وفلسطين وهي شمال الاردن

3- جفاف بحيرة طبريه

4- وجفاف عين زغر بين عمان بالاردن ومدينه الكرك

5- ورد في الحديث عن تميم الداري قال خرجنا في ثلاثين نفر من لخم وجذام وركبنا سفينه فلعب بنا الموج شهرا كاملا حتى نزل بجزيرة فلقيتهم دابه كثيرة الشعر ىتعرف راسها من رجلها فقالوا ما انت فقالت الجساسه ثم قالت انطلقوا الى هذا الدير فان فيه رجل الى خبركم بالاشواق فنطلقنا سراعا حتى دخلنا الدير فاذا فيه اعظم انسان خلقا واشده وثاقا مجموعه يده الى عنقه وركبتيه الى كعبيه حديد قلنا ويلك من انت قال قدرتم على خبري فاخبروني من انتم فقالوا من العرب فقال اخبروني عن نخل بيسان هل يثمر قلنا نعم فقال اما انه يوشك الا يثمر ثم قال اخبروني عن بحيرة طبريه فقلنا وما شانها فقال هل فيها ماء قالوا هي كثيرة الماء فقال اما ان ماءها يوشك ان يذهب ثم قال اخبروني عن عين زغر فقالوا وما شانها فقال هل في العين ماء وهل يزرع اهلها بماء العين فقلنا نعم هي كثيرة الماء واهلها يزرعون فقال اخبروني عن نبي الاميين ما فعل قالوا خرج من مكة ونزل يثرب فقال اقاتلته العرب قلنا نعم فقال كيف صنع بهم فاخبرناه انه ظهر عليهم واطاعوه ثم قال انا المسيح يوشك ان يؤذن لي في الخروج فاسير في الارض فلا ادع قري هالا هبطتها في اربعين يوما غير مكة وطيبة

مكثه في الأرض

يمكث في الارض أربعون يوما يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وبقية أيامه كسائر الأيام قال بن كثير مدة مقامه (سنة وشهران ونصف شهر ) سرعته في الأرض كغيث استدبرته الريح لا يدع بلد إلا دخله إلا مكة والمدينة على كل نقب منها ملك شاهر سيفه لشرف هاتين البقعتين

الدجال ومعه فتن عظيمة

اجرى الله على يديه خوارق كثيرة

1- اولا يبدا فيدعي النبوة ثم يدعي الربوبيه فيقول للناس اناربكم ولكن نبينا قال ( انكم لن ترون ربكم حتى تموتوا )

2- معه جنة ونار ورجال يقتلهم ثم يحييهم فمن ابتلي بنار فليستغيث بالله ويقرا فواتيح سورة الكهف

3- معهة نهران يجريان احدهما راي العين ماءه ابيض والاخر راي العين نارا تأجج فمن ادركه فلياتي النهر الذي يراه نارا وليغمض عينيه ثم يشرب فانه برد وسلاما

4- يأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت ويمر على الخربات فيقول لها اخرجي كنوزك فتتبعه كيعاسيب النحل

5- ياتي الرجل من اهل الباديه فيقول له ارايت ان بعثتك ابلك سمانا وضروعها عظما اتعلم اني ربك فيقول نعم فيتمثل له الشياطين على صورة ابله فيتبعه الرجل ويقول للرجل من اهل الباديه ارايت ان بعث اباك وابنك اتعلم اني ربك فيقول نعم فتتمثل له الشياطين على صورة ابية وابنه فيتبعه الرجل ولذلك يبعث الله له الشياطين من مشارق الارض ومغاربها فيقولون استعن بنا على ما شئت

6- ويامرالارض فتنبت ويمر على الحي فيكذبونه فلا تبقى لهم ماشيه الا هلكت وتجدب ارضهم وتقحط السماء

7- ومعه جبل من ثريد ونهر من ماء في مجاعه عظيمة

وفي فتن كثيرة وعظيمة قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أن المؤمن ليأتيه وهو يحسب انه مؤمن فيتبعه مما يبعث الله به من الشبهات ) وفي حديث عمران ( من سمع به فلينأ عنه ) ويهرب الناس منه الى الجبال فقالت ام شريك فاين العرب فقال هم يومئذ قليل حتى لا يبقى من الأرض شيئا إلا وطئه إلا مكة والمدينة فعلى كل نقب منها ملك شاهرة السيوف فيتوجه إلى المدينة حتى ينزل عند الظريب الأحمر عند سبخة الجرف فيقول لمسجد النبي صلى الله عليه وسلم هذا قصر احمد والمدينة لها سبعة أبواب فترجف المدينة ثلاث رجفات فلا يبقى منافق ولا منافقة إلا خرج إليه فتنفي المدينة يومئذ خبثها عن محجن بن الأدرع الأسلمي أن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - خطب الناس فقال : ؟ يوم الخلاص وما يوم الخلاص ثلاث مرات فقيل يا رسول الله ما يوم الخلاص فقال : يجيء الدجال فيصعد أحدا فيطلع فينظر إلى المدينة فيقول لأصحابه : ألا ترون إلى هذا القصر الأبيض ؟ هذا مسجد أحمد ثم يأتي المدينة فيجد بكل ثقب من ثقابها ملكا مصلتا . فيأتي سبخة الجرف فيضرب رواقة ، ثم ترجف المدينة ثلاث رجفات ، فلا يبقى منافق ولا منافقة ولا فاسق ولا فاسقة إلا خرج إليه فتخلص المدينة وذلك يوم الخلاص.

 

رواه الشيخ الالباني في كتاب الدجال ورواه الحاكم وصححه الوادعي في الصحيح المسند عن أبي بكرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لا يدخل المدينة رعب المسيح الدجال لها يومئذ سبعة أبواب على كل باب ملكان) (1780 ) صحيح البخاري

ويخرج إليه أعظم الناس توحيدا وفي رواية يخرج إليه رجل هو خير الناس فيقول أنت عدو الله وأنت الدجال الكذاب فيقول لأصحابه أرأيتم أن قتلته ثم أحييته هل تشكون في أمري فيقتله حتى يجعله جزلتين ويمشي بينهما ثم يقول قم فيقوم فيقول الرجل المؤمن والله ما ازددت فيك إلا بصيرة فيريد أن يقتله فلا يسلط عليه ثم يتوجه إلى الشام ويحاصر عباد الله المؤمنين بجامع دمشق ومعهم المهدي حتى يشتد الأمر على المؤمنين ويسمعون قبيل الفجر صوت جاءكم الغوث فيقولون هذا صوت شبعان وينزل ابن مريم عند آذان الفجر عند المنارة البيضاء شرقي جامع دمشق بين عباءة مهرودتين يعني مخططه واضعا كفيه على أجنحة ملكين إذا طأطأ برأسه قطر منه كالجمان أي البرد وإذا رفع رأسه كأنه خرج من ديماس يعني كأنه اغتسل ولا يحل لكافر يجد نفسه إلا مات ونفسه ينتهي مد بصره فإذا رأى الدجال عيسى ابن مريم يذوب كما يذوب الملح في الماء فيهرب فيطلبه عيسى حتى يدركه بباب لد قرب مدينة القدس فيقتله عند عقبة أفيق

8- او الساعه فالساعه ادهى وامر

اذا اراد الله ان يدمر هذا الكون ارسل ريحا ففي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رفعه: إن الله يبعث ريحا من اليمن ألين من الحرير فلا تدع أحداً في قلبه مثقال ذرة من إيمان إلا قبضته.

ولمسلم ايضا في آخر حديث النواس بن سمعان الطويل في قصة الدجال وعيسى ويأجوج ومأجوج: إذ بعث الله ريحا طيبة فتقبض روح كل مؤمن ومسلم ويبقى شرار الناس يتهارجون تهارج الحمر فعليهم تقوم الساعة ) ففي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه -فيه ذكر الدجال إلى أن قال صلى الله عليه وسلم-: ثم يرسل الله ريحا باردة من قبل الشام فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرة من خير أو إيمان إلا قبضته حتى لو أن أحدكم دخل في كبد جبل لدخلته عليه حتى تقبضه، قال: سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فيبقى شرار الناس في خفة الطير وأحلام السباع لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكراً فيتمثل لهم الشيطان فيقول ألا تستجيبون؟ فيقولون فما تأمرنا؟ فيأمرهم بعبادة الأوثان وهم في ذلك دار رزقهم حسن عيشهم ثم ينفخ في الصور )

كيف تقبضهم قال تاخذهم من تحت اباطهم فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم )

فاذا خلت الارض ممن يقول لااله الا الله بقي شرار الخلق وهليهم تقوم الساعه

فاذا اراد الله تدمير هذا الكون امر اسرافيل بالنفخ فتقوم الساعة وان الرجل يحلب االلقحة فما يصل الماء الى فيه والرجلان يتبايعان الثوب فما يتبايعانه حتى تقوم الساعه وان الرجل يلوط حوضةفما يصدر حتى تقوم

 

فاذا امر النافخ بنفخه الفناء فيصاب الكون بخلخله عندئذ تنحل روابطه ووتتناثر كواكبه

اما الانسان الذي يزعم انه سيد الكون ويتطاول على خالقه فعندما يشاهد هذه الاهوال يفقد صوابه ويصبح كالفراش المبثوث من حماقته وقلة عقله

واذا قامت الساعه التقى الاولون والاخرون والتقى اهل لاالسماء مع اهل الارض والتقى العبد مع الرب والتقر الظالم مع المظلوم والتقى العامل مع عمله

يقول الله ذلك يوم التلاق

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

لقران مرجعنا المتفق عليه لماذا اختلفنا

والجواب عليه الخلاف على نوعين

 

خلاف تنوع وله اربع حالات وخلاف تضاد له حالتان

واختلاف التنوع بحالاته الاربع وواحده من خلاف التضاد كلها الخمسه الامة فيها في سعه ورحمه واما احدى حالتي خلاف التضاد فهذا النوع والخلاف فيه صاحبه ضال ولا يتوقف في تضليله

ولايلزم من صحه قول من اختلاف التنوع بطلان الاخر فاذا صح قول لايلزم بطلان الاخر

حالات اختلاف التنوع الاربع

1- ان تكون الاقوال كلها وارده وكلها حق وفي درجه واحده مثل اختلاف القراءات

2- ان تكون كلا القولين وارده وحصل خلاف في العبارة لا في الحقيقة مثل ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون الفاسقون الظالمون

3- ان تختلف الاقوال وتتفاوت في القوة كما هو الحال في التشهد الاحناف اختاروا حديث ابن مسعود في التشهد وكلها صحيحه

4- الاختلاف في تحديد المراد من النص مثل البيعان بالخيار مالم يتفرقا قال بعضهم بالابدان

حالتي خلاف التضاد

1- ان يكون الخلاف في الفروع العمليه والخلاف فيها فيه سعه لان دلالتها غير قطعيه مثل هل ينتقض الوضوء بالدم السائل خلاف لايضر

2- الخلاف في الفروع العمليه التي ادلتها قطعيه او الاصول العمليه التي ادلتها قطعيه هنا الخلاف فيه حرج والمخالف ضال مضل امثله المسح على الخفين تواترت الادله من انكره ضال كذلك غسل الرجلين من يمسح على الرجل في الضوء بدون جورب ضال نكاح المتعه اجمع الائمه على تحريمه فمن خالف ضال

ومن هنا

الخلاف بين الائمه غالبا خلاف تنوع هل ضر الصحابه من صلى العصر في الطريق ومن صلى في بني قريضه هل ضر من تميم وصلوا ثم وجدوا الماء

وعلى كل حال الخلاف من رد المتشابه الى المحكم من الكتاب والسنة اهتدى ومن بحث عما يؤيد ضلالته ضل ومن ثم صار الخلاف خلاف رحمة وهدى الا من كان في قلبه زيع فيتبع المتشابه لسوء قصده وسوء فهمه

سبب وقوع الناس في الشبهات امرين

1- فقدان العلم وهو الجهل فكم ادعى كثير من الناس المعرفة وهم لايمتلكها حتى خاضوا في مسائل احجم عنها العلماء وخاضوا فيها بدون ورع ولا علم فضلوا واضلوا

2- سوء القصد (منه ايات محكمات هن ام الكتابب واخر متشبهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تاويله ) يجب ان يكون رجوعنا الى محكم الكتاب والسنة اما الرجوع الى دعوى التمسك بالكتاب والسنة بغير خطام ولا زمام ثم نضرب كتاب الله بعضه ببعض فهذه دعوى ضالة ولهذا قعد العلماء قاعدة عظيمة ( لاتعتقد ثم تستدل فتضل ) لماذا لأنه اذا اعتقد الشيء ثم بحث له في كلام الله ورسوله ما يوافق هواه وجد شيئا من هذا فيحمل آيات واحاديث على وغير وجهها ومما يحسن ذكره ما يفعله الصوفيه حيث وصل الحال ببعضهم أن طمع في رضا الرب بغير أداء للتكاليف الشرعية بحجة بلوغ درجة اليقين مستدلا بدليل من القران بعيد كل البعد عما ذهب إليه فقالوا من بلغ درجة اليقين رفع عنه التكليف بدليل ( وعبد ربك حتى ياتيك اليقين ) وهذه الاية تنص على أن العبد يعبد ربه حتى ياتيه الموت ففسره هذا الجاهل بان اليقين المراد به درجة الايمان مع ان المراد به الموت

 

 

 

 

 

محبة  ليس لها نظير

وعلاماتها الخمس

حديثي معكم اليوم عن علامات حب النبي صلى الله عليه وسلم الخمس والناس متفاوتون بين الحظ الاعلى وبين الحظ الادنى ومن خلال هذه العلامات سوف يتقين الانسان انه لازال لديه الكثير من التقصير وسوف اذكر اية واحدة ثم اذكر من السنة حديثين  وبعدها اذكر الخمس علامات

اما الاية يقول الله ومن أعظم لوازم محبته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تحكيمه في كل موضع نـزاع، فلا يقدم قول أحد ولا رأيه ولا اجتهاده ولا نظره، ولا حكمه على قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحكمه، يقول الله تبارك وتعالى في هذا: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً )

فاقسم الله بنفسه ولا يقسم الله بنفسه الا وياتي جواب القسم عظيم فاقسم الله بنفسه انه لايتم ايمان مؤمن حتى يحكم نبيه في كل موضع نزاع فيسلم المؤمن تسليماً مطلقاً لما حكم به رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولما أمر ولما أخبر به من خبر فلا يعرضه لا على عقله ولا على رأيه ولا على مذهبه ولا على قول شيخه، ولا على أي مخلوق أو أي فكر بشري.

واذا كانت محبته ركنا من أركان الدين وشرطا من شروط الإيمان فيجب على كل إنسان أن يتعاهدها في نفسه وأن يعرفها، وأن يعرف ضوابطها وحدودها، فإن هذا النبي الأمي rشرفه الله سبحانه وتعالى بأنواع التشريف، فقد اختاره من خلائقه فهو أفضل ما خلق الله من الخلائق، وقد اختاره اختيارا بشريا والناس فيها ما بين افراط وغلو وتفريط وجفاء

اما الحديثان

1- ففي البخاري فيكتاب الايمان والنذور عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أدرك عمر بن الخطاب وهو يسير في ركب يحلف بأبيه فقال ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت

وفي " الأيمان والنذور " من حديث عبد الله بن هشام أن عمر بن الخطاب قال للنبي صلى الله عليه وسلم " لأنت يا رسول الله أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي . فقال : لا والذي نفسي بيده ، حتى أكون أحب إليك من نفسك . فقال له عمر : فإنك الآن والله أحب إلي من نفسي . فقال : الآن يا عمر " انتهى .

2- فعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ  رضي الله عنه  قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ»). رواه البخاري ومسلم واللفظ له وعند مسلم ايضا  عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من أهله وماله والناس أجمعين)).

اما علامات حب النبي صلى الله عليه وسلم

1- طاعته قولا وفعلا وظاهرا وباطنا وقد ضرب اصحاب نبينا صلى الله عليه وسلم المثلى الاعلى في ذلك عبد الله بن مغفل رضي الله عنه قال : نهى رسول الله  عن الخذف وقال : (إنه لا يقتل الصيد ، ولا ينكأ العدو ، وإنه يفقأ العين ، ويكسر السن) متفق عليه (227). وفي رواية اخرى ان ابنا لاعبدالله بن مغفل حذف ؛ فنهاه وقال : إن رسول الله  نهى عن الخذف وقال : ( إنها لا تصيد صيداً ) ثم عاد فقال : أحدثك أن رسول الله  نهى عنه ، ثم عدت تحذف !؟ لا أكلمك أبداً

وكذلك روى أبو داود في سننه بسنده عن أبي سعيد الخدري قال : بينما النبي صلى الله عليه وسلم يصلي بأصحابه إذ خلع نعليه فوضعهما عن يساره فلما رأى ذلك القوم ألقوا نعالهم ، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته قال : ( ما حملكم على إلقائكم نعالكم ؟ ) قالوا : رأيناك ألقيت نعليك فألقينا نعالنا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن جبريل عليه السلام أتاني فأخبرني أن فيهما قذراً )

 

2- الشوق الى رؤية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وقال القرطبي : كل من آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم إيمانا صحيحا لا يخلو عن وجدان شيء من تلك المحبة الراجحة ، غير أنهم متفاوتون . فمنهم من أخذ من تلك المرتبة بالحظ الأوفى ، ومنهم من أخذ منها بالحظ الأدنى

 

عن عائشة قالت‏:‏ جاء ثوبان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا رسول الله إنك لأحب إلي من نفسي وأهلي وولدي وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتيك فأنظر إليك وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين وإني إذا دخلت الجنة خشيت أن لا أراك فلم يرد رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً حتى نزل جبريل عليه السلام بهذه الآية ‏{‏وَمَن يُطِعِ اللهَ وَالرَسولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذينَ أَنعَمَ اللهُ عَلَيهِم مِّنَ النَبيينَ‏}‏ الآية

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( من أشدّ أمتي لي حُباً ، ناسٌ يكونون بعدي يود أحدهم لو رآني بأهله وماله )) رواه مسلم

( أشد أمتي لي حبا, قوم يكونون بعدي, يود أحدهم أنه فقد أهله وماله وأنه رآني )

رواه مسلم 2832 وأحمد واللفظ له عن أبي ذر

• ( إن أناسا من أمتي يأتون بعدي، يود أحدهم لو اشترى رؤيتي بأهله وماله)

جلس مالك في الروضة لمدة سبعين عاما! وكان كثيرا ما يبكي بها عند حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم  ويقول: "لعلي أجلس مكانه". يمني النفس أن يطأ بجسده موضعا وطئه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم .

ثم يبكي ويقول: "أمالك بن أنس الفقير الضعيف يُحدِّثُ في روضة الرسول صلى الله عليه وسلم؟!" ولشدة تعظيمه لحديث من أحب لم  يحدث به  إلا وهو متوضئ لأنه كان  يشعر أن حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم عبادة.

كان الامام مالك اذا  كان يوم الحديث يتأخر، فيقولون له: "لما تأخرت؟" فيقول: "لأتطهر، وأتوضأ، وأتعطر من أجل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم".

وما يثير العجب في شدة تعلقه وحبه للرسول صلى الله عليه وسلم انه لم يركب في المدينة قط. ومن أحسن الكتب المعرفة بالنبي  كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى للقاضي أبي الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصبي الأندلسي السبتي رحمه الله، وهذا الكتاب قال فيه أهل العلم لما قرءوه: لولا الشفا لما عرف المصطفى ، فهو كتاب لا يستغني طالب علم عن القراءة فيه ومراجعته وكثير من أهل العلم يفرضون على طلابهم قراءته ليتعرفوا على النبي وليتهذب سلوكهم وأخلاقهم مع النبي  فيعرفوا حقه ومكانته، ومن الفصول المؤثرة في هذا الكتاب قول القاضي رحمه الله: باب عظيم منزلته

عن مالك رحمه الله قال: لو أدركتم ما أدركت لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا، فقد أدركت جعفر بن محمد وكان ذا دعابة فإذا ذكر عنده رسول الله r بكى حتى كأنه ما عرفك ولا عرفته، وأدركت محمد بن المنكدر وكان إذا حدثنا عن رسول الله r بكى حتى رحمناه وخرجنا عنه، وكان مالك لا يلبس النعلين ولا الخفين في المدينة توقيرا لرسول الله r، وخرج ذات يوم إلى العقيق فسأله رجل عن حديث فقال: من هذا الذي يسأل عن حديث رسول الله r في الطريق؟ فأمر بجلده عشرين سوطا، فقيل له: يا أبا عبد الله إنه القاضي، قال: القاضي خير من أدب، فجلده عشرين سوطا، فلما ذهب مالك إلى منزله دعاه فرحمه وحدثه عشرين حديثا بدل كل سوط حديثا، فقال القاضي ليته جلدني مائة فحدثني مائة حديث، إنهم كانوا يحبون النبي r حبا عميقا مؤثرا جدا

3- ومن علامات حبه ترك الاستهزاء بسنته او بمن يطبق السنة ولاشك ان من استهزا بالسنة او بمن يطبق السنة كفر ورده ونفاق لما رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال‏:‏ قال رجل في غزوة تبوك في مجلس‏:‏ ما رأيت مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا، ولا أكذب ألسنا، ولا أجبن عند اللقاء، فقال رجل‏:‏ كذبت ولكنك منافق، لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل القرآن، فقال عبد الله بن عمر‏:‏ وأنا رأيته متعلقا بحقب ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم تنكبه الحجارة وهو يقول‏:‏ يا رسول الله، إنما كنا نخوض ونلعب، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ سورة التوبة الآية 65 ‏{‏أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ‏}‏ سورة التوبة الآية 66 ‏{‏لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ‏}‏ فجعل استهزاءه بالمؤمنين استهزاء بالله وآياته ورسوله‏.‏

4- كثرة الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ففي الحديث عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من صلى عليَّ حين يصبح عشرًا ، وحين يمسي عشرًا ، أدركته شفاعتي يوم القيامة) رواه الطبراني وذكره ابن القيم في جلاء الافهام وذكر في اتحاف السَّادة المتقين (9/445) عن حفص بن عبد الله قال : رأيت أبا زرعة في النوم بعد موته يصلي في السماء الدنيا بالملائكة قلت: بم نلت هذا ؟ قال: كتبت بيدي ألف ألف حديث أقول فيها على النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من صلى عليّ صلاة صلى الله عليه عشراً.

وكثرة الصلاة على رسول الله : فهي من أجلّ القربات وأحسنها، وقد صلى الله عليه وملائكته تشريفًا له وتكريمًا، فيجب علينا معرفة منزلته؛ حتى نوقره ونجله، ونتقرب إلى الله بحبه.

يقول شيخنا محمد المختار: سلْ نفسك كم تصلي عليه في يومك وأسبوعك؟ بل إن البعض يجلس في مجلس العلم ويصلي على النبي وهو لا يسلم وممكن أن يسلم بقلبه، وأقل ما فيها المخالفة.

بقي تنبيه: لا تصلي عليه مباشرة بل قل اللهم صلّ وسلم وبارك عليه، هذا اختصارًا والأفضل الوارد كالتشهد الأخير.

فوائد الصلاة والسلام على النبي :

إن من أكثر من الصلاة عليه، أخرجه الله من الظلمات إلى النور، وتأتي الصلاة من الله على نبيه بمعنى الثناء عليه في الملأ الأعلى، والصلاة من الله على عباده بمعنى الرحمة، ومن الملائكة بمعنى الدعاء، ثبت في مسند أحمد والأربعة: «من صلّى عليّ صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرًا».

الأوقات التي يُندب فيها الصلاة على النبي ثلاثة:

1- في الصباح والمساء: ثبت عند الإمام الطبراني بسند رجاله ثقات، عن أبي الدرداء – رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله يقول: «من صلى علي حين يصبح وحين يمسي عشرًا أدركته شفاعتي يوم القيامة».

2- الصلاة عليه في أي موطن: أو في أي مجلس نجلس فيه، ثبت في مسند أحمد والترمذي عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن رسول الله : «وما جلس قوم لم يذكروا الله، ولم يصلوا على نبيهم إلا كان عليهم ترةً وأمرهم إلى الله، إن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم».

3- الصلاة عليه يوم الجمعة: قال شيخنا الشنقيطي: إن كثرة الصلاة والسلام على رسول الله يوم الجمعة أفضل من قراءة القرآن، لا من حيث الجنس، ولكن من جهة المتابعة للنبي . فقد ثبت في مسند أحمد وأبي داود عن أوس بن أوس – رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله يقول: «أكثروا عليّ من الصلاة يوم الجمعة؛ فإن صلاتكم معروضة عليّ فيه» فقال الصحابة: يا رسول الله كيف تعرض عليك وقد أرمت أو أَرمت عظامك؟ يعني: بليت، فقال: «إن الله حرم على الأرض أجساد الأنبياء».

ألا تستحي أن تُعرض صلاتك على النبي وأنت قليل البضاعة يوم الجمعة، أو قليل العدد؟ إن حفظ حقّ النبي حفظ للدين، ومع الأسف، هذه السنة مهجورة عند الكثير من الناس، قال الإمام أحمد: «تعظيم النبي تعظيم لله، إن موسى – عليه السلام – ضرب بعصاه البحر فانفلق، فكان كل فرق كالطود العظيم، وأعظم منه من تفجرّ الماء من بين أصابعه، من بين اللحم والدم، فصدر عنه ألف وخمسمائة، قال جابر: لو كنا مائة ألف لوسعنا».

5- تعليم سنته ونشرها  وقد يقول وكيف لي ان انشر سنتة وانا لست داعي هاو طالب علم فنقول بامكان كل واحد يبلغ سنتة في حدود ما يعرف فعلى سبيل المثال وانت معك اهلك وترى احد ابناءك لايحسن اداب الطعام فتقول  له كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك  وكما ورد في حديث حذيفه

وعن حذيفة  رضي الله عنه  قال : " كنا إذا حضرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاماً لم نضع أيدينا حتى يبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيضع يده ، وإنا حضرنا معه مرة طعاماً فجاءت جارية كأنها تدفع ، فذهبت تضع يدها في الطعام ، فأخذ رسول الله  صلى الله عليه وسلم بيدها ، ثم جاء أعرابي كأنه يدفع ، فأخذ بيده ، فقال رسول الله  صلى الله عليه وسلم:إن الشيطان يستحل الطعام أن لا يذكر اسم الله تعالى عليه ، وإنه جاء بهذه الجارية ليستحل بها ، فأخذت بيدها ، فجاء بهذا الأعرابي ليستحل به ، فأخذت بيده، والذي نفسي بيده إن يده في يدي مع يديهما ، ثم ذكر اسم الله تعالى وأكل"

 

 

 

 

 

 

 

 

وصايا جبريل الخمس لنبينا محمد

صلى الله عليه وسلم

حديثي معكم اليوم عن وصايا جبريل لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم اخرج الامام الحاكم ووافقه الذهبي وصححه الاالباني في السلسلة والجامع عن سهل بن سعد الساعدي قال قال رسول الله أتاني جبريل، فقال : يا محمد ! عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس

اما قولة عش ما شئت فانك ميت

كل حي سيموت    ليس في الدنيا ثبوت

مهما طال الليل لابد ان يطلع الفجر ومهما طال العمر لابد من القبر يقول بعض العلماء عاش احد الفنانين وهو حريص على الحياة حرصا لايوصف ويخاف من الموت خوفا عجيبا حتى كان لايركب طائرة خوفا ان تسقط به وكان لاياكل اللحم وياكل السمك والدجاج ولا ياكل الا فواكه ولديه برنامج غذائي صارم وتحت اشراف طبيب وظنه انه لن يموت ولكنه مات قل ان الموت الذي تفرون منه فانه ملاقيكم

ميمون بن مهران احسن من نفسه قساوة  فقال لأبنه اذهب بنا الى الحسن البصري فقال يا ابا سعيد عظني فقرا عليه ثلاث ايات من سورة الشعراء (أفرايت إن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون )

والقضية ليست ان تؤمن بانه الموت حق فقط  فكل حي يؤمن بالموت سواء كانوا كفار او مسلمين انما الشان ان تستعد للموت بالتوبة والعمل الصالح فثمن الجنة الايمان والعمل الصالح

اما قولة احبب من شئت فانك مفارقه

اعرف من تحب هناك حب يبقى وهناك حب يفنى

هل تحب زوجتك    او ولدك او مالك او اصحابك فلابد ان تفارقهم او يفارقونك وقد تنقلب بعض المحبات الى عدوات فكم من ابن قتل ابية وكم من امراة طلبت من زوجها الطلاق والعكس  وانقلبت تلك المحبة الى عداوات

لكن المحبة الباقيه محب الله مقصوده لذاتها لانها تستمر معك في الدنيا والاخرة ( والذين امنوا اشد حبا لله )  وايضا المحبة في الله ومن اجل الله يحشر المرء مع من احب ) حتى بعد الموت تستمر وحب العمل الصالح يستمر معك ايضا بعد الموت يتبع الميت ثلاث ماله  واهله وعمله فيرجع اثنان ويبقى واحد يرجع المال والاهل ويبقى العمل

اما قوله واعمل ما شئت فانك مجزي به

كل شيء له ثمن فالحسنة لها ثمن والسيئة لها ثمن يقول الله (من جاء بالحسنة فله خير منها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الذين عملوا السيئات إلا ما كانوا يعملون )

قال ابو بكر الصديق يا رسول الله ما اشد هذه الاية ( من يعمل سوء يجزى به ) عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ، أَنَّهُ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، كَيْفَ الصَّلاحُ بَعْدَ هَذِهِ الآيَةِ ؟ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ سورة النساء آية 123 كُلُّ سُوءٍ نَعْمَلُهُ نُجْزَى بِهِ ؟ ، قَالَ : " رَحِمَكَ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ ، أَلَسْتَ تَمْرَضُ ؟ أَلَسْتَ تَنْصَبُ ؟ أَلَسْتَ تُصِيبُكَ اللأْوَاءُ ؟ فَذَاكَ مَا تُجْزَوْنَ بِهِ " .

كما في الحديث الصحيح:"لا يصيب المؤمن من هم ولا غم ولا نصب ولا وصب حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها عنه" البخاري (5641) ومسلم (2573) عن ابي هريرة

واما قولة واعلم ان شرف المؤمن قيامة بالليل

يقول الله ( وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً ) -سورة الإسراء

وعن عمرو بن عبسة أن النبي صلى الله عليه وسلم  قال : " أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر ، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن " رواه الترمذي بسند صحيح والنسائي . جوف الليل الاخر أي ثلثة الاخيروهي ساعة السحر

قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن استطاع منكم أن يكون له خبيئة مِن عملٍ صالح، فليَفعل))؛ صحيح الجامع (6018).

وفي الصحيح ( ركعتان في جوف الليل خير من الدنيا وما فيها ) وعند ابو يعلى ( لاتدعن قيام الليل ولو قدر حلب شاة ) او فواق ناقه )

عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ومن قام بمائة آية كتب من القانتين ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين» رواه أبو داود بسند صحيح.

اما قوله واعلم ان عزك استغنائك عن الناس

نعم صحتك بيد الله رزقك بيد الله سعادتك بيد الله كل شيء تطمع فيه بيد الله بل حياتك وموتك ونشورك بيد الله عزك بيد وذلك بيد الله

وفي الحديث ( اذا سالت فاسال الله واذا استعنت فاستعن بالله ) من كان يريد العزة فالله العزة جميعا

ومن ثم قالوا استغنِ عمن شئت تكن نظيره , و أحتج إلى من شئت تكن أسيره , وأحسن إلى من شئت تكن أميره

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الايمان يحقق سعادة الدنيا والاخرة

الايمان اعظم عطاء الهي يعطيه الله العبد واذا دخل الايمان في القلب جاء بالاعاجيب في العقائد والاعمال والاخلاق الايمان يعيش الانسان به سعيدا ويموت حميدا الايمان اذا دخل القلب  خرجت منه جميع ادران الجاهليه فترى المؤمن موطء الكف يالف ويؤلف

نعمة الايمان تحقق للعبد سعادة الدنيا والاخرة

فاما سعادة الاخرة فهي الفوز بالجنة والنجاة من النار ولذة النظر الى وجه الله الكريم يقول الله وجوة يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة  والامن من المخاوف من الموت والقبر حتى دخول الجنة

واما سعادة الدنيا فهي الحياة الطيبة كما قال الله { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97) } النحل

الحياة الطيبة هي انشراح في الصدر وطمأنينة في القلب بلذه الايمان وحلاوته واذا باشر الايمان القلب  نزع الله حب الدنيا من القلب ووضعها في يده وقذف في قلبه حب الاخرة فتراه مقبلا على الاخرة معرض عن الدنيا عندها يذوق كعم الايمان ففي صحيح مسلم

عن العباس بن عبد المطلب أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا

ولما نزع الله حب الدنيا من القب عرف العبد حقيقة الدنيا

فعرفها وزنا

ففي الحديث عند الترمذي وابن ماجة واللفظ للترمذي: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "لَوْ كَانَتْ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ"

( لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة لما سقى كافراً منها شربة ماء ) حسن لغيره : أخرجه الترمذي في " سننه " كتاب الزهد ، باب هوان الدنيا على الله عزوجل 4/560 حديث رقم 2320 ، وقال : " حديث صحيح غريب من هذا الوجه " ، والروياني في "مسنده" 2/213 حديث رقم 1095، والعقيلي في "الضعفاء" 5/189 حديث رقم 1156 ، والبيهقي في"شعب الإيمان" 7/325 حديث رقم 10466 - كلهم - من طريق عبدالحميد بن سليمان عن أبي حازم عن سهل بن سعد

وعرفها كيلا

عن المستورد بن شداد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم أصبعه في اليم فلينظر بم يرجع ؟ " رواه مسلم .

وعرفها مساحتة

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ : لَمَوْضِعُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا

عن ‏ ‏سهل بن سعد ‏ ‏قال ‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ لموضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها ) رواه احمد

وقد لايلقي البعض أي اهتمام لموضوع الايمان مع ان القران  اهتم به كثيرا وورد الاهتمام به في السنة

والناس امام الحق على ثلاث درجات

جاهل بالحق كالكفار هؤلاء اذا جاءهم  رجل موفق وبين له محاسن الاسلام فسرعان ما يستجيبون للاسلام

عرف الحق ثم تركه بعدما تبين له وهذا تكون هدايته وايمانه من الصعوبة بمكان

عرف الحق وامن به وعمل به فترة من الزمن ثم تركه فتكون هدايتة من الصعوبة بمكان يقول الله (كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين ) فتركوا الحق بعدما عملوا به وانتكسوا ففارقهم التوفيق من الله ووقعوا في الخذلان وضلوا ورغم أن حادثة الإسراء والمعراج كانت مواساة وتطميناً للرسول صلى الله عليه وسلم إلا أنها كانت فتنة لبعض المسلمين وللكافرين ممن لم يصدقوا بها فكانت تمحيصا للمؤمنين ومحقا لمن كان في قلبه مرض فتبين الصادق من الكاذب

هذه السرائر وما ادراك ما السرائر يدحل فيها شك ورياء وعجب وكبر وما يدرينا انها فسدت اعمالنا ونحن لانشعر

واعظم اسباب الهدايه القران  ولكن حفظا للفظة ومعرفة لمعناة وعمل به  نسال الله ان يرزقنا تلاوتة وحلاوته والعمل به

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

حب لقاء الله

سؤال يتوجه للجميع هل تحبون الموت والاجابة مسبقا معروفه لا مع ان الموت لابد منه ومهما عشنا فلابد من الموت ففي الحيث عش ما شئت فانك ميت واذا متنا فكاننا ما عشنا لحظه واذا كنا لسنا بدار قرار ونحن ننتظر الموت صباحا ومساء  فلماذاالانسان اذا فاته شيء من الدنيا ندم عليها وحزن بل لو فاته شي من ماله حزن او تلفت سيارته او مرض ابنه او مرض هو لا شك انه يحزن ومع هذا كله سياتي يوما يترك كل شي يقول الله (ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم )

اخطر لحظة تمر بالانسان لحظة الخروج من البيت بينما يملك كل شيء يترك كل شيء والعجيب ان الانسان مادام  في الدنيا فهو محب لها ويعمل من اجلها  واذا نزل به الموت نسي الدنيا وكان همه الوحيد العمل الصالح لكن التوبة والاسلام والعمل الصالح له وقت محدد فالكافر اذا نزل به الموت قال ر ب ارجعون لعلي اعمل صالحا وايضا الفاجر اذا نزل به الموت قال ( رب لولا اخرتني الى اجل قريب فاصدق واكن من الصالحين )

فرعون وهو في زمان المهله والصحة والقوة قال انا ربكم الاعلى فلما نزل به الموت قال امنت انه لااله الا الذي امنت به بنو اسرائيل ) ومن ثم الاسلام لايبقل في حالتين طلوع الشمس من مغربها والمعاينة عند الموت لاتقبل توبه التائب ولا اسلام الكافر لانه انتهى الامتحان

فيا ايها العاصي تب الى الله قبل فوات الاوان وقبل الا تقبل التوبه  ويا ايها الطائع احمد الله على فضله وادعه ان يستعملك في بقية عمرك في طاعته

ومن ثم الطائع يا كل من الطيبات في الحياة الدنيا ويعمل صالحا ففاز بنعيم الدنيا وثواب الاخرة

ومن هنا كيف يكون المؤمن التقي اذا نزل به الموت وعاين هل هناك من يحب الموت ومن مثل عائشة رضي الله عنها في الصلاح؟!  في الصحيحين عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه. فقلت: يا نبي الله أكراهية الموت؟ فكلنا نكره الموت. فقال: ليس كذلك، ولكن المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لقاء الله فأحب الله لقاءه، وإن الكافر إذا بشر بعذاب الله وسخطه كره لقاء الله وكره الله لقاءه)

(( قالت: كلنا يكره الموت ، قال: ليس كذلك، إن العبد المؤمن إذا كان في إدبار من الدنيا وإقبال على الآخرة رأى مقعده من الجنة؛ فتعجل أن يخرج من هذا الضيق إلى هذه الجنة؛ فأحب لقاء الله فأحب الله لقاءه، وإن العبد الفاجر إذا كان في إدبار من الدنيا وإقبال على الآخرة، ورأى العذاب الذي ينتظره، والنعيم الذي كان فيه قبل ذلك -بالقياس إلى هذا العذاب- كره أن تخرج روحه؛ كره لقاء الله فكره الله لقاءه ) فدل أن اللقاء هنا هو الموت

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

النعيم لايدرك بالنعيم

حديثي معكم اليوم عن النعيم لايدرك بالنعيم وان من اثر الراحه فاتته الراحه ثبت عند الامام الترمذي وابو داود والنسائي عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (  لما خلق الله الجنة، قال لجبريل: اذهب فانظر إليها، فذهب فنظر إليها، ثم جاء فقال: أي رب، وعزتك لا يسمع بها أحد إلا دخلها وفي رواية انه ارسل جبريل فقال انظر اليها وما اعددت لاهلها فيها )  ولنا وقفه فقد ثبت عند الامام ابن حبان  وحسنة عن أسامة بن زيد ‏ ‏قال ‏

‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ذات يوم لأصحابه ‏ ‏ألا مشمر للجنة فإن الجنة لا خطر لها هي ورب ‏ ‏الكعبة ‏ ‏نور يتلألأ وريحانة تهتز وقصر مشيد ونهر مطرد وفاكهة كثيرة نضيجة وزوجة حسناء جميلة وحلل كثيرة في مقام أبدا في ‏ ‏حبرة ‏ ‏ونضرة في دور عالية سليمة بهية قالوا نحن المشمرون لها يا رسول الله قال قولوا إن شاء الله ) انتهى

فجبريل حينما نظر الى الجنةوما اعد الله لاهلها فيها راها نورا يتلألأ وريحانه تهتز وقصر مشيد وزوجة حسناء جميله وفاكهة نضيجه  قال يا رب لااحد يسمع بها الا دخلها

فقال الله لجبريل بعدما  خلق النار: يا جبريل اذهب فانظر إليها، فذهب فنظر إليها، ثم جاء، فقال: أي رب، وعزتك لا يسمع بها أحد فيدخلها وفي رواية اذهب فانظر اليها وما اعددت لاهلها فيها

الشيخ علي الطنطاوي عليه رحمة الله حينما عمل مقارنة بين نار الدنيا ونار جهنم فقال المتبادر الى الاذهان ان نار الدنيا كنار الاخرة ولكن الحقيقة لا

فنار الدنيا اذا القيت فيها شيء اكلته واحرقته فتركته فحما ونار الدنيا تحرق من يدخلها فيموت فيستريح من المها

لكن نار الاخرة فيها شجر ينبت وفيها ماء وفيها ظل وكله للتعذيب لا للنعيم ومن يلقى فيها لايموت يقول الله ثم لايموت فيها ولا يحيا  والمها دائم لاهلها ( كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها  ليذوقوا العذاب

اهلها يعيشون فيها ويفكرون ويتذكرون ويختصمون ( ان ذلك لحق تخاصم اهل النار )

في جهنم شجر ينبت ( وشجرة تخرج في اصل الجحيم  طلعها كانه رؤوس الشياطين ) ففيها شجر ينبت ويثمر ولثمرها ثلاث صفات مر ومنتن وفي منتهى الحرارة لكن من ياكل من هذا الثمر يسلط الله عليهم جوعا اشد من عذاب النار فياكلون منها يقول الله فمالؤن منها البطون )

وفي جهنم طعام واهلها ياكلون منه ( ان شجرة الزقوم طعام الاثيم كالمهل يغلي في البطون ) ( وطعاما ذا غصة )

وفي جهنم شراب  لكنه من صديد يتجرعه ولا يكاد يسيغه ) ( وسقوا ماء حميما فقطع امعاءهم ) فاذا اكلوا وشربوا  شرب الهيم أي الابل العطاش ثم يصب من فوق رؤوسهم الحميم

وفي جهنم ثياب من نار ( قطعت لهم ثياب من نار )

وفي جهنم ظل وظليل فاما الظل ( وظل من يحموم لابارد ولا كريم ) وفيها ظليل ( لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل )

فجبريل عليه السلام

حينما شاهد هذه الاصناف من العذاب والنكال وما اعده الله لاهل النار قال يا رب لااحد يسمع بها فيدخلها

فقال الله لجبريل انظر الى الجنة وقد حفها بالمكاره وفي رواية حجبها بالمكاره فلا يوصل الى الجنة الا على جسر من التعب فقال يا رب لااحد يستطيع ان يدخلها

يا سلعه الرحمن ليس ينالها        في الالف الا واحد لااثنان

فلا يوصل الى الجنة الا على جسر من التعب فالنعيم لا يدرك بالنعيم وإن من آثر الراحة فاتته الراحة وإن بحسب ركوب الأهوال

وإحتمال المشاق تكون الفرحة واللذة فهي محجوبة بما تكره النفس  ومن ثم نحن امام امتحانات متجدده ومتنوعه كل يوم تمتحن في سمعك وبصرك ولسانك وفي يدك ورجلك ومالك واصحابك وزوجتك ومالك واهلك ومن حولك  تمتحن في الحقوق التي بينك وبين الله وتمتحن في الحقوق التي بينك وبين الخلق  فمن من يوفق ومن من لايوفق ومن هنا ناخذ  فائدة عظيمة ان صلاحا ونجاحنا وفلاحنا وهدايتنا كلها بيد الله  واننا مفتقرون الى عفو الله ورحمه وتوفيقه وتيسيرة واعانه

الجنة متوقفه على الايمان والايمان متوقف على المحبه  والمحبة متوقفه على السلام  الجنة لاتاتي بالتشهي والتمني ولكن بالايمان والعمل الصالح

وايضا حينما خلق الله النار ونظر جبريل اليها وما اعد الله لاهلها فيها فقال يارب لااحد يسمع بها فيدخلها  ثم حفها الله بالشهوات وفي رواية حجبت بالشهوات فقال

لااحد يستطيع ان يسلم منها بسب انها محجوبة بما تحبه النفوس من الشهوات كما اخبر الله (زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب )

نعم عمر الله الانسان في الدنيا دهرا فقد يمد الله في عمر الانسان حتى يصل الى ستين عاما او اقل او كثر  واعطاه عقلا وسمعا وبصرا وانزل له كتابا وارسل الية رسولا وبين له طريق الخير ليسلكه وبين له طريق الشر ليتركه  وجعل معه كراما كاتبين فما ينطق من قول ولا يعمل من عمل الا وسطروة  عليه

فاستحبوا العمى على الهدى والضلالة على الهدة فما ربحت تجارتهم وسلكوا طريق النار ومن ثم اخبر نبينا بان كل الناس يغدوا فباع نفسه فمعتها او موبقها

نحن امام حقان عظيمان حق الله وحق عباده

فمن ادى حق الله كما اخبر نبينا صلى الله عليه وسلم ( ان الله فرض فرائض فلا تضيعوها وحد حدودا فلا تنتهكوها )

ومن ادى حق الله ادى حقوق عباده ومن اعظم حقوق العباد حق الوالدين وذلك بالاحسان اليهما وتلمس راضهما والنفقه عليهما  هذا في حال الحياة واما بعد وفاتهما فقال الصلاة عليهما مع صلاتك وان تصل الرحم التي لاتوصل الا بهما واكرام صديقهما ثم بعد ذلك صلة الاقارب والاحسان اليهم والاحسان ايضا الى الفقراء والمساكين وابن السبيل

فمن فعل ذلك وابتعد عن اذية الخلق وسلب حقوقهم فقد نجا

نعود لما بدانا ان الجنة محجوبة بالمكاره والنار محجوبه بالشهوات وعجبت للجنة نام طالبها وعجبت للنار نام هاربها

 

 

الوصايا الجامعه والنافعه

التي عليها خاتم نبينا

حديثي معكم اليوم عن وصية محمد صلى الله عليه وسلم التي عليها خاتمه وهذه الوصية وردت في سورتي الانعام والاسراء ففي سورة الانعام وردت في ثلاث ايات من 151وحتى 153 وفي سورة الاسراء من اية 22وحتى اية39

قال ابن كثير: قال داود الأودي عن الشعبي عن علقمة قال ابن مسعود: "من أراد أن ينظر إلى وصية محمد - صلى الله عليه وسلم - التي عليها خاتمة؛ فليقرأ قوله تعالى: { قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئاً…. } إلى قوله: { وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل } [الأنعام: 151 - 153] وقال ابن عباس " هذه آيات محكمات لم ينسخهن شيء في جميع الكتب " ، أي الكتب السماوية " ، وقال أيضا عنها: " في الأنعام آيات محكمات هن أم الكتاب" ، ثم قرأ : "قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ..." .

قولة الوصية بمعنى العهد ولايكون العهد وصية الا اذا كان في امر هام

قولة عليها خاتمه

أي توقيعه مع العلم  ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يوصي  بهذه الآيات وصية خاصة مكتوبة، لكن ابن مسعود رضي الله عنه يرى أن هذه الآيات قد شملت الدين كلّه؛ فكأنها الوصية التي ختم عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبقاها لأمته.

وهي آيات عظيمة، إذا تدبرها الإنسان وعمل بها؛ حصلت له الأوصاف الثلاثة الكاملة: العقل، والتذكر، والتقوى. فهي وصية الله ووصية رسوله لان رسول الله لايوصي امتة الا بما وصاهم الله به

قولة قل تعالوا اتلوا أي اقرا

ما حرم عليكم ربكم أي التحريم حق من حقول الربوبية فالرب هو الذي يحرم ويحلل

الوصية الاولى بدا باعظم المحرمات فنهى الله عن الشرك فقال ( الا تشركوا به شيئا ) وفي سورة الاسراء قال ولا تجعل مع الله اله اخر فتقعد مذموما مخذولا ) وهذا حاله في الدنيا وفي اخر سياق سورة الاسرا ء قال ولا تجعل مع الله اله اخر فتلقى في جهنم ملوما مدحورا ) وهذا حاله في الاخرة فالشرك اعظم المحرمات واعظم المنهيات واعظم الكبائر واخطر الذنوب واعظم ذنب عصي الله به وهو صرف حق الله لغير الله وهو موجب لدخول النار

وكلمة شيئا نكرة في سياق النهي تعمُّ كلّ ما عُبد من دون الله كما أنها تمنع أن يُشرك مع الله أحد كائناً من كان، لا الملائكة المقرّبون، ولا الأنبياء والصالحون، ولا الجمادات، ولا الأشجار، ولا الأحجار، ولا القبور، ولا أيّ شيء

الوصية الثانيه

وبالوالدين احسانا امر سبحانه بالاحسان اليهما فاما الاحسان اليهما في الدنيا ببرُّهما والنفقة عليهما وادخال السرور عليهما والقيام بخدمتهما، والتماس رضاهما في غير معصية الله أما الإحسان إليهما بعد الموت فقد سُئل عنه النبي صلى الله عليه وسلم، حيث سأله رجلٌ فقال: يا رسول الله ما بقي من بر والديِّ بعد موتهما؟، قال: "أن تصلِّيَ عليهما مع صلاتك" يعني: تدعو لهم إذا دعوت لنفسك، "وإنفاذ عهدهما"؛ يعني: الوصية التي أوصيا بها، و"صلة الرحم التي لا توصَل إلاَّ بهما، وإكرام صديقهما"

وفي  القاعدة المتقرِّرة-: أن الله- سبحانه- يبدأ بحقه أوّلاً ثم يثنِّي بحق الوالدين دائماً وأبداً، إذا أمر بتوحيده أمر أيضاً ببرِّ الوالدين، لان اعظم حقوق العباد حق الوالدين فبدا به هذا في كثير من الآيات. ففي سورة البقرة لاتعبدون الا الله وبالوالدين احسانا وفي سورة النساء واعبدوا الله ولا تشركوا به  شيئا وبالوالدين احسانا وفي وفي سورة لقمان ان اشكر لي ولوالديك لان من ادى حق الله ادى حقوق عباده وفي السنة الا انبئكم باكبر الكبائر

الشاهد هنا ان الله امر ببر الوالدين في معرض المحرمات لان الامر بالشيء نهي عن ضده

الوصية الثالثة ولا تقتلوا اولادكم من املاق  لان فيه حظ من البخل وسوء ظن بالله

يطلق الولد على الذكر والانثى والاملاق هو الفقر فحرم الله قتل الأولاد من إملاق، يعني بسبب الفقر، فقد كانوا في الجاهلية يقتلون أولادهم خشية الفقر، يسيئون الظن بالله- تعالى- كأن الرزق من عندهم فنهى اللهُ عن هذه العادةِ الشنيعة، وأخبر أنه تعالى متكفِّل برزقِ الأولاد والآباء.

ومن الناس اليوم من ورِث هذه الخصْلة الذميمة فصاروا يسعون لتحديد النسل ومما يدخُل في عمومِ الآية إسقاطُ الجنين خوفًا من النفَقة  وقد ثبت في الصحيحين عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - أي الذنب أعظم عند الله ؟ قال: ( أن تجعل لله ندّاً وهو خلقك، قلت: إن ذلك لعظيم . قلت: ثم أي ؟ قال: وأن تقتل ولدك خشية  أن يطعم معك، قلت: ثم أي ؟ قال: أن تزاني او تزاني بحليلة جارك ) متفق عليه

قال الامام ابن كثير في هذه الاية دلالة واضحه على ان الله ارحم بعبادة من الاباء والامهات باولادهم فالله نهى الوالدين عن قتل الابناء ونهاهم ايضا عن حرمانهم من الميراث

الوصية الرابعه نهى عن الفواحش لان فيه  حظ من الاسراف لان الاية التي قبلها فيها بخل  يقول الله  ولاتقربوا الفواحش جمع فاحشة وهي المعصية ونهى عن  القرب كناية عن الابتعاد عن الوسائل المؤديه ومن ثم اقرر العلماء في الشريعه ان عندنا امر ووسيلة اليه وعندنا نهي ووسيله اليه فكل نهي نهى الله عنه فنحن منهيون عن  كل وسيلة موصلة اليه  ومن ثم حرم الله الزنا وحرم ايضا كل وسيلة تقرب الى الزنا فنهى عن النظر الحرام ونهى عن الاخنلاط ونهى عن الخلوة ونهى عن التبرج ومختصر القول نهانا عن تعطي الاسباب التى تقرب الى الزنا فقال ( ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة وساء سبيلا )

ثبت عند الحاكم بسند صحيح عن ابن عمر مرفوعا ( وما ظهرت الفاحشة في قوم حتى يعلنوا بها الا ظهرت فيهم الاوجاع التي لم تكن في اسلافهم )

وعند الامام احمد والطبراني بسند حسن عن امنا ميمونه مرفوعا( لاتزال امتي بخيرما لم يفشوا فيهم ولد الزنا فاااذا فشا فيهم ولد الزنا اوشك ااان يعمهم الله بعذاب )

وعند الحاكم واقرة الذهبي عن ابن عباس مرفوعا ( اذا فشا الربا والزنا في قوم فقد احلوا بانفسهم عذاب الله  )

 

الوصية الخامسة نهى عن قتل النفس التى حرم الله الا بالحق  والنفس المحرمة المعصومة  بامرين  1- بالدين هي النفس المؤمنة وبالعهد فاما الدين ففي الصحيحين عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: ((لا يحلّ دمُ امرئٍ مسلم إلا بإحدى ثلاث: الثيّب الزاني، والنفسُ بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة)) فخرج بالقتل بالحق القاتل عمدا والثيب الزاني والمرتد

2- والعهد وعن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة, وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما. » أخرجه البخاري والعهد هو الصلح المؤقت، ويسمى الهدنة والمهادنة والمسالمة والموادعة. وانظر الموسوعة الفقهية.

وقد يطلق لفظ أهل العهد على أهل الذمة، قال ابن الأثير: المعاهد أكثر ما يطلق في الحديث على أهل الذمة، وقد يطلق على غيرهم من الكفار إذا صولحوا على ترك الحرب مدة ما. فعقد الذمة هو: إقرار الكفار على كفرهم بشرط بذل الجزية. وأهل العهود: هم الذين صالحهم إمام المسلمين على إنهاء الحرب مدة معلومة لمصلحة يراها.

وما ورد في التحذير من القتل وجريمة ثبت عند ابن حبان وابن ماجة بسند حسن ابن ماجه من حديث البراء مرفوعاً : لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل مؤمن بغير حق.

وعند النسائي بسند جيد (يأتي المقتول يوم القيامة ممسكا رأسه بيده وبيده الأخرى القاتل وأوداجه تشخب دما فيقول يارب سل هذا فيم قتلني). ومن ثم اذا قتل المقتول فله اربعه حقوق حق المقتول وحق للورثه وحق لولي الامر حق عام وحق الله

وعند البخاري  عن ابن عمر مرفوعا (لا يزال العبد في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما) زاد ابو داود فَإِذَا أَصَابَ دَمًا حَرَامًا بَلَّحَ» بلح أي انقطع سيرة

صحيح صحيح الجامع

قوله ذلكم وصاكم لعاكم تعقلون

الوصية السادسه نهى عن العدوان على مال الايتام ولاتقربوا مال اليتيم لان  من الكبائر المحرّمات: أكل أموال اليتامى بغير حق.

واليتيم هو: الصغير الذي مات أبوه؛ هذا هو اليتيم؛ أما إذا بلغ فإنه يخرُج عن حدِّ اليُتْم،وفي الحديث عند ابو داود عن علي مرفوعا ( لايتم بعد البلوغ ) وكذلك لو ماتتْ أمه، وأبوه حيٌّ لا يسمى يتيماً، لأن أباه يقوم عليه ويُنفق عليه ويربيه، ويتعاهده، ويحميه؛ فاليتم هو: فُقدان الآباء في وقت الصغر.

ورد اليتم في القران في اكثر من ثلاثة وعشرون ايه كلها حول اكرام اليتيم وخص الاموال لان اليتيم عرضة لاكل ماله وعرضة لاهماله وعرضة للعدوان عليه

الوصية السابعه  ومن المحرمات عدم الوفاء في المكاييل والموازين وهي من الكبائر لانها من الاخلاق الذميمة التطفيف وقد نزلت سورة كامله كانت فاتحتها تكاد تخلع القلوب حيث بدات بالتهديد بويل للمطففين والتطفيف اخذ الزيادة عند الشراء والانقاص عند البيع

ثبت عند ابان ماجه وابن حبان عن ابن عباس مرفوعا  لما قدم رسول الله المدينه كان اهل المدينة من اخبث الناس كيلا فانول الله ويل للمطففين  فاحسنوا الكيل بعد ذلك

وثبت عند الحاكم عن ابن عباس موقوفا ( انكم قد وليتم امر  هلكت فيه امو سابقه  الكيل والميزان )  ومن ثم الغش والتطفيف وبخس الناس اشياءهم كله من اكل اموال الناس بالباطل  ومن التزم  بالكيل العادل والوزن بارك الله له في رزقه والعكس بالعكس

وأهلك الله أمة من الأمم بسبب البخس- وهو قوم شعيب-{لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا} يعني: لو حصل أن الإنسان اجتهد في أن يوفي الحق وأن يوفي الكيل، ولكن حصل نقص يسير لم يتعمّده، فهذا لا يؤاخذه الله عليه {لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا} أنت أعدل بقدر ما تستطيع فإذا حصل شيءٌ لا تستطيعه ولا تعلم عنه فإنك لا تؤاخذ لأن الله لا يكلِّف نفساً إلاَّ وسعها

الوصية الثامنة امر بالعدل في الاقوال والاعمال واذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربي

ولما كان أكثر الناس إنما يتكلم بالحق في رضاه, فإذا غضب أخرجه غضبه إلى الباطل, وقد يدخله أيضًا رضاه في الباطل, سأل نبينا ربه  عز وجل أن يوفقه لكلمة الحق في الغضب والرضا, ولهذا قال بعض السلف وقيل انه عمر بن الخطاب  "لا تكن ممن إذا رضي أدخله رضاه في الباطل, وإذا غضب أخرجه غضبه من الحق"

الوصية التاسعه الوفاء بالعهد والوفاء بعهد الله المراد به: الوفاء بالمواثيق التي تكون بين العبد وبين ربه، والتي تكون بين الناس بعضهم مع بعض؛ العهد الذي بينك وبين الله أن تعبده ولا تشرك به شيئاً {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ(5)} هذا عهدٌ بينك وبين الله تعاهده أن لا تعبد إلاَّ إياه، ولا تستعين إلاَّ به؛ فالعهد الذي بين العبد وبين ربه هو: أن يقوم بعبادة الله سبحانه وتعالى. وفي الحديث انا لاعبد وعلى عهدك ووعدك

والعهد الذي بينك وبين الناس وهي المواثيق واذا عاهدت وجب عليه الوفاء

 

في سورة الاسراء زاد

الوصية العاشرة ترك الانسان ماليس له به علم  فنهي االعبد  عن اتباع ماليس له به علم والنهي عن الحديث فيما لايتحققه ولا يتبيه  فقال ولا تقف ماليس لك به علم وبين ان السمع والبصر الفؤاد كلها ستسال ويسال صاحبها

الوصية العاشرة تحريم الكبر والتختر والتجبر ولا تمشي في الارض مرحا عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( بينما رجل يجر إزاره من الخيلاء خُسف به ، فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة ) متفق عليه متفق عليه .

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال : ( بينما رجل يمشي في حلة تعجبه نفسه ، مرجّلٌ جمّته ، إذ خسف الله به ، فهو يتجلجل إلى يوم القيامة ) رواه البخاري .

 

وفي إحدى روايات مسلم : ( إن رجلا ممن كان قبلكم يتبختر في حلة..)

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا مشت أمتي المُطَيْطاء[1] وخَدَمْتهم فارس والروم، تسلَّط بعضهم على بعض".

رواه الطبراني في الأوسط، وإسناده حسن.

وفي رواية: "إذا مشت أمتي المطيطاء وخدمها أبناء فارس والروم سُلِّط شرارها على خيارها". المطيطاء: بالمد والقصر، مِشيةٌ فيها تبختر ومدُّ اليدين؛ (النهاية في غريب الحديث

وختم اية الاسراء بقوله ذلك مما اوحى اليك ربك من الحكمة  والحكمة هي اصابة الحق قولا وعملا واعتقادا

ومن ثم تامل معناالايات في سورة الاسراء من اية 22وحتى 39 كيف تبدا كل وصية ولا تجعل

ولا تجعل مع الله اله اخر ونهى عن العقوق للوالدين  ونهى عن منع الانفاق على الاقارب والمساكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا  وهذا ادب الانفاق ولا تجعل يدك مغلوله ولا تقتلوا اولادكم خشية املاق لانه فيه حظ من البخل وسوء الظن بالله ولا تقربوا الزنا ولا تقتلوا النفس ولا تقربوا مال اليتم ونهى نقض العهود سواء مع الله او مع الناس ونهى عن بخس الناس حقوقهم في البيع والشراء ولاتقف مالي سلك به علم ولا تمشي في الارض مرحا نهى عن الاخلاق الذميمه

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

رضى الله في ثلاث وسخطة في ثلاث

حديثي معكم اليوم عن رضى الله في ثلاث وسخطة في ثلاث ثبت في صحيح مسلم ومؤطا مالك ومسند احمد عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول اللهr قال :

« إن الله يرضى لكم ثلاثاً ويسخط لكم ثلاثاً : يرضى لكم أن تعبدوه ،  ولا تشركوه به شيئاً ، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم ، - ويسخط لكم ثلاثاً – قيل وقال ، وكثرة السؤال ، وإضاعة المال »

اولا الرضى والسخط لله

صفتان لله تليقان به لاتشبهان صفات المخلوقين فالله سبحانه من كرمه يحب لعباده ما يكون سببا في سعادتهم وما فيه مصلحتهم ويكره لعبادة ما يكون سببا في شقاءهم وما فيه مضرة لهم

اما قوله تعبدوا الله لاتشركوا به شيئا

الله سبحانه يحب ان نعبده وحده ولا نعبد معه غيره ويحب ان نعبده وفق شرعه وامره

والشرك هو صرف حق الله لغير الله  وهو مخيف جدا فقد تكون العبادة لله ولكن قد يشوبها شيئا من حظوظ النفس او من حظوظ الدنيا فعن أبي هريرة رضى الله عنه

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالأول من تسعر بهم النار يوم القيامة عالم ومجاهد ومنفق أما العالم فيسأله الله يوم القيامة عن علمه فيقول

يارب تعلمت العلم وعلمته للناس فى سبيلك

فيقول له الله عز وجل : كذبت تعلمت العلم ليقال أنك عالم وقد قيل فيأمر الله فيأخذ الى النار

أما المجاهد فيسأله الله عن جهاده فيقول

يارب قاتلت فى سبيلك لتكون كلمتك هى العليا

فيقول له رب العزة :كذبت قاتلت من أجل أن يقال أنك شجاع وقد قيل فيأمر الله فيأخذ الى النارأما المنفق فيسأله رب العزة عن ماله فيقول

يارب انفقته فى سبيلك

فيقول له رب العزة : كذبت انفقته ليقال أنك جواد كريم وقد قيل فيأمر الله فيأخذ الى النار

فالمطلوب اولا ان نعبد الله وحدة لاشريك له ثم لانشرك به شيئا كما قال ابن تيميه والاخلاص هو الدين الذي لايبقل الله سواه

ثانيا وان تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا

الاعتصام ورد في كتاب الله على عدة معاني

الاولى بمعنى الاحتماء والالتجاء يقول الله واعتصموا بالله هو مولاكم

والثاني بمعنى التمسك واعتصموا بحبل الله جميعا أي بكتاب الله

الثالث ياتي الاعتصام بمعنى الجماعه  وهي الحق كما في حديث التارك لدينه المفارق للجماعه

وان امرنا ان نعتصم بحبله ولا نتفرق لان الدنيا تفرق الناس والاخرة تجمع الناس ومجتمع اهل الدنيا مجتمع خصومات وعدوات ومشاحنات ومجتمع الاخرة متحاب ومتعاطف ومتواد  طاعه الله تجمع الناس ومعصية الله تفرق الناس في عهد عيسى ابن مريم  حينما ينزل في اخر الزمان ورد انه لاتجد بين اثنين عداوة وتكون السجدة خير من الدنيا وما فيها

اذا تمسكنا بكتاب الله اجتمعنا واذا تركنا كتاب الله افترقنا لاتجد بين اثنين عداوة الا بسبب معصة احدهما او كلاهما يقول الله فنسوا حظا مما ذكروا به فاغرينا بينهم لاالعداوة والبغضاء ومن ثم

فمدار السعادة في الدنيا والاخرة التمسك بحبل الله وهو كتابه فالاعتصام بالله يحمينا من الهلاك والاعتصام بحبل الله يعصمنا من الضلالة والتفرق

الثالثة ومناصحة من ولاة الله امركم

لاشك ان الْمُؤْمِنُونَ نَصَحَةٌ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ، وَالْمُنَافِقُونَ غَشَشَةٌ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ  ومن ثم اخبر نبينا صلى الله عليه وسلم بان الدين النصيحه قيل لمن فقال لله ورسولة ولائمة المسلمين وعامتهم ) وبايع رسول الله عبادة على النصح لكل مسلم

اما الامور التي يكرهها الله فهي ثلاث

الاولى يكره لنا القيل والقال لانها لا تستند إلى حقائق، إشاعات مغرضة و مقلقة وقد لاتسلم من غيبة ونميمة ومن كذب فكم من مجلس طال كان للشيطان فيه حظ  والناجحون في الحياة ليس عندهم وقت للقيل والقال لان وقتهم مصروف الى العمل وكفى بالمرء كذبا ان يحدث بكل ما سمع  ظهر هذا الإعجاز النبوي في هذه العصور، في أجلى صوره، الناس مجالسهم كلها قيل وقال، وهذا مكروه عند الله -جل وعلا-، فعلى الإنسان أن يحفظ نفسه من هذه الأمور، وهذه التصرفات فعلى الإنسان أن يحفظ لسانه، ويحفظ سمعه، ويحفظ بصره، و يحفظ جوارحه

الثانية يكرة لنا كثرة السؤال

والمراد بكثرة السؤال الذي لاحاجة فيه وكان من باب التعنت وليس من باب  رغبة في العلم ورفع الجهل كما حصل لبني اسرائيل ان الله يامركم ان تذبحوا بقرة فقالوا ماهي ما لونها ان البقرتشابه علينا فشددوا فشدد الله عليهم

رجل يسال احد العلماء هل يجوز لبس الثياب التي تصنع في انجلترا فقال نعم فقال هناك من يقول انها حرام فقال ولما فقال لانها من صنع الكفار فقال اذن لاتلبس

لقمان الحيكم دخل على داود وهو يسرد الدرع  وقد لين الله له الحديد ، فأراد أن يسأله فأدركته الحكمة فسكت، فلما أتمها لبسها، وقال: نعم لبوس الحرب أنت، فقال: الصمت حكمة وقليل فاعله ومن هنا السؤال فيما يحتاجة الانسان لاباس فيه انما المكروة التعمق فيه وسؤال مالم يقع او مالم يحتاجة العبد

الثالثة اضاعة المال

المال قوام الحياة والعبد يحتاج اليه في جميع شؤون الحياة وجعلنا محاسبين على طرق كسبه وطرق انفاقه والمال ليس غاية لذاته انما هو وسيلة

ومن ثم كرة الله لنا اضاعه المال وهو صرفه في غير وجوهه الشرعيه  والانسان اليوم قبل ان يبذخ بالمال ينظر ماذا يجري في العالم الاسلامي  مئات الالوف في العراء بلا غطاء ولا كساء ولا ماء ولا دواء

فانت ليس لك الحق ان تنفق المال الا في حدود المعقول وفي الحديث عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال‏:‏ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ ‏((‏كُلْ واشرب، والبَسْ وتصدق، من غير سَرَف ولا مَخيلة‏))‏ [رواه أحمد وأبو داود‏

فالمال جعل قوام الحياة ونهي المسلم عن اضاعته لانك ممكن ان تحل مشكلة انسان بهذا المال الذي تضيعه

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

رؤيا ابن عمر في النار

حديثي معكم اليوم عن رؤيا عبدالله ابن عمر لنار جهنم وهو شابا يافعا ففي صحيح البخاري فيكتاب التعبير أَنَّ ابْنَ عُمَرَ ، قَالَ : " إِنَّ رِجَالًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانُوا يَرَوْنَ الرُّؤْيَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَيَقُصُّونَهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَيَقُولُ فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا شَاءَ اللَّهُ ، وَأَنَا غُلَامٌ حَدِيثُ السِّنِّ وَبَيْتِي الْمَسْجِدُ قَبْلَ أَنْ أَنْكِحَ ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : لَوْ كَانَ فِيكَ خَيْرٌ لَرَأَيْتَ مِثْلَ مَا يَرَى هَؤُلَاءِ ، فَلَمَّا اضْطَجَعْتُ ذَاتَ لَيْلَةٍ ، قُلْتُ : اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ فِيَّ خَيْرًا فَأَرِنِي رُؤْيَا ، فَبَيْنَمَا أَنَا كَذَلِكَ إِذْ جَاءَنِي مَلَكَانِ فِي يَدِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِقْمَعَةٌ مِنْ حَدِيدٍ يُقْبِلَانِ بِي إِلَى جَهَنَّمَ وَأَنَا بَيْنَهُمَا أَدْعُو اللَّهَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ جَهَنَّمَ ، ثُمَّ أُرَانِي لَقِيَنِي مَلَكٌ فِي يَدِهِ مِقْمَعَةٌ مِنْ حَدِيدٍ ، فَقَالَ : لَنْ تُرَاعَ ، نِعْمَ الرَّجُلُ أَنْتَ لَوْ كُنْتَ تُكْثِرُ الصَّلَاةَ ، فَانْطَلَقُوا بِي حَتَّى وَقَفُوا بِي عَلَى شَفِيرِ جَهَنَّمَ ، فَإِذَا هِيَ مَطْوِيَّةٌ كَطَيِّ الْبِئْرِ لَهُ قُرُونٌ كَقَرْنِ الْبِئْرِ بَيْنَ كُلِّ قَرْنَيْنِ مَلَكٌ بِيَدِهِ مِقْمَعَةٌ مِنْ حَدِيدٍ وَأَرَى فِيهَا رِجَالًا مُعَلَّقِينَ بِالسَّلَاسِلِ رُءُوسُهُمْ أَسْفَلَهُمْ عَرَفْتُ فِيهَا رِجَالًا مِنْ قُرَيْشٍ ، فَانْصَرَفُوا بِي عَنْ ذَاتِ الْيَمِينِ ، فَقَصَصْتُهَا عَلَىحَفْصَةَ ، فَقَصَّتْهَا حَفْصَةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ رَجُلٌ صَالِحٌ لَوْ كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ "، فَقَالَ نَافِعٌ : فَلَمْ يَزَلْ بَعْدَ ذَلِكَ يُكْثِرُ الصَّلَاةَ .

هذه النار التي راها ابن عمر خلقت على شكل بئر مطوية واذا القي الحجر من شفيرها يظل سبعين خريفا ففي مسند ابو يعلي عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لو أن حجرا كسبع خلفات (1) بشحومهن وأولادهن ألقي في جهنم ، لهوى سبعين عاما لا يبلغ قعرها )

هذه النار هي المحرقة الهائلة فكل بلاء في الدنيا دون نار جهنم فهو عافيه كل عذاب مهما عظم في الدنيا دون جهنم فهو عافيه اهل النار الذين هم اهلها معذبون فيها عذاب لاينقطع  اكبر مشكلة في نار جهنم ان عذابها لاينقطع   الالم الذي فيها لاينتهي يقول الله وياتيه الموت من كل مكان وما هو بميت ومن ورائه عذاب غليظ )ومن ثم ورد في حديث بشير بن الخصاصية قال وقف (صلى الله عليه وسلم) على منبره فجعل ينادي ويقول:

"أنذرتكم النار، أنذرتكم النار، أنذرتكم النار..."

وعلا صوته (صلى الله عليه وسلم) حتى سمعه أهل السوق جميعا، وحتى وقعت خليصة كانت على كتفيه (صلى الله عليه وسلم)، فوقعت عند رجليه من شدة تأثره وانفعاله بما يقول عليه الصلاة والسلام.

واذا تبين هذا فسوف اذكر لكم اعمالا من فعلها حرمه الله على النار

1- التوحيد ينجي من النار ففي الحديث عن عتبان بن مالك وكان ضريرا قال (فإن الله حرم على النار من قال لا إله الا الله يبتغي بذلك وجه الله ) اخرجه البخاري ومسلم

في حديث عتبان ، يجوز ان يكسر حرف العين عِتبان أو يضم عُتبان ، ولكن المشهور كسر العين عن مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ الانْصَارِيُّ -رضي الله عنه- قال: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: ( إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا الله يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ الله )    البخاري ومسلم

2- الصلاة تثبت في السنن الأربعة وعند الإمام أحمد في المسند من حديث أم حبيبة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها حرمه الله تعالى على النار، وصححه الشيخ الألباني

3- الهين اللين يحرم على النار فعن َنِ ابْنِ مَسْعُودٍ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: (حُرِّمَ عَلَى النَّارِ كُلُّ هَيِّنٍ لَيِّنٍ سَهْلٍ قَرِيبٍ مِنْ النَّاسِ) رواه احمد وحسنه الارنؤوط بشواهده

4- وحرم الله على النار من جاهد في سبيل الله عن عَبَايَةُ بْنُ رِفَاعَةَ قَالَ أَدْرَكَنِي أَبُو عَبْسٍ وَأَنَا أَذْهَبُ إِلَى الْجُمُعَةِ فَقَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: ( مَنْ اغْبَرَّتْ قَدَمَاهُ فِي سَبِيلِ الله حَرَّمَهُ الله عَلَى النَّارِ) رواه البخاري

5-   من بكى من خشية الله وروى أحمد وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: حُرمت النار على عين بكت من خشية الله.

روى الترمذي وحسنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله.

6- من احبه الله حرمه على النار ففي مسند احمد والحاكم في المستدرك وهو حديث حسن من رواية انس بن مالك ان النبي صلى الله عليه وسلم قال والله لايلقي اللله حبيبه في النار ) وفي سورة المائدة قال الله يحبهم ويحبونه والسؤال متى يحبك الله  اذا  اطعته احبك وفي المقابل متى يحب العبد الله اذا تذكرت نعمه  وما بكم من نعمة فمن الله وفي الحديث عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أحبوا الله لما يغذوكم من نعمه وأحبوني بحب الله وأحبوا أهل بيتي لحبي )) رواه الترمذي وايضا ورد في اذكار الصباح اللهم ما اصبح بي من نعمة او باحد من خلقك فمنك وحدك الحديث )

الشاهد اقسم نبينا ان الله لايلقي حبيه في النار وحبيب الله من يطيعه

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

رؤيا ابن عمر في النار

حديثي معكم اليوم عن رؤيا عبدالله ابن عمر لنار جهنم وهو شابا يافعا ففي صحيح البخاري فيكتاب التعبير أَنَّ ابْنَ عُمَرَ ، قَالَ : " إِنَّ رِجَالًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانُوا يَرَوْنَ الرُّؤْيَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَيَقُصُّونَهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَيَقُولُ فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا شَاءَ اللَّهُ ، وَأَنَا غُلَامٌ حَدِيثُ السِّنِّ وَبَيْتِي الْمَسْجِدُ قَبْلَ أَنْ أَنْكِحَ ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : لَوْ كَانَ فِيكَ خَيْرٌ لَرَأَيْتَ مِثْلَ مَا يَرَى هَؤُلَاءِ ، فَلَمَّا اضْطَجَعْتُ ذَاتَ لَيْلَةٍ ، قُلْتُ : اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ فِيَّ خَيْرًا فَأَرِنِي رُؤْيَا ، فَبَيْنَمَا أَنَا كَذَلِكَ إِذْ جَاءَنِي مَلَكَانِ فِي يَدِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِقْمَعَةٌ مِنْ حَدِيدٍ يُقْبِلَانِ بِي إِلَى جَهَنَّمَ وَأَنَا بَيْنَهُمَا أَدْعُو اللَّهَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ جَهَنَّمَ ، ثُمَّ أُرَانِي لَقِيَنِي مَلَكٌ فِي يَدِهِ مِقْمَعَةٌ مِنْ حَدِيدٍ ، فَقَالَ : لَنْ تُرَاعَ ، نِعْمَ الرَّجُلُ أَنْتَ لَوْ كُنْتَ تُكْثِرُ الصَّلَاةَ ، فَانْطَلَقُوا بِي حَتَّى وَقَفُوا بِي عَلَى شَفِيرِ جَهَنَّمَ ، فَإِذَا هِيَ مَطْوِيَّةٌ كَطَيِّ الْبِئْرِ لَهُ قُرُونٌ كَقَرْنِ الْبِئْرِ بَيْنَ كُلِّ قَرْنَيْنِ مَلَكٌ بِيَدِهِ مِقْمَعَةٌ مِنْ حَدِيدٍ وَأَرَى فِيهَا رِجَالًا مُعَلَّقِينَ بِالسَّلَاسِلِ رُءُوسُهُمْ أَسْفَلَهُمْ عَرَفْتُ فِيهَا رِجَالًا مِنْ قُرَيْشٍ ، فَانْصَرَفُوا بِي عَنْ ذَاتِ الْيَمِينِ ، فَقَصَصْتُهَا عَلَىحَفْصَةَ ، فَقَصَّتْهَا حَفْصَةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ رَجُلٌ صَالِحٌ لَوْ كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ "، فَقَالَ نَافِعٌ : فَلَمْ يَزَلْ بَعْدَ ذَلِكَ يُكْثِرُ الصَّلَاةَ .

هذه النار التي راها ابن عمر خلقت على شكل بئر مطوية واذا القي الحجر من شفيرها يظل سبعين خريفا ففي مسند ابو يعلي عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لو أن حجرا كسبع خلفات (1) بشحومهن وأولادهن ألقي في جهنم ، لهوى سبعين عاما لا يبلغ قعرها )

هذه النار هي المحرقة الهائلة فكل بلاء في الدنيا دون نار جهنم فهو عافيه كل عذاب مهما عظم في الدنيا دون جهنم فهو عافيه اهل النار الذين هم اهلها معذبون فيها عذاب لاينقطع  اكبر مشكلة في نار جهنم ان عذابها لاينقطع   الالم الذي فيها لاينتهي يقول الله وياتيه الموت من كل مكان وما هو بميت ومن ورائه عذاب غليظ )ومن ثم ورد في حديث بشير بن الخصاصية قال وقف (صلى الله عليه وسلم) على منبره فجعل ينادي ويقول:

"أنذرتكم النار، أنذرتكم النار، أنذرتكم النار..."

وعلا صوته (صلى الله عليه وسلم) حتى سمعه أهل السوق جميعا، وحتى وقعت خليصة كانت على كتفيه (صلى الله عليه وسلم)، فوقعت عند رجليه من شدة تأثره وانفعاله بما يقول عليه الصلاة والسلام.

واذا تبين هذا فسوف اذكر لكم اعمالا من فعلها حرمه الله على النار

1- التوحيد ينجي من النار ففي الحديث عن عتبان بن مالك وكان ضريرا قال (فإن الله حرم على النار من قال لا إله الا الله يبتغي بذلك وجه الله ) اخرجه البخاري ومسلم

في حديث عتبان ، يجوز ان يكسر حرف العين عِتبان أو يضم عُتبان ، ولكن المشهور كسر العين عن مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ الانْصَارِيُّ -رضي الله عنه- قال: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: ( إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا الله يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ الله )    البخاري ومسلم

2- الصلاة تثبت في السنن الأربعة وعند الإمام أحمد في المسند من حديث أم حبيبة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها حرمه الله تعالى على النار، وصححه الشيخ الألباني

3- الهين اللين يحرم على النار فعن َنِ ابْنِ مَسْعُودٍ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: (حُرِّمَ عَلَى النَّارِ كُلُّ هَيِّنٍ لَيِّنٍ سَهْلٍ قَرِيبٍ مِنْ النَّاسِ) رواه احمد وحسنه الارنؤوط بشواهده

4- وحرم الله على النار من جاهد في سبيل الله عن عَبَايَةُ بْنُ رِفَاعَةَ قَالَ أَدْرَكَنِي أَبُو عَبْسٍ وَأَنَا أَذْهَبُ إِلَى الْجُمُعَةِ فَقَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: ( مَنْ اغْبَرَّتْ قَدَمَاهُ فِي سَبِيلِ الله حَرَّمَهُ الله عَلَى النَّارِ) رواه البخاري

5-   من بكى من خشية الله وروى أحمد وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: حُرمت النار على عين بكت من خشية الله.

روى الترمذي وحسنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله.

6- من احبه الله حرمه على النار ففي مسند احمد والحاكم في المستدرك وهو حديث حسن من رواية انس بن مالك ان النبي صلى الله عليه وسلم قال والله لايلقي اللله حبيبه في النار ) وفي سورة المائدة قال الله يحبهم ويحبونه والسؤال متى يحبك الله  اذا  اطعته احبك وفي المقابل متى يحب العبد الله اذا تذكرت نعمه  وما بكم من نعمة فمن الله وفي الحديث عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أحبوا الله لما يغذوكم من نعمه وأحبوني بحب الله وأحبوا أهل بيتي لحبي )) رواه الترمذي وايضا ورد في اذكار الصباح اللهم ما اصبح بي من نعمة او باحد من خلقك فمنك وحدك الحديث )

الشاهد اقسم نبينا ان الله لايلقي حبيه في النار وحبيب الله من يطيعه

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

محبة  ليس لها نظير

وعلاماتها الخمس

حديثي معكم اليوم عن علامات حب النبي صلى الله عليه وسلم الخمس والناس متفاوتون بين الحظ الاعلى وبين الحظ الادنى ومن خلال هذه العلامات سوف يتقين الانسان انه لازال لديه الكثير من التقصير وسوف اذكر اية واحدة ثم اذكر من السنة حديثين  وبعدها اذكر الخمس علامات

اما الاية يقول الله ومن أعظم لوازم محبته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تحكيمه في كل موضع نـزاع، فلا يقدم قول أحد ولا رأيه ولا اجتهاده ولا نظره، ولا حكمه على قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحكمه، يقول الله تبارك وتعالى في هذا: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً )

فاقسم الله بنفسه ولا يقسم الله بنفسه الا وياتي جواب القسم عظيم فاقسم الله بنفسه انه لايتم ايمان مؤمن حتى يحكم نبيه في كل موضع نزاع فيسلم المؤمن تسليماً مطلقاً لما حكم به رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولما أمر ولما أخبر به من خبر فلا يعرضه لا على عقله ولا على رأيه ولا على مذهبه ولا على قول شيخه، ولا على أي مخلوق أو أي فكر بشري.

واذا كانت محبته ركنا من أركان الدين وشرطا من شروط الإيمان فيجب على كل إنسان أن يتعاهدها في نفسه وأن يعرفها، وأن يعرف ضوابطها وحدودها، فإن هذا النبي الأمي rشرفه الله سبحانه وتعالى بأنواع التشريف، فقد اختاره من خلائقه فهو أفضل ما خلق الله من الخلائق، وقد اختاره اختيارا بشريا والناس فيها ما بين افراط وغلو وتفريط وجفاء

اما الحديثان

ففي البخاري فيكتاب الايمان والنذور عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أدرك عمر بن الخطاب وهو يسير في ركب يحلف بأبيه فقال ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت

وفي " الأيمان والنذور " من حديث عبد الله بن هشام أن عمر بن الخطاب قال للنبي صلى الله عليه وسلم " لأنت يا رسول الله أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي . فقال : لا والذي نفسي بيده ، حتى أكون أحب إليك من نفسك . فقال له عمر : فإنك الآن والله أحب إلي من نفسي . فقال : الآن يا عمر " انتهى .

فعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ  رضي الله عنه  قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ»). رواه البخاري ومسلم واللفظ له وعند مسلم ايضا  عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من أهله وماله والناس أجمعين)).

اما علامات حب النبي صلى الله عليه وسلم

طاعته قولا وفعلا وظاهرا وباطنا وقد ضرب اصحاب نبينا صلى الله عليه وسلم المثلى الاعلى في ذلك عبد الله بن مغفل رضي الله عنه قال : نهى رسول الله  عن الخذف وقال : (إنه لا يقتل الصيد ، ولا ينكأ العدو ، وإنه يفقأ العين ، ويكسر السن) متفق عليه (227). وفي رواية اخرى ان ابنا لاعبدالله بن مغفل حذف ؛ فنهاه وقال : إن رسول الله  نهى عن الخذف وقال : ( إنها لا تصيد صيداً ) ثم عاد فقال : أحدثك أن رسول الله  نهى عنه ، ثم عدت تحذف !؟ لا أكلمك أبداً

وكذلك روى أبو داود في سننه بسنده عن أبي سعيد الخدري قال : بينما النبي صلى الله عليه وسلم يصلي بأصحابه إذ خلع نعليه فوضعهما عن يساره فلما رأى ذلك القوم ألقوا نعالهم ، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته قال : ( ما حملكم على إلقائكم نعالكم ؟ ) قالوا : رأيناك ألقيت نعليك فألقينا نعالنا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن جبريل عليه السلام أتاني فأخبرني أن فيهما قذراً )

 

الشوق الى رؤية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وقال القرطبي : كل من آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم إيمانا صحيحا لا يخلو عن وجدان شيء من تلك المحبة الراجحة ، غير أنهم متفاوتون . فمنهم من أخذ من تلك المرتبة بالحظ الأوفى ، ومنهم من أخذ منها بالحظ الأدنى

 

عن عائشة قالت‏:‏ جاء ثوبان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا رسول الله إنك لأحب إلي من نفسي وأهلي وولدي وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتيك فأنظر إليك وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين وإني إذا دخلت الجنة خشيت أن لا أراك فلم يرد رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً حتى نزل جبريل عليه السلام بهذه الآية ‏{‏وَمَن يُطِعِ اللهَ وَالرَسولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذينَ أَنعَمَ اللهُ عَلَيهِم مِّنَ النَبيينَ‏}‏ الآية

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( من أشدّ أمتي لي حُباً ، ناسٌ يكونون بعدي يود أحدهم لو رآني بأهله وماله )) رواه مسلم

( أشد أمتي لي حبا, قوم يكونون بعدي, يود أحدهم أنه فقد أهله وماله وأنه رآني )

رواه مسلم 2832 وأحمد واللفظ له عن أبي ذر

· ( إن أناسا من أمتي يأتون بعدي، يود أحدهم لو اشترى رؤيتي بأهله وماله)

جلس مالك في الروضة لمدة سبعين عاما! وكان كثيرا ما يبكي بها عند حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم  ويقول: "لعلي أجلس مكانه". يمني النفس أن يطأ بجسده موضعا وطئه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم .

ثم يبكي ويقول: "أمالك بن أنس الفقير الضعيف يُحدِّثُ في روضة الرسول صلى الله عليه وسلم؟!" ولشدة تعظيمه لحديث من أحب لم  يحدث به  إلا وهو متوضئ لأنه كان  يشعر أن حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم عبادة.

كان الامام مالك اذا  كان يوم الحديث يتأخر، فيقولون له: "لما تأخرت؟" فيقول: "لأتطهر، وأتوضأ، وأتعطر من أجل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم".

وما يثير العجب في شدة تعلقه وحبه للرسول صلى الله عليه وسلم انه لم يركب في المدينة قط. ومن أحسن الكتب المعرفة بالنبي  كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى للقاضي أبي الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصبي الأندلسي السبتي رحمه الله، وهذا الكتاب قال فيه أهل العلم لما قرءوه: لولا الشفا لما عرف المصطفى ، فهو كتاب لا يستغني طالب علم عن القراءة فيه ومراجعته وكثير من أهل العلم يفرضون على طلابهم قراءته ليتعرفوا على النبي وليتهذب سلوكهم وأخلاقهم مع النبي  فيعرفوا حقه ومكانته، ومن الفصول المؤثرة في هذا الكتاب قول القاضي رحمه الله: باب عظيم منزلته

عن مالك رحمه الله قال: لو أدركتم ما أدركت لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا، فقد أدركت جعفر بن محمد وكان ذا دعابة فإذا ذكر عنده رسول الله r بكى حتى كأنه ما عرفك ولا عرفته، وأدركت محمد بن المنكدر وكان إذا حدثنا عن رسول الله r بكى حتى رحمناه وخرجنا عنه، وكان مالك لا يلبس النعلين ولا الخفين في المدينة توقيرا لرسول الله r، وخرج ذات يوم إلى العقيق فسأله رجل عن حديث فقال: من هذا الذي يسأل عن حديث رسول الله r في الطريق؟ فأمر بجلده عشرين سوطا، فقيل له: يا أبا عبد الله إنه القاضي، قال: القاضي خير من أدب، فجلده عشرين سوطا، فلما ذهب مالك إلى منزله دعاه فرحمه وحدثه عشرين حديثا بدل كل سوط حديثا، فقال القاضي ليته جلدني مائة فحدثني مائة حديث، إنهم كانوا يحبون النبي r حبا عميقا مؤثرا جدا

ومن علامات حبه ترك الاستهزاء بسنته او بمن يطبق السنة ولاشك ان من استهزا بالسنة او بمن يطبق السنة كفر ورده ونفاق لما رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال‏:‏ قال رجل في غزوة تبوك في مجلس‏:‏ ما رأيت مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا، ولا أكذب ألسنا، ولا أجبن عند اللقاء، فقال رجل‏:‏ كذبت ولكنك منافق، لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل القرآن، فقال عبد الله بن عمر‏:‏ وأنا رأيته متعلقا بحقب ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم تنكبه الحجارة وهو يقول‏:‏ يا رسول الله، إنما كنا نخوض ونلعب، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ سورة التوبة الآية 65 ‏{‏أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ‏}‏ سورة التوبة الآية 66 ‏{‏لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ‏}‏ فجعل استهزاءه بالمؤمنين استهزاء بالله وآياته ورسوله‏.‏

كثرة الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ففي الحديث عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من صلى عليَّ حين يصبح عشرًا ، وحين يمسي عشرًا ، أدركته شفاعتي يوم القيامة) رواه الطبراني وذكره ابن القيم في جلاء الافهام وذكر في اتحاف السَّادة المتقين (9/445) عن حفص بن عبد الله قال : رأيت أبا زرعة في النوم بعد موته يصلي في السماء الدنيا بالملائكة قلت: بم نلت هذا ؟ قال: كتبت بيدي ألف ألف حديث أقول فيها على النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من صلى عليّ صلاة صلى الله عليه عشراً.

وكثرة الصلاة على رسول الله r: فهي من أجلّ القربات وأحسنها، وقد صلى الله عليه وملائكته تشريفًا له وتكريمًا، فيجب علينا معرفة منزلته؛ حتى نوقره ونجله، ونتقرب إلى الله بحبه.

يقول شيخنا محمد المختار: سلْ نفسك كم تصلي عليه في يومك وأسبوعك؟ بل إن البعض يجلس في مجلس العلم ويصلي على النبي r وهو لا يسلم وممكن أن يسلم بقلبه، وأقل ما فيها المخالفة.

بقي تنبيه: لا تصلي عليه مباشرة بل قل اللهم صلّ وسلم وبارك عليه، هذا اختصارًا والأفضل الوارد كالتشهد الأخير.

فوائد الصلاة والسلام على النبي r:

إن من أكثر من الصلاة عليه، أخرجه الله من الظلمات إلى النور، وتأتي الصلاة من الله على نبيه بمعنى الثناء عليه في الملأ الأعلى، والصلاة من الله على عباده بمعنى الرحمة، ومن الملائكة بمعنى الدعاء، ثبت في مسند أحمد والأربعة: «من صلّى عليّ صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرًا».

الأوقات التي يُندب فيها الصلاة على النبي r ثلاثة:

1- في الصباح والمساء: ثبت عند الإمام الطبراني بسند رجاله ثقات، عن أبي الدرداء – رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله r يقول: «من صلى علي حين يصبح وحين يمسي عشرًا أدركته شفاعتي يوم القيامة».

2- الصلاة عليه في أي موطن: أو في أي مجلس نجلس فيه، ثبت في مسند أحمد والترمذي عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن رسول الله r: «وما جلس قوم لم يذكروا الله، ولم يصلوا على نبيهم إلا كان عليهم ترةً وأمرهم إلى الله، إن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم».

3- الصلاة عليه يوم الجمعة: قال شيخنا الشنقيطي: إن كثرة الصلاة والسلام على رسول الله r يوم الجمعة أفضل من قراءة القرآن، لا من حيث الجنس، ولكن من جهة المتابعة للنبي r. فقد ثبت في مسند أحمد وأبي داود عن أوس بن أوس – رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله r يقول: «أكثروا عليّ من الصلاة يوم الجمعة؛ فإن صلاتكم معروضة عليّ فيه» فقال الصحابة: يا رسول الله كيف تعرض عليك وقد أرمت أو أَرمت عظامك؟ يعني: بليت، فقال: «إن الله حرم على الأرض أجساد الأنبياء».

ألا تستحي أن تُعرض صلاتك على النبي r وأنت قليل البضاعة يوم الجمعة، أو قليل العدد؟ إن حفظ حقّ النبي r حفظ للدين، ومع الأسف، هذه السنة مهجورة عند الكثير من الناس، قال الإمام أحمد: «تعظيم النبي r تعظيم لله، إن موسى – عليه السلام – ضرب بعصاه البحر فانفلق، فكان كل فرق كالطود العظيم، وأعظم منه من تفجرّ الماء من بين أصابعه، من بين اللحم والدم، فصدر عنه ألف وخمسمائة، قال جابر: لو كنا مائة ألف لوسعنا».

تعليم سنته ونشرها  وقد يقول وكيف لي ان انشر سنتة وانا لست داعي هاو طالب علم فنقول بامكان كل واحد يبلغ سنتة في حدود ما يعرف فعلى سبيل المثال وانت معك اهلك وترى احد ابناءك لايحسن اداب الطعام فتقول  له كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك  وكما ورد في حديث حذيفه

وعن حذيفة  رضي الله عنه  قال : " كنا إذا حضرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاماً لم نضع أيدينا حتى يبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيضع يده ، وإنا حضرنا معه مرة طعاماً فجاءت جارية كأنها تدفع ، فذهبت تضع يدها في الطعام ، فأخذ رسول الله  صلى الله عليه وسلم بيدها ، ثم جاء أعرابي كأنه يدفع ، فأخذ بيده ، فقال رسول الله  صلى الله عليه وسلم:إن الشيطان يستحل الطعام أن لا يذكر اسم الله تعالى عليه ، وإنه جاء بهذه الجارية ليستحل بها ، فأخذت بيدها ، فجاء بهذا الأعرابي ليستحل به ، فأخذت بيده، والذي نفسي بيده إن يده في يدي مع يديهما ، ثم ذكر اسم الله تعالى وأكل"

 

 

 

 

 

 

 

 

 

فمن زحزح عن النار

حديثي معكم اليوم بعنوان فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز لايمكن ان يدخل الجنة وينالها احد الا بعد الزحزحة عن النار  يقول علي رضي الله عنه  كل خير بعده نار جهنم  فليس بخير وكل شر بعده  الجنة فليس بشر  وكل نعيم دون الجنة فهو لاشيء  وكل بلاء دون النار فهو عافيه

مهما عظم عذاب الدنيا لكنه دون عذاب النار لاشيء  الناس في الدنيا تقلق على مصيرها المؤقت فاصبح هم الناس الاكبر كيف ابني بيتا كيف احصل على وظيفه كيف اتزوج كيف انال شهادة اين يبني ابنائي ليس لديهم رصيد ولا عقارات  وتركنا مصيرنا الابدي  يجب علينا ان نفر من النار ونسعى في فكاك انفسنا  من النار

نحن لم نرى النار  لايقظة ولا مناما  ولكننا سمعنا بنار جهنم من خلال كلام الله ورسوله  ان جهنم هي المحرقة الهائله  فيها جبال واوديه  وشعاب  وتجري فيها اوديه  من صديد  يقول الله ويسقى من ماء صديد يتجرعه ولا يكاد يسيغه

في الصحيحين  من حديث أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتكت النار إلى ربها فقالت رب أكل بعضي بعضا فأذن لها بنفسين نفس في الشتاء ونفس في الصيف فأشد ما تجدون من الحر وأشد ما تجدون من الزمهرير.وفي رواية للبخاري : فأشد ما تجدون من الحر فمن سمومهاوأشد ما تجدون من البرد فمن زمهريرها )

نحن لانتحمل اربعين درجة    وفي الستة والاربعين يكاد الواحد يخرج من جلده  والعجيب ان لكل نفس من نفس النار يتخذ النار له وقاية ففي الشتاء

 

 

 

 

 

 

كيف خلق الله الجنة والنار

حديثي معكم اليوم عن كيفيه خلق الجنة والنار ثبت في وفي سنن الترمذي ( 2483 ) وغيره عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ أَرْسَلَ جِبْرِيلَ إِلَى الْجَنَّةِ فَقَالَ : انْظُرْ إِلَيْهَا وَإِلَى مَا أَعْدَدْتُ لِأَهْلِهَا فِيهَا . قَالَ : " فَجَاءَهَا وَنَظَرَ إِلَيْهَا وَإِلَى مَا أَعَدَّ اللَّهُ لِأَهْلِهَا فِيهَا . قَالَ : فَرَجَعَ إِلَيْهِ قَالَ فَوَعِزَّتِكَ لَا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَهَا . فَأَمَرَ بِهَا فَحُفَّتْ بِالْمَكَارِهِ ؛ فَقَالَ : ارْجِعْ إِلَيْهَا فَانْظُرْ إِلَى مَا أَعْدَدْتُ لأَهْلِهَا فِيهَا قَالَ فَرَجَعَ إِلَيْهَا فَإِذَا هِيَ قَدْ حُفَّتْ بِالْمَكَارِهِ فَرَجَعَ إِلَيْهِ فَقَالَ وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خِفْتُ أَنْ لَا يَدْخُلَهَا أَحَدٌ . قَالَ : اذْهَبْ إِلَى النَّارِ فَانْظُرْ إِلَيْهَا وَإِلَى مَا أَعْدَدْتُ لِأَهْلِهَا فِيهَا فَإِذَا هِيَ يَرْكَبُ بَعْضُهَا بَعْضًا فَرَجَعَ إِلَيْهِ فَقَالَ : وَعِزَّتِكَ لَا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ فَيَدْخُلَهَا . فَأَمَرَ بِهَا فَحُفَّتْ بِالشَّهَوَاتِ؛  فَقَالَ : ارْجِعْ إِلَيْهَا . فَرَجَعَ إِلَيْهَا ، فَقَالَ : وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ لَا يَنْجُوَ مِنْهَا أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَهَا " وقَالَ الترمذي : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ .وقال الحافظ في الفتح ( 6 / 320 )  : " إسناده قوي ".

هذا الحديث العظيم حينما خلق الله الجنة امر الله جبريل ان ينظر اليها والى ما اعده لاهلها فيها ولكم ان تتصوروا حديث اسامة بن زيد في وصف الجنة ثبت في سنن ابن ماجة وفي صحيح ابن حبان عن أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ لأَصْحَابِهِ : أَلاَ مُشَمِّرٌ لِلْجَنَّةِ ؟ فَإِنَّ الْجَنَّةَ لاَ خَطَرَ لَهَا ، هِيَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ نُورٌ يَتَلأْلأُ ، وَرَيْحَانَةٌ تَهْتَزُّ ، وَقَصْرٌ مَشِيدٌ ، وَنَهَرٌ مُطَّرِدٌ ، وَفَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ نَضِيجَةٌ ، وَزَوْجَةٌ حَسْنَاءُ جَمِيلَةٌ ، وَحُلَلٌ كَثِيرَةٌ فِي مَقَامٍ أَبَدًا ، فِي حَبْرَةٍ وَنَضْرَةٍ ، فِي دَارٍ عَالِيَةٍ سَلِيمَةٍ بَهِيَّةٍ , قَالُوا : نَحْنُ الْمُشَمِّرُونَ لَهَا يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : قُولُوا : إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ ذَكَرَ الْجِهَادَ وَحَضَّ عَلَيْهِ.

ماذا قال جبريل حينما راى هذه الخيرات وما اعده الله للمؤمنين قال يا رب لااحد يسمع بهاالا دخلها  لكنه حينما امره ان يرجع اليها مرة ثانية وبعد ان حفت بالمكاره قال لقد خفت الا يدخلها احد لان الجنة  لايوصل اليها الا على جسر من التعب  النعيم لايدرك بالنعيم ومن اثر الراحه فاتته الراحه نحن امام امتحانات يوميه  متنوعه ومتجدده تمتحن في سمعك وبصرك ولسانك وجميع تصرفاتك فمنا من يوفق ومنا من لايوفق والنتيجة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز

وفي المقابل لما خلق الله النار وما اعده لاهلها فيها  قال لجبريل انظر اليها فقال لااحد يسمع بها فيدخلها  احد العلماء عمل مقارنة بين نار الدنيا ونار الاخره

فقال المتبارد الى الاذهان ان نار الدنيا كنار الاخرة  ولكن من امعن النظر في كتاب الله  انها من نوع اخر فنار الدنيا اذا القيت فيها شيئا فحمته واحرقته فصار فحما نار الدنيا تحرق من يدخلها فيصير فحما فيموت ويستريح من الالم

لكن نار الاخرة  فيها شجر وفيها ماء وفيها ظل ولكن كل هذا للتعذيب وليس للتنعيم  ومشكلة نار الاخرة ان المها دائم لاهلها يقول الله وياتيه الموت من كل مكان وما هو بميت ومن ورائه عذاب غليظ

نار الاخرة اهلها فيها يعيشون ويفكرون ويتذكرون ويختصمون ( ان ذلك لحق تخاصم اهل النار )

في جهنم  شجر ينبت ويثمر يقول الله ( وشجرة تخرج في اصل الجحيم طلعها كانه رؤوس الشياطين ) أي ثمرها  وله ثلاث صفات مر ومنتن وفي منتهى الحرارة فيسلط الله عليهم جوعا اشد من عذاب النار  فياكلون منها

في جهنم طعام واهلها ياكلون ( ان شجرة الزقوم طعام الاثيم كالمهل يغلي في البطون )

في جهنم شراب وفيها ماء ولكنه ماء من صديد ( ويسقى من ماء صديد يتجرعه ولايكاد يسيغه ) وقال تعالى ( وسقوا ماء حميما فقطع امعاءهم )

وفي جهنم ثياب ولكنها من نار ( قطعت لهم ثياب من نار )

وفي جهنم ظل وظليل ولكنها كما قال الله ( وظل من يحموم لابارد ولاكريم ) ( لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل )

ان في هذه المحرقة الهائله الكبرى جبال واوديه وشعاب وتجري فيها اوديه الصديد  جعله الله لمن طغى وعصى واثر الحياة الدنيا واصر على الكفر فجهنم سجن لمن كفر وعصاه ويوزع اهلها على جهنم لكل باب منهم جزء مقسوم

ومن ثم حينما شاهد جبريل نار جهنم وما اعده الله فيها لاهلها فقال لا احد يسمع بها فيدخلها لكنه حينما حفها الله بالشهوات قال لااحد يكاد يسلم منها

ختاما بين الله في كتاب ان دخول الجنة لاياتي بالتشهي ولا بالتمني  ولكن بالايمان والعمل الصالح يقول الله واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي الماوى وايضا بين ان دخول النار لمن طغى واثر الحياة الدنيا فان الحجيم هي الماوى

وصايا جبريل الخمس لنبينا محمد

صلى الله عليه وسلم

حديثي معكم اليوم عن وصايا جبريل لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم اخرج الامام الحاكم ووافقه الذهبي وصححه الاالباني في السلسلة والجامع عن سهل بن سعد الساعدي قال قال رسول الله أتاني جبريل، فقال : يا محمد ! عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس

اما قولة عش ما شئت فانك ميت

كل حي سيموت    ليس في الدنيا ثبوت

مهما طال الليل لابد ان يطلع الفجر ومهما طال العمر لابد من القبر يقول بعض العلماء عاش احد الفنانين وهو حريص على الحياة حرصا لايوصف ويخاف من الموت خوفا عجيبا حتى كان لايركب طائرة خوفا ان تسقط به وكان لاياكل اللحم وياكل السمك والدجاج ولا ياكل الا فواكه ولديه برنامج غذائي صارم وتحت اشراف طبيب وظنه انه لن يموت ولكنه مات قل ان الموت الذي تفرون منه فانه ملاقيكم

ميمون بن مهران احسن من نفسه قساوة  فقال لأبنه اذهب بنا الى الحسن البصري فقال يا ابا سعيد عظني فقرا عليه ثلاث ايات من سورة الشعراء (أفرايت إن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون )

والقضية ليست ان تؤمن بانه الموت حق فقط  فكل حي يؤمن بالموت سواء كانوا كفار او مسلمين انما الشان ان تستعد للموت بالتوبة والعمل الصالح فثمن الجنة الايمان والعمل الصالح

اما قولة احبب من شئت فانك مفارقه

اعرف من تحب هناك حب يبقى وهناك حب يفنى

هل تحب زوجتك    او ولدك او مالك او اصحابك فلابد ان تفارقهم او يفارقونك وقد تنقلب بعض المحبات الى عدوات فكم من ابن قتل ابية وكم من امراة طلبت من زوجها الطلاق والعكس  وانقلبت تلك المحبة الى عداوات

لكن المحبة الباقيه محب الله مقصوده لذاتها لانها تستمر معك في الدنيا والاخرة ( والذين امنوا اشد حبا لله )  وايضا المحبة في الله ومن اجل الله يحشر المرء مع من احب ) حتى بعد الموت تستمر وحب العمل الصالح يستمر معك ايضا بعد الموت يتبع الميت ثلاث ماله  واهله وعمله فيرجع اثنان ويبقى واحد يرجع المال والاهل ويبقى العمل

اما قوله واعمل ما شئت فانك مجزي به

كل شيء له ثمن فالحسنة لها ثمن والسيئة لها ثمن يقول الله (من جاء بالحسنة فله خير منها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الذين عملوا السيئات إلا ما كانوا يعملون )

قال ابو بكر الصديق يا رسول الله ما اشد هذه الاية ( من يعمل سوء يجزى به ) عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ، أَنَّهُ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، كَيْفَ الصَّلاحُ بَعْدَ هَذِهِ الآيَةِ ؟ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ سورة النساء آية 123 كُلُّ سُوءٍ نَعْمَلُهُ نُجْزَى بِهِ ؟ ، قَالَ : " رَحِمَكَ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ ، أَلَسْتَ تَمْرَضُ ؟ أَلَسْتَ تَنْصَبُ ؟ أَلَسْتَ تُصِيبُكَ اللأْوَاءُ ؟ فَذَاكَ مَا تُجْزَوْنَ بِهِ " .

كما في الحديث الصحيح:"لا يصيب المؤمن من هم ولا غم ولا نصب ولا وصب حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها عنه" البخاري (5641) ومسلم (2573) عن ابي هريرة

واما قولة واعلم ان شرف المؤمن قيامة بالليل

يقول الله ( وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً ) -سورة الإسراء

وعن عمرو بن عبسة أن النبي صلى الله عليه وسلم  قال : " أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر ، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن " رواه الترمذي بسند صحيح والنسائي . جوف الليل الاخر أي ثلثة الاخيروهي ساعة السحر

قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن استطاع منكم أن يكون له خبيئة مِن عملٍ صالح، فليَفعل))؛ صحيح الجامع (6018).

وفي الصحيح ( ركعتان في جوف الليل خير من الدنيا وما فيها ) وعند ابو يعلى ( لاتدعن قيام الليل ولو قدر حلب شاة ) او فواق ناقه )

عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ومن قام بمائة آية كتب من القانتين ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين» رواه أبو داود بسند صحيح.

اما قوله واعلم ان عزك استغنائك عن الناس

نعم صحتك بيد الله رزقك بيد الله سعادتك بيد الله كل شيء تطمع فيه بيد الله بل حياتك وموتك ونشورك بيد الله عزك بيد وذلك بيد الله

وفي الحديث ( اذا سالت فاسال الله واذا استعنت فاستعن بالله ) من كان يريد العزة فالله العزة جميعا

ومن ثم قالوا استغنِ عمن شئت تكن نظيره , و أحتج إلى من شئت تكن أسيره , وأحسن إلى من شئت تكن أميره

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وقفت على بابي الجنة والنار

حديثي معكم اليوم عن الجنة والنار ثبت في الصحيحين من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قمت على باب الجنة، فكان عامة من دخلها المساكين، وأصاحب الجَدّ محبوسون، غير أن أصحاب النار قد أمر بهم إلى النار. وقمت على باب النار، فإذا عامة من دخلها النساء".

وفي البخاري من حديث ابي هريرة ( اطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ)) (صحيح البخاري)

والسؤال لماذا اكثر اهل الجنة مساكين وفقراء ولماذا الاغنياء واصحاب الجد محبوسون ولماذا ايضا اكثر اهل النار نساء

قال العلماء يحاسب الله كل انسان بحسب حظة من الدنيا فكل نعمة يعطيك الله يقابلها سؤال ماذا فعلت فيها وماذا اردت بها فاذا اتاك الله مالا وفيرا فسوف يكون السؤال كبيرا واذا اتاك سلطانا وقوة فسوف يحاسبك على كل تصرفاتك

ومن ثم الفقراء قل حظهم في الدنيا  فكان حسابهم يسيرا  دخلهم قليل  انفقوه في طعامهم وشرابهم ولباسهم وسكناهم

قسم العلماء اصحاب الاموال الى ثلاثة اقسام

1- غني وهو مايملك فوق الحاجة فاعطاه الله مالا زائدا عن حاجته لذلك تجد عنده اموالا بالبنوك مر عليها اثني عشر شهرا ولم ينفقها لكونها مالا زائدا عن حاجته  فهذا غني

2- فقير وهو مالايقدر على الكفاية فاعطاه الله مالا لكنه لايفي بحاجته لذلك تراه يستدين كل شهر

3- صاحب كفاية وهو مايملك ورجل اعطاه الله مالا فكان صاحب كفايه ورزق كفافا لا له ولا عليه  كفاية  والاسلم للانسان في غالب احواله الكفاف  ولذلك قبل خمسين كان في هذه البلاد وبالخصوص جزيرة العرب كانوا اصحاب كفايه قبيلة كامله لاتسمع واحدا منهم يقول لك سوف احمل اسرتي واذهب انا وهم لتنزة في منتزة كذا واليوم تسمع من يقول خرج الاسرة مع السائق ورب الاسرة نائم بالبيت   تسمع من يقول زوجته وابتنه تعمل في محل كذا او مستشفى كذا على بعد خمسين كيلوا وهو نائم بالبيت بل سمعنا من يقول ذهبت ابنته لتدرس في اروبا فباعوا دينهم من اجل عرض من الدنيا قليل

الشاهد من هذا ان الغنى يصحبه اثام ومعاصي الغنى محفوف بالمعاصي والاثام والاضرار بالاخرين  هناك من الاغنياء من يبني مجده على حساب غيره  ومنهم من يبني غناه على فقر غيره ومنهم من يبني حياته على موت غيره فيه اناس يبنون سعادتهم على جهد غيرهم

ومن ثم يحشر الاغنياء على اربعه فرق

1- فريق جمع مالا من حرام وانفقه في الحرم خذوة الى النار

2- فريق جمع مالا حراما وانفقه في الحلال خذوة الى النار

3- فريق جمع مالا من حلال وانفقه في الحرام خذوة الى النار

4- فريق جمع ماله من حلال وانفقه في الحلال يحاسب ويحبس على باب الجنه ففي الحديث كما في صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة إلى الجنة بأربعين خريفاً".وحديث: "المساكين يدخلون الجنة قبل الأغنياء بن

5- نصف يوم". ونصف يوم مقداره خمسمائة سنه

مختصر القول الفقراء دخلوا الجنة قبل الاغنياء بنصف يوم بسبب قله حظهم من الدنيا وحبس الاغنياء على باب الجنة بنصف يوم بسبب الحساب فكل نعمة يقابلها سؤال هم الاخسرون الاقلون يوم القيامة الاكثرون مالا الا من قال هكذا وهكذا

اما قولة ووقفت على باب النار

فالنار هي المحرقة الهائله جمع الله فيها صنوف العذاب فعن ابي هريرة  قال : كنا مع رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم إِذ سَمِعَ وَجْبَةً فقال : « هَلْ تَدْرُونَ ما هذا؟» قُلْنَا : اللَّه وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قال : هذا حَجَرٌ رُمِيَ بِهِ في النَّارِ مُنْذُ سَبْعِينَ خَريفاً فَهُوَ يهْوِي في النَّارِ الآنَ حَتَّى انْتَهَى إِلى قَعْرِهَا ، فَسَمِعْتُمْ وجْبَتَهَا» رواه مسلم . اكبر مشكلة في النار ان عذابها غير منقطع لاينتهى الالم فيها يقول الله ( وياتيه الموت من كل مكان وما هو بميت وم ورائة عذاب غليظ )

والسؤال لماذا النساء اكثر اهل النار بسبب خطورة اللسان واللباس وكفران العشير  وكفر الاحسان واخطر شيء عليهن اللباس وتبرجهن ففي الحديث صنفان من اهل النار وذكر نساء كاسيات عاريات  وقد القى الشيخ المنجد محاضرة بعنوان الحجاب او النار بل ان نقاب كثير من النساء اليوم نوع من التبرج  لان النقاب اذا خرج عن حدود النظر محرم وهن اليوم اصبحن متبرقعات ولسن متنقبات والاسلم لهن البعد عن هذه الامور من اجل سلامة دينهن فلا يفتن ولا يفتن لكن خرج الكثير من النساء غير مبالين بالوعيد الشديد  فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ج1وج2وج3وج4.كتاب الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة النجم الغزي

  ج1وج2وج3وج4. كتاب الكواكب السائرة     بأعيان المئة العاشرة النجم الغزي  الطبقة الأولىفي ذكر من وقعت وفاته من المتعينين من افتتاح سنة...